مركز الملك عبدالثه بن عبدالعزيز الدولي 7-1 ي لخدمة اللغة العربية The Arabic Language أثر الروافد الثقافية في التنطير اللحوي الرسائل الجامعية 0 د.سعد بن عبدالله المحمود 1- انو اوس انراهة الال هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الرسائل الجامعية ه أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي د. سعد بن عبدالله بن عبدالر من المحمود 0 مركز الملك عبدالته بن عبدالعزيز الدولي 4 لخدمة اللغة العربية King Abdullah Bin Abdulaziz Int'l Center for .‏ 9 The Arabic Language هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا 9 مركز الملك عبدالته بن عبدالعزيز الدولي 4 لخدمة اللغة العربية م ® King Abdullah Bin Abdulaziz Int! Center for‏ e‏ The Arabic Language أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي ش الطبعة الأولى ۸ھ - ۲۰۱۷م جميع الحقوق محفوظة المملكة العربية السعودية - الرياض ١١51777” الرياض‎ ١". ص.ب‎ ۰۹4111۱۲0۸۱1١۹۸۲ - ° ١ 411۱۱۲0۸۷۲ هاتف:58‎ nashr@kaica.012.84 البريد الإلكتروني:‎ ح/ مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية» 578 ١ه.‏ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر المحمود» سعد بن عبدالله أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي اللغة./ سعد بن عبدالله المحمود. - الرياض» 57/8 اه ..ض؟ .. سم ردمك: ٤-0-۰‏ ۹۷۸-1۰۳-۹۰۹7 -١‏ اللغة العربية - النحو أ. العنوان ١18/5 6١6 ديوي‎ ١578/8555 رقم الإيداع:‎ ۹۷۸-1۰۳-۹۰۹7 ٤-٥-۰ ردمك:‎ لتصميم والإخراج Lig دار وجوه للنزثر‎ 4 Wojooh Publishing § Distribution House Ml www.wojoooh.com (WOON! المملكة العربية السعودية - الرياض‎ © الهاتف: 4562410 © الفاكس:4561675 © للتواصل والنشر: info@wojoooh.com © j لايسمح بإعادة إصدار هذا الكتابء أو نقله في أي شكل أو وسيلة» سواء أكانت إلكترونية أم يدوية أم ميكانيكية» بها في ذلك جيع أنواع تصوير المستندات بالنسخ» أو التسجيل أو التخزين» أو أنظمة الاسترجاع» دون إذن خطي من المركز بذلك. هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المحتويات الموضوع تقديم المقدمة التمهيد الفصل الأول: أثر الروافد الثقافية في الأصول النحوية أثر الروافد الثقافية في السماع -١ ١‏ أثر الروافد الثقافية في أقسام السماع وأحكام النحاة عليه /١/١‏ ١-المتواتر‏ والآحاد . والمجهول‎ لسرملا-١‎ 0١ من تقبل روايته ومن ترد -١ ١‏ أثر الروافد الثقافية في التحمل والأداء - طرق الأخذ والتحمل هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا ا موضوع أثر الروافد الثقافية في القياس -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في القياس عند ابن جني -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في القياس عند الأنباري ۲ ۳- أثر الروافد الثقافية في القياس عند ابن مضاء القرطبي. ۲ - أثر الروافد الثقافية في القياس عند السيوطي . /١‏ 5- أثر الروافد الثقافية في العلة -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في العلة عند ابن جني ؟/ 5/ - أثر الروافد الثقافية في العلة عن الأنباري ۲ 5/ ”- أثر الروافد الثقافية في العلة عند ابن مضاء القرطبي . أثر الروافد الثقافية في العلة عند السيوطي‎ - /5 /١ أثر الروافد الثقافية في الإجماع ا الروافد العفافية ف حب الجا أثر الروافد الثقافية في استصحاب الحال أثر الروافد الثقافية في الاستحسان أثر الروافد الثقافية في التعارض والترجيح تعارض الأدلة تعارض السماع والقياس تعارض استصحاب ال حال مع دليل آخر الفصل الثاني: أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي ومناهج التأليف أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي -١ /١‏ أثر الثقافة العقدية في المصطلح النحوي هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الموضوع -١ ١0١‏ أثر الثقافة العقدية في العدول بالمصطلح النحوي إلى مصطلح آخر -١ ١0١‏ أثر الثقافة العقدية في نقل مصطلحات عقدية إلى النحو . -١ /١‏ أثر الثقافة الفقهية والأصولية في المصطلح النحوي -١ 0١‏ مصطلح السماع أو النقل -١ ١‏ مصطلح القياس /١١‏ - مصطلح الاستحسان /١١‏ - مصطلح استصحاب الحال ١/١‏ 0- مصطلح الإجماع ١‏ 1- مصطلح العلة ١‏ - مصطلح الدور . ١ح‏ مصطلحا التعارض والترجيح -0١‏ مصطلحا النسخ والتعليق ١‏ 7- أثر الثقافة الحديثية وأصوها في المصطلح النحوي -١ ١‏ مصطاح المتواتر -١ 1١‏ مصطلح الآحاد /١‏ "/ 7- مصطلحا المرسل والمنقطع أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف النحوي . -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في الأصول النحوية -١ ١7‏ أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند ابن جني -1١/١7‏ أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند الأنباري /١ ۲‏ ”-أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند السيوطي ۲ 7- أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب الخلاف النحوي 11۷ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الموضوع ١/١/١‏ - أثر الروافد الثقافية في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات الأنباري -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في كتاب اتتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة لعبداللطيف بن أبي بكر الزبيدي ۲ - أثر الروافد الثقافية في كتب الأمالي النحوية ۲ - أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب التراجم والطبقات النحوية -١ /5 /١‏ أثر الروافد الثقافية في كتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي /١‏ 5// - أثر الروافد الثقافية في كتاب نزهة الألباء في طبقات الأدباء . ۲ 5- أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب الأشباه والنظائر النحوية الفصل الثالث: أثر الروافد الثقافية في القاعدة النحوية المبحث الأول: أثر الروافد الثقافية في توليد القاعدة النحوية وبنائها أثر القواعد الأصولية العامة في بناء القواعد النحوية -١ ١‏ قاعدة ( التابع لا يتقدم على المتبوع ) أثر قاعدة: التابع لا يتقدم على المتبوع الفقهية في النحو ١١‏ - نصب المستثنى ب ( إلا ) إذا تقدم على المستثنى منه -١ ١0١‏ منع تقدم التوابع على متبوعها ١01١‏ 7- منع تقدم معمول التوابع على المتبوع . ١‏ -قاعدة:( ما صح تبعًا لا يصح استقلالاً ) أثر قاعدة: ما صح تبعًا لا يصح استقلالاً الفقهية في النحو -١ ١‏ جر (ربٌ) المعرفة -١ ١‏ إضافة (أي) إلى المفرد المعرفة 01١‏ "- جواب الشرط الجازم ١‏ 5- حذف الفاء من جواب (أمًا) شرطية. 1۷ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الموضوع ؟- أثر الروافد الثقافية في بناء القواعد النحوية. ؟/ -١‏ النكرة والمعرفة (ترتيب المعارف) BNI‏ ۲ -الخفض على الجوار ۲ -الممنوع من الصرف (المؤنث المنقول من مذكر) -٠ ۲‏ قاعدة نصب الفعل المضارع المعطوف بالفاء على جواب الشرط ۲ - جزم الفعل المضارع الواقع في جواب النهي المبحث الثاني: أثر الروافد الثقافية في تقرير القواعد والأحكام النحوية قواعد عامة كان ها أثر في تقرير القواعد النحوية عامة -١ ١‏ قاعدة:(الضرورات تبيح المحظورات) -١ ١‏ الفصل بين المضاف والمضاف إليه 7/١١‏ النداء أثر الروافد الثقافية في تعليل آراء النحوية ؟/ -١‏ إعراب الأسماء الستة . ۲ -( لات ) حقيقتها وأصلها ۲ ۳- الاستثناء ؟/ 5 - الإضافة ۲ - التعجب ۲ - نعم وبئس ۲ - أفعل التفضيل: امتناع اجتماع (من) مع الألف واللام ۲ - النعت (اختصاص الأساء بالنعت) ۲ - العطف (معاني حروف العطف) ١07 ١6ه‎ ١65 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا الموضوع ؟/ -٠١‏ النداء (الهمزة في النداء) ١7‏ الممنوع من الصرف (جواز جر الممنوع من الصرف بالكسرة للضرورة ؟/١١-‏ أقل الجمع . البحث الثالث: أثر الروافد الثقافية في إيضاح القاعدة النحوية علة الإعرب . الأصل والفرع الابتداء تقديم خبر المبتدأ عليه . ناصب الظرف الواقع خبرًا ( ال لش 52 أفعال القلوب (التعليق والإلغاء) عمل اللفظ المركب ما لا ينصرف (السبب في كون المنع لعلتين) - إعراب الفعل المضارع - علامات إعراب الفعل المضارع (حذف حرف العلة في الجزم) - العامل في جواب الشرط الفصل الرابع: أثر الروافد الثقافية في الشواهد والأمثلة النحوية أثر الثقافة العقدية في الأمثلة النحوية ١ /١‏ - أثر الثقافة العقدية في توجيه الشواهد والأمثلة النحوية ١‏ 7- أثر الثقافة العقدية في بناء الأمثلة النحوية. /١‏ ”- أثر العقيدة في الاستشهاد النحوي أثر الثقافة الفقهية في الأمثلة النحوية |۰ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الموضوع أثر الحياة الاجتاعية في الأمثلة النحوية أثر الرافد السياسي في الأمثلة النحوية . الخاتة . فهرس المراجع والمصادر فهرس الآيات القرآنية فهرس الأحاديث النبوية فهرس الأبيات الشعرية E هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً هه مو كتبه أبو أوس إبراهيم الشمسان جامعة الملك سعود كان نزول القرآن بالعربية نعمة من نعم الله عليها؛ إذ رفع من شأنها وجعل أفئدة من الناس الناطقين بها أو بغيرها تهفو إلى تعلمها وتفخر بإتقانها؛ فهي السبيل إلى حسن تلاوته وفهمه. ثم نشأت لتلبية فهم أغراض العقيدة والشريعة جملة من العلوم التي تعالج جوانب النص القرآني» قراءاته ورواياتهاء تفسيره وتأويله» استنباط دلائل العقيدة وأحكام الفقه وا معاملات» لغته نظامها الصوتي والصرفي والنحوي والمعجمي والدلالي» وكان نظام اللغة بالجملة يعرف بالعربية» وظهر هذا النظام أول ما ظهر مدوّنًا في كتاب سيبويه الذي هو جاع ما ثقفه من أشياخه وثمرة محاوراته مع أستاذه إمام العربية الخليل بن أحمد وما أفاء الله به عليه من فكر وتأملات في استعمالات العرب لغتّهم. نشأت أجيال المتعلمين من القدماء على تلقي العلوم العربية والشرعية» فهم يختلفون إلى شيوخ هذه العلوم يتزودون بزاد مشترك حتى إذا آنس المتعلم منهم ميلا إلى علم من تلك العلوم جد في طلبه واختلف إلى أشياخه حتى ينال الإجازة فيه» وهو مع ذلك يكون على سبب من علم أو علوم أخرىء ولذا ترى النحوي القارئ» والنحوي المفسرء والنحوي الأصولي» والنحوي الفقيه» والنحوي الفلسفي» وهمم من الاتجاهات العقدية والفكرية ما تنزع بأفكارهم أو توجه فهمهم» فهذا سني وهذا شيعي وهذا أشعري وهذا معتزليٌ» وهذا حنفي وهذا شافعي أو مالكي أو حنبل. 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا عرف تاريخ العربية طائفة كبيرة من النحويين الذين تيزوا بعلمهم وتعليمهم وتآليفهم» وما كانوا ليصلوا إلى مكانتهم التي وصلوا إليها لولا المصادر الأولى التي استقوا منهاء ما روي من القرآن والأحاديث الشريفة وما سمعوه من العرب من نثر وشعرء ثم ما ثقفوه من النظرات الثاقبة والتأملات الدقيقة في لغة كل تلك النصوص» إلى روافد أخرى مما تلقوه أثناء الطلب» وكان للثقافة النحوية جانبان مهمان أحدهما نظري ابتدأ بالوصفية ثم آل إلى المعيارية التي يقتضيها التلقي اللغوي مهارات وعلومًا؛ وجانب تطبيقي اتخذ من لغة القرآن ميدانًا رحبّاء فكان إلى جانب تفسيره وتأمل دلالاته؛ إعرابُ آية والتأمل في طرائق إبلاغه وبلاغته؛ فلم يكن درس العربية ونظامها محصورًا في كتب نحوية خاصة بل اتسعت دائرة القول فيه حتى إنك تجد مسائله مطروقة في كتب التفاسير وني كتب أخبار المجالس والمناظرات وتراجم النحاة» وعلى نحو ما نشأ الخلاف في الفقه والعقيدة نشأ الخلاف في قضايا النحوء وما كان لينشأ مثل هذا الخلاف لولا اختلاف العلماء أنفسهم في روافد ثقافتهم التي تؤثر في طرائق تفكيرهم وتلون أصول ذلك التفكير» وإن من أجل الأمور وأهمها في تاريخ الثقافة النحوية الكشف عن تلك الروافد. ومن هنا تأت أهمية كتاب «أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي» الذي أعده الباحث الدكتور: سعد بن عبد الله بن عبدال رحمن المحمود» وكان لي شرف معرفة هذا العمل الجليل منذ كان فكرة في ذهن صاحبه ثم تابعت خطوات جع مادته ومعالجتها وصياغتها. حتى انتهى إلى إنجاز ما أنجز بم| وهبه الله من صبر وأناة وسعة اطلاع على مظان مادته المتفرقة في تضاعيف الكتب المطولة في الميادين التراثية المتعددة» ولولا ما تحلى به الباحث النجيب من خلق الباحث ودأبه ومثابرته لنكص عن دربه واثاقل عن الوفاء بمقتضياته. أدار الدكتور سعد المعالجة في كتابه حول أهم أربعة محاور للدرس النحويّ» فجاء الفصل الأول لدراسة «أثر الروافد الثقافية في الأصول النحوية»» والفصل الثاني لدراسة «أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي ومناهج التأليف»؛ والفصل الثالث لدراسة «أثر الروافد الثقافية في القاعدة النحوية»» والفصل الرابع لدراسة «أثر الروافد الثقافية في الشواهد والأمثلة النحوية)» وهذه فصول متدرجة تدرجًا عقليًا مقنعًاء آخذة مفرداتها بعضها بحجز بعض. -١ غ5‎ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً وأما الأصول النحوية فهي مُعتمّد التقعيد الذي يبدأ باستقراء اللغة بالسماع المباشر من أهلها أو بها هو بمنزلة السماع من رواية الثقات» ثم وصفها وصفا دقيقا فاستنباط نظامها في مستوياته المختلفة صوئًا وصرفا ونحوًا اعتمادًا على جمهرة استعمال أهلهاء فإذا كان ذلك جاء القياس بعد على ما فعّد حسب ما استقر من استعمال جمهرتهم» فساغ من الألفاظ والتراكيب مالم يرد السماع به؛ لأنه جار مجرى ذلك المسموع مقيس عليه فهو منه» وأما ما يخالف المقيس عليه من مسموع فإن اطرد استعماله عندهم قدّم إذ لا قياس مع السماع. هذان أصلان أساسيّان السماع والقياس وأما سوهما من إجماع أو استصحاب حال فهما معتمدان في حقيقتهم| على السماع والقياس وأما الاستحسان فهو أقرب إلى استعمال الفقهاء لا النحويين. تناول المؤلف تفاصيل كانت مدار الدرس» فييّن أثر الروافد الثقافية في أقسام السماع وأحكام النحاة عليه فهو يقتف القارئ على قضية (المتواتر والآحاد)؛ و(المرسل والمجهول). و(مَن تقبل روايته ومّن ترد)» و(أثر الروافد الثقافية في التحمل والأداء) وكل ذلك متأثر بثقافة علوم الحديث وأصول الفقه التي هي أسبق تدويتا من أصول النحوء وأما أثر الروافد الثقافية في القياس فهو يقفنا على أثر الروافد الثقافية في القياس والعلة عند طائفة من النحاة كابن جني والأنباري وابن مضاء القرطبي والسيوطي» وهو إنما وقفنا على هؤلاء لاتضاح أثر الروافد الثقافية على مواقفهم وأقوالهم. وهو لا يكتفي بالأصلين النحويين المعتيرين بل يمضي لبيان أصول أشحر لم يتفق على أنها من أصول النحو. يقفنا المؤلف على أثر الروافد الثقافية في الإجماع وني حجيته. ثمّ أثر الروافد الثقافية في استصحاب الحال وأثر الروافد الثقافية في الاستحسان. ويلتفت إلى ما يتعلق بهذه الأصول والأدلة فيبين أثر الروافد الثقافية في التعارض والترجيح فيهاء فيقف على تعارض الساع والقياس» وتعارض استصحاب الحال ودليل آخر مع أن شرط الاستدلال ل لي أو قياس؛ لأنه إبقاء لحكم الظاهرة كا هي عليه» وينتهي بعد ذلك إلى ما تقتضيه تقتضيه معالحة الأدلة وتعارضها إلى ترجيح دليل على دليل. أما المصطلحات فهي مفاتيح العلم التي لا يستقيم فهم علم إلا بها متى حررت واتضحت مفاهيمها؛ ولكن اتخاذها أو تطويرها أو تغييرها ليس بمنجاة من الأثر الثقافي المشارك في توجه فكر النحوي» وهي من لوازم التأليف النحوي» ولذلك أحسن المؤلف للك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا حين عقد الفصل الثاني لبيان أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي ومناهج التأليف. فوقفنا على أثر الروافد الثقافية والعقدية في المصطلح النحوي ثم أثر الثقافة العقدية في العدول بالمصطلح النحوي إلى مصطلح آخر وفي نقل مصطلحات عقدية إلى النحوء وكذلك أثر الثقافة الفقهية والأصولية في المصطلح النحوي» ومن هذه المصطلحات مصطلح السماع أو النقل» والقياس» والاستحسان» واستصحاب الحال» والإجماعء والعلة» والدور» ومصطلحا التعارض والترجيح» ومصطلحا النسخ والتعليق» وانتقل لبيان أثر ثقافة الحديث وأصوله في المصطلح النحوي كمصطاح المتواتر ومصطلح الآحاد ومصطلحي المرسل والمنقطع» وأما أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف النحوي فعالج أثرها في مناهج التأليف في الأصول النحوية» فوقفنا على أثرها في مناهج بعض النحويين مثل ابن جني» وأبي البركات الأنباري» والسيوطيء ثم بين أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب الخلاف النحوي مثل كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات الأنباري» و كتاب ائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة لعبداللطيف بن أبي بكر الزبيدي» وكذلك أثر الروافد الثقافية في كتب الأمالي النحوية» وأثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب التراجم والطبقات النحوية وكتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي» وكتاب نزهة الألباء في طبقات الأدباء» وكذلك أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب الأشباه والنظائر النحوية. وأما الفصل الثالث فهو من أكثر فصول الكتاب أهمية لتعلقه بأثر الروافد الثقافية في القاعدة النحوية» وهو فصل يتسم بالدقة والاهتمام بالتفاصيل» ولذلك وزعت مباحثه في ثلاثة مباحث أوا أثر الروافد الثقافية في توليد القاعدة النحوية وبنائها وفيه بيان لأثر القواعد الأصولية العامة في بناء القواعد النحوية كقاعدة (التابع لا يتقدم على المتبوع) وهي في الأصل قاعدة فقهية» ويظهر هذا الآثر في نصب المستثنى ب (إلا) إذا تقدم على المستثنى منه» وفي منع تقدم التوابع على متبوعهاء ومنع تقدم معمول التوابع على المتبوع» ومن القواعد قاعدة:(ما صح تبعًا لا يصح استقلالا) وهي قاعدة في الأصل فقهية» وتظهر في مثل جر (ربّ) المعرفة» وإضافة (أي) إلى المفرد المعرفة» وجواب الشرط الجازم» وحذف الفاء من جواب (أمّا) الشرطية. وللروافد الثقافية أثر في بناء القواعد النحوية أنفسهاء كأثرها في ترتيب المعارف في باب النكرة والمعرفة» وها أثر في قضايا أخرى كالمذكر والمؤنث» والخفض عل الجوار» والممنوع من الصرف هاب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً (المؤنث المنقول من مذكر)» وها آثر في قاعدة نصب الفعل المضارع المعطوف بالفاء على جواب الشرط» وفي جزم الفعل المضارع الواقع في جواب النهي» وثاني مباحث أثر الثقافة في القاعدة النحوية هو أثرها في تقرير القواعد والأحكام النحوية» فثمة قواعد عامة كان لها أثر في تقرير القواعد النحوية عامة كقاعدة:(الضرورات تبيح المحظورات) نجدها في الحديث عن الفصل بين المضاف والمضاف إليه وفي باب النداء» ولحذه الروافد أثر في تعليل آراء نحوية في إعراب الأسماء الستة والحرف (لات) حقيقته وأصله. والاستثناء» والإضافة» والتعجب. وفعلي المدح والذم نعم وبئس» وامتناع اجتماع (من) مع اسم التفضيل المحلى ب(أل)» واختصاص الأساء بالنعت» ومعاني حروف العطف» واستعمال الهمزة في النداء» وجواز جر الممنوع من الصرف بالكسرة للضرورة» وما يكون عليه أقل الجمع. وأما ثالث مباحث أثر الروافد الثقافية ففي إيضاح القاعدة النحوية كا نجد ذلك في علة الإعرب وني الأصل والفرع» وني الابتداء وتقديم خبر المبتدأ عليه وناصب الظرف الواقع خبرًا و(لا) التي لنفي الجدس وأفعال القلوب (التعليق والإلغاء»» وعمل اللفظ المركب» وسبب منع صرف ما لا ينصرف لعلتين» وإعراب الفعل المضارع وعلامات إعرابه» والعامل في جواب الشرط. وآخر فصول هذا الكتاب الرائد هو الفصل الرابع وفيه بيان أثر الروافد الثقافية في الشواهد والأمثلة النحوية» وقفنا فيه على أثر الثقافة العقدية في توجيه الشواهد والأمثلة النحوية وني بناء الأمثلة النحو ثم أثر العقيدة في الاستشهاد النحوي وني الأمثلة النحوية» وثمة التفاتة إلى أثر الحياة الاجتاعية في الأمثلة النحوية وأثر الرافد السياسى في الأمثلة النحوية أيضًا. وأحسب أن كل فصل من فصول هذا الكتاب صالح ليكون موضوع رسالة علمية موسعة ومعمقة تقفنا على تفاصيل تأثير ثقافة النحوي في معالحة القضايا النحوية انطلاقا من مظاهر هذا التأثير الكامنة في تضاعيف التآليف النحوية» والباحث نفسه بين بجلاء أن عمله كان عملا استكشائفيًا غرضه التمغيل لا الاستقضاء لأن مغل ذلك يطول أمره لكثرة شيو اده اتصفت لغة الباحث الدكتور سعد المحمود بالوضوح الذي هو من لوازم المعرفة العلمية وبالدقة في التعبير عن المراد وبحسن تخير الألفاظ مع سلامة لغوية عالية» وتجافت عا تتصف به بعض البحوث والكتب المتخصصة من ترهل في عباراتها وطول في جملها وغموض في تعابيرها. -/ا1!ط - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا واعتمد لإنجاز بحثه على الصورة التي أراد ها أن تظهر فيه على طائفة كبيرة من المصادر والمراجع أحسن استعالها والاستفادة ما فيها من خير» ولم يكن موقفه من نصوص تلك المصادر والمراجع موقف الناقل بل موقف القارئ الناقد المتخير المدرك لمقتضيات البحث وأصوله؛ وفق الله هذا الباحث النحوي الواعد إلى مزيد من البحث والإنتاج العلمي المثمر. المقدمة : لم يكن النحو العربي - بداية من نشأته - بمعزل عن العلوم والمعارف بمختلف مشار اء بل كانت حاضرة معه» ومرافقة له في مراحل نموه السريع» فكانت الخطوات الأولى هذا العلم متصلة اتصالاً مباذ شرًا بالقرآن الكريم» إذ اعتمد هذا العلم عليه وقام لخدمته من اللحن والخطأ. كان لعلو ااا جات وا ولي لحري ر و العلم. ولم تكن علوم الشريعة وحدها المتصلة بعلم النحو بل كان لعلوم حر علاقة مباشرة بالنحو العربي. بل إن علاقة النحو لم تكن بالعلوم وحدهاء إذ كانت له علاقات بروافد غير هذه العلوم» روافد كانت مغذية له» يأخذ منها ما يحتاجه. ويستعين بها في| يفيده ويغذيه. إن من ينظر في تراجم علاء النحو يجد ما يؤكد تلك العلاقات المختلفة بين علم النحو وغيره من العلوم والروافد الأخرى» فا يظهر في تراجم أعلام النحو وأقطابه من تميز في القراءات» أو في الفقه» أو الأدب» أو علم الكلام» أو الحساب أو غيرها من العلوم يؤكد تلك العلاقة. فأبو عمرو بن العلاء [ت:5 ١٠ه]‏ "أحد القراء السبعة”2"7» أما سيبويه إمام النحاة وأستاذهم فكان قبل النحو"'يصحب الفقهاء وأهل الحديث وكان يستملي على حماد بخ سلمة"29. وكذا كان الکسائی[ت :12۲۸۹ آما السراق[ت:1541ه] "فكان سكس ارات اترو للشلاو ارون اروا ر ا -١‏ عبدالمجيد اليماني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» تحق. عبدالمجيد دياب (ط١ء‏ مركز الملك فيصل/ الرياض» 19/87م) ٠١١‏ . ۲- اليماني» إشارة التعيين» 537 7. ۳- اليهاني» إشارة التعيين» /711. .97 اليواني» إشارة التعيين»‎ - ٤ ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً لذاء فليس غريبًا أن يجد من يتصفح كتب النحو ملامح من الفقه الإسلامي أو أصوله» أو من التفسير وعلومه» أو من الفلسفة اليونانية وجداء أو من الحياة الأدبية» بل كان للحياة الاجتماعية العامة أو السياسية أَثْرٌ في مباحث هذا العلم وقضاياه. وإذا كانت هناك علاقة معتبرة بين هذه العلوم على اختلاف مشاربها وعلم النحو» وكانت هناك علاقة هذا العلم بروافد أخرى غير العلوم» فإن هناك تأثيرًا وأثرّاء تأثيرًا من تلك العلوم والروافد في علم النحوء وأثرًا ظاهر لما في أصول هذا العلم وقواعده ولا كان البحث في أصالة النحو العربي موضوعًا شاغلا لكثير من الباحثين» كما كان البحث في أثر العلوم الإسلامية ميدانًا لفريق آخر منهم» وكان تأثير العلوم في النحو وتأثره مها واردًا وظاهرًا بأسباب تلك العلائق كان لا بد من الوقوف على هذه العلاقة لمحاولة الوصول إلى ملامح هذا الأثر في هذا العلم» فجاء هذا البحث في "أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي" وقصدت بالروافد الثقافية: ذلك المخزون العلمى والمعرفي المكون لثقافة النحوي من غير أصول هذا العلم وأركانه» كالقراءات ال والثقافة العقدية» والفقهية» والأصولية» وغيرها من ثقافات العلوم الأخرى. وكمعارف الحياة السياسية والاجتماعية؛ ليحاول الإجابة عما يثار حول هذا الموضوع من أسئلة. واعتمد في هذا البحث منهجًا استقرائيًا تحليلاء جعت فيه ما وجدته في مؤلفات النحاة وآرائهم - بعد الاستقراء - من أثر لرافد ثقافي ثم ألّفت بينها وفق فصول الكتاب ومباحثه» محللا ذلك الأثر لذلك الرافد الثقاني ومُظهرًا لدوره في بابه. وجاءت الخطة في: مقدمة» وتمهيد» وأربعة فصول» وخاتمة. أما المقدمة فبينت فيها أسباب اختيار الموضوع» وعرفت بالبحث» ثم فصلت خطته. وجعلت التمهيد مدخلا للقارئ يقف فيه على بدء تأثير الروافد الثقافية في النحو العربي. ثم جاءت فصول البحث مفصلة على القضايا العامة للتنظير النحوي» فبدأتها بحديث عن أثر الروافد الثقافية في الأصول النحوية» جمعت فيه ما استطعت الوقوف عليه من آثار لروافد مختلفة في كتب الأصول النحوية التي اشتهرت عند الباحثين» كالمخصائص ولمع الأدلةء والاقتراح. ا جعلت الحديث في الفصل الثاني مقسومًا على مبحثين» أولم): في أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي» والآخر في أثرها في منهج التأليف النحوي» وحرصت على تتبع تلك الآثار التي صرح النحاة بها في مناهجهم ما استطعت. ك4 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وناقشت في الفصل الثالث أثر الروافد الثقافية في القاعدة النحوية» وكان ذلك في مبحثين» كان الأول منهما في أثر الروافد في بناء القاعدة النحوية» والثاني في تقرير القاعدة النحوية. وني الفصل الرابع وقفت على أثر الروافد الثقافية في الشواهد والأمثلة النحوية» فتتبعت فيه كل أثر ظهر لي في أمثلة النحاة وشواهدهم» عقدي» أو فقهي» أو اجتماعي» ثم جاءت الخاتمة وفيها عرض لأهم النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث. وقد ولعل من الوفاء أن أسطر في هذه الورقات شكرًا لمن كان له الفضل - بعد الله - في إتمام هذا العمل وإكاله» فأشكر الله وأحمده أولاً وآخرًا على ما وفق وأعان ويسّر. تم أشكر أسعالاي» لامد الدكتور: أبا أو إبرافيم السات الذي غرفت بمتابعته وإشرافه العلمي على هذا الجهد» مذ كان فكرة حتى اكتمل مشروعًا ومُوَكمًاء فكان مرشدًاء ومشرفاء ومُوجِهًاء فأفدت عدًّاء وخلقاء وتوجيهًا. المؤلف سعد بن عبدالله المحمود /١١ °‏ :”ها 0-7 تت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً شغلت قضية التأثير والتأثر في النحو العربي كثيرًا من الباحثين» فكان الاعتراض والنقد لهذا العلم مرتكرًا على أثر المنطق والثقافة الفلسفية فيه» حتى كادوا يقولون بتبعية هذا العلم للمنطق. ولعل أولئك المنتقدين لعلم النحو غاب عن أذهانهم أن كثيرًا من قواعد النحو العربي إنما كان اعتمادها لا على المنطق الصوريء وإنما على المنطق الطبيعي أو المادي» ذلك المنطق الذي يعنى بتطابق العقل مع الواقع"» "إن طبيعة النحو لحر تقتضي اعتهاده على التفكير المنطقي بمعناه الطبيعي الذي يعتمد على قوانين العقل الأساسية» فليس النحو بشيء والمنطق والفلسفة شيء آخرء بل إنهها جزء من التراث النحوي””". وإذا كان المنطق الطبيعي جزءًا من أصول التراث النحوي العربي فإن البحث في أثر المنطق في النحو إنما هو بحث في أصل من أصوله» أصل لا يخفى أثره على كل طالب لهذا .47 م٠١١9 تمام حسانء الأصول ( عالم الكتب/ القاهرة»‎ -١ -أبو تاكي: سعود بن غازي » خصائص التأليف النحوي في القرن الرابع المجري(ط١.‏ دار غريب/ القاهرة» ٠٠٠۲م)‏ ۳ ۲ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن مسألة التأثير والتأثر في النحو العربي لا يمكن حصرها في مجال معرفي واحد» بل إن المجالات المعرفية المؤثرة في النحو والمتأثرة به أكثر من ذلك» وما ذلك إلا للتوسع المعرفي عند كثير من علاء النحو السابقين. إن مراجعة سريعة لسير النحاة توضح أن كثيرًا منهم لم يكن مُوَحَدًَا في ثقافته» بل كان متعدد المناهل باررًا إلى جانب ثقافته النحوية في علوم أخرى؛ فكان منهم القراء ومنهم المفسرون, ومنهم الفقهاء» ومنهم من جمع أكثر من ثقافة وبرز فيها. يضاف إلى ذلك أن أولئك النحاة لم يكونوا على منهج واحد في الاعتقادء أو على مذهب فقهي واحد» بل تعددت مذاهبهم العقدية والفقهية. لقد كان للتعدد الثقافي والمذهبي أثره في النحاة أنفسهم, وكان له أثر في نتاجهم العلمي والمعرفي» فبرزت معالم تلك الروافد الثقافية في بعض القضايا النحوية» وكان لها حضور في كثير من الأبواب والمسائل. إن أثر الروافد الثقافية في النحو العربي تبدت ملاحها مع بدء نشأة هذا العلم» فكان للثقافة العقدية أثرها في النشأة» إذ كانت الدافع الأسمى للتأليف في النحو ورسم قواعده . والمتتبع لتاريخ خ النحو العربي يرى بداية تأثر هذا العلم بها قارنه من روافد ثقافية متعددة مع بداية النشأة؛ ذلك أن الروايات كلها أرجعت نشأة النحو إلى وقوع اللحن في كلام العامة» وهو ما دعا إلى التفكير في وضع قواعد هذه اللغة تضمن تقليل اللحن. ولم يكن الدافع إلى التأليف هو حاية اللغة لذاتهاء بل كان الهدف الأسمى والغاية العظمى عندهم حماية القرآن الكريم من اللحن والخطأ في فهمه» ولا شك أن مثل هذا الدافع للتأليف في علم وابتداعه يعد دافعًا قويّاء ومؤثرًا فاعلاً في تلك القواعد. تعددت الروايات في واد ضع النحو وفي قصة وضعه. فابن سلامات :ها رأى أن "أول من أسس العربية وفتح بابها وأخبج سبيلها ووضع قياسها أبو الأسود الدؤلي [ت:9ه]"20, وتابعه على ذلك مجموعة من الرواة'". ومن الرواة من ذهب إلى "أن أول من وضع .٠١:١ محمد بن سلام الجمحي» طبقات فحول الشعراء تحق. محمود محمد شاكر( مطبعة المدني/ القاهرة)‎ -١ ۲- أبو الطيب عبدالوحد بن علي الحلبي» مراتب النحويين» تحق. محمد أبو الفضل إبراهيم (مطبعة نبضة مصر/ القاهرة» 06)) . والحسن بن عبدالله السيرافي» أخبار النحويين البصريين» تحق. طه محمد الزيني (مصطفى البابي الحلبي/ القاهرة» 1977م) .٠١‏ وأبو البركات عبدال رحمن بن محمد الأنباريء نزهة الألباء في طبقات الأدباء تحق. إبراهيم السامرائي ( ط ”3 مكتبة المنارة/ الزرقاء» ٩۱۹۸م) .١١‏ ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً النحو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب کرم الله وجهه [ت: ٠‏ 5ه]””" وذهب آخرون إلى القول أن نصر بن عاصم[ت: ٠‏ 5ه] هو راسم النحو وواضعه”"» وقيل: إن عبدالرحمن بن هرمز[آت:17١١ه]‏ أول من وضع العربية. والاختلاف في واضع النحو وني قصة الوضع إنما هو من ترف العلمء إذ ما الفائدة التي ترجى من معرفة واضعه» هل يفيد ذلك اكتساب القطعية لهذا العلم بحيث لا يمكن رفض قواعده ويجب العمل بها؟ آم ينزل النحو بسبب واضعه منزلة عليّة؟ إن اكتساب العلم لمكانته لا يتوقف على الخلاف في واضعه أو قصة وضعه» بل على ما يدرسه ذلك العلم» وعلم النحو اكتسب مكانته من ارتباطه الوثيق بالقرآن الكريم وكفى هذا كرفا ورفعة, وما بهم في هذه القضية قضية الخلاف في واضع النحو هو أثر الخلفيات الثقافية - على تعددها - في ترجيح روايات نشأة هذا العلم» إذ يظهر أثر الروافد الثقافية فيا روي من آثار عن نشأة النحو؛ لذا فليس الحديث عن نشأة النحو في هذا البحث من فضول القول» بل هو فرض تفرضه طبيعة هذه الدراسة التي تسعى إلى الوقوف على تلك الروافد الثقافية التي كان ها أثر في نشأة هذا الغلم وتضوجه تحتى اكتمل واستوى على سوقه. وليس الغرض من هذه الإشارة الوقوف على المراحل التاريخية هذه النشأة» بل المراد الوقوف على أثر الروافد الثقافية على اختلافها في هذا العلم» ومحاولة توجيهه وتسخيره لها. إن الاختلاف في واضع النحو وقصة وضعه لا تعني الاختلاف في السبب» بل جميعها تكاد تتفق على أن سبب وضع هذا العلم والنهوض به إنا كان ظهور اللحن وانتشاره» والخوف على لغة القرآن من الضياع على ألسنة العوام. وعند العودة إلى روايات العلماء في نشأة هذا العلم يظهر ترددها بين عدد من الأشخاص الذين لم يكن لم - في الغالب - إلا جهد الوضع. ١‏ -أبو الحسن علي بن يوسف القفطيء إنباه الرواة على أنباه النحاة» تحق. محمد أبو الفضل إبراهيم(ط ١ء‏ دار الفكر العربي/ القاهرة» (e۹7‏ 09 ؟- الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء» .۲١‏ ۳- ابن النديم» الفهرست» اعتنى به إبراهيم رمضان (ط ؟. دار المعرفة/ بييروت»/19917/61511م)11-17. والسیرافي» أخبار النحويين البصريين» ۲۲. والأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء» .7١‏ ماد هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا لقد كان للتوجه الاعتقادي عند بعض النحاة أثر في ترجيح القول بوضع النحو ونسبته إلى على بن أبي طالب رضى الله عنه» أو أبي الأسود الدؤلي» ذلك أن بعضًا من رجح وضع علي بن أبي طالب أو أبي الأسود الدؤلي للنحوء إنما كانوا مدفوعين بأثر من مذهبهم الاعتقادي؛ المذهب الشيعى» خاصة إذا عرف اف الأسود ونصرته لآل البيت. ثم إن مبالغة بعض الروايات وذكرها تقسيم علي بن أبي طالب رضي الله عنه الكلام إلى اسم وفعل وحرفء وتعريفه لكل قسم” دليل أكبر على ذلك قال أبو القاسم الزجاجي[ت: ٠‏ 5 7ه] في أماليه: "حدثنا محمد ابن رستم الطبري[ت: ٠١‏ "اه] قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني[ت:١٠٠ه]ء‏ حدثني يعقوب بن إسحاق ال حضرمى[ت:0 0 ES‏ حدثنا سعيك بن مسلم الباهلى» حدثنا اء عن جدي» عن أبي الأسود الدؤلي قال: دخلت على علي بن أبي طالب فرأيته مطرقا متفكرًا فقلت: فيم تفكر يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إنى سمعت ببلدكم هذا لحناء فأردت أن أصنع كتابًا في أصول العربية. فقلنا: إن فعلت هذا أحييتناء ثم أتيته بعد ثلاث. فألقى إل صحيفة فيها: صو وهو بسنا اموه حم 00 0 ع 00 و بسم الله الرحمن الرحيم» الكلام كله: اسم وفعل وحرف» فالاسم ما أنباً عن المسمى» قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك. واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء ثلاثة: ظاهر ومضمر -١‏ في كتاب: تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» بحت وذكرٌ لروايات وضع النحو وواضعهء جاء في آخرها: «اللغات أصلها من الأنبياء عليهم السلام - كما ذكرنا - فلم| ختمت النبوة ختمت اللغات» كا ختم سائر هذه الأسباب التي هي من أصول الأنبياء والحكماء بوحي من الله عز وجلء ولم يبق في العالم إلا رسومهم» فلا تجد في العالم غير رسومهم» أو ما استخرج من رسومهم وبني على أصوهم» ووجدنا من الرسوم المحدثة التي تشاكل حكمة الحكاء ما أحدث من هذه الأمة فاستخرج من اللغة العربية» وهو النحو والعروض وها معياران لكلام العرب» وأخذ أهلها من حكاء الأمة وأئمة الهدى؛ لأن النحو رسمه أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه لأبي الأسود الدؤلي» وكان أمير المؤمنين حكيم دهره» بل رأس الحكماء بعد رسول الله صل الله عليه وآله في هذه الأمة» وأهمه استخراج ذلك ولم يكن نبِيئّاء بل كان مودعًا محدّنًا وسبيل المودعين والمحدثين في هذه الأمة سبيل الأنبياء في سائر الأمم» وحكمتهم مستفادة من محمد صل الله عليه وآله» وكان علي عليه السلام مختصًا بذلك من بين الأمة» أودعه النبي صل الله عليه وآله وسلم أسرارًا فضله بها على غيره» فعلمها هو المستحق من الأمة» فمنها ما اختص به قومًا وسترها عن العامة» ومنها ما بذها للخاصة والعامة» والنحو شىء يشاكل حكمة الا وة ل يكن من اساب الات وهر صيلواك ا عله معش رجه من له الكرب» ووهه لي السود فاع عند وقاس عليه» وكذلك العروض أخذ أصله الخليل بن أحمد من رجل من أصحاب علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام» وكان أيضًا حكيم دهره؛ وإمام زمانه» ثم قاس عليه الخليل بن أحمد وأخرجه إلى الناس». السيد حسن الصدرء تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام: ( مركز النشر والطباعة العراقية المحدودة»١190م)‏ /0. دعلات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً قال أبن الأسوؤ: فجحعت مةه ياء وغرضقيا عليه فكان من ذلك حروق التصب فذكرت فيها: إن وأن وليت ولعل وكأن» ولم أذكر: لكن» فقاللي: لم تركتها ؟ فقلت: لم أحسبها منهاء فقال: بلى هى منها فزدها فيها"0". إن من الأدلة على أثر الروافد الثقافية في قضية نشأة النحو هذا التقسيم المنطقي الذي حكِي عن على بن أبي طالب رضى الله عنه أو عن أبي الأسود الدؤلي؛ ذلك أن "طبيعة تمن عل وآ الأسودتانى هذه لار رمك القاس الفليقية والجلم الذي ورد إلينا من هذا العصر في كل فرع علم يتناسب مع الفطرة» وليس فيه تعريف ولا تقسيم إن هو تفسير آية» أو جمع لأحاديث ليس فيها تبويب ولا ترتيب» فأما تعريف. وأما تقسيم منطقي فليس في شيء نما صح نقله إلينا عن عصر علي وأبي الأسودء وأخشى أن يكون ذلك من وضع بعض الشيعة الذين أرادوا أن ينسبوا كل شيء إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأتباعه". ف كانت البداية الفغلية لار يعض الرواقك الثقافية في الفح العري اضر ة مم النشأة» فإن الأثر الأظهر لتلك الروافد بدا واضحًا جليًا مع تقدم التأليف النحوي» من القرن الثالث ال حجري فا بعده. وكلما تقدم التأليف في النحو زادت الروافد الثقافية المؤثرة فيه؛ وما ذاك إلا لكثرة العلماء» وتنافسهم في الاستزادة من العلوم المختلفة التي سهل وصوهم إليهاء ما سهل تداخل العلوم وتأثر بعضها ببعض. لقد كان للروافد الثقافية أثر في النحو العربي» أثر تناول جوانب النحو المختلفة» فتناول أصوله» ومصطلحاته» وكان لقواعده نصيب من ذلك الأثر» واستمر الأثر ليصل إلى منهجهم في التأليف» ولامس الأمثلة النحوية التي سيقت استشهادًا أو تمثيلاً لقاعدة نحوية» تما يوحي بصلة هذا العلم وتفاعله المتكرر بين ثقافات أربابه المختلفة. "إن القول بوجود مؤثرات خارجية في النحو العربي لا يعنى إطلاقاً أن هذا النحو كان تقليداً خالا الضادى هذه الؤثر اه قاقد ابمطاء التحاة ارب أن شمر اما را 1( شاملاً تأثروا بغيرهم في بعض مواضعه. وكانوا على أصالة تامة في مواضع كثيرة أخرى ٠١:١ )١1985.قشمد السيوطي» الأشباه والنظائر في النحو تحق. عبدالعال سالم مكرم(ط١» مؤسسة الرسالة/‎ -١ ۲۸١ :۲ أحمد أمين» ضحى الإسلام(ط ۷ء مكتبة نبضة مصر/ القاهرة)‎ -١ “- محيي الدين محسبء الثقافة المنطقية في الفكر النحوي (ط١.‏ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية/ الرياض» )١57١‏ 0. عاق 9 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ومع وجود هذا التأثير تظهر مدى أهمية الوقوف على العوامل المؤثرة في مثل هذا التطورء وإن كان الوقوف على جميع العوامل صعبًا؛ نتيجة لتعدد الروافد الثقافية» وتعدد العوامل المؤثرة في تطور النحو العربي. إلا أنه لا بد من الإشارة إلى العوامل التي كان لحضورها الثقافي أثر ظاهر ومتكرر في جوانب هذا العلم» وما كان هذا الأثر ليظهر إلا لتلك العلاقة المباشرة بين هذا العلم - النحو - وتلك الروافد الثقافية المختلفة. ولعل من أهم العوامل المؤثرة في مثل هذا التطور ما يلي: .١‏ الموسوعية العلمية لعلماء النحو العربي. لم يكن النحاة - في الغالب - ذوي ثقافة واحدة» بل تعددت المناهل والمشارب التي ثْرَتْ قافتهم وزادت محصوهم العلميء لذا فلا غرابة أن تجد عالماً من علماء النحو المبرزين من النحاة القدماء قد ضمّ إلى جانب علمه النحوي علومًا أخر» وروافد ثقافية متعددة. تبدأ تلك الروافد من الثقافة القرآنية» التى تعد المحرك الأول للدرس النحوي» فالقرآن هو السبب الأول فى ها البح الي وهو الخال الأعل والأسوى لشواعد هذا العلم؛ لذا وجد من النحاة من هو بحر في القرآن وقراءاته» بل إن كثيرًا من القراء الذين أخذت عنهم القراءات القرآنية هم أركان في دراسة النحو العربي» فأبو عمرو ابن العلاء» والكسائيء انتهى إليهم| الإقراء والرئاسة النحوية"". وكثير من علماء النحو اعقاو القواء ايهو روم مجع ل اه امالك عد ان ل غل فلك لقانت في القراءات وأحكامها وتوجيهها أَلَمّها أقطاب من علماء النحو العربي”"» ما يدل على مدى عمق الثقافة القرآنية عند أولئك العلماء. ولم تكن الثقافة القرآنية هي الرافد الوحيد لأولئك العلماء» بل كان هناك روافد أخر أَثْرَتْ ثقافتهم العامة» وكان لها أثر في درسهم النحويء روافد لم يكن من اللازم على النحوي الإلمام بهاء فمن نحوي ملم بالفقه وأصوله. إلى ثانٍ عالم بالتفسير وغريب .511/-١57 -اليهاني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين»‎ ١ له كتاب المحتسب في تبيين وجوه‎ ] ۳۹١ على الفارسى [ت: ۳۷۷ ] له كتاب في علل القراءات السبع» وابن جني [ت:‎ همات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً القرآن» إلى ثالث يكون موسوعة في ختلف العلوم فقهها وحديثها وبيانها وبديعها. فالخليل بن أحمد [آت:١7١ه]‏ كان لغويًا وقارئا ومحدثا وعروضياء والسيرافي كان عالاً بالقراءات واللغة والعروض والكلام والحساب» والزخشري [ت:587ه] كان أديبًا ومفسرًا ولغويًا وبلاغيًا ومحدثًا وعالاً بالمنطق وعلم الكلام”"» وأبو حيان الأندلى[ت:5 5لاه] كان قارئًا ومفسدًا وأديبًا وعانًا ببعض اللغات“ أما الا ا نان ار ا رمق وعدا وهاه و وإن كانت تلك الروافد في غالبها سابقة للنحو ولطلبه عند علمائه» فإن من النحاة مَنْ شغلوا ببعض تلك العلوم عن النحوء فقد تشاغل ابن السراج[ت:5١‏ ه] بالمنطق والموسيقى عن دراسة النحوء. وكان هذا عذره حين أخطأ في مسألة نحوية بحضرة الزجاج[ت: ٠١‏ اه]ء فقال: "لأني تشاغلت عنه بالمنطق والموسيقى والآن أنا أعود". "ودراسة المنطق أفادت ابن السراج في دراسته النحوء فالنحو قياس كما قال الكسائي» وبا أنه قياس فهو بحاجة إلى منطق» والمنطق في أوضح صوره محاكمة عقلية» ولا شك أن دراسة النحو تعتمد على هذه المحاكمة العقلية؛ لتستقيم الأحكام ويمد القياس". ولا شك أن هذه الموسوعية في الثقافة» والتعدد في الروافد كان له أثر في النحو العربي عند أولئك العلماء وغيرهم ممن تيز بموسوعيته الثقافية» وعسى أن يتضح ذلك جليًا فيا بتي من تفصيل. ؟. اختلاف التوجه العقدي. لا خلاف في مكانة اللغة العربية وعلومها وأهميتها لعلوم الشريعة عقيدة وتفسيرًا وحديثًا وفقهّاء ذلك أن اللغة بعلومها أداة من أدوات البحث في الشريعة ووسيلة من وسائل معرفة النصوص ومراد الشارع فيهاء وحديث العلماء عن هذه المكانة وبيان أهميتها ودورها في هذه العلوم منثور في مؤلفاتهم» إذ رووا في ذلك الكثير من الآثار 47 اليماني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين»‎ - ١ ۲- اليماني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» ٠58‏ ۳- البواني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» .79٠١‏ . ٠١۸:۳ القفطي» إنباه الرواة على أنباه النحاق»‎ - ٤ - أحمد مطر العطية» ابن السراج ومذهبه في النحو ( ط١»‏ الصحوة للنشر والتوزيع/ القاهرة؟ ١٠5م) .٠۲‏ ۷ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا المنسوبة إلى الصحابة في الحث على تعلم العربية وتعليمها". إن الحديث عن العقيدة وأثرها في النحو العربي يبدأ من النشأة» ذلك أن بعض الروايات في نشأة النحو جعلت حماية العقيدة والدفاع عنها سببًا في وضع النحو والتأليف فيه؟ خشية الوقوع في اللحن المؤدي إلى فساد العقيدة وانحرافها. وقد روي أن أعرابيًا سمع قارا يقرأً: «أنَّ اللهبَرِيءٌ مّنَ امْركِينَ وَرَسُولُهُ 4 [التوبة:۳]ء بكسر اللامء فقال الأعرابي: أوقد بريء الله من رسوله؟ إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه. فبلغ عمر رضي الله عنه مقالة الأعرابي» فدعاه فقال: يا أعرابي» أتبرأ من رسول الله؟ قال: يا أمير المؤمنينء إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن» فسألت من يقرئني» فاق رأني رجل هذه السورة ( براءة ) فقال: أن الله بريء من المشر كين ورسوله. فقلت: اوقد بريء الله من رسوله؟ إن يكن الله بريء من رسوله فأنا أبرأ منه. فقال عمر رضى الله عنه: ليس هكذا يا أعرابي» فقال: كيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال: #أَنَللهبرِيءٌ مّنَ المْرِكِينَ وَرَسُولَُ 4 [التوبة:'7]» فقال الأعرابي: وأنا والله أبرأ من برئ الله ورسوله منه. فأمر عمر بن الخطاب أن لا يقرئ القرآن إلا عالم بالعربية» وأمر أبا الأسود أن يضع النحو”". ولم تقف مرحلة التأثر بالاتجاه العقدي عند هذه القصة»ء بل تجاوزتها إلى أبعد من ذلكء إذ تجاوزت مرحلة النشأة إلى مرحلة وجه فيها أصحاب المذاهب العقدية جهودهم في تقرير القواعد النحوية» وتوجيه نصوص الشرع نحويًا با يتناسب ومعتقداتهم. والباحث في كتب تفسير القرآن وبيانه يجد ذلك ظاهراء کا يجده باحث ولعل من أظهر الأمثلة على أثر الاتجاه العقدي ما ساقه كثير من النحاة كشاهد على جواز حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. إذ استشهدوا بقوله تعالى: #وّجَاء رَبك وَائْلّكُ صَفًَا صَنَاك [الفجر:۲۲]. ذلك أن صفة المجيء لله تعالى من الصفات الفعلية الخبرية. وفيها اختلف أهل المذاهب» فأهل السنة والجماعة يثبتون المجىء لله تعالى مجيئًا ولام ١‏ - روي عن عمر ا آثار في الحث على تعلم العربية» منها: «تعلموا العربية فإنها من دينكم» وتعلموا الفرائض فإنه من دينكم). -السيوطي: جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر» سبب وضع العربية» تحق.مروان العطية (ط ١‏ داراهجرة/ دمشق۱۹۸۸۰م) ۲۰ - 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً يليق بعظمته سبحانه”".. أما المعتزلة فإنهم ينفون هذه الصفة" ©«. وكان لهذا الاختلاف العقدي حضور في قضايا النحوء وأثر في توجيههاء فمن أنكر صفة مجىء الله - تعالى - وجه مثل هذه الآية على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه واب قال ابن هشام [ت:١5/اه]:‏ "يجوز أن يحذف ماعلم من مضاف ومضاف إليه. فإن كان المحذوف المضاف؛ فالغالب أن يخلفه في إعرابه المضاف إليه» نحو: و#وَجَاء رَبك افج ]اق اروك ۳. اختلاف المذهب الفقهي . إلى جانب أثر الاختلاف في المذهب العقدي في التنظير النحوي» كان للاختلاف في المذهب الفقهي أثرٌ ظاهر في نمو هذا الأثر» وما ذلك إلا للحضور الطاغي للثقافة الفقهية عند كثير من علماء النحو العربي» إضافة إلى أن النحو وسيلة من وسائل توجيه نصوص الشرع وفهمها. وتحدث كثير من العلماء السابقين عن حاجة أهل الفقه والفتيا إلى علوم اللغة العربية» قال ابن فارس[ت:740ه]: "إن العلم بلغة العرب واجب على كل متعلق من العلم بالقرآن والسنة والفتيا بسبب» حتى لا غناء بأحلِ منهم عنها. وذلك أن القرآن نازل بلغة العرب» ورسول الله كَلكِْةٌ عربي. فمن أراد معرفة ما في كتاب الله جل وعز» وما في سنة رسول الله صلى الله عليه من كل كلمة غريبة أو نظم عجيب. لم يجد من العلم باللغة يدَا"©. وإن كانت اللغة العربية وعلومها معيتا لكثير من القضاة والفقهاء» يستعينون بها لفهم نصوص الشارع والتفقه فيهاء فيستلهمون منها أحكامهم وفتاواهم التي يصدرونهاء فإن الفقه وأصوله ومذاهبه كانت حاضرة في النحو وقضاياه. 51/4 :7 )م199٠»توريب ابن قيم الجوزية زاد المعاد تحق. شعيب الأرناؤوط (ط ٤٠ء مؤسسة الرسالة/‎ -١ ٠۸۳:١ )م199٠»ةرهاقلا معاني القرآن» تحق. هدى محمود قراعة ( ط١» مكتبة الخانجي/‎ .شفخألا-١‎ # هناك فرق أَكَرٌ أنكرت هذه الصفةء م أرد الإطالة بالبحث والتفصيل» فليس هذا ميدانها. -٤‏ ابن هشام الأنصاري» أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك تحق. محمد محبي الدين عبدالحميد(ط5. دار الفكر/ بیروت» 95١1١ه) .١51/1:7”‏ - أحمد بن فارس» الصاحبي» تحق. أحمد صقر ( مطبعة عيسى البابي الحلبي» القاهرة ) 06 ةلت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولم يكن حضورها مقتصرًا على جانب من جوانب هذا العلم دون الآخرء بل تكاد تكون حاضرة في كل جوانبه. إذ كان لحا حضور في بناء القواعد النحوية والاستدلال ها منهج التأليف النحوي. وسيأتي مزيد تفصيل عن هذه الجوانب في قابل الدراسة بإذن الله. ولعل من أظهر الأمثلة على أثر الاختلاف في المذاهب الفقهية في تطور التأثير في النحوء قضية ابن مضاء القرطبي [ت:5947ه] مع النحو إذ كان هذا العام قاضيًا لأصحاب المذهب الظاهري» وقد اجتهد في محاولة تطبيق أصول هذا المذهب وقواعده على علم النحو في مؤلفاته التي ضمنها الرد على نحاة المشرق؛ لمخالفتهم أصول مذهبه» واتباعهم أسلوب المقايسة والتعليل في النحوء ما أثقل كاهل النحو ودارسه» فكان غرضه تخفيف كاهل النحو وتخليصه مما علق به من قضايا الجدل وعلم الكلام» معتمدًا على أصول مذهبه الفقهي 00 53 نحاة العربية من غير العرب. اختص الله - سبحانه وتعالى - اللغة العربية بأن جعلها لغة دين» أنزل كتابه بها وتعهد بحفظه. فكان لهذا أثره الظاهر في هذه اللغة» بأن أصبحت لغة عالمية بعد أن كانت لغة إقليم» وقد بدأت عالمية هذه اللغة تظهر مع انتشار الإسلام ودخول غير العرب فيه» أولئك المسلمون الذين وجدوا أن لغة دينهم الجديد وكتابه العظيم لغ لا يستطيعون فهمها؛ فاجتهدوا في دراستهاء وسخروا أنفسهم لها؛ رغبة في الدين وخدمة له؛ فبرع منهم أناس كانوا أفضل وأعلم بها من أهلهاء فابتدعوا في سبيلها الوسائل» وألفوا في ختلف علومها المؤلفات. ولم يكن أولئك العلماء يسيرون وحدهم في ركب العلم» بل كان يسير إلى جانبهم علماء من العرب أنفسهم. إلا أن هؤلاء العلماء اختلفوا عن العرب بتعدد الثقافة» فإلى جانب الثقافات الجديدة التى استقوها من الدين الجديدء الثقافة الدينية» والثقافة العربية» كان في رصيدهم ثقافتهم الأصيلة» وهي ثقافتهم غير العربية» على اختلاف في أصل تلك الثقافة. ./7 ابن مضاء القرطبي» الرد على النحاة» تحق. شوقي ضيف (ط؟» دار المعارف/ القاهرة» 19/7م)‎ -١ عا “لضت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً تلك الثقافات كانت سابقة للثقافة العربية في النشأة والتطورء فكان لكل منها ميدانها الذي برعت فيه» فكان لليونان منطقهم» وكان للفرس أديهم. ولا شك أن كل عالم من أولئك العلماء استقى من معين أمَّته ونمل منه؛ لذا فلا غرابة أن يظهر أثر تلك الثقافات في الثقافة العربية عمومًا والنحو على وجه الخصوص؛ لأنها سابقة له في الحياة» ومنقولة إلى ميدانه بأيدي بعض علمائه. ولما كان عددًا من نحاة العربية من غير أهلها كان لذلك أثره في هذا العلم» وتمثل أثر أولئك النحاة في تضمين النحو لمحات من المنطق وشذرات من الفلسفة» فأصبح هذا بمثابة اللبنة الأساسية التي أدت إلى أن يصبح النحو أكثر تعقيدًا وأشد بعدًا عن الفطرة واليسر. لكن تأثر النحو بالمنطق ونحوه من المعارف الفلسفية لم يكن مصاحبًا للنشأة الأولى لهذا العلم» إن) وجد بعدهاء واشتد التأثر أثناء القرن الثالث للهجرة» وبلغ الذروة في القرن الرابع. إن التأثر بالروافد الثقافية جميعها لم يكن مصاحبًا للنشأة الأولى لهذا العلم فحسب» بل كان متطورّاء يرتقي تبعًا لارتقاء المعرفة والثقافة عند النحاة أنفسهم» ويتسع كلا اتسعت تلك الثقافة» فوج في عصر آثر لرافد ثقاني لم يكن موجودًا من قبل» وربا ظهر أثر لرافد ثقافي في عصر واختفى فيا بعده من عصور حتى يأتي من يجدد ذلك الأثر ويرفع رايته. .080 )۱۹۸۳ عبدالكريم محمد الأسعدء بين النحو والمنطق وعلوم الشريعة( دار العلوم/ القاهرة»‎ -١ هات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الفصل الأول: أثرالروافد الثقافية فى الأصول النحوية لم يكن التأليف في أصول النحوء بوصفه فتاء مستقلاً حديثا حداثة العلم نفسه؛ بل جاء متأخرًا عنه وتاليًا له مدة تزيد على قرنين من الزمان؛ إذ إن من أوائل الكتب المؤلفة في الأصول النحوية كتاب الخصائص لأبي الفتح ابن جني [ت:97اه]ء ثم تتابعت بعده المؤلفات في بحث أصول النحوء ولكن تأخر التأليف في الأصول النحوية لا يعني تأخر ضبط هذا العلم» بل كان علا منضبطًا له أصول عرفها أربابه قبل التأليف فيهاء فساروا عليها واجتهدوا في تطبيقهاء فكانوا مثالا في الدقة والمنهجية العلمية. إن كان النحو العربي قد اعتمد كلام العرب مادةً له يبحث فيه» ويقيم قواعده على آساسه» فإنه استعان في بحثه ودراسته لقواعد وأساليب ذلك الكلام با سبقه من العلوم» فاستخدم أدواتها وما صلح من قوانينها في سبيل دراستهاء فكانت له علاقة مباشرة با سبقه من العلوم والثقافات. علوم أصبحت روافد تفيده في بحث مادته. إن من أهم الروافد الثقافية التي كان لها أثر مباشر في الأصول النحوية: أصول الفقه» ذلك أن هذا العلم كان حاضرًا بصورة مباشرة رافدًا مؤثرًا في الأصول النحوية» فظهرت آثاره بداية من تعريف هذين العلمين» إذ ذكر الأنباري1ت:/الاده] أن علم دمن هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أصول النحو يعني: "أدلة النحو التي تفرعت منها فروعه وأصوله”". ثم حاول تقريب هذا العلم للأذهان بها هو معروف عند العامة» فقارن بين هذا العلم وعلم أصول الفقه» فقال: "كما أن أصول الفقه أدلة الفقه التى تنوعت عنها جملته وتفصيله"". أما السيوطي فعرّف علم أصول النحو بقوله: "علم يبْحَّث فيه عن أدلة النحو الإجمالية؛ من حيث هي أدلته» وكيفية الاستدلال بهاء وحال المستدل"". ولم يكن تعريف علم أصول النحو وحده هو المتأثر بعلم أصول الفقه بل كان لفائدة هذا العلم تأثر واضح بعلم أصول الفقه» فإن كانت الفائدة من علم أصول الفقه هي: التمكن من حصول قدرة يستطيع بها الطالب استخراج الأحكام الشرعية من أدلتها على أسس سليمة» فإن الفائدة من علم أصول النحو - كما قررها الأنباري - هي: "التعويل في إثبات الحكم على الحجة والتعليل والارتفاع عن حضيض التقليد إلى يفاع الاطلاع على الدليل؛ فإن المخلد إلى التقليد لا يعرف وجه الخطأ من الصواب» ولا ينفاك فق أكدر الام عن غوارضن الشلف والارقات ": ولم يقف الآثر المترتب على الخلفيات الثقافية على تعريف هذا العلم ومقارنته بغيره من العلوم» أو محاولة إيضاحه اء ولا على فائدته وفضل العالم به على غيره» بل تجاوز ذلك إلى ما هو أهمء وهو المتابعة في الأصول والأدلة التي يرتكز عليها بناء هذا العلم. ذلك أن النحاة حين قلبوا مؤلفات علمهم لم يجدوا فيا وصل إليهم مُؤْلَقَا ضمّ أصول علمهم وطرق الاستدلال فيه» ووجدوا علومًا أخر قد سبقتهم لمثل هذه الفروع» فوجدوا للفقه أصولاء وللحديث أصولآء وللتفسير أصولاً ولغيرها من ختلف العلوم أصولا يرتكز أصحابها عليها في مراجعة الأقوال واعتاد القواعد» حينها سمت همتهم إلى وضع أصول لعلمهم يحاكون فيها تلك العلوم» فا كان منهم إلا أن استعانوا با أسعفتهم به ثقافتهم الواسعة فزاوجوا بين العلوم وما وصل إليهم من مؤلفات النحاة -١‏ أبو البركات عبدالرحمن بن محمد الأنباري» لمع الأدلة» تحق. سعيد الأفغاني(مطبعة الجامعة السورية/ دمشق» .A* (e10۷‏ -الأنباري» لمع الأدلة» .A*‏ ۳- جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السبوطيء الاقتراح في أصول النحوء تحق. محمود سليان ياقوت( دار المعرفة الجامعية» مصر/ 5١١5م) ١١‏ . €- الأنباري» لمع الآدلة .A*‏ ع هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً السابقين» فتلاقحت فأنتجت لهم هذا العلم الذي ضم أصول بحثهم النحوي. وبذلك صرح أرباب هذا الفن» قال ابن جني: "وذلك آنا لم نر أحدًا من علاء البلدين تعرض لعلم أصول النحوء على مذهب أصول الكلام والفقه"'. وقال الأنباري: "وألحقنا بالعلوم الثانية علمين وضعناهما؛ وهما: علم الجدل في النحو» وعلم أصول النحوء فيَعْرّف به القياس وتركيبه وأقسامه» من قياس العلة وقياس الشبه وقياس الطرد إلى غير ذلك على حد أصول الفقه؛ فإن بينهم| من المناسبة ما لايخفى؛ لأن النحو معقول من منقول» ك| أن الفقه معقول من منقول". وقال السيوطي: "فهذا كتاب غريب الوضع» عجيب الصنع» لطيف المعنى» طريف المبنى» لم تسمح قريحة بمثاله» ولم ينسج ناسج على منواله» في علم لم أسبق إلى ترتيبه» ول أتقدم إلى #بذيبه» وهو أصول النحو””". الذي هو بالنسبة للنحو كأصول الفقه بالنسبة للفقه". وقال في موضع آخر: "وأصول اللغة محمولة على أصول الشريعة"”©. وإذا كان أولئك النحاة قد أثبتوا الأثر لهذا الرافد الثقافي في أصول نحوهم» فإنني في هذا اللبحث سأحاول الوقوف على مظاهر ذلك الأثر وعلى غيره من الآثار الأخرى التي تلاقحت فيها المعارف لإنتاج هذا العلم النحوي الجديد. إن أثر الروافد الثقافية في أصول النحو لم يقف على ترسم الخُطًا لعلم أصول الفقه فحسب» بل تجاوزه إلى اعتماد كثير من أصول ذلك العلم وقواعده مع غيره من العلوم الأخرى في أصول هذا العلم النحوي؛ ذلك أن النحاة قد تبنوا الميكل الصوري لأصول الفقه» فنظروا في أصول تلك العلوم» وحاولوا جعلها أصولاً لعلمهم» فمن المعلوم أن أدلة الأحكام في الشريعة الإسلامية منها: "خطاب الله عز وجل» وخطاب رسوله ياي وأفعاله» -١‏ أبو الفتح عثان بن جني» الخصائص» تحق. محمد علي النحار (مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية/ القاهرة» N7‏ ؟- أبو البركات الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباءء .۷١‏ ۳- ادعى السيوطي السبق إلى التأليف في هذا الفن» وهو حجوج بسبق ابن جني في كتابه الخصائص» وسبق أبي البركات الأنباري له في كتابه لمع الأدلة» وإن كان يقصد في سبقه ترتيب الأبواب وتقسيمها فهو في علم النحو سابق وفي غيره مُتابع. -٤‏ السيوطيء الاقتراح في أصول النحوء .٥‏ 5- السيوطيء الاقتراح في أصول النحوء .۲٠۲‏ عق 7ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وإقراره» وإجماع الأمة» والقياس» والبقاء على حكم الأصل عند عدم هذه الأدلة". وعند النظر في أدلة النحو يظهر مدى قربها ومحاكاتها لأدلة الشريعة الإسلامية» قال السيوطي: "قال ابن جني في الخصائص: أدلة النحو ثلاثة: السماع والإجماع والقياس. وقال ابن الأنباري في أصوله: أدلة النحو ثلاثة: نقل وقياس واستصحاب حال”". فزاد الاستصحاب ولم يذكر الإجماع؛ فكأنه لم ير الاحتجاج به في العربيةه كاعوراي قو" إن هذا الاختلاف في تحديد الأصول النحوية لمدفوع بروافد ثقافية كان لها أثر فيه» ومن أهمها: التوجه الفقهي لأولئك النحاة؛ إذ كان لاختلاف التوجه الفقهي أثر في اختلاف تحديد الأصول والأدلة المعتبرة في النحو؛ ولما كان الخلاف في الأصول النحوية ظاهراء ولم يكن النحاة - في الغالب - متفقين في تحديدهاء كان لا بد من الإشارة إلى كل ما كان للروافد الثقافية أثر فيه» من غير التزام بأصول محددة. على أن أهم أصول هذا العلم كا عرفها أربابه وكثر حديثهم فيهاء هي: الساع والقياس والإجماع واستصحاب ادال والاسعصيان: وحين نقلب كتب النحاة من لدن سيبويه إلى ما بعده من العصورء يظهر أثر علوم مختلفة في هذه الأصولء علوم هي في حقيقتها تعود إلى طبيعة التكوين العلمي للنحاة. وفي) يأتي محاولة للوقوف على أثر الروافد الثقافية على اختلافها في هذه الأصول. .١‏ أثر الروافد الثقافية في السماع يقصد بالسماع عند النحاة: "ما ثبت في كلام من يوثق بفصاحته» فشمل كلام الله تعالى» وهو القرآن» وكلام نبيّه يك وكلامٌ العرب قبل بعثته» وفي زمنه» وبعده» إلى أن قفدت الألسكة بكثرة ة المولّدين» نظا ونثرًا عن مسلم أو كافر”9. »١ط( أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» تحق. محبي الدين ديب مستو ويوسف علي بديوي‎ -١ . ۳ دار اين كثير/ دمشق» 0م‎ .۸١ الأنباري؛ لمع الأدلة‎ -١ “- السيوطي» الاقتراح في أصول النحوء .١5‏ -٤‏ السيوطيء الاقتراح في علم الأصول» .۷٤‏ سمى الأنباري الساع: النقل» وعرفه بقوله:» الكلام العربي الفصيح» المنقول بالنقل الصحيح» الخارج عن حد القلة إلى حد الكثرة «. الأنباري» لمع الأدلة» .۸١‏ 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ويعد السماع أول أدلة الأحكام النحوية وأهمهاء إذ هو المعتمد في استخراج القواعد النحوية وصياغتها. وهذا الأصل بقيمته ومكانته النحوية» تابع لأصل من أصول الأحكام الشرعية» وهو ما عرف عند الأصوليين: بالنص أو النقل. وعلى هذا فيظهر أثر الروافد الثقافية في هذا الأصل بداية في اعتماد النحاة السماع أو النقل دليلاً لإثبات الأحكام» ذلك أن السماع أو النقل يعد هو الأصل الأول من أصول الأحكام عند الأصوليين. ووافقهم في ذلك النحاة إذ ورد السماع كأصل من أصول النحو عند جميعهم» فاستعان به سيبويه في إثبات القواعد النحوية» متابعًا شيوخه في اعتاده» وتابعه من بعده في ذلك معتمدين روايتهم لكلام العرب في استنباط قواعدهم وتقرير أحكامها. وحين يتكلم الأصوليون عن هذا الأصل التشريعي في قواعدهم وأصول الأحكام عندهم فإنهم إن| يقصدون به القرآن الكريم بقراءاته» وما صح من سنة رسول الله ي القولية والفعلية» أما النحاة» فإن مرادهم بالنص إلى جانب النص القرآني وقراءاته ”> وأحاديث النبي ي" ما روي عن العرب الموثوق بفصاحتهم من شعر أو نثر» قال -١‏ من المتعارف عليه عند النحاة - وخاصة متأخريهم - أن القراءات القرآنية تعد أصلا من أصول القواعد النحوية؛ لكن من يتتبع كتب النحاة المتقدمين» وأعني بهم نحاة ما قبل القرن الرابع يجد خلاف ذلكء إذ تظهر له أدلة تثبت عدم اعتماد كثير من أولئك النحاة القراءات القرآنية أصلاً من أصول النحو العربي» وتظهر تلك الأدلة في أمور منها: نقد بعض النحاة لبعض القراءات القرآنية تلحيئًا أو تضعيفًا أو منعّاء جاء في المقتضب في حديثه عن إسكان اللام في قوله تعالى (نُمَليَقَطّع) وهي رواية عن نافع قال:«فإن الإسكان في لام (تَلْينْظر) جيد» وني لام (لْيَقُطّع) لحن؛ لأن ثم منفصلة من الكلمة». أبو العباس محمد بن يزيد المبرد. المقتضب» تحق. محمد عبدالخالق عضيمة(عالم الكتب/ بيروت» ١٠١5م)‏ 7: 174. خالفة بعض القراءات لقواعد النحاة» وأمثلة هذا ظاهرة في كتب النحو» ومن أمثلتها عطف الاسم الظاهر على الضمير المجرور من غير إعادة للجار» ومن أمثلتها أيضًا إعمال (إن) المخففة. كان من اشتراط النحاة لقبول القراءة ألا تخالف قياسًا معلومًاء جاء في الاقتراح:»وقد أطبق الناس على الاحتجاج بالقراءات الشاذة في العربية إذالم تخالف قياسًا معلومًا». السيوطي» الاقتراح» .۷١‏ 00 محاولة النحاة المتأخرين الاحتجاج للقراءات القرآنية يؤكد أا لم تكن أصولا معتمدة عند سابقيهم؛ إذ لو كانت أصولاً لما احتاجت إلى الاحتجاج هاء بل الاحتجاج بهاء وما مؤلف أبي علي الفارسي وابن جني في ذلك إلا دليل عليها. هذه وغيرها ظهر للباحث أن القراءات القرآنية الشاذة تعد رافدًا من روافد النحو العربي لا شاهدًا من شواهده اعتمد عليها بعض النحاة في تأييد بعض القواعد النحوية وتقريرهاء ولم تكن تلك القراءات بأصل ثابت عند كل النحاة المتقدمين. وستأتي مظاهر هذا الأثر في الفصول اللاحقة إن شاء الله. ؟- الخلاف في الاستشهاد بالحديث النبوي في النحو قديم متجدد ومشهور» ولا حاجة لإعادة الحديث فيه وتفصيله في مثل هذه الدراسةء ولمراجعة الخلاف في هذه المسألة. ينظر: الحديث النبوي وأثره في الدراسات اللغوية والنحوية» د. محمد ضاري حمادي. ومصادر اللغة» د. عبدالحميد الشلقاني. والشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه» د. خديجة الحديثي. خصائص مذهب الأندلس خلال القرن السابع الهجري» عبدالقادر الميتي. ولعل من أواخر ما كتب في هذا اموضوع» كتاب: ارتكاز الفكر النحوي على الحديث والأثر في كتاب سيبويه» وهو من تأليف الأستاذ الدكتور: محمود فجال» وحاول أن يثبت فيه المؤلف استشهاد سيبويه بالحديث النبوي في مسائل نحوية متعددة ولكن ذلك غير مسلم لهه وتحدى من ينكر ذلك أن يأتي بتصريح أو تلميح من سيبويه على منع الاستشهاد بالحديث النبوي. ااا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الأنباري: "النقل هو: الكلام العربي الفصيح المنقول بالنقل الصحيح الخارج عن حد القلة إلى حد الكثرة"20. لقد كان القرآن الكريم بقراءاته مصدرًا تشريعيًا للأحكام الفقهية» وهو أيضًا مصدرٌ لأحكام النحو فيا اعتمد عندهم من قراءات» على اختلاف في جهة الاستدلال» وفيها يصح للاستدلال منه". أما الحديث النبوي فكان بجميع أنواعه مصدرًا تشريعيًا للأحكام الفقهية» ومن اعتمده من النحاة إن| نظر إلى السنة القولية منه فقط. وإذا كان السماع في الأصول النحوية تابعًا في أصالته لما عرفه النحاة من أصالة هذا المصدر في الأحكام التشريعية فإن من الممكن تتبع أثر تلك الروافد في هذا الأصل في عدد من الجوانب» إذ ظهر أثر الأصول الفقهية وعلوم الحديث فيه؛ فظهرت في هذا الأصل النحوي» وني أحكام النحاة عليها» ىا ظهر في مصطلحات هذا الأصل”» وفي شروطه. ولبيان مظاهر هذا الأثر بحسن الوقوف على تلك الجوانب وتتبع آراء بعض النحاة فيها ليكون الحكم قاتا على بينة تؤيد علمية البحث وتعضده. ١ /١‏ - أثر الروافد الثقافية في أقسام السماع وأحكام النحاة عليه تقدم أن أثر الروافد الثقافية في أصول النحو لم يكن محصورًا في أصول الفقه فحسب» بل هناك روافد ثقافية أخرى كان ها أثر في أصول النحوء ومن تلك الروافد الثقافية المؤثرة في علم أصول النحوء علم أصول الحديث أو علم المصطلح. ويمكن أن يرجع أثر هذا الرافد الثقافي في أصول النحو العربي إلى ذلك التشابه بين علم النحو وعلم الحديث؛ فإذا كان علماء الحديث مهتمين بثبوت ما يروى من أحاديث وآثار عن النبي اة والبحث في أحوال الرواة ومروياتهم» فإن من الواجب على النحوي البحث في ثبوت ما يعتمد عليه من شواهد في بنائه لقواعد علمه؛ حتى ١-الأنباري»‏ لمع الأدلة .۸١‏ ؟- يعتمد الفقهاء على آيات الأحكام في استنباطهم للأحكام الفقهية» ويعتمد النحاة على لفظ القرآن ونظمه كاملاً في استنباط أحكامه. ۳- الحديث عن أثر الروافد الثقافية في المصطلحات النحوية خصص له مبحث من الفصل الثاني في هذا البحث. رم هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً إن تقارب الاهتمام بين هذين العلمين يوجب التأثير والتأثر» ولا كان علم الحديث سابقا في أصوله لعلم النحو لزم القول بتأثيره في علم أصول النحو. ولم يبتعد هذا الأثر عن سبل معرفة الراوي وائروي كنب اميل دار في فلكهاء وتال في عدون الظاهر متها ١ /١ /١‏ -المتواتر والآحاد ظهر أثر علم الحديث أولًا حين وظَّف النحاة المحمول الثقافي من أصول هذا العلم في علم أصول النحوء فكانت علوم الحديث حاضرة في علم أصول النحوء فقسم النحاة النص المسموع إلى متواتر وآحاد. قال الأنباري: "اعلم أن النقل ينقسم إلى قسمين: تواتر وآحاد"'. وهذا التقسيم للمنقول لم يعرف في علم أصول النحو إلا عند الأنباري» إذ لم يسبقه أحد إلى هذا التقسيم» ولعل الأنباري استعان في تقسيمه هذا با حملته ثقافته الأصولية في مثل هذا ا لجانب» فوظف علم الحديث في علم أصول النحوء وتابع أولئك العلماء في تقسيمهم الأخبار إلى متواتر وآحاد. وانطبق هذا الوصف على هذا الأصل النحوي» فكان من النصوص التي اعتمد عليها النحاة في قواعدهم نصوص متواترة» وأخرى آحاد. أ. المتواتر تمثل المتواتر عند الأنباري في لغة القرآن الكريم» وما تواتر من السنة النبوية» أو كلام العرب. وعد هذا القسم دليلاً قطعيًا من أدلة النحو يفيد العله". وظهر أثر الروافد الثقافية في جوانب مختلفة من هذا القسم» ففي حديثه عن شرط التواتر المعتبر كان لثقافته في علم مصطلح الحديث آثر في إمداده با يحتاج إليه في هذا الجانب» فأمدته بمبتغاه» فعرض أقوال العلاء في التواتر وشرطه فقال: "اعلم أن أكثر العلماء ذهبوا إلى أن شرط التواتر أن يبلغ عدد النقلة إلى حد لا يجوز فيه على مثلهم الاتفاق على الكذب» كنقلة لغة القرآن وما تواتر من السنة وكلام العرب؛ فإنهم انتهوا إلى حد يستحيل على مثلهم فيه الاتفاق على الكذب. وذهب قوم إلى أن شرطه أن يبلغوا سبعين» وذهب آخرون إلى أن شرطه أن يبلغوا أربعين» وذهب آخرون إلى أن شرطه أن .۸ الأنباري» لمع الأدلة,‎ -١ . 1417 ۲-الأنباري» لمع الأدلة» ۳. والسيوطيء الاقتراح»‎ دا هات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا 4. يبلغوا اثني عشرء وذهب آخرون إلى أن شرطه أن يبلغوا خمسة"0"©. والأنباري في ذكره من خلاف في السند المتواتر وتحديد العدد أو عدم تحديده إن هو سائر فيه على منهج أصحاب الأصول وعلماء الحديث؛ معتمدًا على ما اكتسبه من ثقافة في هذه العلوم من مدرسته التي تتلمذ فيهاء ذلك أن الخلاف في المتواتر وما يثبت به التواتر مشهور بين الأصوليين» جاء في التبصرة: "ليس في التواتر عدد محصورء وقال بعض الناس: هم خمسة فصاعدًا؛ ليزيدوا على عدد الشهود» وهو قول ال بائي". وقال بعضهم: اثنا عشرء بعدد النقباء» وقال بعضهم: سبعون» بعدد أصحاب موسى» وقال بعضهم: ثلاثاثة وكَسْرٌ بعدد أصحاب رسول الله يوم بدر. لنا: هو أن التواتر ما وقع العلم الضروري بخبره. وهذا لآ يختص بعدد» وإن| يوجد ذلك في جماعة لا يصح منها الوا عل الكل ولم يقف تأثر الأنباري بهذا الرافد عند هذا الحد. بل ظهر تأثره بمدرسته النظامية التي تخرج فيهاء فاعتمد رأي أستاذها الأول في الخلاف في شرط التواتر في أصول الفقه وجعله رأيًّا له في شرط التواتر عند النحاة» فأبو إسحاق الشيرازي قد اعتمد في نقل عنه من كلام عدم تحديد العدد في شرط التواتر؛ بل متى ما حصل العلم الضروري بخبره فذلك هو المتواتر. وهذا ما سار عليه الأنباري» قال بعد أن ذكر الخلاف في شرط التواتر: "والصحيح عندي هو الأول" . إن هذه المتابعة من الأنباري لَتُظهر مدى تأثير علم أصول الفقه في جزئية من جزئيات علم أصول النحوء استعان بها الأنباري ووظف الخلاف فيها في علم أصول النحوء فلم يزد على نقل كلام أولئك العلماء في علم أصول الفقه وإسقاطه على علم أصول النحو؛ لِيَطَبّق ما اعتمده علماء أصول الفقه على أصول النحو. .۸٤ الأنباري» لمع الأدلة»‎ -١ ۲- هو أبو علي محمد بن عبدالوهاب البصري» شيخ المعتزلة وإمامهم بالبصرةء وإليه تنسب الفرقة الجبائية» له مصنفات كثيرة» توفي سنة 07اه. ابن حجر العسقلاني» لسان الميزان» تحق. عبدالفتاح أبو غدة (ط١»‏ مكتب المطبوعات الإسلامي» 7١56م)‏ 178:9. ۳- أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازيء التبصرة في أصول الفقه» تحق. محمد حسن هيتو (دار الفكر/ دمشقء 19417١م)‏ 40 ٤-الأنباري»‏ لمع الأدلة ۸٠‏ و هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً والأنباري حين تكلم عن مثل هذا التقسيم لشواهد اللغة إن تكلم عنه في كتاب متخصص في أصول النحوء لكن الرازي[ت:٠ ٠٠‏ ه] تكلم في كتابه المحصول في علم أصول الفقه عن تقسيم ما روي من اللغة إلى متواتر وآحاد جاء في المحصول: " الطريق إلى معرفة لغة العرب ونحوهم وتصريفهم إما العقل» وإما النقل» وإما ما يتركب منها. أما العقل: فلا مجال له في هذه الأشياء؛ لما بينا أا أمور وضعية» والأمور الوضعية لا يستقل العقل بإدراكها. وأما النقل: فهو إما تواتر أو آحادء والآول يفيد العلم» والثاني يفيد الظن"'. ولم يقف الرازي عند حدود التقسيم فقطء بل تجاوز ذلك إلى حاولة إثبات مسألة التواتر في اللغة» ليصل في نهاية المسألة إلى حكم مفاده أن: "أقصى ما في الباب أن يقال: نعلم قطعًا استحالة كون هذه اللغات بأسرها منقولة على سبيل الكذب» إلا أنا نسلم ذلك» ونقطع بأن فيها ما هو صدقٌ قطعًا لكن كل لفظة عيّنّاها فإنه لا يمكننا القطع بأنها من قبيل ما نقل صدقًا أو كذبّاء وحينئٍ: لا يبقى القطع في لفظ معين أصلة"”7". أما السيوطي فإنه لم يزد فيا كتب في التواتر عن النقل عن الأنباري» جاء في المزهر: "النوع الثالث: معرفة المتواتر والآحادء قال الكمال أبو البركات عبدال رحمن بن محمد الأنباري في كتابه لمع الأدلة في أصول النحو: اعلم أن النقل ينقسم إلى قسمين: تواتر وآحاد..."”". ثم راح ينقل من الأنباري كلامه في أقسام النقل ويورد ما أورده فيها. ب- الآحاد م يخل خبر الآحاد عند النحاة من أثر للمحمول الثقافي فيه» بل ظهر الأثر فيه في عدد من الجوانب» فكان لعلوم الحديث أثر في تحديد مفهوم هذا النوع من الأخبار» جاء في الاقتراح: "وأما الآحاد فما تفرد بنقله بعض أهل اللغة» ولم يوجد فيه شرط التواتر ". -١‏ فخر الدين محمد بن عمر الرازي» المحصول في علم أصول الفقه» تحق. طه جابر العلواني(ط ١ء‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» ۱۹۸۸ م) .19:١‏ ؟- الرازي» المحصول في علم أصول الفقه» ۷١ :١‏ ۳- جلال الدين عبدالرحمن السيوطيء المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء تحق. محمد أحمد جاد المولى بك وآخرون(المكتبة العصرية/ بيروت»1941م) ١٠١:۱‏ . ٠۸١ السيوطي» الاقتراح»‎ -٤ 12 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا فلم يختلف تعريف هذا النوع في اللغة عنه في علوم الحديث بل تكاد المطابقة تكون بينه| إلا ما كان من التحديد بقوله:" أهل اللغة". ذلك أن تعريف الآحاد عند علماء الحديث والأصول» هو: "ما انحط عن حد التواتر". ذلك أن الخبر متى ما خلا من شرط التواتر فإنه يكون منحطًا عن حده» وهذا هو الآحاد عند علماء الحديث وعلاء اللغة. وكان للرافد الفقهي أثر في حكم قبول هذا الخبر؛ قال الأنباري: "وزعم بعضهم: أنه لا بد من نقل اثنين عن اثنين حتى يتصل بال منقول عنه؛ لأن النقل يتنزل منزلة الشهادة» والشهادة يشترط فيها الموافقة» وكذلك النقل» وهذا ليس بصحيح”". ويظهر أن الأنباري متابع في قوله هذا مذهبه الفقهي» ذلك أن من مذهب الإمام الشافعي قبول خبر الواحد والعمل به» وهو خالف لمذهب المعتزلة وبعض أهل الكلام من القدرية والرافضة تمن يرى عدم جواز العمل بخبر الآحاد في الشرع» ولا أدل على تأثر الأنباري بالأصول من كلام للشيرازي [ت:5417ه] يبين فيه حكم هذا الخبر» ويرد فيه على من أنكرء قال الشيرازي في ذلك: "وقال ابو علي البّائي: لا يقبل حتى يرويه اثنان عن اثنين. وهذا خطأ؛ لأنه إخبار عن حكم شرعيء فجاز قبوله من واحد كالفتيا"”". فأنت ترى إنكار الشيرازي على من اشترط تعدد الرواة في نقل الأخبار» ويظهر لك مدى التوافق بين ما قال به وما قال به الأنباري في علم النحو» وهذا يدل على مدى الأثر الذي كان للمذهب الفقهي في رأي الأنباري النحوي. وأنكر الرازي في أصوله على الفقهاء والأصولبين"أخهم أقاموا الدلالة على أن خبر الواحد حجة في الشرعء ولم يقيموا الدلالة على ذلك في اللغة» وكان هذا أولى؛ لأن إثبات اللغة كالأصل للتمسك بخبر الواحد". ومن مظاهر آثار تلك الروافد في التنظير النحوي» ما ظهر في تفصيل الأنباري الحكم في خبر الآحاد مستعيئًا با امتلكه من خزون ثقاني في علم الحديث» فقال: "ويقبل نقل العدل الواحد» ولا يشترط أن يوافقه في النقل غيره؛ لأن الموافقة لا تخلو: إما أن تشترط . ٠٠١ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه»‎ -١ .86 الأنباري؛ لمع الأدلة‎ -١ “- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» /161. -٤‏ الرازي» المحصول في علم أصول الفقه» :١‏ “الا. اع هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً لحصول العلم» أو لغلبة الظن”". وهو في حكمه هذا موافق لما استقر عليه رأي الإمام الشيرازي» إمام المدرسة النظامية مستدلا بها روي عن الصحابة رضي الله عنهم من عمل بخبر الآحاد, قال: "ويجب العمل بخبر الواحد فيه تعم به البلوى» وفيها لا تع" . 0١‏ “ المرسل والمجهول ومن مظاهر تأثير الرافد الثقافي في أصول النحو تقسيمهم المنقول إلى: مرسل ومجهولء قال الأنباري: "اعلم أن المرسل هو الذي انقطع سنده» نحو أن يروي ابن درید[م:۲۲۲ه] عن أبي زید[ت:١٣۲۱ها].‏ والمجهول هو الذي لم يعرف ناقله» نحو أن يقول أبو بكر ابن الأنباري: حدثني رجل عن ابن الأعرابي"7". وإن كان أثر علم الحديث ظاهرًا في علم أصول النحو في مثل هذه التقسيمات» فإن الاختلاف في| بين هذا العلم وعلم أصول النحو أظهرء ذلك أن علماء الحديث كانوا أكثر دقة في تتبع النص وتحري الصدق فيه فكان هم في الآحاد أقسام متعددة كالمشهور والعزيز والخريب» ىا كان لهم في المقطوع أقسام تختلف باختلاف مكان الانقطاع في السند وفي عدد الرواة المسقطين منه» فوجد عندهم المرسل 0 والمعلق» والمعضل» والمنقطع". ول يقف الأثر في هذا على علم الحديث وحده» بل كان للتوجه الفقهي أثر في الحكم على مثل هذه الأسانيدء ذلك أن الأنباري كان شافعى المذعب» کا هو ثابت في كتب التراجم التي ذكرت عنه أنه التحق بالمدرسة النظامية"» فدرس العلوم والآداب فيهاء .۸٥ الأنباري» لمع الأدلة‎ -١ ۲- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» ٠١١‏ . ۳-الأنباري» لمع الأدلة .٠١‏ .7١ 5 -عثان بن عبدالر حن ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» تحق. عائشة عبدال رحمن(دار المعارف/ القاهرة)‎ ٤ 4- نص ابن الصلاح على أن المرسل هو: حديث التابع الكبير الذي لقي جماعة من الصحابة وجالسهم؛ كعبيدالله بن عدي بن الخيار ثم سعيد بن المسيب وأمثالم)| إذا قال:»قال رسول الله ب44 «. ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» .7١1‏ - ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» ٠ ٤‏ 7. و ابن عثيمين» مصطلح الحديث» ٠١‏ . ۷- المدرسة النظامية: أسسها الوزير نظام الملك السلجوقي [ت: 4/85ه]؛ لإحياء المذهب السني عامة» والشافعي خاصة» وما جاء في وثيقة هذه المدرسة:) أنها وقف على أصحاب الشافعي أصلا وفرعًاء وكذلك الأملاك الموقوفة عليها شرط فيها أن يكون على أصحاب الشافعي» وكذلك شرط في المدرس الذي يكون بهاء والواعظ الذي يعظ بهاء ومتولي الكتب». أبو الفرج الجوزيء المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ط ١‏ دار الكتب العلمية/ بيروت 1997١م) .٠٤ /١5‏ اوت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وذكرت عنه أنه "تفقه على المذهب الشافعي على ابن الرزاز [ت:5174ه] في المدرسة النظامية "» ونه حصل طرفًا صا ًا من الخلاف الفقهى بين الشافعية والحنفية. وكان لهذه الدراسة وهذا التوجه الفقهي أثر في مذهبه النحوي» وني هذا الأصل أيضًاء ذلك أن الأنباري حين تكلم عن الخبر المرسل والمجهول تابع مذهبه الفقهي في حكم قبول هذين النصين» معللاً رفضه لما بها علل به أرباب مذهبه الفقهي» فالنص المرسل والمجهول مردودان في مذهب الشافعي[ت:5 ٠١‏ ١ه]("؛‏ لحاجتهم إلى عدالة المخبر» وأنه لا بد من علم ذلك". قال الأنباري: "وكل واحد من المرسل والمجهول غير مقبول؛ لأن العدالة شرط في قبول النقل» والجهل بالناقل وانقطاع سنده يوجبان الجهل بالعدالة"©©. ومن الأدلة على أثر الثقافة الفقهية في التنظير النحوي عند الأنباري ذكره الخلاف AN CSE ESE‏ كلقب لكر رابوط ياه ذكر الرأي المخالف لمذهبه» وحجج أصحابه التي قالوا بهاء جاء في لمع الآدلة: "وذهب بعضهم إلى قبول المرسل والمجهول؛ لأن الإرسال صدر من لو أسند لقبل ولم يتهم في إسناده» فكذلك في إرساله؛ فإن التهمة لو تطرقت إلى إرساله لتطرقت إلى إسناده» وإذا لم يتهم في إسناده فكذلك في إرساله. وكذلك النقل عن المجهول صدر ممن لا يتهم في نقله؛ لأن التهمة لو تطرقت إلى نقله عن المجهول لتطرقت إلى نقله عن المعروف". ثم إن الأنباري رد على أصحاب الرأي المخالف لمذهبه في مثل هذه المسألة» قال بعد ذكر رمم وحججهم: "وهذا ليس بصحيح. وقوهم: إن الإرسال صدر ممن لو أسند لقبل ولم يتهم في إسناده فكذلك في إرساله؛ قلنا: هذا اعتبار فاسد؛ لأن المسند قد صرح فيه باسم الناقل» وأمكن الوقوف على حقيقته بخلاف المرسل...". ١-القفطىء‏ إنباه الرواة على أنباه النحاة» ۲: .١957‏ ۲- محمد بن إدريس الشافعي» الآم» ( دار المعرفة/ بيروت» ٠199م) .٠١۷ :٤‏ ۳- أبو عمر يوسف بن عبدالله ابن عبد البر» التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» تحق. مصطفى العلوي ومحمد البكري ( وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية/ المغرب» /01741) .1٦ - 51١‏ ٤-الأنباري»‏ لمع الأدلة٠٠.‏ ه- الأنباري, لمع الأدلة» .١‏ والسيوطيء الاقتراح» .۱۸٥‏ 5- الأنباري» لمع الأدلة» .١‏ والسيوطيء الاقتراح» 1/6. ع هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ١‏ “- من تقبل روايته ومن ترد: حرص النحاة على احتذاء سمت كلام العرب في لختهم» فكان من ذاك حرصهم على إثبات ما روي عنهم من نصوص يثبت بمحاكاتها صدق الاحتذاء؛ لذا اجتهد النحاة في تحري الصدق والدقة بها روي عن العرب» فاشترطوا شروطا تكون معيارًا يقف عليه النحاة لمعرفة ما يمكن نسبته إلى العربي الفصيح» وما يمكن رده لخلل في تلك الشروط. وارتكزت الشروط في مجملها على جوانب مهمة يمكن بها معرفة ثبوت المروي عن من زُوي عنه» ومن أهم هذه الجوانب: السند للرواية» والمتن المروي» كا نهم اشترطوا لصاحب النص شروطا ليصح الأخذ عنه واعتماد كلامه مصدرًا من مصادر النحو العربي. ولعل من أوائل من ذكر شروط ناقل اللغة أبو الحسين أحمد بن فارس؛ إذ حدد في كتابه شروطًا يجب توافرها في ناقل اللغة» فقال: "وتؤخذ ساعًا من الرواة الثقات ذوي الصدق والأمانة» ويتقى المظنون””". وقال: "فليتحر آخذ اللغة وغيرها من العلوم أهل الأمانة والثقة والصدق والعدالة. فقد بلغنا من أمر بعض مشيخة بغداد ما بلغا" . ثم جاء الأنباري وذكر شروط ناقل اللغة في كتابه لمع الأدلة» فقال: "اعلم أنه يشترط أن يكون ناقل اللغة عل رلا أو امر أل حرا كان أو عبدًا"”". معتمدًا في تحديد هذه الشروط على ما حدده علماء الحديث وأصول الفقه فيهاء قال الشيرازي: "وينبغى أن يكون غد لا عنما الكبائز مسر ها عن كل ما يسقط الروءة من المجون:والسخف ..."20 وقد أثبت الأنباري هذه المشابهة وبين تبعيته في هذا الشرط لعلاء الحديث وتأثره بهم» فقال بعد أن ذكر اشتراط العدالة في راوي الخبر: "كا يشترط في نقل الحديث". وتابع السيوطي الأنباريّ فيما وضعه من شروط لناقل اللغة» بل إنه لم يزد على النقل . ٤۸ ابن فارس» الصاحبي»‎ -١ ۲- ابن فارس» الصاحبي» ٤۸‏ . ۳- لأنباري» لمع الأدلة .۸٥‏ .٠١١ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه»‎ -٤ 5- الأنباري» لمع الأدلة» .۸٠‏ والسيوطيء الاقتراح» .٠۸۳‏ 7- السيوطيء المزهر في علوم اللغة» ٠١۸ :١‏ . ك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا 0١‏ قبول رواية أهل الأهواء: من الصور التى تتجلى فيها مظاهر تأثير الروافد الثقافية في الأصول النحوية عند الأنباري حديثه عن رواية أهل الأهواء والمبتدعة» ذلك أنه لم يزد فيها على نقل رأي من آراء علماء الحديث وتنزيله على أصول النحوء ذلك أن الأنباري لما أراد التأليف في أصول النحو على غير مثال سابق استعان بها سبق من العلوم التي كان لها صلة مباشرة با للنحو من أصولء فوجد أن لعلم الحديث أصلًا مشاب لأصول علم النحو فوظف جهود علائه في أصول النحو. وفي قبول رواية أهل الأهواء ذكر الأنباري الخلاف فيها على قولين: الأول قبوهاء وهو الذي أيده ورجحه. جاء في لمع الأدلة: "اعلم أن نقل أهل الأهواء مقبول في اللغة وغيرهاء إلا أن يكونوا ممن يتدين بالكذب كالخطابية من الرافضة'؛ وذلك لأن المبتدع إذا م تكن بدعته حاملة له على الكذب فالظاهر صدقه". والأنباري متابع فيا ذهب إليه من قبول رواية أهل الأهواء لأحد قولي الشافعي في هذه المسألة» إذ قل عن الشافعى في المستصفى القول بقبوهاء جاء فيه: "قال الشافعي: بل شهادة أهل الأهواء ]لا انقطابيةفن الرافضةة لام يرون الشهادة بالزور اراي في المذهب '””. وحكى الخطيب البغدادي [ت:577 ه] في الكفاية هذا القول» ونسبه إلى الشافعي رحمه الله قال: "وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة؛ لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم””). ولعل من تأكيد الآثر للرافد عند الأنباري أن يستدل على مذهبه في قبول رواية أهل الأهواء في اللغة بم عرف من قبول علماء الحديث لهم قال: "والذي يدل على قبول نقلهم» -١‏ الخطابية: هم أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسديء زعم أن أئمة الشيعة أنبياء ثم غلا فيهم فزعمهم آطة تبرأ منه الإمام جعفر الصادق» وأمر أصحابه بالبراءة منه. محمد عبدالكريم الشهرستاني» الملل والنحل» صحح. أحمد فهمى محمد( ط ۲» دار الكتب العلمية/ بيروت» 4۲م( ATS‏ ؟- الأنباري, لمع الأدلة» 87. والسيوطيء المزهر» .١5١ :١‏ ۳- أبو حامد محمد بن محمد الغزالي» المستصفى» تحق. محمد عبدالسلام عبدالشافي( ط١‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» .١31711 (^۳‏ 5 - أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغداديء الكفاية في علم الرواية» تحق. أبو عبدالله السورقي وآخر ( المكتبة العلمية/ المدينة المنورة ). .٠‏ وينظر الخلاف في قبول رواية المبتدع في: ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» ۲۹۸. دقوت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أن الأمة أ معت على قبول صحيح مسلم[ت:١5١ه]‏ والبخاري[ت ۲٣٣۹:‏ ه]ء وقد رويا فيهما عن قتادة [ت:1١1١1ه]اء‏ وكان قدريّاء وعن عمران بن حطان [ت:854/ه]ء وكان ختارجياء وعن غبدالر زاق[ايت:911ه]ءنوكان رافش" . والقول الثاني في قبول رواية أهل البدع والأهواء» هو عدم قبول الرواية عنهم وأنكر الأنباري على القائلين بهذا القول ورد عليهم حجتهم في ذلك» وكأنه يكتب في أصول علم الحديث لا في أصول النحوء جاء في لمع الأدلة: "وزعم بعضهم أنه لا يقبل نقل أهل الأهواء؛ لأنه إذا رُدّت رواية الفاسق لفسقه» فلآن لا تقبل رواية المبتدع لبدعته كان ذلك أولى» وليس هذا بصحيح؛ وذلك لأن الفاسق ارتكب محظورٌ دينه مع علمه بتحريمه» فلم يؤمن أن يكذب مع علمه بتحريمه» وأما المبتدع فا ارتكب محظور دينه» مع العلم بالتحريم» وليست بدعته حاملة له على الكذب» فوجب أن يقبل'”". وكا الرأي الأول كان للتوجه الفقهي أثر في تنظير الأنباري النحويء إذ إنه متابع لأرباب مذهبه الفقهي» جاء في اللمع في أصول الفقه: "وإن كان معلوم الفسق لم يقبل خبره» سواء كان فسقه بتأويل أو بغير تأویإ ". بهذا يظهر مدى أثر ذلك المخزون الثقافي الذي كان يمتاز به أبو البركات الأنباري في التنظير لمسائل أصول النحوء فكان له أثره الظاهر في جهوده النحوية عموماء والأصولية منها على جهة الخصوص. فا وضعه الأنباري من شروط في رواة اللغة» وما بينه من أقسام وأحكام لرواية اللغة أفادت كثيرًا دارسي اللغة في رسم معالم أصول هذا العلم. وظهر فيم| سبق أثر الروافد الثقافية المختلفة في تنظيره لأصول النحو. ١0ح"‏ - قول الراوي: حدثني الثقة: اعتمد سيبويه في بنائه لكثير من قواعده على ما سّمع من العرب أو نقل إليه عنهم» فكان يصرح بالسماع حیتاء وحينًا يحدث عنهم نقلاً عن غيره من رواة الأخبار. ولا إشكال فيا صرح به عن المسموع عنه» وأحيانًا لا يذكر اسم المسموع منه أو مُحَدّنْه بل .۸۸ الأنباري» لمع الأدلة‎ -١ .۸۸ الأنباري» لمع الأدلة»‎ -۲ . ٠٠١ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه»‎ -۳ €۷ إهداء منالمركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا يصفه بوصف يناسب ما ظهر له من حاله» فقال في موضع: "حدثني من لا أتهه”0". وقال في موضع ثان: "أخبرني بذلك من أثق به"". وقال: "سمعناها من أهل الثقة"". وكان لأرباب التأليف في أصول النحو جهود في دراسة مثل هذه الأساليب في الرواية» إلا أن جهودهم في الحكم على مثل هذه الأساليب لم تكن أحكامًا خاصة بهذا العلم بل كانت مشوبة بأثر من علم آخرء إذ استعان أولئك النحاة بعلم أصول الحديث في الحكم على مثل هذا الأسلوب في الرواية؛ لكونه سابقا هم في التنظير والتطبيق» وقد ظهر أثر هذا العلم عند السيوطي الذي بحث في مثل هذا الأسلوب. بل أقول: إن السيوطي لم يزد في بحثه هذه المسألة عند علماء اللغة على نقل خلاف علماء الحديث فيهاء حتى إنه لم يرجح المذهب الذي يرى أنه الصحيح» جاء في الاقتراح: "إذا قال: حدثني الثقة» فهل يقبل؟ قولان: في علم الحديث وأصول الفقه رجح كلاً مرجّحونء وقد وقع ذلك لسيبويه كثيرًا؛ يعني به الخليل وغيره. وكان يونس [ت:"7/١1ه]‏ يقول: حدثني الثقة عن العرب» فقيل له: من الثقة؟ فقال: أبو زيد» قيل له: فلم لا تسميه؟ قال: هو حي» فأنا لا أسميه"©©. وتظهر مدى المتابعة التى سار عليها السيوطى في هذه المسألة حين ذكر خلاف علماء الحديث وأصول الفقه فيها؛ ليبين أن حكمها في اللغة وروايتها لا يختلف عن حكمها في الحديث وأصول الفقه» ولم يرجح» بل ترك الترجيح للباحث نفسه. فإن نت قبلت مثل هذه الرواية فأنت متابع لمن قال بقبولحا من علماء الحديث والأصول. وإن رددتها فحجتك في ذلك مشابهة لما احتج به علماء الحديث وأصول الفقه تمن رد مثل هذه الوا . ٠١۲ :۳ -۲۷۹ :۱ سیبویه»ء الكتاب»‎ -١ ۲- سیبویه» الكتاب» ۳: ۲۱۳ - ۳: ٤٦٥‏ ۳- سیبویه» الکتاب» ۳: ۱۳۷ . .١57 :١ والسيوطيء المزهر»‎ .٠١ ٤ السيوطيء الاقتراح في علم أصول النحوء‎ - ٤ - خلاف الفقهاء في قول الراوي: حدثني الثقة» مثبت في كتب أصول الفقه وعلوم المصطلح. فمنهم من ردّه معللاً الرد بأن الثقة عندك مجهول عند غيرك» فهو عندهم من المراسيل» ومنهم من حكم بقبوله وعدم إرساله. الخلاف في هذه المسألة في: الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .١7١‏ وابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» .۲۹٤‏ ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً /١‏ ؟- أثر الروافد الثقافية في التحمل والآداء - طرق الأخذ والتحمل عند مطالعة ألفاظ النحاة التي نقلوا مها مروياتهم عن العرب» أو عمن نقل لهم عن العرب» يظهر أثر الحديث وعلومه في تلك الألفاظ. فسيبويه إمام النحاة كان قبل أخذه النحو تلميذًا عند ماد بن سلمة يستملي منه الحديث”". ولمادرس النحو وبرع فيه وظهر كتابه» تبن للمطّلع عليه أثر دراسته الحديث في كثير من ألفاظه» إذ إنه عمد إلى أسلوب المحدثين فسار عليه في أسلوب رواية الأخبار والشواهد» فتجده مرة يصرح بالسماع أبو مُرْهِبٍ يقول: كرمًا وطول أنفيء أي: أكرم بك وأطول بأنفك"”» وأخرى يروي الخبر مرسلاً من غير إسناد» فيقول: ومن العرب» وروي عن العرب ”» ومراتِ يصرح بنقله عن الثقة من غير تصريح باسمه“» وفي بعض مواضع الكلام يشير إلى النقل عن أعرابي من غير بيان وهو ثقة والنقل عن العربي الموثوق مقبول كا تقدم. وقد تلق آلف الكناب بالقيول» اعدا فجن الل وروا فن و لذ فكان المرجع لكثير من الشواهد المحكية عن العرب. وازداد تأثر النحاة بأسلوب علماء الحديث والأثر في نقلهم للنصوصء فاعتمدوا ألفاظ التحديث وساروا عليها في بعض مؤلفاهم» فوجدت عندهم ألفاظ المحدثين» وساروا على أسلوبهم في الرواية» فإذا ما سمع الراوي من شيخه شيا قال: سمعت» حدثني» أخبرني. وإذا ما قرأ التلميذ على شيخه» قال: قرأت عليه. فإن قرئ عليه وهو يسمع» قال: قَرِئَ عليه. وما هذا إلا تطبيق عملي لأثر من رافد ثقاني هو الحديث وعلومه. ولعل من أشهر الأساليب التي سار بها النحاة على أسلوب المحدثين في السند والرواية» كإسناد كتاب سيبويه الذي وصل به الكتاب إلى الناس وانتشرء إذ قد روي ٠٠١ والقفطيء إنباه الرواة على أنباه النحاة» ؟/‎ .55 -47 /١ الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء»‎ -١ .۳۲۸ /١ سيبويه» كتاب سیبویه»‎ -۲ ا ارك‎ /5- ۷ /Y ولف قر اللا‎ /١ سيبويه» كتاب سيبويه»‎ -۳ .۱۷۲ و5/‎ ٤1-1۲-۲۱۳ - ۱۳۷ /۳ و‎ ۲٤٤-۲۹ /۲ و‎ ۲۳۰ /١ سيبويه» كتاب سيبويف‎ - ٤ -£4- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً هذا الكتاب مسندّاء وقد أثبت إسناده في أول الكتاب المتداول عند الناس اليوم؛ بيانًا وإثباتا لصحة هذا الكتاب ونسبته "قال أبو عبدالله محمد بن يحيى[ت:58اه]: قرأت على ابن ولأد وهو ينظر في كتاب أبيه. وسمعته يقرأ على أبي جعفر أحمد بن محمدء المعروف بابن النحاس[ت:۳۳۸ه]. وأخذه أبو القاسم بن ولاد عن أبيه” [ت:۲۹۸ه] عن المبرد[ت:٠۲۸ه].‏ وأخذه أبو جعفر عن الزجاج عن المبرد. ورواه المبرد عن المازني[ت:/51 7ه] عن الأخفش[ت:0١١ه]‏ عن سيبويه"”". وما حفظ من إسناد هذا الكتاب دليل على مدى تأثر النحاة بأسلوب سابقيهم من رواة الحديث والأثر وحرصهم على إثبات صحة هذا الكتاب نسبة ومتنًا. ومن ناذج محاكاة أساليب المحدثين في الرواية» ما رواه أبو القاسم الزجاجيء عبدالله بن مسلم قال: أخبرني ابن خبان النحوي» قال: أخبرني المازني: أنه سأل أبا عبيدة والأصمعي [ت:7١7ه]‏ عن قول الأعشى[ت:۷ه]: [الطويل] فقلت: خيصًا أو حيصًا؟ فقالا: ما ندري. وقال الأصمعي: فلان يخوص في بني فلانٍ العطاء إذا كان يعطي فيهم شيئًا يسيرًا. قال بكر: فقلت له: فينبغي أن يكون المصدر خوصًاء فقال: ربا اشتق المصدر من غير لفظ الفعل "0. -١‏ محمد بن يحبى بن عبدالسلام الأزدي الرباحي» أصله من جيان» نسب إلى قلعة الرباح» وهي مدينة في الأندلس من أعمال طليطلةء كان عاكًا بالعربية» دقيق النظر فيهاء رحل إلى المشرق فلقى أبا جعفر بن النحاس» فحمل عنه كتاب سيبويه رواية» وقرئ عليه الكتاب» كان يقول الشعر ويجيده» أدب أولاد الملوك من بني أمية في الأندلس» ثم ولي أمر الديوان والاستيفاء» ولم يزل على ذلك حتى مات سنة /0لاه. القفطيء إنباه الرواة على أنباه النحاة» ۳: ۲۲۹ والممدود وغيرهاء فاك نة /504ه. الياني» إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» TT‏ ۳- سيبويه» كتاب سيبويه» ۲:۱ -٤‏ البيت مطلع قصيدة للأعشى هجا فيها علقمة لخلاف بينهماء ومنها البيت المشهور: تون في المشتی يلا بطونکم ‏ وِجَارَاتِكُمْ غرثى یرثن حمائصا الأعشى» ديوان الأعشى» تحق. محمد محمد حسين ( ط١»‏ مؤسسة الرسالة/ بيروت» ۱۹۷۳م) 159. - أبو القاسم عبدال رمن بن إسحاق الزجاجي» مجالس العلماء» تحق. عبدالسلام هارون (ط ٠۴‏ مكتبة الخانجيء القاهرة» 48م)0 01 . 3 اك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وعلى هذا الأسلوب من الرواية سار كثير من ألف في النحو أو في مجالس علماء النحو والعربية وآخبارهم» يحدوهم في ذلك حرصهم على إثبات اللغة وقواعدها ونقل صحيحهاء وهذا ما يظهر أثر تلك الروافد» فلها الفضل - بعد الله - في إثبات الرواية وني حفظ كثير من نصوص اللغة العربية. وإذا كان النحاة تابعوا المحدّثين في نقل الأخبار وفي طرق الأخذ والتحمل» وظهر فيها تقدم أثر الرافد الأصولي في هذا الأسلوب. فإنه يظهر بصورة أوضح فيا فصله السيوطي من طرق هذا الأصل النحوي» معتمدًا على ما أسعفته به ثقافته في علم ا لحديث» ويظهر ذلك الأثر في تقسيمه التحمل إلى طرق» هي: .١‏ السماع من لفظ الشيخ أو العربي. تعد هذه الطريقة هى أعلى الطرق والمفضلة عند علاء اللغة» قال ابن فارس: "وتؤخذ ساعًا من الرواة الثتقات ذوي الصدق والأمانة» ويتقى المظنون"'. وإن كان النحاة السابقون وعلاء اللغة قد عرفوا هذه الطريقة واعتمدوها في نقلهم اللغة وشواهدها عن العرب فإن في اعتمادهم هذه الطريقة وسلوكهم مسلكها دليل على ما للمحمول الثقافي من آثر في تنظيرهم لعلوم اللغة عمومًا والنحو على وجه الخصوص.ء ظهر ذلك الأثر في خلفه السيوطي من قواعد في هذه الطريقة تدل على اتباعه سنن علماء أصول الحديث. من تلك الأحكامء ترتيبه صيغ الأداء والرواية للمتحمل ببذه الطريقة» قال: "وللمتحمل ببذه الطرق عند الأداء والرواية صيغ» أعلاها أن يقول: أملى عل فلآن.."07. فى قال: "ويل ذللك: سمعت..."0. "ويل ذلك أن يقول: دی فلان وحدثنا فلان» ويستحسن إذا حدث وهو وحده» وحدثنا إذا حدث وهو مع غیره". "ويل ذلك» أخبرني فلان وأخبرنا فلان» ويستحسن الإفراد حالة الإفراد» والجمع اا ا الا .٤۸ ابن فارس» الصاحبي»‎ -١ . ٠١١:١ السيوطيء ال مزهر»‎ -۲ . ٠١١:١ السيوطيء المزهر»‎ -۳ .٠٤١:١ السيوطىء المزهر»‎ - ٤ .٠١١:١»رهزملا»ىطويسلا-٥‎ د هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا والسيوطي في ترتيبه صيغ الأداء والرواية في الساع إنما هو متابع لمذهب علماء أصول الحديث في ترتيبهم لصيغ هذه الطريقة» جاء عن ابن الصلاح[ت:١٤٠ه]:‏ السماع من لفظ الشيخ. وهو ينقسم إلى إملاء وتحديث من غير إملاء» وسواء كان من حفظه أو من كتابه. وهذا القسم أرفع الأقسام عند الجاهير". "ثم يتلو ذلك قول: اا ا ا و ". القراءة على الشيخ. ويقول عند الرواية: قرأت على فلان. عد السيوطي هذه الطريقة من طرق الأخذ والتحمل» وهي أيضًا من طرق تحمل الحديث وأخذه» "وأكثر المحدثين يسموهها: عرضًاء من حيث إن القارئ يعرض على الشيخ ما يقرؤه» كما يعرض القرآنَ على المقرئ. وسواء كنت أنت القارئ» أو قرأ غيرك وأنت تسمع..."”“. ولم يقف أثر علم أصول الحديث عند اعتماد الطريقة فحسب» بل ظهر في ألفاظ الأداء للراوي بهذه الطريقة» جاء في المزهر: "ويستعمل في ذلك: أخبرنا"©. ذلك أن السيوطي ذكر فيا تقدم أن طريقة الأداء بهذه الرواية أن يقول: قرأت عليه» وهذه هي أجود العبارات وأسلمهاء والسيوطي في بيانه صيغ الأداء بهذه الطريقة متابع لمنهج علماء أصول الحديث» ذلك أن أجود صيغ الأداء عندهم عند القراءة على الشيخ "أن يقول: قرأت على فلان". ثم قال: "وأما إطلاق: حدثنا وأخبرنا في القراءة على الشيخ» فقد اختلفوا فيه على مذاهب» فمن أهل الحديث من منع منههما جميعًا..."» وحكى الجواز بمثل ذلك فقال: "ومنهم من ذهب إلى تجويز ذلك وأنه كالساع من لفظ الشيخ في جواز إطلاق: حدثناء وأخبرناء وأنبأنا"27". .7"31١57 بن لصلاح» مقدمة بن لصلاح»‎ -١ .۳۱۷ بن لصلاح» مقدمة بن لصلاح»‎ ۲ .۳۱۷ بن لصلاح» مقدمة بن لصلاح»‎ ۳ .٠١۸:١»رهزملا السيوطي.‎ -٤ = بن لصلاح» مقدمة بن لصلاح» ۳۱۸. 1 لسيوطيء ا مزهر» ٠١۹:۱‏ . ۷ بن لصلاح» مقدمة بن لصلاح» 5500 -0- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ". السماع على الشيخ بقراءة غيره» ويقول عند الرواية: قرئ على فلان وأنا أسمع. أفرد السيوطي هذه الطريقة وعدَّها طريقا من طرق التحمل في نقل الأخبار في العربية» في حين أن ابن الصلاح كان قد أدرجها ضمن الطريقة السابقة» وهي: القراءة على الشيخ بنفسه أو بالاستماع لقراءة غيره'". وإفراد السيوطي لا لا يعني انعدام الأثر الحديثي في هذه الطريقة؛ بل في اعتماده ها وعدها من طرق التحمل أكبر دليل على هذا الأثر لعلم أصول الحديث. ثم إن صيغة التعبير عن هذه الطريقة لم تختلف في أصول النحو عنها في أصول الحديث» جاء في المزهر: "ويقول عند الرواية: قرئ على فلان وأنا أسمع"”". وكذا هي طريقة التعبير عنها عند علماء أصول الحديث» قال ابن الصلاح: "أجودها وأسلمها أن يقول: قرأت على فلان» أو: قرئ على فلان رانا اسع قاقر ب .٤‏ الإجازة. كانت الإجازة محل خلاف بين علماء الحديث» خلافي في أنواعهاء وني حكم كل نوع منها. وحين نظر علاء اللغة إلى هذه الطريقة نظروا إليها بعين عالم اللغة» ولم ينظروا إليها بعين عالم الحديث. فاعتمدوها طريقة من طرق التحمل» لكنهم لم يفصلوا القول فيها وفي أنواعها وأحكامها. ولم أجد من تكلم عن الإجازة كطريقة من طرق التحمل غير الأنباري في لمع الأدلة» قال: "اعلم أن العلماء اختلفوا في جواز الإجازة» فذهب قوم إلى جوازهاء وتمسكوافي ذلك بأن الرسول - صلوات الله عليه - كتب كتبًا إلى الملوك وأخبرت بها رسله» ونزل ذلك منزلة قوله وخطابه. وكتب صحيفة الزكاة والديات ثم صار الناس يخبرون با عن رسول الله وَل ولم يكن ذلك إلا بطريق المناولة والإجازة فدل على جوازها". ولم همل الأنباري حين تكلم عن هذه الطريقة في التحمل قول مَنْ مَنَ الإجازة بل ذكره مبيئًا بطلان ذلك القول» قال: "وذهب آخرون إلى أنها غير جائزة؛ لأنه يقول: أخبرني» ولم يوجد ذلك. وهذا ليس بصحيح. فإنه يجوز لمن كتب إليه إنسان كتابًا وذكر له ؟- السيوطى»المزهر»١:١١٠١.‏ 5- الأنباري» لمع الأدلة» 47. 285- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا فيه أشياء أن يقول: أخبرني فلان في كتابه بكذا وكذاء ولا يكون كاذيًا. كذلك ها هنا"0". وأورد السيوطي الإجازة» وعَدَّها طريقة من طرق التحمل» وأورد كلام الأنباري فيهاء ثم أورد نماذج من إجازات النحاة وعلماء اللغة ومن أجازهم". وكانت الإجازة طريقة من طرق التحمل عند علماء الحديث» وهذا ما يوضح الأثر الثقافي هذا العلم - أصول الحديث - في علم أصول النحو. وإن كان لعلماء الحديث تفصيل أكثر في الإجازة فإن في اعتماد علماء النحو ها دليل ظاهر لأثر هذا المحمول الثقافي فيهم””". ه. المكاتبة. المكاتبة من طرق تحمل الأخبار» وتعني: "أن يكتب الشيخ إلى الطالب وهو غائب شيئًا من حديثه بخط» أو يكتب له ذلك وهو حاضر”). وعد علياء أصول النحو هذه الطريقة من طرق التحمل في| يروى عن العرب» وأورد السيوطي ناذج من هذه الطريقة©. 5. الوجادة. عد السيوطي الوجادة طريقة من طرق تحمل الأخبار””» وبا أورده من أمثلة اتضح لي أنها تشابه إلى درجة كبيرة ما يقوم به الباحثون في عصرنا هذا من البحث عن المعلومة في مظانهاء ونسبتها إلى أصحابها. وإن خالفت هذه الطريقة سبيل علماء الحديث فإن ذلك مردَّةٌ إلى اختلافهم في تحري صحة الأخبار» ذلك أن من طرق علماء أصول الحديث في نقل الأخبار: "الوصية بالكتب: أن يوصى الراوي بكتاب يرويه عند موته أو سفره لشخص”". والاختلاف بن الطر يقي اهي انرجا ف ك ين غاا ارم غو رف يدرك لويد مفهوم صاحب القول وقد لا يدركه. أما الوصية فإنه من غير المحتمل أن يوصي عالم بكتبه إلا لمن يجزم بأنه لن يصعب عليه فهمها أو إدراك ما فيها. ١-الأنباري»‏ لمع الأدلة, 97. = لسيوطى» المزهر» N‏ € بن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» .١ ٤‏ 6- لسيوطى» المزهر»١: .٠١۷‏ 5-1 لسيوطى» المزهر» .١51/:١‏ ۷- ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح» /701. كي هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ختامًا أقول: لا عجب أن يكون لعلم أصول الحديث أثر في هذا الأصل النحوي عند علماء أصول النحوء ذلك أن من علماء أصول النحو علاء كانوا أعلامًا في علم الحديث وأصولًا في الثقافة الإسلامية» ويكفى أن تقلب طرفك ني المكتبة الإسلامية بر ك ذلك ارتام اللي الو ال ارك الحلراءى أضوك اديك ثانيا: أثر الروافد الثقافية في القياس لما كان علم النحو وعلوم الشريعة بينهما "من المناسبة ما لا يخفى؛ لأن النحو معقول من منقول» كا أن الفقه معقول من منقول”""'» كان تعريف القياس عند النحاة قريبًا من القياس الشرعي» فقيل في تعريفه: "حمل غير المنقول على المنقول في حكم لعلة جامعة ”"". إن القياس لذو مكانة عالية في النحوء فعليه الارتكاز في معظم أدلة النحوء والمعول عليه في غالب المسائل””"» بل هو ركن النحو لا يتم النحو إلا به» قال الأنباري: "اعلم أن إنكار القياس في النحو لا يتحقق؛ لأن النحو كله قياس؛ ولهذا قيل في حده: النحو علم بالمقاييس المستنبطة من استقراء كلام العرب» فمن أنكر القياس فقد أنكر النحو”). فهو أداته العقلية المساعدة في استنباط الأحكام النحوية» وقيام النحو إن هو على هذا الأصل الأصيل. ولم يكن القياس بغائب عن هذا العلم من نشأته» بل كان حاضرًا معه في النشأة وازدادت مسائله وتوسعت عند عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي الذي يعد "أول من بعج النحوء ومد القياس» وشرح العلل"©. ١‏ - أبو البركات الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء» تحق. إبراهيم السامرائي (ط ". مكتبة المنار/ الزرقاء» 19/8م)7/. ؟- السيوطي» الاقتراح في أصول النحو» .7١‏ م لسيوطيء الاقتراح في أصول النحوء 5 .7١‏ 5- الأنباري؛ لمع الأدلة, 60. ه- القفطى» إنباه الرواق ۲: 6 .١١‏ جعل الأستاذ الدكتور عوض القوزي -رحه الله - هذه المقولة دليلاً له على أصالة النحو العربي وتجرده من العوامل المؤثرة فيه؛ وخاصة الفقه» حين قرن بين هذه المقولة وبين ما عرف عند علاء الفقه من كون القياس إنا عرف عند محمد بن الحسن» فقال:القد عني النحاة بالقياس منذ وقت مبكر» ويمكن القول بأغهم سبقوا الفقهاء إلى ذلك» فعبدالله بن أبي إسحاق الحضرمي[ت:117١1ه/‏ ١۷م]‏ كان شديد التجريد للقياس» في حين لم يظهر القياس عند الفقهاء إلا على يد أبي حنيفة[ت:١٠6١ه/‏ 1/717م]». عوض القوزي» الأصول بين الفقهاء والنحاة (مجلة الدارة/ الریاض»ع 5085 ١اه)‏ 37. والحق أن القياس أحد أدلة الأحكام الفقهية من عهد الخلفاء الراشدين» إذ ورد عنهم ما يدل على اعتماد هذا الأصل» جاء في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري لء قوله:»...الفهم الفهم فيا يختلج في صدرك, مما لم يبلغك في الكتاب أو السنة» اعرف الأمثال والأشباه» ثم قس الأمور عند ذلك» فاعمد إلى أحبها عند الله» وأشبهها بالحق فيا ترى». هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن من لوازم القول بقدم نشأة القياس في النحو العربي القول بتجرد هذه الأصول من آثر المنطق اليوناني» ذلك أن كثيرًا من يقول بذلك الآثر إن) يرتكز قولهم على نشاط الترجمة من الثقافات الأخرىء وإذا كان عبدالله بن أبي إسحاق قد مذ القياس فإن من سبقه من النحاة قد اتخذه أصلاً يستدل به على بعض المسائل. إن تجرد القياس من أثر الثقافة غير الإسلامية العربية لا يعنى الخلوٌ من أثر الثقافة الإسلامية العربية» بل ونا يوسي انر کا2 ی ر ا ابيز أبي إسحاق هو من مد القياس فإ الغلماء بعده تتابعت اتارنم ف هذ الأصل السحري» بح إذا كان القرن الرابع» ازداد اهتمام النحاة بالقياس» فعرف به نحاة خصصوا له كثيرًا من مسائلهم النحوية» وشهد تحولاً في مفهومه. لقد كان القياس في القرون الثلاثة الأولى يأخذ مفهومًا يستند إلى اطراد الظاهرة اللغوية - مرويّة أو مسموعة - ثم تطور فصار في مرحلة تالية عملية يُلحَق فيها فرع بأصل في حكم ثابت لما لعلة جامعة بينه). وعند البحث فيا خلفته الروافد الثقافية من أثر في هذا الأصل النحوي يبرز الأثر أولاً فيا يعتمد عليه هذا الأصل وما يقوم عليه» ذلك أن النحاة قرروا أن هذا الأصل مع قيمته وأثره في استنباط الأحكام والقواعد النحوية فلا بد من اعتماده على الأصل الأول من أصول هذا العلم» وهو السماع. والنحاة في هذا يقررون نحويًا ما قرر فقهيًا جاء في الاقتراح: "وكل من الإجماع والقياس لا بد له من مستندٍ من السماع» كا هما في الفقه كذلك". إن تتبع أثر الروافد الثقافية في هذا الأصل النحوي يستلزم الوقوف على موقف غلاءء أصول النخو منه؛ لذا سيكون هذا المبحث متضمثا مواقف أولتك العلاء منه ومدى تأثير الروافد الثقافية في تنظيرهم النحوي هذا الأصل. الدارقطني» سنن الدارقطني» تحق. السيد عبدالله هاشم يماني (دار المعرفة» 185١ه) .۲٠٠:٤‏ إن المشكلة في مثل هذه المسألة غفلة الباحثين عن أن العلم يكون متقدمًا على تدوينه» والقياس منه فطري ملازم للمتحدث ومنه عقلي يستعمله الناس في حياتهم اليومية ومن البديبي أن يكون القياس ناشنًا مع الفقه منذ البداية» وفي بداية اشتغال العرب بعلوم القرآن كانت العربية المشتملة لعلومها لغة ونحوًا وصرفا. .۸۸ )م١1945 محمد عاشور السويح» القياس النحوي بين مدرستي البصرة الكوفة (ط ١ء الدار الجاهيرية/ ليبياء‎ - ١ .١5 ؟- السيوطي» الاقتراح في أصول النحوء‎ ق هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً -١ ۲‏ أثر الروافد الثقافية في القياس عند ابن جني. أثبت ابن جني القياس دليلًا من أدلة الأحكام النحوية» بل إنه جعله من أقوى الأدلة في النحوء جاء في الخصائص :" اعلم أن من قوة القياس عندهم اعتقاد النحويين أن ما قيس على كلام العرب فهو عندهم من كلام العرب"'. وقسم ابن جني القياس في اللغة أقسامًا أربعة» أوها: حمل فرع على أصلء قال: "ومن ذلك مراعاتهم في الجمع حال الواحد؛ لأنه أسبق من الجمع". والقسم الثاني من أقسام القياس عنده هو: حمل الأصل على الفرع» قال: "وقد دعاهم إيثارهم لتشبيه الأشياء بعضها ببعض أن حملوا الأصل على الفرع؛ ألا تراهم اة الضدر لاغاال ن والثالث من أقسام القياس عند ابن جني هو حمل النظير على نظيره» قال: "فإن لم يقم دليل فإنك محتاج إلى النظير"9. أما القسم الرابع من أقسام القياس عند ابن جني فهو الحمل على الضدء واستدل لهذا القسم بتعدية الفعل (رضي) ب (على) لآنه ضد للفعل (سخط) قال: "لما كان (رضيت) ضد (سخطت) عدي (رضيت) ب (على) حملا للشيء على نقيضه؛ کا حمل على نظيره"*. ۲ - أثر الروافد الثقافية في القياس عند الأنباري. لم يتجرد الأنباري في تأليفه في أصول النحو من ثقافة عامة ختلفة المشارب اكتسبها بالقراءة والتعليم» وعليه فلا غرابة أن تظهر لك آثار تلك الثقافة في هذا الأصل النحوي. إن أول آثار هذه الروافد الثقافية ما يظهر من إثباته القياس كأصل من أصول النحو» واستدلاله هذا الأصلء وإنكاره على من رد هذا الأصل النحويء قال: "اعلم أن إنكار القياس في النحو لا يتحقق؛ لأن النحو كله قياس"20. .١١5 :١ ابن جني» الخصائتصء‎ -١ .1١7 :١ ابن جني: الخصائص»‎ -۲ . ۱۱۳:۱ ابن جني: الخصائص»‎ -۳ . ۱۹۷ :١ ابن جني: الخصائصء‎ -٤ م- بن جني: ا لخصائص» م5‎ 5- لأنباري» لمع الأدلة» 6 اوت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وهذا الإثبات من الأنباري هذا الأصل هو في الحقيقة متابعة وتأثر بأصول الفقه» فإذا كان من الثابت إلمام الأنباري بمسائل أصول الفقه. فإن من لازم هذا أن يُعلم إن كان على علم بالخلاف في هذا الأصل وفي إثبات الأحكام الشرعية فيه» وإلالما كان قد تكلم في إنكاره رده . ثم إن أثر الثقافة الأصولية عند الأنباري ظهر أكثر فيا أورده من شبهات ساقها منكرو القياس» تابع في بعضها علماء الأصولء ونقل منهم تلك الشَبّْهة والرد عليها نقلاً يكاد أن يكون مباشرًاء جاء في لمع الأدلة: "اعلم أن لمنكر القياس أن يقول: الاعتراض على ما ذكرتموه من القياس من ثلاثة أوجه: ...والوجه الثاني من الاعتراضات: أنه إذا كان القياس حمل الشيء على الشيء بضرب من الشبه فما من شيء يشبه شيا من وجه إلا ويفارقه من وجه آخر؛ فإن كان وجه المشابهة يوجب الجمع فوجه المفارقة يوجب المنع» وليس مراعاة ما يوجب الجمع لوجود المشابهة بأولى من مراعاة ما يوجب المنع لوجود المفارقة. فإن مال يسم فاعله وإن أشبه الفاعل من وجه فقد خالفه وفارقه من وجه» فإن كان وجه المشاءبة يوجب القياس» فوجه المفارقة يوجب منع القياس". وهو في إيراده هذه الشبْهة النحوية مشابه لما أورده علماء الأصول» بل ما أورده الشيرازي أستاذ المدرسة النظامية» فكأنه بذلك يطبق ما درسه في تلك المدرسة على أصول النحوء يقول الشيرازي: "قالوا: القياس عندكم حمل الفرع على الأصل بضرب من الشبه. وما من شيئين يتفقان في وجه من الشبه إلا ويفترقان في غيره» فإن وجب إلحاق أحدهما بالآخر لما بينهما من المشابهة» وجب الفرق بينهما لما بينهها من الفرق. وليس أحد الأمرين بأولى من الآخر. فوجب التوقف عن القياس""0". ولم يبتعد الأنباري إلا في أسلوبه عم رد به علماء أصول الفقه على هذا الاعتراض» إذ وافقهم في الرد على هذه الشبه فقال: "وأما قولكم في الوجه الثاني: إن القياس حمل الثىء على الشىء... فظاهر الفساد أيضًا؛ لأنه إنم) يجب القياس عند اجتماعهم| في معنى خاص وهو معنى الحكم» أو ما يوجب غلبة الظن» والافتراق الذي ذكرتموه إنها هو -١‏ لعل أول من أنكر وجود القياس في النحو هو ابن مضاء القرطبي» وهو في إنكاره مدفوع بأثر من ثقافة فقهية» وسيأقي مزيد إشارة إليه بإذن الله. ؟- الأنباري. لمع الأدلة .٠٠١‏ *- الشيرازيء التبصرة في أصول الفقه» 5777 . -هم- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً افتراق لا في معنى الحكم ولا ما يوجب غلبة الظن» والافتراق لا في معنى الحكم ولا ما يوجب غلبة الظن لا يؤثر في جواز الجمع . قال الشيرازي: "والجواب: أنا نحمل الفرع على الأصل إذا اتفقا على علة الحكم. ومتى حصل الاتفاق في العلة لم يؤثر افتراقه| في غيرها. كما إذا اتفق شيئان في العقليات في علة الحكم. وجب الجمع بينهما وإن افترقا في كثير من الأشياء'”". واستمر تأثير أصول الفقه في هذا الأصل النحوي عند الأنباري» فظهر جليًا في أنواع القياس عنده» إذ عدَّ الأنباري للقياس أنواعًا ثلاثة» هي: قياس العلة» وقياس الشبةء وقياس الطرد”". وكذا عد الشيرازي القياس أنواعًا ثلاثة» فقال: "إن القياس على ثلاثة أضرب: قياس علة» وقياس دلالة» وقياس شبه". وحين فصل الأنباري القول في هذه الأنواع لم يبتعد عما قاله الشيرازي إلا في أمثلته النحوية التي أوجبها اختلاف العلم» قال الأنباري: "اعلم أن قياس العلة: أن يحمل الفرع على الأصل بالعلة التي علق عليها الحكم في الأصل"”. وقال الشيرازي: "فأما قياس العلة فهو: أن يرد الفرع إلى الأصل بالنكتة التي علق الحكم عليها في الشرع"©. ثم قال الأنباري في قياس الشبه: "اعلم أن قياس الشبه: أن يحمل الفرع على الأصل بضرب من الشبه غير العلة التي علق عليها الحكم في الأصل””". ليتابع الشيرازي في تعريفه هذا الضرب من القياس» قال الشيرازي: "والضرب الثالث هو: قياس الشبه» هو: أن حمل فرع على أصل بضرب من الشبه"”". أما النوع الثالث من أنواع القياس» فإِنْ اختلف اصطلاح الأنباري فيه عن اصطلاح . ٠١3 الأنباري. لمع الأدلق»‎ -١ ؟- الشيرازي» التبصرة في أصول الفقهء 5777 . "ا لأنباري؛ لمع لآدلة .٠٠٠١‏ -٤‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» 5 .7١‏ م- لأنباري» لمع لآدلق .٠٠٠١‏ -٦‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه. 5 .٠١‏ /ا- لأنباري» لمع لأدلق .٠١١‏ 8- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .۲٠۹‏ -0۹4- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الشيرازي فإنه وافقه في المفهوم, جاء ني لمع الآدلة: "اعلم أن الطرد هو الذي يوجد معه الحكم وتفقد الإخالة في العلة"'. وقال الشيرازي: "والضرب الثاني من القياس» هو: قياس الدلالة» فهو: أن يرد الفرع إلى الأصل بمعنى غير المعنى الذي علق الحكم عليه في الشرع» إلا أنه يدل على وجود علة الشرع'”". ۲ "- أثر الروافد الثقافية في القياس عند ابن مضاء القرطبي. لعل من أبرز آثار الروافد الثقافية في هذا الأصل النحوي ما ظهر عند ابن مضاء القرطبي الظاهريء إذ إن إنكاره على النحو العربي المشرقي إن كان مدفوعًا بآثر من ثقافته الفقهية فى المذهب الظاهري”". فكان للمذهب الفقهى أثر فى آرائه النحوية. وزقاما ا اراب ااه الام ا اراب المي الأخرري كان ن مضاء خالفة لنحو المشرق» ذلك النحو الذي سار في منهجه على القول بالرآي في كثير من مسائله» فكان له وقفات مع هذا المنهج» ولعل من أبرز وقفاته التي وقفها هو موقفه من القياس النحوي. لم يختلف مذهب ابن مضاء النحوي في القياس عن مذهبه الفقهي فيه» بل سار فيه متابعًا له» وقائلاً بها قال به فقهاؤه» فكان له في القياس نظرتان: نظرة أجاز فيها القياس» ولم يمانع الاحتكام إليه» شريطة أن يكون في السماع ما يؤيده» وهذا النوع يمثله القياس النحوي الذي مداره القوانين النحوية» وعرفه النحاة بأنه: "حمل غير المنقول على المنقول» إذا كان في معناه"“. وأخرى منع القياس فيها والاحتكام إليه؛ وذلك إن لم يكن في السماع ما يؤيده؛ لأنه حينها سيكون ضربًا من الدعاوى التي لا دليل عليها. ويمثل هذا النوع عنده القياس العقلي» وهو قياس أحكام على أحكام لنوع من المشابهة» فهو يرى أن النحاة لم يتحروا الدقة فيه؛ لأهم يحملون الأشياء على أشياء دون أن تكون هناك صلة كاملة بين الأمريه©, ١-الأنباري»‏ لمع الأدلةه .1١١‏ -١‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .۲٠۸‏ ۳- مذهب الظاهرية يدعو إلى الاحتكام إلى الظاهر من نصوص الكتاب والسنة» وعدم القول بالرأي في أي مسألة أو نص شرعي. 5 - السيوطي» الاقتراح في أصول النحو» .۲٠۳‏ 5- ربيح عمار» ابن مضاء القرطبي ثورة في الفقه ثورة في النحو (مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتاعية/ بسكرة» T(E‏ — هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وهو فيا حكم به في هذا الأصل موافق لمذهبه الفقهي» بل إنه حاكم با حكم به فقهاء المذهب» وهو بهذا مدفوع بثقافة ظاهرية تشربها عقله وفكره حتى طغت على غيرها من الثقافات الأخرى. ۲ - أثر الروافد الثقافية في القياس عند السيوطي. م يل القياس النحوي عند السيوطي من آثار الروافد الثقافية» بل كانت الآثار حاضرة فيا كتبه وجمعه عن هذا الأصل النحوي» ولعل الرافد الثقافي ذا التأثير الأظهر عنده هو علم أصول الفقه؛ لاتصال هذا العلم - علم أصول الفقه - بأصول النحو اتصالاً جليّاء إضافة إلى إلمام السيوطي بهذا العلم ومعرفته دقائق أحكامه» فله في ذلك مؤلف ومنظوم'. فهو في كتبه في هذا الأصل لم يتجاوز النقل عن النحاة السابقين الذين ألفوا في الأصول النحوية وكتبوا فيهاء فردد كلامهم في هذا الأصل النحوي إلا ما أضافه من بعض مسائل هذا الأصل ما استفاده من علم أصول الفقه. ويظهر أثر الروافد الثقافية في هذا الأصل النحوي عند السيوطى أولاً في اعتاده القاس دللا من آدلة اكام اني و الاجا هذا اراي وعاولة اينه يكلا العلماء السابقين» قال: "وهو معظم أدلة النحوء والمعول عليه في غالب مسائله". وهو في هذا مدفوع بأثر من رافد فقهي» ذلك أن السيوطي شافعي المذهب» ومن المعلوم أن القياس من أدلة الأحكام الفقهية عند الشافعية. قال السبكي[ت:١لالاه]:‏ "وهو حجة في الأمور الدنيوية"". ثم إنه حاول بعد ذلك الاحتجاج لهذا الأصل» فذكر أقوال بعض العلاء المثبتين له» قال: "قال صاحب المستوفى: كل علم؛ فبعضه مأخوذ بالسماع والنصوص» وبعضه -١‏ كتب السيوطي في أصول الفقه بابًا ضمنه كتابه المسمى( النقاية ) وتضمن هذا الكتاب أربعة عشر بابًا في مختلف العلوم الأساسية التي يرى حاجة طالب العلم إليهاء وقد شرح السيوطي هذا الكتاب في كتاب اسمه: إتمام الدراية لقراء النقاية» وهو مطبوع قديّاء وطبعه الميرزا محمد الشيرازي» سنة: 51109. أما المنظوم فهو نظمه لكتاب جمع الجوامع في أصول الفقه» وجاء النظم في مقدمة وسبعة أبواب» ولا زال اهتمام العلماء بهذه المنظومة دراسة وشرحًا قاتا إلى عصرنا. ۲- السيوطيء الاقتراح» 701. “- تاج الدين عبدالوهاب بن علي السبكي» جمع الجوامع في أصول الفقه» تحق. عبدالمنعم خليل إبراهيم (ط ۲ دار الكتب العلمية/ بيروت» "1١٠5م) .8١‏ کا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا بالاستنباط والقياس» وبعضه بالانتزاع من علم آخر. قال: فالفقه بعضه بالنصوص الا ا واا ساد دن التجربة» وبعضه من علوم آخر. واهيئة“ بعضها من علم التقدير"» وبعضها تجربة يشهد بها الرصد. والموسيقى في جلها منتزع من علم الحساب. والنحو بعضه مسموع مأخوذ عن العرب» وبعضه مستنبط بالفكر والرٌويّة» وهو التعليلات» وبعضه يؤخذ من صناعة أخرى"27. ويظهر أثر الرافد الأصولي عند السيوطي في حديثه عن أركان القياس» قال: "للقياس أربعة أركان: أصلء وهو المقيس عليه. وفرع» وهو الَْقِيسٌء وحكم» وعلة جامعة". وهذا التحديد هذه الأركان الأربعة مدفوع بأثر من رافد أصولي» قال السبكي: "وأركانه أربعة: الأصلء وهو: محل الحكم الُْشبّه... الثاني: حكم الأصل» ومن شرطه ثبوته بغير قيانى... الغالث: القرع وهو الل الك والرايم :الا ۲ ه- أثر الروافد الثقافية في العلة تعد العلة”2 أحد أركان القياس الأربعة» وكان من المنطق الحديث عنها في مبحث القياس السابق؛ لكن لما كانت العلة من القضايا التى ظهر فيها الأثر للروافد الثقافية نصورة تاس افو ا ر إنرادها ها ا لعل من اللازم قبل التفصيل في الروافد الثقافية المؤثرة في العلة النحوية الإشارة إلى أقوال بعض العلماء السابقين عن العلة وعن العوامل المؤثرة فيها. ذلك أن من العلماء من سبق إلى الإشارة إلى العوامل المؤثرة في العلة النحوية. -١‏ علم الحيئة: علجٌ يبحث فيه عن أحوال الأجرام البسيطة العلوية والسفلية وأشكالها وأوضاعها ومقاديرها وأبعادها. محمد صديق خان بن حسن القنوجيء أبجد العلوم (ط١»ء‏ دار ابن حزم» ۲٠٠۲م) ٥٥٦‏ . ؟- علم الهيئة: علمٌ باحث عن معرفة الأحوال الفلكية وأوضاع الكواكب وعن ارتباط كل منها مع الأمور الأرضية. القنوج» أبجد العلوم» ٤١١‏ . ۳- السيوطيء الاقتراح» 5 .7١‏ 5- السيوطيء الاقتراح» .۲٠۸‏ 5- السبکي» جمع الجوامع» ۸۱ - ۸۳. 7- يراد بالعلة النحوية: الوصف الذي يكون مظنة وجه الحكمة في اتخاذ الحكم» أي: هي الأمر الذي يذكر النحويون أن العرب لاحظته حين اختارت في كلامها وجهًا معيًا من التعبير والصياغة. مازن المبارك» النحو العربي (ط١ء‏ دار الحضارة/ بيروت ) .5١‏ ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً إن أول الآثار ظهورًا في هذا الجانب عند أولئك العلماء هو أثر المنطق الأرسطي فيه» فالعلة ركن من أركان القياس في النحوء وهي "ركن أسامي في القياس الأرسطي بحيث لا يتم البرهان إلا بظهور العلة'. وكانت العلة النحوية بأثرها المنطقي حاضرة مع النحاة في بدايات الدراسة والتأليف في النحوء ويكفي أن تطلع على تراجم بعض متقدمي النحاة فتجد فيها ما يدل على تلك العلاقة» فابن أبي إسحاق "أول من بعج النحو ومد القياس وشرح العلل””". والخليل بن أحمد كان "الغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل النحو وتعليله'”"» وغيرهم من أرباب النحو والقياس. إن مثل هذا الحضور المتقدم للعلة في النحو العربي ليوحي بأثر ذلك الرافد الثقافي في النحو العربي» أثر كان ميدانًا لكثير من الأحكام النحوية“. كما كان لعلم الكلام أثر في العلة النحوية» يدل على ذلك أولئك النحاة الذين تميزوا في دراسة العلة والتأصيل فبرعوا فيها إلى جانب إبداعهم في علم الكلام من أمثال أبي علي الفارسي[ت:/ا/الاه]ء وابن جني الذين "قد يكون لمعتقداتهم ومذاهبهم أثر في أن تكون عللهم كعلل الفلاسفة والمناطقة البعيدة عن روح اللغة"0©. على أن هناك من يرى أن نشأة التعليل النحوي إن كان: "استجابة لظروف وبواعث عربية إسلامية معّاء دون تأثير خارجى غير عربى» فقد كانت الظروف التى نشأ فيها وما هيأته من استجابات عقدية وا و وراء الفكرة التي تعد 56 الأساسي ي نشأة اله لتعليل النحوي"". .١١1/ محيي الدين محسبء الثقافة المنطقية في الفكر النحويء‎ - ١ ۲- القفطى» إنباه الرواة» ؟: 0 .١١‏ ۳-الأنباري» نزهة الألباء 54 . 4 - لعل من المناسب عدم االتفصيل في هذا الأثر» إلا فيها هو قريب من موضوع بحثناء ما صرح النحاة فيه بمحاكاة النحو لعلم المنطقء أو كانت المحاكاة فيه ظاهرة. ومن الدراسات التي اهتمت بأثر المنطق في النحو: محبي الدين محسبء الثقافة المنطقية في الفكر النحوي. .٠۳١۷ عبدالفتاح الحموزء الكوفيون (ط١. دار عمار/ عمان».1991م)‎ -٥ - علي أبو المكارم» أصول التفكير النحوي (ط ١ء‏ دار غريب/ القاهرة» ۷٠٠۲م)‏ +0 = هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وإن كان الخلاف في الأسباب الباعثة لنشأة العلة النحوية ظاهرًا فإنه لا حلاف في أن هناك روافد ساعدت العلة في التطور والابتعاد عن اليسر والبحث عن العلل التعليمية والوصول إلى درجات أبعد في التعليل. ويظهر لي في مسألة العلة النحوية القول بأصالة النشأة لهذا الركن المهم في القياس النحوي» ذلك أن الخليل بن أحمد حين سُئل عن العلل التي يعتل بها لأحكامه في اللغة ذكر أن علل قواعد الكلام عند العربي قائمة معروفة» فهي أصل في اللغة ثابت» خفي على العامة فحاول العلماء إظهاره وبيانه. ولا أنكر وجود روافد ثقافية واكبت العلة النحوية في مسيرة نشأتها وتطورهاء فإن في كلام العلماء ما يدل على ذلك الأثر. فالخليل حين تحدث عن علله حاول الإيضاح لما يعتل به من علل لبعض قضايا اللغة بيا اختزنه من ثقافة عامة؛ ليقربه إلى الأذهان» قال:"إن العرب نطقت على سجيتها وطباعها. وعرفت مواقع كلامهاء وقام في عقوها علله» وإن لم ينقل ذلك عنهاء واعتللت آنا بها عندي أنه علة لما عللته منه. فإن أكن أصبت العلة فهو الذي التمست. وإن تكن هناك علة له فمثلي في ذلك مثل رجل حكيم دخل دارًا حكمة البناء؛ عجيبة النظوم والأقسام؛ وقد صحت عنده حكمة بانيهاء بالخبر الصادق أو بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة» فكلا وقف هذا الرجل في الدار على شىء منها قال: إن| فعل هذا هكذا لعلة كذا وكذاء ولسبب كذا وكذا. سنحت له.وعطرت اله اة لذلكه تجار أن يكون اكيم الباق للدار قعل ذلك العا التي ذكرها هذا الذي دخل الدار» وجائز أن يكون فعله لغير تلك العلة» إلا أن ذلك ما ذكر الرجل محتمل أن يكون علة لذلك. فإن سنح لغيري علة لما عللته في النحو هو أليق ادرت بالمغعلول فلات" فالخليل حين أراد تقريب طريقته في التعليل لما اعتل له من كلام العرب استعان با أسعفته به ثقافته العامة ثقافة استفادها مما هو ظاهر في عصره» إذ ظهر له أن أقرب طريقة يمكن بها إيضاح طريقته في الاعتلال هي تشبيه هذه العلل في كلام العرب وقواعدهم با هو ظاهر ومعروف في عصره. فشبه اللغة في إحكام بنائها واطراد قواعدها بالبناء الهندمي المحكم الذي ظهرت للعيان أمارات إبداع بانيه» فمن دخل هذا البيت تجده .55 0١91/9 أبو القاسم الزجاجي» الإيضاح في علل النحو» تحق. مازن المبارك (ط۳» دار النفائس/ بيروت»‎ -١ عات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً يحاول الاعتلال لما يراه فيه من مظاهر العمران وا هندسة» وما يعتل به الداخل قد تكون هي العلة التي ظهرت لبانيه وقد تكون هناك غيرها من علل لم تظهر للداخل وظهرت للباني» وكذلك اللغة المتكلم بها والواضع لقواعدها قد ظهرت له علل تلك القواعدء بخلاف الباحث فيها فإنه يحاول الاعتلال ها با يظهر له أنه علة لذلك الشيء» وقد تكون علله صحيحة وقد يظهر لغيره من الدارسين ما هو أصح منها. ثم ازداد أثر الروافد الثقافية في العلة النحوية» تبعًا لازدياد الثقافة العامة لعلماء النحوء فظهر ذلك الأثر في تقسيمات العلل التي جعلها ابن السراج نوعين؛ فقال في أصوله: "واعتلالات النحويين على ضربين: ضرب منها هو المؤدي إلى كلام العرب» كقولنا: كل فاعل مرفوع» وضرب آخر يسمى علة العلة» مثل أن يقولوا: إصار الفاعل مرفوعا والمفعول به منصوبًاء ول إذا تحركت الياء والواو وكان ما قبلهم| مفتوحًا قلبتا ألمًا؟ وهذا ليس يكسبنا أن نتكلم کا تكلمت العرب» وإنما تستخرج منه حكمتها في الأصول التي وضعتهاء وتبين بها فضل هذه اللغة على غيرها من اللغات"'. وكلما اتسعت الثقافة ظهر الآثر بصورة أوضح» صورة جعلت أبا القاسم الزجاجي يقسم العلل النحوية تقسيًا علميًا دقيقاء فقال: "وعلل النحو بعد هذا على ثلاثة أضرب: علل تعليمية» وعلل قياسية» وعلل جدلية نظرية . ولم يقف الأثر عند مجرد الإيضاح للعلة» أو تقسيمهاء بل تجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك حتى كاد يصل إلى درجة المحاكاة مع بدايات التأليف في أصول النحو عند ابن جني ليبقى بعدها ثابتا وركيزة من ركائز أصول النحو عند من جاء بعده من نحاة ألفوا في أصول النحو. ولعل فيه يأتي من حديث مزيد تفصيل وبيان للأثر. ١ /5 ۲‏ - أثر الروافد الثقافية في العلة عند ابن جني إن تتبع أثر الروافد الثقافية في العلة النحوية عند ابن جني ليظهر مدى التلاحم بين علم أصول النحو والعلوم الأخرى على اختلافهاء تلاحم ظهر في ارتسام المنهج» واتباع الرأي والسير على ذات الطريق» في محاولة جادة لرسم طريق لمن يبتغي السير في أصول هذا العلم. .”0 :١ ابن السراج» الأصول في النحوء‎ -١ . 1٤ الزجاجيء الإيضاح في علل النحو‎ -۲ و هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا تزاحمت الروافد الثقافية المؤثرة في مبحث العلة عند ابن جني» فلم يكن هناك رافد واحد» بل روافد متعدد كان لكل منها أثره في جانب من جوانب هذا المبحث النحوي. إن أول الروافد الثقافية المؤثرة في هذا المبحث النحوي» هو: الرافد العقدي الاعتزالي. إذ كان ابن جني أحد أتباع هذا المعتقد» ومن المحتمل تلمس بعض مظاهر الاعتزال في مباحث العلة» ذلك أن من مذهب المعتزلة أن العلة مؤثرة بنفسهاء بمعنى أنها الموجب للحكم بذاتها"» قال في الخصائص: "اعلم أن أكثر العلل عندنا مبناها على الإيجاب بها"". وإن كان هذا الكلام محتملاً لأثر من ثقافة اعتزالية فإن فيه ما يوحي بعدم ذلك الأثر» فابن جني لم يصرح بذاتية التأثير في العلة» بل جاء بالضمير فقال: "يها" وهذا محتمل لأن يكون بذاتها أو يكون بجعل جاعل والعلة سبب له. ثم إن في قوله: "أكثر العلل" مخالف لمذهبه الاعتزالي» فالعلل كلها موجبة للحكم عند المعتزلة. قال الزركشي1ت:95/اه]: "الثالث: أنها الموجبة للحكم بذاتها لا بجعل الله» وهو قول المعتزلة بناءً على قاعدتهم في التحسين والتقبيح العقلي"(). على أن ابن جني ربا تمثل مذهبه العقدي في كون العلة موجبة للحكم بذاتها لا بجعل جاعل في بعض آرائه النحوية» ففي قضية العامل والمعمول - وهي قضية ذات صلة مباشرة بالعلة والمعلول - حين ذكر تقسيم النحاة العامل إلى لفظي ومعنوي قال:"فأما في الحقيقة ومحصول الحديث» فالعمل من الرفع والنصب والجر والجزم إن هو للمتكلم نفسه» لا لشيء غيره"9). وإلى جانب هذا الأثر للرافد العقدي» كان هناك أثر آخر لرافد فقهى» تمثل ذلك الأثر في الاهتعام والعناية بهذا المبحث» وحاولة تقصى جبع جوانبة؛ ذلك أن العلة هي الركن الوحيد للقياس عند الحنفية”*»» وإذا كانت كتب التراجم قد أثبتت اتباع ابن جني . ١55 :!/ )م١1995 بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي» البحر المحيط في أصول الفقه (ط١. دار الكتبي»‎ -١ ۲- ابن جنی» الخصائص» 11 ۳- الزركشى» البحر المحيط» VEEN‏ . ۱٠۹:۱ ابن جنی» ا لخصائص»‎ - ٤ 4- جاء في أصول السرخسي :ركن القياس هو الوصف الذي جعل علا على حكم العين مع النص من بين الأوصاف التي يشتمل عليها اسم النص» ويكون الفرع به نظيرًا للأصل في الحكم الثابت باعتباره في الفرع؛ لأن ركن الشيء ما يقوم به ذلك الشيء وإن| يقوم القياس بهذا الوصف». أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي» أصول السرخسي» تحق. أبو الوفا الأفغاني(ط١.‏ دار الكتب العلمية/ بيروت ۰ )١997‏ 7: 11/5 . ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً للمذهب الحنفي فإن اهتمامه بهذا المبحث النحوي مدفوع بذلك الرافد العقدي. وتظهر عناية ابن جني بالعلة في الخصائص في محاولة إيجاد مكان للعلة النحوية بين علل العلوم الأخرى. قال: "اعلم أن علل النحويين - وأعني بذلك حذاقهم المتقنين» لا ألفافهم المستضعفين - أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين. وذلك أنهم إنا يحيلون على الحس» ويحتجون فيه بثقل الحال أو خفتها على النفس» وليس كذلك علل الفقه". ففي هذا الكلام يحاول ابن جني أن يوجد للعلل النحوية قيمتها ومكانتها بين علل العلوم الأخرىء مستعيتا بها يمتلكه من مخزون ثقاني في هذه العلوم» فقرر بعد المقارنة والموازنة أن علل النحاة في مكان بين علل المتكلمين والمتفقهين» على أنها تقرب إلى علل المتكلمين أكثر من قربا من علل المتفقهين. فعلل النحاة ليست مبنية على النصء إن| هي اعتلالات تبرهن عقليّاء مستنبطة من ملاحظة كلام العرب في اطراده وسياقه وتركيبه. ويعود السبب في بحث ابن جني عن مكان لعلل النحاة بين علل الفقهاء وعلل المتكلمين "إلى ما طبع الدراسات المختلفة في العصر الإسلامي من أن للمعرفة - آي كانت - منهجين: منهجًا يقوم على استنباط الأصول من المسائل والجزئيات» ويسمى بمنهج الفقهاء. ومنهجًا يقوم على بناء كليات ثم تطبيقها على الجزئيات والمسائل» ويسمى بمنهج المتكلمين'”". ثم حاول ابن جني إيضاح حكمه هذا على العلل النحوية فيستعين بيا عنده من مخزون فقهي ليقرر أن علل النحاة تبتعد عن علل الفقهاء» قال في ذلك: "ألا ترى أن ترتيب مناسك الحج» وفرائض الطهورء والصلاة» والطلاق» وغير ذلكء إن برجع في وجوبه إلى ورود الأمر بعمله» ولا تعرف علة جعل الصلوات في اليوم والليلة خمسًا دون غيرها من العدد» ولا يعلم أيضًا حال الحكمة والمصلحة في عدد الركعات..."”. وهكذا يوضح ابن جني الفرق بين العلل النحوية والفقهية والسبب في جعله علل النحاة قريبة من علل المتكلمين» ولم تكن هذه المقارنة لتتم لولا ذلك المخزون الثقافي الذي حمله ابن جني إلى جانب علوم العربية وآدابها. -١‏ ابن جني» الخصائص» ٤۸:۱‏ . مم ي الله فر ا ر ار دن وار ا6 ۳- ابن جنی» ا لخصائص» ٤۸:۱‏ . کا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا على أن ابن جني ذكر أن من العلل الفقهية ما هو مشابه لعلل النحو وجار مجرى العلل النحوية» ومثل لذلك بأحكام اجتهد الفقهاء في تقدير عللهاء قال: "فإن قلت: فقد نجد أيضًا في علل الفقه ما يتضح آمره» وتعرف علته؛ نحو رجم الزاني إذا كان محصتاء وحده إذا كان غير حصن؛ وذلك لتحصين الفروج» وارتفاع الشك في الأولاد والنسل. وزيد في حد المحصن على غيره لتعظيم جرمه وجريرته على نفسه”". ثم قال بعد ذلك: "فىم| هذه صورته من عللهم جار مجرى علل النحويين””". وحين حدد ابن جنى مكان العلل النحوية وقيمتها العلمية بين العلل الأخرى عمد إلى استنباط العلل النحوية بأسلوب ظهر فيه أثر الثقافة الفقهية؛ إذ إنه سار على منهج الفقهاء في استنباط العلل واستخراجها من المسائل» قال بعد أن حرر فصولا في العلل النحوية: "واعلم أن هذه المواضع التي ضممتهاء وعقدت العلة على مجموعهاء قد أرادها أصحابنا وعنوهاء وإن لم يكونوا جاؤوا مها مقدمة محروسة فإنهم ها أرادوا"””". ثم قال إنا ينتزع أصحابنا منها العلل؛ لأنهم يجدونها منثورة في أثناء كلامه» فيجمع بعضها إلى بعض بالملاطفة والرفق. ولا تجد له علة في شىء من كلامه مستوفاة محررة. وهذا معروف مع هذا اديت غد اللواعة غر مكو" واستمر تأثير المذهب الفقهي في تنظير ابن جني للعلة ومباحثها ا eT‏ : تخلف الحكم عن الوصف المدعى عليه في ر بعض الصور ToS ممم لش oT SS‏ ا ا ٠۰ ابن جني» الخصائص»۱:‎ -١ ۲- ابن جني» الخصائص» 0٩۱:۱‏ . ۳- ابن جني» الخصائصء ۱١۲:۱‏ . 5- ابن جني» ا لخصائص» ۱١۳:۱‏ . ه-الجرجاني» التعريفات» .0٥۷‏ ٦‏ -أبو إسحاق الشيرازي» التبصرة في أصول الفقه» 577 وما بعدها. ۷- ابن جنى» لخصائص» ۱: ٠٤١‏ . برهت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ويبدو أن لمكان العلة النحوية الذي قرره ابن جنى بين علل المتكلمين والفقهاء دورًا في تنوع الروافد الثقافية التي اعتمدت عليهاء ذلك أن العلة النحوية عند ابن جني ل تخل من أثر علم الكلام؛ إذ ظهر أثر علم الكلام في العلة النحوية في مبحث الاحتياط للعلة عنده» والاحتياط للعلة يعنى: الزيادة في وصف العلة حماية لما من النقض» وقد ا جف قل ها ی هاا ا وین ا هام رد ال الین ال "وهذا عتا و جود ف العلل الكخلامية» الا دري الاك تقول فى ساد تاع ار والسكون على المحل الواحذ: لو اجتمعا لوجب أن يكون المحل الواحد ساكتا متحركا في حال واحدة» ولولا قولك: في حال واحدة. لفسدت العلة؛ آلا ترى أن المحل الواحد قد يكون ساكثا متحركا في حالين اثنين"7. ۲ ه/ 7- أثر الروافد الثقافية في العلة عند الأنباري لم يكن مبحث العلة عند الأنباري بعيدًا في التنظير عن تأثير المحمول الثقافي لهذا العالم الموسوعي» بل كانت الروافد الثقافية حاضرة وظاهرة في كثير من جوانب هذه المسألة. ففي شروط العلة عد الأنباري الطردء وهو: وجود الحكم عند وجود العلة» شرطًا واجبًا في العلة» معللاً ذلك بمشابهة العلة النحوية العلة العقلية» والعلة العقلية لا تكون إلا مطردة ولايجوز أن يدخلها التخصيص. قال: "ولا خلاف أن العلة العقلية لا تكون إلا مطردة» ولا يجوز أن يدخلها التخصيص. فكذلك العلة النحوية"". وهو بهذا القول مخالف لما ذهب إليه ابن جني من جواز تخصيص العلة» وإن كان للمذهب الفقهي أثر في ابن جني حين عرض هذه المسألة» فإن الأنباري لم يخل من ذلك الأثر» بل تلبس مذهبه الفقهي كعادته في كثير من أصوله النحوية وقال بقول أصحابه وأستاة مدرست الى تلمك فبهاء جا عن الشيرازي ف الشنضرة ف أصول الفقدة"الطره والجريان شرط في صحة العلة"”". وجاء في موضع آخر: "لا يجوز تخصيص العلة .١59:١ ابن جني» الخصاتص»‎ -١ ؟- الأنباري» لمع الأدلة» .١١5‏ ذكر الأنباري خلاف النحاة في شرط اطراد العلة» فذكر أنهم يذهبون في ذلك مذهبين» أحدهما ما قال به واعتمده» والآخر ما يرى خلاف ذلك من عدم اشتراط الاطراد في العلة» وجواز التخصيص فيهاء وذكر أدلتهم في هذه المسألة» ثم قال بعد عرض رأيهم وشواهدهم:» وهذا ليس بصحيح ١‏ ليبدأ بعدها بتفنيد أقواهم. الأنباري» لمع الأدلة» ٠٠١-٠١١‏ . *- الشيرازيء التبصرة في أصول الفقه» ٤٠١‏ . 5 7 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا المستنبطة. وتخصيصها نقض ها" . وكا قال بمبدأ الطرد في العلة وظهر أثر الرافد الفقهي فيه» فإن من لوازم هذا المبداً القول بالعكسء ويعني: انعدام الحكم عند انعدام العلة". وقد عذد الأنباري آراء المبحثء قال: "الفصل الثامن عشر: في كون العكس شرطًا في العلة. اعلم أن العلماء اختلفوا في ذلك: فذهب الأكثرون إلى أنه شرط في العلة» وذلك أن يعدم الحكم عند FT 5 لا يعدم الحكم عند عدمها ”". وني اعتبار الأنباري الطرد والعكسء أو ما يسمى بالجريان شرطًا في العلة متابعة مدفوعة بآثر من رافد أصولى فقهى» ذلك أن من مذهب أستاذ مدرسته القول بأن "الطرد والجريان شرط في صحة العلة"*. ۲ / "- آثر الروافد الثقافية فى العلة النحوية عن ابن مضاء القرطبى سبقت الإشارة إلى موقف ابن مضاء من القياس النحوي» ولن يختلف موقفه في العلة عن موقفه من القياس؛ لكون العلة أحد أركان القياس. فإذا كان لمذهبه الفقهى أثر في موقفه من القياس» فإن ذلك الأثر نال العلة النحوية. وكان لابن مضاء موقف من العلل النحوية» أسقط فيه ما أسماه بالعلل الثواني والعلل الثوالث» تلك العلل التي سماها ابن السراج: "علة العلة"» فقد رأى فيها ابن مضاء أا لا تقوم على برهان علمي» بل هي مجرد حيل ذهنية يعمد إليها النحاة عند تعليل ظاهرة نحوية» قال ابن مضاء: "وما يجب أن يسقط من النحوء العلل الثواني والثوالث» وذلك مثل سؤال السائل عن (زيد) من قولنا: قام زيدٌ لم رفع؟ فيقال: لأنه فاعل» وكل فاعل مرفوع» فيقول: ولم رفع الفاعل؟ فالصواب أن يقال له: كذا نطقت ١‏ - الشيرازي» التبصرة في أصول الفقه» 575 . ؟- الأنباري. لمع الأدلةه .٠٠١‏ ۳-الأنباري» لمع الأدلة, .1١8‏ . ٤٠١ الشيرازي» التبصرة في أصول الفقه»‎ - ٤ 1568 -ابن السراج» الأصول في النحوء‎ جد أت إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا أن شيئًا ما حرم بالنص» ولا يحتاج فيه إلى استنباط علة» لينقل حكمه إلى غيره. فسأل لم حرم؟ فإن الجواب على ذلك غير واجب على الفقيه". ويظهر أن ابن مضاء ذهب مذهب ابن حزم الظاهري [ت:557ه] في العلل» إذ كان له موقف من هذه العلل» أبطل فيه علل النحاة كلهاء وقال بفسادها وكذبهاء قال ابن حزم: "ومثل هذا ما يستعمله النحويون في عللهم فإنها كلها فاسدة لا يرجع منها شيء إلى الحقيقة البتة. وإن| الحق من ذلك أن هكذا سمع من أهل اللغة الذين يرجع إل في ضبطها ونقلهاء وما عداها فهو مع أنه تحكم وفاسد متناقض» هو أيضًا كذب؛ لأن قولهم: كان الأصل كذاء فاستثقل فنقل إلى كذاء شيء يَعلم كل ذي حس أنه كذب لم يكن قطء ولا كانت العرب عليه ثم انتقلت إلى ما سمع منها بعد ذلك" . وإن كان ابن مضاء خالف ابن حزم في قبوله العلل الأول فإنه بين سبب قبوله هاء وعلة رفضه العلل الثواني والثوالث» فقال: "الفرق بين العلل الأول والعلل الثواني» أن العلل الأول بمعرفتها تحصل لنا ا معرفة بالنطق بكلام العرب المدرك منا بالنظرء والعلل الثواني هى المستغنى عنها في ذلك» ولا تفيدنا إلا أن العرب أمة حكيمة"". إن مبدأ الرفض للعلة عند ابن مضاء ليظهر أثر مذهبه الفقهى في أصول النحو عند وإلا لكان له في العلل رأي آخر يجيز فيه التأويل لأدلة الحكم النحوي والبحث عن الحكم بالقياس الذي ذهب إليه كثير من النحاة. ۲ ه/ ‏ - آثر الروافد الثقافية في العلة عند السيوطى: استمر تأثير الرافد الأصولي في هذا الأصل النحوي - القياس - فظهر ذلك في أحد أركان القياس وهو: العلة. وتمثل هذا الآثر في المتابعة الدقيقة لعلم أصول الفقه» ومحاولة السيوطي إسقاط بعض مسائل هذا المبحث الأصولي على أصول النحو. .١71/ ابن مضاء القرطبىء الرد على النحاةء‎ -١ ؟- ابن حزم» رسائل ابن حزم الأندلسي» تحق. إحسان عباس( ط١‏ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت» (PY‏ ۳- ابن مضاء القرطبى» الرد على النحاة» ٠١۸‏ . - ا۷ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ففي مبحث مسالك العلة”" لم يبتعد السيوطي عا قرره علماء أصول الفقه في هذا المبحث إلا في محاولته تحويل تلك المسالك من أصول الفقه إلى أصول النحو بيا ساقه من أمثلة وإيضاحات لتلك المسالك» وعد السيوطي للعلة مسالك ثانية هى في أصلها مسالك العلة عند علماء الأصول» فهي عنده: الإجماع» والنص» والإيماء» والسبر والتقسيم» والمناسبة» والشبة» والطرد» وإلغاء الفارق”". ثم هى عند علماء أصول الفقه كذلك» إضافة إلى مسلكين آخرين لم يذكرهما السيوطي وذكرهما السبكي» وهما: الدوران» وتنقيح المناط". وكذا كان للرافد الأصولي أثر في قوادح العلةء إذ لم يبتعد السيوطي في ذكره لقوادح العلة عنًا قرره علماء أصول الفقه من قوادح في العلة للأحكام الشرعية. جاء في الاقتراح في ذكر قوادح العلة: "منها: النقضء قال الأنباري في جدله: وهو وجود العلة ولا حكمء على مذهب من يرى تخصيص العلة “. وهذا القادح من قوادح العلة وإن كان السيوطي قد نقل فيه عن الأنباري كلامًا فإن فيه ثرا من رافد ثقافي أصولي؛ لسبق التأليف الأصول» ولإلمام السيوطي بكثير من كتب الأصول» ولعل الأثر الأظهر منها يكون لكتاب جع الجوامع للسبكي الذي قام السيوطي بنظمه في منظومته الكوكب الساطع» قال السبكي في قوادح العلة: "القوادح» منها: تخلف الحكم عن العلة» وفاقًا للشافعي وسماه النقض» وقالت الحنفية لا يقدح» وسموه تخصيص العلة"“. وهكذا سار السيوطي في تقريره لقوادح العلة على ما قرره علماء أصول الفقه فيها فعدٌ القوداح التي أوردوهاء وكأنه يشرح منظومته في أصول الفقه ما خلا أمثلة النحو التي بين أسطرهاء ومن القوادح التي أرودها السيوطي”: تخلف العكس”» وعدم -١‏ مسالك العلة» أي: الطرق الدالة على عِليّة الثيء. ۴ لسيوطيء الاقتراح» 3370-151١‏ ۳- السبكي» جمع الجوامع في أصول الفقه» 88 - .٠١‏ ٤‏ - السيوطي» الاقتراح» ۳۳۲. قال الأنباري:» والسادس النقض» وهو وجود العلة ولا حكم على مذهب من لا يرى تخصيص العلة». الأنباري» الإغراب في جدل الإعراب» ٠٠‏ 6- لسبكي» جمع الجوامع» 45 1- السيوطي» الاقتراح: .٠٠١- ۳۳١‏ ۷- يراد بتخلف العكس: أن تكون العلة غير منعكسة»ء بمعنى أنه قد يوجد الحكم ولا توجد العلة» أو توجد العلة ولا يوجد الحكم» فلا تدور العلة مع الحكم» وهذا القادح يكون للشرط الذي عده السبكي من مسالك العلة» وهو الدوران» ولم يذكره السيوطي منها. الات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً لاذ ر والقول بالموجب 4 /» وفساد الاعتبار" وفساد الوضع*» والمنع للعلة. e‏ © والمعارضة0© كثرة ما صرح به السيوطي من نقل مباشر في كثير من أحكامها عن الأنباري؛ لأني وجدت السيوطي قد نظم في أصول الفقه منظومة لكتاب السبكي الذي أحلت إليه في هذا المبحث» وتقدم اسم المنظومة» فهذا ما دعاني إلى القول بتأثير أصول الفقه في أصول الجر علد السيواطى.: ثالثا: أثر الروافد الثقافية في الإجماع. حين أبحث عن أثر الروافد الثقافية في الإجماع» فإني أقصد به الإجماع النحوي الموافق لمفهوم الإجماع الأصوليء فإذا كان الإجماع الأصولي يقصد به: "اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة"”". فإن هذا المفهوم هو المقصود في النحو بمعنى أن الإجماع النحوي المراد هو: اتفاق علماء عصر من العصور بعد عصور الاحتجاج على حكم في مسألة نحوية. ولم يكن القصد من هذا الأصل ما أشار إليه بعض من وقفوا عنده من العلماء» فأشاروا إلى إجماع العرب» أو إلى الإجماع في عصر سيبويه» أو من قبله من النحاة””. فإن هذا غير داخل في الحكم عندي؛ لأنه لا يتفق مع مفهوم الإجماع الأصولي» إذ هو وإن كان اتفاقًا إلا أنه اتفاق في عصر الاحتجاج » فيبطل بالسماع» كا أن الإجماع الأصولي في عهد النبي ي لا يعد إجماعاء بل إقرارًا من النبي ئي .770 عدم التأثير للوصف في الحكم» هو: «أن يكون الوصف لا مناسبة فيه». السيوطيء الاقتراح:‎ -١ ؟- اوهو أن يسلّم للمستيل ما اتخذه موجبًا للحكم من العلة مع استبقاء الخلاف». الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» 07. *- «أن يستدل بالقياس على مسألة» في مقابلة النص عن العرب». الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» 5 5. -٤‏ «أن يعلق على العلة ضدٌّ المقتضي». الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» تحق. سعيد الأفغاني (مطبعة الجامعة السورية» دمشق» ۱۹٥۷‏ م) ٥٥‏ . ه- «أن يُعارض بعلة مبتدأة» الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» ٦۲‏ . 1- المعارضة: «هي أن يُعَارَض المستدل بعلة مبتدأة». الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» 1١‏ . ۷- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» 11/9 . /-خديجة الشاهد ا سو (جامعة e‏ يد ۱ وما بعدها. ا الرياضي (1٤16‏ 6# =1 ` = هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا كا أن الإجماع لا بد أن يسبقه خلاف» وحين تقلب تاريخ النحو لا تجد في تلك الفترة ما يوحي بالخلاف المستدعي للإجماع» ل"عدم وجود نحاة كثيرين مختلفي الآراء والمذاهب» وعدم وجود مدارس نحوية متعددة» ولم تكن الخلافات في الآراء قد ظهرت بصورة واضحة على النحو الذي نراه بعد زمنه[سيبويه] حيث تشعبت الآراء واختلفت المذاهب» واستقرت قواعد النحو وأصوله على أن قولي هذا لا يعني عدم ورود هذا الأصل فيا نقل عن أولئك العلماء» بل هو موجود ومنقول؛ فالخليل بن أحمد "ثقل إلينا من علمه أنه احتج بالإجاع""» قال الزجاج: "قال الخليل: وإنما اخترت تخفيف الثانية لإجماع الناس على بدل الثانية في قولك: آدم» وآخر"27. واحتج سيبويه بالإجماع» فقال: "...وقد زعم ناس أن 9م ها هنا صفةء فكيف يكون صفة وليس من الدنيا عربي يجعلها ها هنا صفة للمُظهّرء ولو كان ذلك كذلك لجاز: مررت بعبد الله هو نفسه» ف (هو) ها هنا مستكرهة لا يتكلم بها العرب؛ لأنه ليس من مواضعها عندهم. ويدخل عليهم: إن كان زيد لهو الظريفء وإن كنا لنحن الصالحين» فالعرب تنصب هذا والنحويون أجمعون"©. وهكذا سار النحاة بعد عصر سيبويه على هذا الأصل محتجين بالإجماع”» حتى جاء التأليف في الأصول النحوية» واختلفت أدلة الأحكام فيا صرح به علماء أصول النحو فحكى السيوطي عن ابن جني القول بأن أدلة الأحكام النحوية ثلاثة» فقال:"قال ابن جني في الخصائص: أدلة النحو ثلاثة: السماع والإجماع والقياس””". وكان ابن جني قد أفرد للإجماع بابًاني كتابه الخصائص هو: "باب القول على إجماع أهل العربية متى يكون حجة"”". 6 .44١ خديجة الحديثي» الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه(جامعة الكويت/ الكويت» 1917/5م)‎ -١ ؟-العواد» الإجماع في النحو العربي» .٥١‏ “- الزجاج» معاني القرآن» :١‏ ۷۸. والعواد» الإجماع في النحو العربي» 00. -٤‏ من قوله تعالى: #وَيرَى الّذِينَ أونُوا الْعِلْمَ الَذِي نز ليك من رَبك هُوَ ال ويي إلى صِرَاطٍ الْعَزِيز الويد» رسبا:ة] - سیبویه» الكتاب» ۲: ۳۹۰. ٦-الحديثي»‏ الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه» 575 - 5١‏ 5. والعوادء الإجماع في النحو العربي» ۷١‏ وما بعدها. - السيوطيء الاقتراح» .٠١‏ 8- ابن جنی» الخصائص» AY‏ V4 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أما الأنباري فإنه خالف في هذه الأدلة فبين أن أدلة الأحكام النحوية عنده ثلاثة هى: "نقل وقياس واستصحاب حال"2"0. إن ادف الفاق هذه الأدلة برص آل قرف غل الرواقة الور ةق قري ذلاك: رف سه الان ار ارا ا اتقق الا سل كوا من ا النحاة فيا سبق» وفي هذا المبيحث وقوف على أثر الروافد الثقافية في الدليل الأول من الأدلة المختلف فيهاء وهو: الإجماع. أثر الروافد الثقافية في حجية الإجماع في النحو العربي. ليست الغاية من هذا المبحث الوقوف على آراء النحاة في هذا الأصل النحوي» أو عرض نماذج لمسائل نحوية استعان النحاة فيها بالإجماع لإثبات حكمها؛ لأن البحث في هذه المسألة ليس من أهداف البحث وغاياته» كا أن من العلماء من سبق إلى بيان خبايا هذه المسألة". ولا كانت غاية المبحث الوقوف على أثر الروافد الثقافية في الأصول النحوية اقتصر الحديث في هذا المبحث على كتب الأصول النحوية» في محاولة للوقوف على الروافد الثقافية التي استعان مها النحاة في تنظيرهم لهذا الأصل النحوي. الإجماع أحد أدلة التشريع الإسلامي» فهو حجة قاطعة عند علماء الإسلام””» وكان مستند أولئك العلاء في تقريرهم لحجية هذا المصدر التشريعي معتمدة على أدلة كثيرة من الكتاب والسنة» فمن الكتاب استندوا إلى قوله تعاى:#إوَمَن يُشَاقِقٍ الرَّسُولَ من بَعْدٍ ما تين لَه ادى وَيَتحْ خَيْرَ سيل الؤْمِينَ نوله ما ول وَنْضْلِهِ جَهَنَمَ وَسَاءتْ مَصِيرا4 [النساء:5١١]»‏ فإذا اجتمع المسلمون فإن مخالفهم متوعد بالعذاب. ومنها قوله تعالى: فان تَنَارَعْتُمْ في شَيْءِ فَرُدُوه إِلَ الله وَالرَّسُولٍ4 [النساء: 09]» فأمر بالرد إلى الله والرسول عند الخلاف والتنازع» أما عند الاجتماع فاجتهاعهم كافٍ. .۸١ الأنباري» لمع الأدلة»‎ -١ -الحديثي» الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه» 4١ - ٤١٤‏ 4. ورسالة العواد في الإجماع في النحو العربي. ۳- لم يخالف في حجية الإجماع وأنه مصدر من مصادر التشريع الإسلامي إلا المعتزلة» وأول من قال بذلك هو النظام» كما نص صاحب البرهان على ذلك. قال:)ما ذهب إليه الفرق المعتبرون من أهل المذاهب أن الإجماع في السمعيات حجة» وأول من باح برده النظام» ثم تابعه طوائف من الروافض». إمام الحرمين عبد الملك الجويني» البرهان في أصول الفقه» تحق. عبد العظيم الديب( ط ١ء‏ دار الأنصار/ القاهرة »141م) :١‏ 10. ومحمد بن علي الشوكاني» إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصولء تحق. سامي بن العربي الأثري(ط ١ء‏ دار الفضيلة/ الرياض» ١٠٠5م) ٠٠١:١‏ . -و/ا - إهداء من المركز إلا أن أشهر أدلة حجية الإجماع حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله وَكِِ: "لا تجتمع أمتي على الضلالة "20. وإذا كان الفقهاء وعلماء الشريعة قد اعتمدوا هذه النصوص أدلة على حجية الإجماع فكانت رافدًا لهم ومصدرًا ينهلون منه في بناء أصوهم» فإن النحاة قد اعتمدوا على بعض هذه النصوص الشرعية فكانت رافدًا هم في مبحث هذا الأصل النحوي» وني مبحث الحجية أيضًا؛ لكنها | تكن في أدلة لإثبات الحجية لهذا المصدر التأصيلي- أعني الإجماع - بل كانت أدلة رد. قال ابن جني: "اعلم أن إجماع أهل البلدين إنما يكون حجة إذا أعطاك خصمك يده آلا يخالف المنصوص . والمقيس على المنصوص.ء فأما إن لم يعط يده بذلك فلا يكون إجماعهم حجة عليه. وذلك أنه لم يرد ممن يطاع أمره في قرآن ولا سنةٍ أنهم لا يجتمعون على الخطأً؛ كا جاء النص عن رسول الله ية من قوله: " أمتي لا تجتمع على ضلالة "© وإنما هو علم منتزع من استقراء هذه اللغة. فكل من فرق له عن علة صحيحة؛ وطريق نبجة كان خليل نفسه وأبا عمرو فكره"". فابن جني وإن كان مفهوم كلامه إثبات الإجماع دليلا من أدلة الأحكام الشرعية لما تقرر من أدلة ثبت بها تلك الحجيةء فإنه أنكر الإجماع ولم ير حجيته في قضايا اللغة ومسائلها؛ لأنه لم يرد عن رسول الله ية ما يدل على أن إجماع أهل العربية في قضية من قضاياها يكون حجة ولا يكون على ضلال. فهو قد اعتمد على هذا المصدر الشرعي والرافد الثقاني في تقرير حكم أصل من أصول النحو العربي“. وقد نسب ابن مضاء القول بعدم حجية الإجماع إلى ابن جني فقال: "...إجماع النحويين ليس بحجة على من خالفهم» وقد قال بذلك كبير من حذاقهم ومقدم في الصناعة من مقدميهم» وهو أبو الفتح ابن جني" . -١‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .16١‏ والحديث أخرجه الميثمي من حديث ابن عمر رضي الله عنهم| بلفظ: «لن تجتمع أمتي على ضلالة» فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة». علي بن أبي بكر الهيثمي» مجمع الزوائد ومنبع الفوائده تحق. حسام الدين المقدسي( مكتبة المقدسي/ القاهرة» 1995١م)‏ 5: ٠٠٠١‏ ؟- ما روي من هذا الحديث بهذا اللفظ» هو حديث أنس بن مالك:» إن أمتي لا تجتمع على ضلالة» فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم» ۳- ابن جني» ا لخصائص» ۱: ۱۸٩‏ . ٤‏ - وكذا نسب الزكشي إلى ابن جني القول بعدم حجية الإجماع النحوي» جاء في البحر المحيط:» خالف ابن جني فزعم في كتاب الخصائص أنه لا حجة في إجماع النحاة». الزركشي» البحر المحيط» 5: 4١8‏ . 0- ابن مضاءء الرد على النحاة» 1/5. وات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وإذا كان السيوطي قد نسب إلى ابن جني القول بالإجماع كا تقدم» وخالف ما حكاه ابن مضاء فإن الحكم في ذلك إنم| يكون مرجعه إلى كلام ابن جني نفسه» ولم أجد - فيم| وقفت عليه من كتاب الخصائص - ما حكاه السيوطي من نص ابن جني على الإجماع دليلا من أدلة النحو الإجالية؛ لكنى وجدته عقد بابًا في الخصائص في: "القول على إجماع أهل العربية متى يكون حجة”"» بين فيه الشرط الواجب في الإجماع ليكون حجة» فقال:" اعلم أن إجماع آهل البلدين إن يكون حجة إذا أعطاك خصمك يده ألا يخالف المنخصوص» والمقيس على المنصوص"2. ولعل الإجماع لم يكن من الأدلة القطعية عنده» بل كان دليلاً يقوي الحكم ولا يقطع به» وهذا ما يؤكده كلامه السابق فيه» بل وتصريحه في موقف آخر بعدم حجية هذا الأصلء يقول ابن جني:" ألا ترى أن إجماع النحويين في هذا ونحوه لا يكون حجة؛ لآن كل واحد منهم إنا يردك ويرجع بك إلى التأمل والطبع» لا إلى التبعية والشرع"". ولم يقف عند هذا بل نراه في مواضع من خصائصه يجيز مخالفة الإجماع والخروج عليه متى ما امتلك العالم أدوات العلم التي تمكنه من استنباط المسائل وأحكامها“ قال:"... فمم| جاز خلاف الإجماع الواقع فيه منذ بدئ هذا العلم وإلى آخر هذا الوقت» ما رأيته أنا في قولهم: هذا جحر ضبٍ خربء فهذا يتناوله آخر عن أولء وتال عن ماض على أنه غلط من العرب» لا يختلفون فيه ولا يتوقفون عنه» وأنه من الشاذ الذي لا حمل عليه» ولا يجوز رد غيره إليه. أما أنا فعندي أن في القرآن مثل هذا الموضع نيا عن لف موضع...". وبهذا يظهر أن الإجماع» وإن كان أصلا من أصول الأحكام الفقهية القطعية» فإن ابن جني عدّه من أدلة القواعد النحوية المساندة لا الأدلة الإجمالية القطعية؛ وإنا لم يكن فيه قطع؛ لأن للإنسان أن يرتجل من المذاهب ما يدعو إليه القياس. .189:١ ابن جني» الخصائتص»‎ -١ .189 :١ ابن جني» الخصائص»‎ -۲ .7350 :۲ ابن جني» الخصائص»‎ -۳ ۱۹۰ :١ ابن جني» الخصائصء‎ -4 ۱ : ۱ ابن جني» ا لخصائص»‎ -4 ۷¥ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أما الأنباري فإنه لم يذكر الإجماع من أدلة النحو الإجمالية» لكنه أشار إليه في موضع من كتابه لمع الأدلة» ونص على أنه حجة قاطعة» وذلك في معرض حديثة عن أهمية علم العربية» ووضع علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأصول هذا العلم» وإجماع الآمة على تلقي هذا العلم منه» فقال:" كيف وقد تلقت الأمة منه ذلك الوضع بالقبول» ولم ينكر ذلك منكر مع اشتهاره» فكان إحماعاء والإجماع حجة قاطعة". وإذا تحقق القول بحجية الإجماع عند الأنباري» وعد هذا الأصل من الأدلة الإجمالية عنده» فإن من طبيعة هذا البحث الوقوف على أثر الروافد الثقافية» وأول تلك الروافد هو الرافد الفقهي» حيث استدل الأنباري على حجية الإجماع بم استدل به الفقهاء من حديث الرسول ية السالف عن خصائص هذه الأمة» قال الأنباري: "والإجماع حجة قاطعة؛ قال عليه السلام:أمتي لا تجتمع على ضلالة””". وإن اتحد الدليل عند ابن جني والأنباري فإن اختلاف النظر إليه أدى إلى اختلاف الحكم الصادر عنه» فابن جني- ى| سبق - حكم بعدم حجية الإجماع؛ لكون الحديث لم ينص على أن اجتماع النحاة حجة. أما الأنباري فإنه نظر إلى الحديث بعين الفقهاء الذين يعد إجماع النحاة عندهم إجماعًا معتبرًا”"» فقرر بناءً على ذلك أن إجماع النحاة حجة لدلالة قول النبيىيا. ولم يزد السيوطي في كتابه الاقتراح على ذكر آراء سابقيه في هذا الأصل النحوي» فنقل كلام ابن جني في الإجماع» وبين آراء بعض النحاة في هذا الأصل النحوي» قال بعد أن انتهى من إيراد كلام ابن جني في الإجماع: "وقال غيره: إجماع النحاة على الأمور اللغوية معتبر» خلافا لمن تردد فيه» وخرقه ممنوع"9). ولا م يزد السيوطي في اقتراحه على النقل عن سابقيه لم يظهر من آثار الروافد الثقافية في هذا المبحث عنده إلا في اعتماده لهذا الأصلء ومتابعته الفقهاء في عَذَّهم الإجماع دليلاً من الأدلة الإجمالية. .۹۸ الأنباري؛ لمع الأدلة,‎ -١ .۹۸ ۲-الأنباري» لمع الأدلة,‎ ٤٠١ :5 الزركشي» البحر المحيط»‎ -“ .٠۹۱ السيوطيء الاقتراح»‎ - ٤ —VA-— هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً رابعًا: أثر الروافد الثقافية في استصحاب الحال الاستصحاب”" في النحو: إبقاء حال اللفظ على ما يستحقه في الأصل عند عدم دليل النقل عن الأصل”". ولا كان هذا الأصل من الأدلة المختلف في حجيتها عند الفقهاء"» كان هذا الاختلاف أثر في أصول النحو وأدلتهء إذ تابع النحاةٌ الفقهاءً في هذا الاختلاف» وتوقفت أحكامهم في ذلك على مذهبهم الفقهي» ما يوحي بأثر هذا الرافد في هذا الأصل النحوي. فابن جني كان حنفي المذهب» كا ظهر ذلك في خصائصه»ء وذلك حين يشير إلى رأي محمد بن الحسن الشيباني في العلل» أو حين يتكلم في العلل وعن مذهب أتباع أبي حنيفة [ت:١6١ه]‏ فيهم فيصفهم بالأصحاب. قال: "وكذا كتب محمد بن الحسن - رحمه الله - إنما ينتزع أصحابنا منها العلل؛ لأنهم يجدونها منثورة في أثناء كلامه". وكان لهذا المذهب الفقهي أثر في ابن جني» وفي أصول النحو عنده» تمثل هذا الأثر في عدم ذكره الاستصحاب أصلا من أصول النحو. وهذا يوحي بأثر الرافد الفقهي في مذهب ابن جني لمن يعيد النظر فيه» ذلك أن من أصول المذهب الحنفي عدم الاعتداد باستصحاب الحال دليلًا من أدلة الأحكام الشرعية؛ وذلك "أن استصحاب الحال قول بلا دليل» وأنه من باب الجهل بالأدلة» وباب الجهل لا يكسب العلم» فلا بد أن يكون مدرجًا إلى الضلال . -١‏ الاستصحاب لغة: تعني ملازمة الشيء. ابن منظور» لسان العرب» عناية. أمين محمد عبدالوهاب وآخرون(ط 7 دار إحياء التراث العربي/ بيروت): ۷: ۲۸۷ (صحب). وهو في اصطلاح الفقهاء: « ظن دوام الشيء بناء على ثبوت وجوده قبل ذلك «. عبدالله بن أحمد بن قدامة» روضة الناظر وجنة المناظر» شرح. عبدالقادر بن أحمد الدمشقي(ط 27 مكتبة المعارف. الریاض» 985١م)‏ 54:1. -الأنباري» الإغراب في جدل الإعراب» 55 . “- اختلف الأصوليون في الاحتجاج باستصحاب الحال» على أقول: لقول الأول : أنه حجة» وهو قول جمهور المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية. القول الثاني : ليس بحجة» وهو قول أكثر المتكلمين وبعض الحنفية. القول الثالث : أنه حجة بالدفع والنفي دون الثبوت والاستحقاق وهو قول أكثر متأخري الحنفية. ابن قدامة» روضة الناظر وجنة المناظر» .7"/9/1١‏ . ۱١۳/۱ -ابن جني» الخصائص»ء‎ ٤ 4- عبيد الله بن عمر الدبوسي الحنفي» تقويم الأدلة في أصول الفقه» تحق. خليل محبي الدين الميس( طا دار الكتب العلمية/ بيروت» ١١56م)‏ 500. -4/ا- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أما الأنباري فإنه لما كان شافعي المذهب كما تقدم» لأنه أحد تلاميذ المدرسة النظامية» كان للتوجه الفقهي أثر في أصوله النحوية» إذ إن كثيرًا من سبل الخلاف ومناهج أربابه بقيت - ولا شك - في ذهنه» ا أن كثيرًا من مصطلحات أولئك الفقهاء كان ها حضور في دراسته النحوية» بدا ذلك جليًا في اعتماده استصحاب الحال دليلاً من أدلة النحوء جاء في الإغراب: "وأدلة صناعة الإعراب ثلاثة: نقل وقياس واستصحاب حال"20. كما عدّه من الأدلة المعتبرة في هذا العلم» قال: "ومن تمسك بالأصل خرج عن عهدة المطالبة بالدليل» ومن عدل عن الأصل افتقر إلى إقامة الدليل؛ لعدوله عن الأصل» واستصحاب ال حال أحد الأدلة المعتبرة'”"» وهو في هذا سائرٌ على منهج علاء الفقه من الشافعية» معتمدٌ مذهبهم الذي كان مذهبًا له ذلك أن مذهب جمهور الشافعية في هذا اعتبار الاستصحاب حجة في الدفع وفي الإثبات مطلقا. فهذا يدل على تأثر الأنباري بالروافد الثقافية التي استقاها. على أن الأنباري في إنصافه وصف الاستدلال بالاستصحاب بأنه من أضعف الأدلة» ففي حديث عن الخلاف في فعلية نِعُم ويئس قال: "ومنهم من تمسك بأن قال: الدليل على آنہ) فعلان ماضيانء أنهم| مبنيان على الفتح» ولو كانا اسمين لما كان لبنائهم| وجه؛ إذ لا علة هاهنا توجب بناءهما. وهذا تمسك باستصحاب الحال» وهو من أضعف الأدلة "". وإنما كان وصف الأنباري هذا الدليل بأنه أضعف الأدلة مع أنه من الأدلة المعتبرة عنده؛ لأنه لا يلجأ إليه إلا بعد عدم السماع. وتَعَذّر القياس» فيكون حينها من أضعف الأدلة» وإذا ما رجعت إلى الأدلة التي ساقها الأنباري قبل هذا الدليل تجدها معتمدة على القياس9؟: والقياس أقوى من الاستصحاب؛ لذا وصف الاستصحاب في هذه الحالة بأنه من أضعف الأدلة» بمعنى: أنه من أضعف أدلة هذه المسألة. ١-الأنباري»‏ الإغراب في جدل الإعراب» 54 . -١‏ الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف ( المكتبة التجارية الكبرى/ مصر ) /١‏ ١٠٠و‏ ؟/ .٤‏ والأنباري» لمع الآدلق .٠٤١‏ “- الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» .١١١/١‏ 5 -الأنباري؛ الإنصاف في مسائل الخلاف» .٠١ 5 :١‏ دول ب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وكان للتوجه الفقهي أثره الظاهر عند السيوطي» ذلك أنك عندما تقرأً ترجمته التي كتبها عن نفسه يتبين لك مدى تبحره بالمذهب الشافعي» وتفقهه فيه» وكثرة اطلاعه على اغ دوف نورين العرية ل فل سي ست وستين» وقد ألفت في هذه السنة» فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة» وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني[ت:۸٦۸ه]ء‏ فكتب عليه تقريطاء ولازمته في الفقه إلى أن مات» فلازمت ولده فقرأت عليه من أول التدريب لوالده إلى الوكالة» وسمعت عليه من أول الحاوي الصغير”" إلى العدد» ومن أول المنهاج إلى الزكاة» ومن أول التنبيه إلى قريب الزكاة"» وقطعة من الروضة "من باب القضاء» وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي ^ "0, إن هذه الثقافة دورها في مؤلفات هذا العالمى وخصوصًا النحوية منها؛ لذا فلا غرابة أن يكون لهذا الرافد الثقافي أثر في الأصول النحوية عنده» وأن يكون لهذا التبحر في هذا المذهب الفقهي دور في تنظيره النحوي» وهذا ما ظهرء إذ عد السيوطي الاستصحاب من الأدلة النحوية» موردًا فيه كلام الأنباري واستشهاد ابن مالك فيه من غير اعتراض» يوحي بمتابعته لهم ومثله مذهبه فيه. كا لم يكتف السيوطي بهذاء بل اعتمد الاستصحاب دليلاً في إثبات الأحكام» مصرحًا في ذلك بمحاكاته للفقه في اعتماد الاستصحاب دليلاًء جاء في الاقتراح: "إذا تعارض أصل وغالب في مسألة جرى قولان» والأصح العمل بالأصل كم في الفقه". -١‏ كتاب الحاوي الصغير في الفقه الشافعي لمؤلفه عبدالغفار بن عبدالكريم بن عبدالغفار القزويني الشافعي. - كتاب التنبيه في الفقه الشافعي» لمؤلفه أبو إسحاق إبراهيم الفيروزآبادي توفي سنة 51/5ه. والكتاب متن مختصر في فروع المذهب الشافعي اشتمل على مجمل كتب الفقه وأبوابه من كتاب الطهارة إلى كتاب الإقرار. “-كتاب الروضة هو: روضة الطالبين وعمدة المفتين» لمؤلفه أبي زكريا يحبى بن شرف النووي توفي سنة ۷١‏ ه. والكتاب عمدة في المذهب الشافعي إذ اشتمل على أبواب الفقه بدأ من كتاب الطهارة» وانتهاء بكتاب: أمهات الأولاد. ٤‏ - الزركشي هو: أبو عبدالله محمد بن بهادر بن عبدالله الزركشي الشافعي المصريء توفي سنة 5 9لاه. وكتابه هو: الديباج في شرح المنهاج. 5 - السيوطي» حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة» :١‏ /الا7. 5- السيوطيء الاقتراح» .5٠١‏ -ا/ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ثم أورد السيوطي أمثلة نحوية على العمل بالأصل وترك الغالب عند تعارضهماء مقررًا بذلك كون استصحاب ال حال دليلاً من أدلة النحوء قال: "ومن أمثلته في النحو ما ذكره صاحب الإفصاح: إذا وُجِدَ (فُعَلُ) العلم» ولم يُعلم أصرفوه أم لاء ول يُعلم له اشتقاق» ولا قام عليه دليل. ففيه مذهبان: مذهب سيبويه” صرفه» حتى يثبت أنه معدول؛ لأن الأصل في الأسماء الصرف. وهذا هو الصحيح. ومذهب غيره المنع؛ لأنه ال أما النحاة أنفسهم- وأخص المتقدمين منهم - فاستصحاب الحال لم يكن معروفا عندهم بهذا اللفظ» إن كان العمل بالأصل دليلاً لعددٍ من المسائل النحوية في مؤلفاتهم مُقَرِرًا في بعضهاء ومُرّحِحًا في أخرى. فسيبويه إمام النحاة وقدوتهم كان لثقافته في الحديث والفقه أثر في نحوه» فهو -ى| تقدم - تتلمذ على حماد بن سلمة» وكان يستملي منه الحديث» وكان العمل بالأصل أصلاً مُطَبّهَا في كثير من مسائل الفقهاء والمحدثين؛ لذا فلا غرابة أن يكون هم أثر فيه وأن يعتمد أصوهم وما تلقاه منهم في نحوه» فظهر العمل بالأصل في كتابه في عدد من المواضعء منها: جاء في باب الأفعال التي تستعمل وتلغى:"ولم تجعل (قلت) كظننت؛ لأا إنما أصلها عندهم أن يكون ما بعدها محكيّاء فلم تدخل في باب ظننت بأكثر من هذاء كا أن (ما) لم تقو قوة ليس» ولم تقع في كل مواضعها؛ لأن أصلها عندهم أن يكون ما بعدها مبتد"". ومن ناذج العمل باستصحاب الحال في مسائل النحو عند سيبويه» ما ورد في الكتاب من أمثلة لمصادر رفعت على الابتداء» جاء فيه: "وإن| استحبوا الرفع فيه؛ لأنه صار معرفة وهو خبرٌ فقوي في الابتداء» بمنزلة عبد الله والرجل والذي تعلم؛ لأن الابتداء إنها هو خبر» وأحسنه إذا اجتمع نكرة ومعرفة أن يبتدأ بالأعرف؛ وهو أصل الكلام””. ١-سيبويه»‏ كتاب سیبویه» ۳: ۲۲۲. جاء في الكتاب: اعلم أن كل ( فعّل ) كان اسًا معروفًا في الكلام أو صفة فهو مصروف (. ٣‏ السيوطي» الاقتراح» EN‏ TIA سيبويه»كتاب سيبويه»‎ - ٤ -59::/ ب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وفي باب النداء أورد سيبويه كلامًا نقله عن الخليل بن أحمد استعان فيه بالأصل لإثبات حكم نحوي» وذلك في حكم تابع المنادى المضاف. قال:"قلت: أرأيت قول العرب: يا أخانا زيدًا أقبل؟ قال: عطفوه على هذا المنصوب فصار نصبًا مثله» وهو الأصل؛ لأنه منصوب في موضع نصب". ومواضع استدلال سيبويه بهذا الأصل ظاهرة في كتابه» ما يدل على أثر ذلك المخزون الثقافي لديه في توجيه كثير من الأحكام النحوية» بل إن ما أورده من كلام لأستاذه وشيخه في النحو الخليل بن أحمد ليوحي بمدى ذلك الاتصال بين هاتين الثقافتين» الدينية واللغوية؛ ولما كان البحث في الدين أسبق من النحو واللغة» قيل بأثر هذه الثقافة الدينية في النحو وأصوله. أما المبرد فإن العمل بهذا الأصل وارد عنده في المقتضب» إذ رد كثيرًا من أحكام المسائل النحوية إلى الأصل فيهاء فتراه في حديثه عن صرف الممنوع من الصرف للضرورة يقول: "ويجوز له صرف ما لا ينصرف؛ لأن الأصل في الأشياء أن تنصرف”". وني باب الألقاب فصل القول في اجتماع اللقب بأنواعه» مع الاسم بأنواعه"» ثم قال: "وإنما كان هذا كهذا؛ لأن أصل الألقاب أن تجري على أصل التسمية"9). وابن جني لم يذكر الاستصحاب دليلًا من أدلة النحوء لكنه لم همله في مؤلفاته» بل استدل به واعتمد عليه في بعض المسائل النحوية» مما يدل على تجاذب المؤثرات الثقافية هذا العالم النحوي» فهو متأثر في تنظيره النحوي بمذهبه الفقهي» وفي تطبيقه سائر على منهج النحاة في اعتماد هذا الأصل. جاء في الخصائص: "فلو كانت التاء في ( ضربتك ) هي العاملة في الكاف» لفسد ذلك؛ من قبل أن أصل عمل النصب إن| هو للفعل ". . ۱۸٤ :۲ سيبويه»كتاب سیبویه»‎ -١ ؟- المبرد» المقتضب» .١57 :١‏ ۳- أنواع الاسم: مفرد مثل قيس» ومضاف مثل: عبد الله. وكذا اللقب» إما أن يكون مفردًا مثل كرزء أو مضافًا مثل حارس الدار» ويتركب من هذا أربع صور: الأولى: اسم مفرد ولقب مفرد وحكمه الإضافة فتقول: هذا سعيد كرز. الثانية: اسم مفرد ولقب مضاف وحكمها أن يُجِرى اللقب على الاسم كالوصف. فتقول: هذا زيد حارس الدار. الثالث: اسم مضاف ولقب مفرد» ومثاها: هذا عبدالله كرزٌ. الرابعة: أن يكونا مضافين» ومثالها: هذا عبدالله حارس الدار» وحكم الأخيرتين كحكم سابقتهماء فيجرى اللقب مجرى الوصف. سيبويه» كتاب سيبويه»٠:‏ 54» و المبرد» المقتضب»5: 17. -٤‏ المبردء المقتضب» 5: .١5‏ - ابن جني» ا لخصائص» ۱٠۳:۱‏ . دعت إهداء من المركز وفي الخلاف في (هَلم) ق قال: "فأهل الحجاز يجرونما محرى صه» ومه» ورويدَ» ونحو ذلك ما سمي به الفعل» وألزم طريقًا واحدًا. وبنو تميم يلحقونها علم التثنية والتأنيث واخ ويراغون أصل ماكانت عليه ١‏ وطبق الأنباري ما قرره في ّم الأدلة؛ فاستدل بالاستصحاب على كثير من المسائل الخلافية في إنصافه» من ذلك ما أورده من استدلال للخلاف في فعلية نعم ويئس» جاء في الإنصاف: "الدليل على أنهم| فعلان ماضيان | مبنيان على الفتح» ولو كانا اسمين لما كان لبنائهما وجه؛ إذ لا علة ها هنا توجب بناءهماء وهذا تمسك باستصحاب الحال". وني الخلاف في إعراب الاسم الواقع بعد (مذ ومنذ) قال: "وبنيت ( مذ ) على السكون؛ لأنه الأصل في البناء"0©. وسار النحاة بعد الأنباري على هذه الطريق مصرحين بهذا الدليل في مواضعء وملمحين إليه في مواضع أخرء إلا أن ما ميزهم عن سابقيهم ظهور المصطلح هذا الدليل» ووروده في مؤلفاتهم. فأبو حيان الأندلسي [ت ٤٥:‏ ۷ه] يذكر ما ذهب إليه ابن مالك من أن هناك مواطن يحتمل فيها الفعل الماضى المفيّ والاستقبال» منها وروده عجرت ليطا ادرو عل ريك زبلا زد | AN‏ كان تزييضا وان أرية باستكال كان TS ls a‏ رب رفي هَرَقتَهُ ذلك اليو م وَأَسْرَى مِنْ مَعْشَر آقتال“ قال أبو حيان: "وهذو المثل في هذا انب كلام ابن مالك» وإن ذلك على سبيل التسوية» والذي نذهب إليه الحمل على المضي لإبقاء اللفظ على موضوعه وإنا فهم الاستقبال فيا مثل به من خارج"0©. .١18:١ ابن جني» ا لخصائص»‎ -١ ؟- الأنباريء الإنصاف في مسائل الخلاف» .١١7 :١‏ “- الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» ۳۹۱:۱ -٤‏ أبو حيان الأندلسي» ارتشاف الضرب من لسان العرب» تحق. رجب عثمان محمد ورمضان عبد التواب(ط١»‏ مكتبة الخانجي/ القاهرة. 1994١م) /٤‏ 7075. 4- البيت للأعشى» من قصيدته المشهور في مدح الأسود بن المنذر اللخمي. التي مطلعها: مَابْكَاءُ لبر بالاَطْلالِ وَسْوَالِ هَل ترد سُوَال الأعشىء الديوان» .٠١‏ 1- أبو حيان الأندلسي» ارتشاف الضرب من لسان العرب» ؟: 701"5. -/5- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وقال ابن هشام[ت:١5/اه]:‏ "تخفف إن المكسورة؛ لثقلهاء فيكثر إهمالها؛ لزوال اختصاصها نحو: #وَإِن ل 1 بیع لَدَبَ ع وذ ایس ١۳ا‏ ووز إعراها استصحابًا ناض "20 خامسًا: أثر الروافد الثقافية في الاستحسان يعد الاستحسان من الأدلة المختلف فيها عند علماء الأصولء إذ اختلف أتباع المذاهب الفقهية في هذا الأصلء فالحنفية والحنابلة» أثبتوا هذا الدليل"» وحكموا به ويعرف عندهم بأنه: "ترك القياس والأخذ با هو أرفق للناس"". أما الشافعية» فهو من الأدلة المردودة عندهم؛ ولذا كتب الشافعي كتابًا في: إبطال الاستحسان. وكان لهذا الاختلاف الفقهي أثره في النحاة؛ ذلك أن نحاة العربية على اختلاف عصورهم» اختلفت مذاهبهم الفقهية» فمن متبع لمذهب الالكية» ومن متمسك بمذهب الحنابلة» ومن عامل بمذهب الحنفية» ومن متعبد على مذهب الشافعية» وكان لهذا الاختلاف في التوجه أثر في الاختلاف النحوي» للصلة الوثيقة بين هذين العلمين. فابن جني» حنفي ال مذهب» فكان الاستحسان حاضرًا عنده» والاستحسان عنده وإن كانت "علته ضعيفة غير مستحكمة: إلا أن فيه ضربًا من الاتساع والتصرف””. ولذا أورد ابن جني عددًا من الأحكام النحوية التي تخرجت على الاستحسان قال: "من ذلك قوهم في تكسير حسن: جسان» فهذا كجبل وجبال". ثم بين العلة بعد إيراده جملة من الأحكام النحوية فقال: "إلا أن جميع ذلك إنم| هو استحسان» لاعن ضرورة علة"©. ١-ابن‏ هشام» أوضح المسالك :١‏ 07". ؟- ابن قدامة» روضة الناظر وجنة المناظر» ٤٠۷:١‏ ۳- الاستحسان في اللغة: هو عد الثيء واعتقاده حسنًا. وهو في اصطلاح الفقهاء: اسم لدليل يعارض القياس الجلي» فيكون قياسًا مستحسنًا. وقيل: هو ترك القياس والأخذ با هو أرفق للناس. الجرجانيء التعريفات» ۲۲. 5- الشافعي» الأ .٠۹:۷‏ ۱۳۳ :١ ابن جنى» المخصائصء‎ -٥ .177 :١ ابن جنی» المخصائص»‎ -٦ N= هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وابن جني فيا سبق له من كلام يبين قيمة الاستحسان فيعده أصلًا من أصول هذا العلم يعتمد عليه في تقرير الأحكام النحوية» وهو في هذا متابع لمذهبه الفقهي إذ إن الاستحسان من الأدلة المعتبرة فقهيًا عند الحنفية» وهذا يوحي بأثر هذه الثقافة الفقهية في المذهب النحوي لهذا العالم. أما الأنباري المنتسب إلى المذهب الشافعي فإنه حين تكلم عن الاستحسان بوصفه دليلاً من أدلة الأحكام عند بعض النحاة ذكر خلافهم في تحديد مفهومه» فذكر أن منهم من قال: إن الاستحسان هو: ترك قياس الأصول لدليل. ومنهم من قال إنه: تخصيص العلة..وقريق الك ذهب إل أن الاسحسان هوة ما عه الإسان هن غين دليل: ثم بين الأنباري بطلان الاستدلال به على اختلاف الصور التي ذكرها" وهو في هذا مدفوع بثقافة فقهية أصولية وجهته في كثير من مسائل الخلاف النحوي» ذلك أن من مذهب الإمام الشافعي -رحمه الله - عدم القول بالاستحسان أو عدّه دليلاً من أدلة الأحكام الفقهية. ولما كان الأنباري من تلاميذ المدرسة النظامية» ظهر أثر هذه المدرسة وأساتذتها في كثير من أحكامه في الأصول النحوية» إلى جانب الأثر العام للمذهب الشافعي» فأستاذ مدرسته أبو إسحاق الشيرازي أبطل الاستحسان في كتابه التبصرة» قال:"القول بالاستحسان باطل» وهو: ثرك القياس ا يستحسن الإنسان من غير دليل"20, ثم إن أبا إسحاق كان قد فصل القول في مفهوم الاستحسان وخلاف الأصوليين فيه» قال: "وحكى الشافعي رضي الله عنه وبشر المريسي1ت:8١7ه]‏ القول عن أبي حنيفة اا و ا الإسان مو شو دقر اقكر الا خوك ذلك من مذهبه» فقال أبو الحسن الكرخي[ت: 5٠‏ ه]: الاستحسان: العدول بحكم المسألة عن حكم نظائرها بدليل يخصها. وقال بعضهم: هو القول بأقوى الدليلين. وقال بعضهم: هو تخصيص العلة"". ١-الأنباري»‏ لمع الأدلة» 178-177 - 115. والسيوطيء الاقتراح في علم الأصول»ء 7/5. ؟- الشيرازي» التبصرة في أصول الفقه» 5957. *- الشيرازيء التبصرة في أصول الفقه» 5957. = هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وهذا بلا شك ما جعل الأنباري لا يعتمد هذا الاستحسان أصلاً من أدلة الأحكام النحوية عنده؛ لأنه إن| لف كثيرًا من كتبه النحوية محاكاة لمؤلفات سابقة له في الفقه اسول والعكبري [ت ٦١١:‏ ه] الحنبلي فقها"» أثبت الاستحسان دليلًا من أدلة الأحكام النحوية» متابعًا بذلك مذهبه الفقهى» ومعتمدًا ما اعتمده". وكان إثبات العكبري هذا الأصل ظاهرًا في اعتاده له ا بعض الأحكام النحوية» فهو عنده علة لدخول الإعراب الأسماء: "والإعراب دخل الأسماء لمسيس الحاجة إلى الفصل بين الان عل ا م وقال قطرب: دخلٌ الكلامٌ استحسانًا؛ لأن المتكلم يصل بعض كلامه ببعض "". كا اعتمده في تعليله إعراب الفعل المضارع» قال:"أما إعراب الفعل المضارع ففيه جوابان: أحدهما: أن إعرابه يفرق بين المعاني أيصًاء كا ذكرنا في المسألة قبلها. والثاني: أن إعراب المضارع استحسان لشبهه بالأساء". ثم إنه في مسألة الخلاف في فعل الأمرء أمبني هو أم معرب؟ لم يثبت الإعراب لهذا الفعل لعدم ثبوت الاستحسان دليلاً فيه» قال: "وقد ذكرنا في إعراب الفعل» هل هو استحسان أم أصل فيا تقدم؟ والإعراب إما أن يثبت أصلًا أو استحسانًاء وكلاهما معدوم؛ أما الأصل؛ فلأنه لا يحتمل معاني يفرق الإعراب بينها. وأما الاستحسان» فهو أن فعل الأمر لا يشابه الاسم حتى يحمل عليه في الإعراب". وني حمل الاسم المنصوب على المجرور في جمع المؤنث السالمء علل العكبري ذلك بوجهين أحدهما اعتمد فيه على الاستحسان. قال: "وإنما حمل المنصوب هنا على المجرور لوجهين» أحدهما: أنه جمع تصحيح فحمل النصب فيه على الجر كجمع المذكر؛ لأن المؤنث فرع على المذكرء والفروع تحمل على الأصول فلو جعل النصب أصلا لكان .١15 :7 القفطي» إنباه الرواة على أنباه النحاق»‎ -١ ۲- ابن قدامة» روضة الناظر وجنة المناظر» ٤٠١:١‏ ۳- أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبريء اللباب في علل البناء والإعراب» تحق. غازي مختار طليمات وعبدالإله نبهان (ط١ء‏ دار الفكر/ دمشق»19980م) 0٥:۱‏ . ٤‏ - أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبري» مسائل خلافية في النحوء تحق. محمد خير الحلواني (ط ١ء‏ دار الشرق العربي/ بيروت» 1997م)91. . ٠٠١ العكبري» مسائل خلافية في النحو»‎ -٥ —AV-— هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الفرع أوسع من أصله» وهذا اغنان نالعاب لآ أن السب مل ومهما يكن من أمر فإن الثقافة الفقهية - والأصولية منها على جهة الخصوص -كانت رافدًا مهًا من روافد أصول النحوء فكانت حاضرة في مؤلفات الأصول النحوية» كا كانت حاضرة في مؤلفات النحو عامة على اختلاف مذاهب أصحابها. ومن نظر إلى ما تركه علماء أصول النحو من مؤلفات تبين له هذا الأثر جليّاء ويكفيك أن تقلب فهرسًا من فهرس تلك الكتب لتجد التشابه الكبير بينهاء وريا ظن من لا يفهم النحو أنه يقلب كتابًا فقهيًا. سادسًا: آثر الرافد الثقافية في التعارض والترجيح. تعارض الأدلة أفرد ابن جني هذه المسألة بابًا في كتابه ا لخصائص» فصل فيه القول في أحوال المقيس مع المسموع» وبين السبيل العلمي عند تعارضهاء قال: "إذا تعارضا نطقت بالمسموع على ما جاء عليه؛ ولم تقسه في غيره”". وزاد ابن جني في تقرير هذه القاعدة» فبين أن كثرة السماع مقدمة على القياس وإن قويت علته فإن التقديم فيهما إن يكون لكثرة الاستعمال'". قال: "وإن شذ الشيء في الاستعمال وقوي في القياس كان استعمال ما كثر استعماله أولى» وإن لم ينته قياسه إلى ما اخ اله اسا -١‏ العكبري» اللباب في علل البناء والإعراب» .١١١ :١‏ استشهد العكبري بالاستحسان في مواضع» منها: في علة إعراب ( كلا وكلتا ) بالياء نصبًا وجرّاء قال: «أن ( كلا ) إذا أضيفت إلى المضمر لم تكن إلا تابعة للمثنى» فجعل لفظها كلفظ ما تتبعه استحسانًا) ١7:١‏ 5. عند إضافة ما لا ينصرف أو دخول الألف واللام عليه يكسر في موضع الجر» قال:» وفي ذلك وجهان: أحدهما: أن كسرة الجر سقطت تبعًا لسقوط التنوين بسبب المشايبة» وسقوطه بالألف واللام والإضافة بسبب آخر فلا يسقط الجر تبعًا له؛ ولذلك قال النحويون: فأمن فيه التنوين أي أن سقوط التنوين بسبب المشابهة كان استحسانًا». ٠١١:١‏ . إعراب الفعل المضارع» قال:» إعراب الفعل المضارع استحسانٌ «. 7: 71. ۲- ابن جنی» ا لخصائص» ١:/ا١١.‏ ۳ السيوطيء الاقتراح» ¥ NYE ابن جنی» الخصائص»‎ - ٤ -//- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ثم عاد وقرر بعد ذلك » فقال: "واعلم أنك إذا أداك القياس إلى شيء ماء ثم سمعت العرب قد نطقت فيه بشيء آخر على قياس غيره؛ فدع ما كنت عليه إلى ما هم عليه" ويظهر أن ابن جني في تقريره هذا متابع لشيخه أبي علي» الذي يذهب هذا المذهب» ويصرح باطراح القياس عند معارضته السماع» قال أبو علي: "ولو لم يعاضد القياس السماع حتى يجيء السماع بشيء خارج عن القياس» لوجب اطراح القياس والمصير إلى ما أتى به السمع””". وإنما ذهب النحاة هذا المذهب لأن القياس إن| اعتماده على المسموع» "ألا ترى أن التعلق بالقياس من غير مراعاة السماع معه يؤدي إلى الخروج عن لغتهم والنطق با هو خطأ في کلام" . ويظهر أن مسألة التعارض هذه منشؤها من أصول الفقه» ذلك أن من مسائل الخلاف بين علماء أصول الفقه: الخلاف في خبر الواحد المخالف للقياس» قال الشيرازي: "يقبل خبر الواحد وإن كان مخالمًا للقياس» ويقدم عليه. وقال أصحاب مالك: إذا كان خالقًا للقياس لم يقدم. وقال أصحاب أبي حنيفة: إن كان خالقًا لقياس الأصول لم يقبل"9). وإن خالف النحاة الأصوليين في هذه المسألة وسلموا بتقديم المسموع على المقيس فإن في حديثهم عنها ومناقشتهم لا دليلًا على وقوفهم على الخلاف الأصول فيهاء وإلا لما كان لهذا الحديث مزيد فائدة. وعليه فإن هذه المسألة لم تخل من أثر لرافد ثقافي أوقف النحاة عندها وجعلهم يبحثون القول ويفصلونه فيها. ۲- تعارض استصحاب ال حال مع دليل آخر: من وجوه التعارض التي وقف عندها علماء أصول النحو: مسألة التعارض بين استصحاب الحال ودليل آخرء جاء في الاقتراح: "إذا تعارض استصحاب الحال مع دليل آخر من سماع أو قياس فلا عبرة به"0. . ۱۲١ :١ ابن جني» الخصائصء‎ -١ ۲- أبو علي الفارسي» المسائل الحلبيات» تحق. حسن هنداوي (ط ۱ء دار القلم/ دمشق» ۱۹۸۷م) 777 ۳- الفارسي» المسائل الحلبيات» 777. .715 الشيرازي: التبصرة في أصول الفقه»‎ - ٤ . ٤١٤ السيوطي» الاقتراح»‎ -٥ AA هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ويظهر أثر الثقافة الفقهية في هذه المسألة في حقيقتهاء ذلك أن الاستصحاب - كا تقدم - دليل من الأدلة الأحكام الفقهية يلجأ إليه عند عدم الدليل» أما إذا وجد دليل من سماع أو قياس فلا عبرة بالاستصحاب؛ ولذا كثيرًا ما يقيد الفقهاء دليل الاستصحاب بانعدام الدليل» كقولهم: الأصل في الأشياء الإباحة» مالم يرد دليل بتحريمها". - ترجيح الأدلة: م تخل أدلة النحو - على اختلافها - من تعارض ظاهر فيما بينهاء بأن يتعارض نص مسموع مع نص آخرء أو يتعارض مذهب في القياس لعالم مع مذهب آخر في القياس لعالم آخر. تعارض أوجده اختلاف الرواة في نقل عن العرب» أو مدى المقاربة العلمية بين أركان القياس. ولم يمل علماء أصول النحو هذه المسألة» بل كان لبعضهم منها موقف مفصل» وبيان للطريقة العلمية في التعامل معها. وعرفت هذه المسألة عندهم بترجيح الأدلة, يقول الأنباري:" اعلم أن الترجيح يكون في شيئين» أحدهما: النقل» والآخر القياس". وحاول الأنباري بيان طريقة الترجيح في مثل هذه المعارضة» سواءٌ أكانت في المسموع أم في المنقول فقال: "أما الترجيح في النقل فيكون في شيئين» أحدهما: الإسنادء والآخر: المتن. فأما الترجيح في الإسناد؛ فآن يكون أحد الناقلين أعلم من الآخرء أو تكون النقلة في أحدهما أكثر من الآخر... وأما الترجيح في المتن؛ فأن تكون إحدى الروايتين موافقة للقياس» والأخرى غالفة"". ويظهر أن الأنباري استعان في حديثه عن هذه المسألة با أسعفته به ثقافته الأصولية للحديث عن مثل هذه المسألة» ذلك أن هذه المسألة من المسائل التي تحدث عنها الفقهاء وعلماء الأصول» بل لعلي لا أخطئ حين أقول إنه استعارها من شيخ مدرسته أبي إسحاق الشيرازي» قال أبو إسحاق في معرض حديثه عن طرق الأصوليين في ترجيح -١‏ السرخسيء أصول السرخسي» ۲: .٠٠١‏ ؟- الأنباري: الإغراب في جدل الإعراب» ٠١‏ . والأنباري: لمع الأدلة» ٠١١‏ . ۳- الأنباري» الإغراب في جدل الإعراب» ٠١‏ - 1۷. والسيوطي» الاقتراح في أصول النحوء 795. ۹ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أحد الخبرين على الآخر: "وإن لم يمكن ذلك رجح أحدهما على الآخر بوجه من وجوه الترجيح. والترجيح في الخبر يدخل في موضعين» أحدهما: في الإسناد» والآخر: ا -١‏ يقصد الجمع بين الدليلين» أو القول بنسخ أحدهما للآخر. ؟- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» /178-11. وقد ذكر الشيرازي جملة من المرجحات للإسناد» ثم ذكر بعدها 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الفصل الثاني: أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي ومناهج التأليف أولا: أثر الروافد الثقافية في المصطلح النحوي. يعد المصطلح مفتاح كل علم؛ تتبين به المفاهيم» وتتحرر القواعده ويتضح المراد. والنحو العربي واحد من العلوم التي كانت حاجتها إلى المصطلحات حاجة ملحَّة خاصة مع تعدد التأليف فيه وتنوع المدارس النحوية منذ بداية النشأة. وم تخل المصطلحات النحوية من خلاف العلماء الباحثين فيها نشأةٌ وتطورًاء ذلك أن الخلاف فيها تابع للخلاف في نشأة هذا العلم؛ وإذا كان النحاة لم يصلوا إلى نتيجة قطعية في مسألة النشأة فألا يصلوا إلى دقائق هذه النشأة ومفرداتها أولى. إن ما سلّم به الدارسون لمصطلحات النحو العربي عدم إمكانية تحديد تاريخ بداية للمفهوم العلمي للمصطلح؛ لكنهم أدركوا أن أوائل النحاة واللغويين كانت لهم مصطلحات متصلة با أصَّلوه من مباحث هذا العلم» نما يدل على أن نشأة المصطلح النحوي كانت في مراحل مبكرة من نشأة هذا العلم. -١‏ القوزيء المصطلح النحوي» ۲١‏ وما بعدها. وأحمد عبدالعظيم عبدالغني» المصطلح النحوي دراسة نقدية تحليلية(دار الثقافة للنشر والتوزيع/ الفجالة» ۰م( 6. 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن السبب في هذا الإشكال المعرفي راجع إلى تأخر التأليف النحوي عن تأريخ النشأة الفعلية هذا العلم» ذلك أن أول كتاب عرفته مكتبة النحو إنها هو كتاب سيبويه. ولم يقل أحد من باحثي مصطلحات هذا العلم -فيه| أعلم- بأن ما وجد في ذلك الكتاب من مصطلحات إِنا هي من اختراعات سيبويه» بل ذكروا أن سيبويه ربا يكون أخذها من سابقيه في هذا العلم. مرّ المصطلح النحوي بمراحل متعددة» بدأت مع بداية الدرس النحوي» وتدرجت في التطور والرّقي العلمي حتى وصل معها المصطلح إلى مرحلة النضج والكمالء وخلال هذه المدة التي عاشها المصطلح النحوي كانت هناك مؤثرات جانبية أسعفت النحاة في الوصول إلى المصطلح العلمي المناسب لا أرادوه. إن بعض المصطلحات النحوية لم تكن مصطلحات مرتجلة ابتدعها النحاة واصطلحوا عليه لفظًا ودلالة» بل كانت مصطلحات نقلت ألفاظها من علوم ومعارف أخرى سبقت النحو تأليقًا ونضجًا؛ فكان أن استعان النحاة بتلك العلوم في إطلاق مصطلحاتهم. وتحديد دلالتها وحدودها بناءً على مفهومهم العلمي. وم تخل المصطلحات النحوية من أثر ثقافة النحاة الموسوعية» بل طاها من التأثير ما طالشاء وإذا كنا قد عرفنا تميز علماء النحو بالموسوعية المعرفية واطلاعهم على مختلف العلوم والثقافات» فإننا نقول: إن هذه الثقافة الموسوعية لأولئك النحاة لم تقف عند زيادة الاطلاع والمعرفة العلمية عندهم فحسب» بل تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك» تجاوزتها إلى التأثير في أصول اختصاصهم, التأثير في علم النحو. إن القطع بأصالة المصطلحات النحوية عامة أمر يفتقر إلى الدقة العلمية؛ ذلك أن مسألة التأثير في المصطلحات النحوية لا تخفى على ذي نظرء بل إن من يطلع على كتب النحاة سيجد في مصطلحاتهم آثارًا لروافد ثقافية متعددة. تدلّ على أثر تلك الروافد في مصطلحات النحاة. ومع هذا الآثر العلمي لتلك الروافد الثقافية في المصطلحات النحوية استطاع النحاة التمييز بين المصطلح النحوي والمصطلح غير النحوي بصورة علمية تبرز مدى الدرجة العلمية التي امتاز ہا أولئك العلماء. غ45 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً لقد أسعفت الثقافة الموسوعية أولئك النحاة في مصطلحاتهم» فكان لكثير من العلوم التي تبحروا فيها إلى جانب علم النحو أثرها البارز فيهم» فخرجوا بمصطلحات نحوية المفهوم» متعددة الأصول. كما أن تلك الثقافة الموسوعية مكنتهم من التفريق بين أصول تلك المصطلحات المستعارة والمصطلحات النحوية. -١ ١‏ أآثر الثقافة العقدية في مصطلحات النحو. تمثل أثر الثقافة العقدية في مصطلحات النحو في أمور كان التأدب مع الخالق جل جلاله دافعًا لكثير منهاء فما تكاد تقلب مُوَلمَا من مؤلفات النحاة إلا تجد لهذا الدافع أثرًا في مصطلحات أولئك النحاة» بداية من سيبويه ومرورًا بكل من آلف في مسائل النحو وقضاياه. وم يكن ذلك الدافع محصورًا في باب واحد من أبواب النحوء بل كان شاملاً لأبواب النحو وظاهرًا فيها. تابع فيه اللاحقٌ السابق في ترديد تلك المصطلحات التي دفعهم إليها أدمهم مع الله جل جلاله من غير نظر منهم إلى أصول نحوهم وقواعده. إن النحاة حين ابتدعوا مصطلحاتهم النحوية أو نقلوها من ثقافات أخرى لم يرسلوا تلك المصطلحات على عواهنهاء بل وقفوا عند كل صغيرة وكبيرة فيهاء ما يدل على نضج في التفكير النحوي» وعلى قدرة عقلية في التعامل مع الثقافات على ختلف فنونها. يظهر ذلك في بعض المصطلحات التي أعاد النحاة النظر فيهاء فَعَدَلُوا بها عن الصطلح النحوي العام إلى مصطلح نحوي خاص» مصطلح أشرب بأثر من ثقافة عقدية» حولت مسار ذلك المصطلح وعدلت به من مصطلح نحوي عام إلى مصطلح نحوي عقدي؛ يدفعهم إلى ذلك تنزيه الله تعالى عما لا يليق به من الألفاظ التي يتصف بها البشرء ولم يتردد النحاة في العدول عن تلك المصطلحات النحوية بل اجتهدوا في اختراع مصطلحات لا تتنانى مع عقيدتهم الإيهانية» وربا كان للفظ القرآني أثر في اختيار تلك المصطلحات الربانية» ىا سيآ في مصطلح العدول عن النداء إلى مصطلح الدعاء. إن آثار الثقافة العقدية في المصطلحات النحوية يمكن أن تظهر في صورتين واضحتين» الأولى» هي: العدول بكثير من المصطلحات عن لفظها العام إلى مصطلح آخر خاص بذات الله تعالى» فجاء ذلك العدول معللاً بتعظيم الله وتنزيبه عن ألفاظ لا تليق به سبحانه وتعالى. ه06 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا والصورة الثانية من صور الأثر العقدي في المصطلحات النحوية تظهر في أثر الثقافة العقدية في نقل المصطلحات العقدية إلى علم النحوء فيصبح لهذا العلم مصطلحات جديدة لم يكن لها وجود عند النحاة. ونماذج هاتين الصورتين ظاهرة في المؤلفات النحوية» ول يتردد النحاة في كثير منها في بيان الأثر العقدي» خاصة في مسألة العدول بالمصطلح النحوي. وإليك البيان والتمثيل لتلك الصور. -١ ١‏ أثر الثقافة العقدية في العدول بالمصطلح النحوي إلى مصطلح آخر. لم يتردد النحاة في العدول بالمصطلح النحوي عن لفظه المصطلح عليه متى ما رأوا فيه إشكالاً أو شبهة عقديةء بل إن مجرد الاحتمال عند بعضهم يدفعهم إلى ذلك العدولء وتظهر ناذج هذا الأثر في مؤلفات النحاة المختلفة» وفيا يأتي ذكر لنماذج من ذلك الأثر في مصطلحات النحاة. -١/١/١ ١‏ العدول عن مصطلح (الأمر) إلى مصطلح (الدعاء). كان للوعي العقدي حضوره في المصطلح النحوي مع بداية التأليف» إذ ظهرت آثاره عند سيبويه في کتابه» ومن مظاهر هذا الوعي» العدول عن بمصطلح (الأمر) عن هذا اللفظ إلى مصطلح (الدعاء) متى ما كان الأمر فيه مسندًا إلى الله تعالى» وما هذا العدول بهذا المصطلح عن هذ اللفظ إلى لفظ آخر إلا لعلة عقدية» جاء في الكتاب: "واعلم أن الدعاء بمنزلة الأمر والنهي وإنا قيل: دعا لأنه استعظم أن يقال: أمر ونبي. وذلك قولك: اللهم زيدًا فاغفر ذنبه» وزيدًا فأصلح شأنه» وعمرًا ليجزه الله خيرًا. وتقول: زيدًا قطع الله يده» وزيدًا أَمَرَّ الله عليه العيش "'. فسيبويه يقرر أن مصطلح الدعاء إنم| هو في حقيقته أمرّ؛ لكن لما كان مسندًا إلى ذات الله تعالى عَدِلٌ به عن ذلك المصطلح النحوي المشهور إلى مصطلح نحوي آخر يمتاز با لخصوصة» مُشرب بعلة عقدية» وهو ما نص عليه سيبويه في كلامه السابق. وبين المبرد علة العدول بهذا المصطلح بصورة أوسع موضحًا جانبًا من جوانب التغير الدلالي هذه اللفظة» قال: "واعلم أن الدعاء بمنزلة الأمر والنهى ف الجزم والحذف عند .١57:١ سیبویه» الكتاب»‎ -١ 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المخاطبة؛ وإنما قيل دعاء وطلب لأنك تأمر من هو دونك وتطلب إلى من أنت دونه وذلك قولك: ليغفر الله لزير"". وسار النحاة بعد سيبويه والمبرد على منهجهم مقررين لهذا المصطلح النحوي العقدي» ومبينين حقيقة مفهومه وعلة العدول فيه أحيانًاء ومهملين لهذه العلة في أحيان» قال ابن السراج في الأصول: "اعلم أن أصل الدعاء أن يكون على لفظ الأمرء وإنا استعظم أن يقال: أمرء والأمر لمن دونك والدعاء لمن فوقكء وإذا قلت: اللهم اغفر لي» فهو كلفظك إذا أمرت فقلت: يا زيد أكرم عمرًا"". -"/١ /١ /١‏ العدول عن مصطلح (الاختصاص) إلى مصطلح (الاستحقاق) في معاني اللام الجارة ذكر النحاة لحروف الجر على اختلافها معاني متعددة» وقد جاء حرف الجر اللام دالاً على أكثر من معنى» منها كا جاء في الكتاب» الملك والاستحقاق» قال سيبويه: "ولام الإضافة» ومعناها الملك واستحقاق الشيء". وذكر الرماني [ت:785ه] لهذا الحرف الجار أكثر من معنى» فقال: "وأما المكسورة فعاملة» وعملها على ضربين: الجر والجزم في الأفعال» وهما متغايرتان» وإن اتفق لفظهماء فالجارة نحو قولك: المال لزيد» والحبل للدابة» فاللام الأول للملك والثانية للاختصاص "© . أما الزخشري فذكر هذا الحرف في المفصل معنى واحدًا أصيلاء هو: الاختصاص» قال: "واللام للاختصاصء كقولك: المال لزيدء والسرج للدابة» وجاءني ابن أخ له وابن له» وقد تقع مزيدة'. لكن من النحاة من زاد على هذا وعد ها ثلاثين معنى» ومن المعاني التى عدّها النحاة ١-المرد»‏ المقتضب» hE‏ ؟- ابن السراج» الأصول في النحوء ٠١١:‏ . ۳- سیبویه» الكتاب» :٤‏ ۲۱۷. -٤‏ أبو الحسن علي بن عيسى الرماني» معاني الحروف» تحق. عبدالفتاح إسماعيل شلبي(ط۲» دار الشروق/ جدة» ۱م( 00. f‏ ه- الزخشري» المفصل» TAT‏ 5 0 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذا الحرف الجار معنى الاستحقاق والاختصاص. جاء في المغني: "وللام الجارة اثنان وعشرون معنى» أحدها: الاستحقاق... والثاني: الاختصاص". وعند إعادة النظر في كتب أولئك النحاة الذين ذكروا الاستحقاق والاختصاص معنيين من معاني هذا الحرف للوقوف على الفرق بينهماء يظهر أن منهم من فرق بينهما بالتمثيل» ومنهم من فرق بينهم| بتعريف أحدهما إضافة إلى المثال المبين للفرق» جاء في المغنى: "أحدها: الاستحقاق» وهى: الواقعة بين معنى وذات» نحو: الحمد لله والعزة له والملك لل والأمر شه" ٠‏ وعند النظر إلى هذين المعنيين من معاني هذا الحرف لا يخفى ما بينهما من تداخل في الدلالة» "والظاهر أن أصل معانيها الاختصاصء وأما الملك فهو نوع من أنواع الاختصاص» وهو أقوى أنواعه» وكذلك الاستحقاق؛ لأن من استحق شيئًا فقد حصل له به نوع اختصاص"". وإذا كان الاستحقاق إنا هو في حقيقته اختصاصء فا الدافع إلى العدول عن المصطلح الأصيل إلى مصطلح آخر بديل عنه. إن الدافع لمثل هذه العدول يظهر في| ساقه النحاة من أمثلة على هذه المعاني المتداخلة» فمن أمثلة الاختصاص: الجنة للمؤمنين. ومن أمثلة الاستحقاق: للكافرين النار ©©. إن جرد النظر إلى هذين المثالين يظهر الدافع إلى العدول عن مصطاح إلى آخرء ذلك أن النحاة احترزوا من وصف دخول الكافرين للنار بأنه إنا كان باختصاصهم بهاء إنما كان دخوهم لاستحقاقهم الدخول فيهاء وني هذا إثبات ضمني لصفة العدل لله تعالى» فكان عدوم عن مصطلح الاختصاص إلى مصطلح الاستحقاق إثبات صفة العدل لله سبحانه وتعالى حين لم يدخل الكافرين النار لاختصاصهم بها إن أدخلهم النار لاستحقاقهم الدخول فيها جزاء عملهم. -١‏ ابن هشام» مغني اللبيب» .۲٠۸ :١‏ و المرادي» الجنى الداني» 47. ۲- ابن هشام» مغني اللبيب» .5١8:١‏ ۳-المرادي» الجنى الداني» 37. 5- ابن هشام» مغني اللبيب» .5١8:١‏ ٥-ابن‏ هشام» مغني اللبيب» ۲۰۸:۱. ك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا ۱[ *- العدول عن مصطلح (الاستعانة) إلى مصطلح (السببية) في معاي الباء الحارة ذكر النحاة أن من معاني الباء الجارة: الاستعانة» وقد أثبت ذلك النحاة الذين ألفوا في معاني الحروف عامة أو في معاني حروف الجر . وباء الاستعانة كا عرفها المرادي» "هي : الداخلة على آلة الفعل. نحو: كتبت بالقلم» وضربت بالسيف”". على أن من النحاة من عدل إلى مصطلح آخر غير مصطلح الاستعانة» يدفعه إلى العدول رافد عقدي. ومن أولئك النحاة ابن مالك الأندلبى1ت:57177ه] الذي عدل عن مصطلح الاستعانة إلى مصطلح السببية» جاء في شرح التسهيل: "والنحويون يعبرون عن هذه الباء بباء الاستعانة. وآثرت على ذلك التعبير بالسببية من أجل الأفعال المنسوبة إلى الله تعالى» فإن استعال السببية فيها يجوزء واستعمال الاستعانة فيها لا جوز" . ويظهر أن عدول ابن مالك عن مصطلح الاستعانة إلى السببية لم يكن حادثاء بل سبقته إرهاصات أوحت إليه به» وذلك أنّا نجده في الكافية يذكر الاستعانة من معاني حرف الجر (في)» فقال: وَ(ي) لِلاسْتِعْلاءِ واأْصَاحبة ‏ وني اشيعائة ا منَاسبة"» ويسميها في الشرح باسم آخر» قال في شر حه ها: "وكونما لما يناسب الاستعانة كقوله تعالى: -١‏ ابن جني» سر صناعة الإعراب» :١‏ ”177. وابن مالك» شرح الكافية الشافية» تحق. أحمد يوسف القادري (ط١»‏ دار صادر/ بيروت» ١ (e1۰‏ و0 والمرادي» الجنى الداني» ۳۸. وابن هشام» مغني اللبيب» .٠١7:١‏ ؟- المراديء الجنى الداني» ۳۸. ۳- ابن مالك» شرح التسهيل» تحق. محمد عبدالقادر عطا...( ط١»ء‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» نا كاد 0 وتعقب أبو حيان ابن مالك في هذا المصطلح» فقال:» وما ذهب إليه المصنف من أن ما ذكره النحويون من أن الباء تكون للاستعانة مدرج في باء السببية قول انفرد به؛ وأصحابنا فرقوا بين باء السببية وباء الاستعانة» وجعلوا باء الاستعانة من المعاني الستة التي انجرت مع الإلصاقء فقالوا باء السبب ما تقدم من أا التي تدخل على سبب الفعل» وقالوا في باء الاستعانة إنها التي تدخل على الاسم المتوسط بين الفعل ومفعوله الذي هو آلة» وذلك: كتبت الكتاب بالقلم ...ولا يمكن أن يقال إن سبب كتابة الكتاب هو القلم». أبو حيان: التذييل والتکمیل» .٠۹۳:۱۱‏ - ابن مالك» شرح الكافية الشافية» 197:١‏ . -۹۹- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا #جعل لَكُم م انف أَرْوَاجاوَمِنَ الأنعَام أَرْوَاجَايَذْرَوُكُمْ فيه 4 [الشورى: .©”]١١‏ فهو لم يسم دلالة (في) هنا بالاستعانة ولم يسمها بالسببية» بل قال: "ما يناسب الاستعانة"» وذلك في الأفعال المنسوبة إلى الله تعالى» فكأنه كان بداية لق هذا المصطلح النحوي» لمثل هذه ا حالة» أما حين جاء إلى أفعال المخلوقين فإنه سماها بمصطلح النحاة» فقال: "ومثال ورودها للاستعانة» كقولك: كتبت بالقله". 0١‏ العدول عن مصطلح (بدل كل من كل) إلى مصطلح (البدل المطابق) قسم النحاة البدل أقسامًا عدةء وجعلوا لكل قسم من أقسامه مصطلحًا خاصًا ب ومن أقسام البدل التي ذكرها النحاة ما اصطلحوا على تسميته ببدل الكل من الكل» وهو: "البدل المطابق للمبدّل منه المساوي له في المعنى» نحو: مررت بأخيك زير" . وقد اشتهر هذا النوع من البدل بمصطلح: بدل الكل من الكل» إلا أن ابن مالك عدل عن هذا المصطلح إلى مصطلح آخر مدفوع بدافع عقدي» فسمى هذا النوع من البدل: بالبدل المطابق» قال: "ثم أشرت إلى أقسام البدل» فذكرت منه المطابق. والمراد به ما يريد النحويون بقولهم: بدل الكل من الكل" . وابن مالك - رحمه الله - حين عدل عن مصطلح عرفه النحاة واعتمدوه إلى مصطلح آخر إنها عدل لما رأى في| ابتدعه من مصطلح من صدق الدلالة على مفهوم هذا النوع من أنواع البدل» ك| ظهر له أن هذا المصطلح أصدق في التعبير عن البدلية مع ذات الله سبحانه وتعالى» قال: "وذكر المطابقة أولى؛ لأنها عبارة صا حة لكل بدل يساوي المبدل منه في المعنى بخلاف العبارة الأخرى» فإنها لا تصدر إلا على ذي أجزاء وذلك غير مشترطء للإجماع على صحة البدلية في أسماء الله تبارك وتعالى". ١95:١ ابن مالك» شرح الكافية الشافية»‎ -١ ١95:١ ابن مالك» شرح الكافية الشافية»‎ .۲۲۷ :۲ ابن عقيل» شرح ابن عقيل»‎ -۳ 4- ابن مالك» شرح الكافية الشافية» ۲: ۲۹. 5- ابن مالك» شرح الكافية الشافية» ۲۹:۲. وه وأ- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً وحكى الأشموني في شرحه على الألفية عدول ابن مالك عن مصطلح بدل الكل من الكل إلى مصطلح البدل المطابق مبينا العلة التي بسببها عدل ابن مالك عن مصطلح بدل الكل من الكل» فقال: "وساه الناظم البدل المطابق؛ لوقوعه في اسم الله تعالىء نحو:صِرَاط الْعَزيز الحويد*# لله € [إبراهيم: ١‏ ؟] في قراءة الجر. وإنما يطلق (كل) على ذي أجزاء وذلك متنع ھا" 0١‏ العدول عن مصطلح(النداء) إلى مصطلح (الدعاء) وظهر أثر الرافد العقدي في المصطلح النحوي في باب النداء» وذلك حين سمى بعض النحاة أسلوب النداء إذا كان من العبد إلى الله تعالى دعاءً» وذلك تنزيًا وتأدبًا مع الله سبحانه وتعالى عن مثل هذه الألفاظ. جاء في الصاحبي: "ياء تكون للنداء نحو: يا زيدء وللدعاء» نحو: يا الله" . ول عو اب ارس ع مضطاح القداء إل مسطلع الدعاء عتيرل ل مصطاع قرآني؛ ذلك أن الله سبحانه سمى نداء المؤمنين له دعاءً» قال تعالى :ودا سَأَلَكَ عباڍي سے س سا فإنی قريبٌ أجيبٌ ده َالدا ِذَا دَعَان # [ البقرة: 185 ]. عني فإني قريب ١‏ عو 18 وإنها عدل بعض النحاة بهذا المصطلح إلى المصطلح القرآني؛ تنزيهًا لله وامتثالاً لأمره بوصفه با وصف به نفسه فالله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه جيب دعوة الداعی» ولم يصف نفسه بمجيب المنادي» مع أن مما ورد من سبب نزول هذه الآية جاء بلفظ النداء» ذلك أن أعرابيًا قال لرسول الله عئنه: أقريب ربنا فنناجيه؟ آم بعيد فنناديه؟ فنزلت هذه الآية". فيظهر بهذا أن بعض النحاة حين عدلوا عن مصطلح النداء إلى مصطلح الدعاء إن كان عدوهم بأثر قرآني توجهه عقيدة التنزيه لله سبحانه وتعالى من مثل هذه الألفاظ. .۲۲۸ :" الأشموني» منهج السالك إلى ألفية ابن مالك» تحق. عبدالحميد السيد محمد (المكتبة الأزهرية / القاهرة)‎ -١ .7/1/ ابن فارس» الصاحبی»‎ -۲ ۳- خرّج ابن حجر الحديث في لسان الميزان» وحكم أنه فيه راو مجهول هو الصلت بن حكيم» قال: «الصلت بن حكيم» مجهول» روى عن أبيه عن جده قال: جاء أعرابي إلى النبي ياء قال: أقريب ربنا فنناجيه» أم بعيد فنناديه؟...» الحديث. ابن حجر العسقلاني» لسان الميزان» 5: ٠۲۷‏ اتات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا -70١‏ العدول عن مصطلح (لام الأمر) إلى مصطلح (لام الدعاء) من الأدوات الجازمة للفعل المضارع» لام الأمرء جاء في مغني اللبيب: "وأما اللام العاملة للجزم فهي اللام الموضوعة للطلب» وحركتها الكسر ". إلا أن هذه اللام لما كانت داخلة على أفعال مسندة إلى لفظ الجلالة احترز النحاة فيها من لفظ الأمر فعدلوا عنه إلى لفظ الدعاء» وما ذاك إلا لما تركه الوعى العقدي من أثر في النحاة فساقهم إلى العدول بهذا الا عر طا الآثر إل مم ادعام وقد سمى ابن مالك هذه اللام - لام الأمر - باللام الطلبية» كا سمى (لا) الناهية باللام الطلبية» وعلل تسميته هما بهذا الاسم لسببين» أحدهما: أن الطلب يشمل الأمر والنهي والدعاءء قال: "والثانية من الفائدتين: أن الطلب يُحَمٌّ به (لا) في النهي» نحو: لا تحزن4 [التوبة: ٠‏ ٤]ء‏ و(لا) في الدعاءء نحو#لا تؤاخدنا» [البقرة: .]۲۸١‏ وعم به لام الأمرج ت ل دو سَعَةٍ مّن سَعَتِهِ# [الطلاق:۷]ء ولام الدعاء : #ليقض عَلَينَا رَبك 4 [الزخرف:۷۷]". قال ابن هشام: "ولا فرق في اقتضاء اللام الطلبية للجزم بين كون الطلب أمرّاء نحو: لليف ذو سَعَةٍ» [الطلاق:۷] أو دعاءً نحو: يض علا رَبك [الزخرف:۷۷]"". ويؤكد ابن هشام هذا المصطلح في توجيهه لمعنى اللام في قوله تعالى عز وجل : ربا ليضلوأ عن سَبِيلِكَ4 [يونس:88] قوله: "ويحتمل أا لام الدعاء فيكون الفعل مجزومًا ام وفي شرح ابن عقيل [ت:54/اه]: "ما يجزم فعلاً واحدّاء وهو اللام الدالة على الأمرء نحو: ليقم زيد, أو على الدعاء نحو: لليقض عَلَيْنَا رَبك ". .۲۲۳ :۱ ابن هشام» مغني اللبيب»‎ -١ ؟- ابن مالك» شرح الكافية الشافية» .١٠١:۲‏ ۳- ابن هشام» مغني اللبيب» :١‏ ۲۲۳. 4- ابن هشام» مغني اللبيب» .۲٠٤ :١‏ 4- ابن عقيل» شرح ابن عقيل» 010 ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً -"/١١‏ أثر الثقافة العقدية في نقل مصطلحات عقدية إلى النحو وظّف النحاة الثقافة العقدية في جانب المصطلح النحويء فظهر أثرها في المصطلحات العقدية التى أصبحت تحمل دلالات نحوية» إضافة إلى دلالاتها العقدية» وهذا يظهر للمتأمل أثر الثقافة العقدية في التنظير النحوي. ومن أظهر النماذج لآثر هذه الثقافة في نقل المصطلح العقدي إلى النحو المصطلحات التالية: -0١‏ مصطلح: المنزلة بين المنزلتين تميز المعتزلة عن غيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى بمعرفتهم الدقيقة بعلم الكلام» بل لا تكاد تجد عامًا من علمائهم إلا وتظهر لك آثارعلم الكلام في أسلوب تأليفه ومصطلحاته لذا فلا غرابة أن يوجد مثل هذا المصطلح عند بعض النحاة؛ ذلك أن مذهب الاعتزال من المذاهب الموصوف به كثير من النحاة» وخاصة نحاة القرن الرابع ال هجري. ومصطاح المنزلة بين المنزلتين إنما يدل على الأصل الرابع من أصول الاعتزال الخمسة؛ ويقصد به: عدم وصف الداعي أو مرتكب الكبيرة بالإيهان أو بالكفر؛ بل يوصف على أنه في منزلة بينهماء جاء في شرح الأصول الخمسة: "الأصل في ذلك أن هذه العبارة إن| تستعمل في شيء بين شيئين ينجذب إلى كل واحد منههم| بشبه» هذا في أصل اللغة. وأما في اصطلاح المتكلمين» فهو: العلم بان لصاحب الكبيرة اسم بين الاسمين» وحكم بين الحكمين”"". "لا يكون اسمه اسم الكافر» ولا اسمه اسم المؤمن» وإنا يسمى فاسقا. وكذلك فلا يكون حكمه حكم الكافرء ولا حكم المؤمن» بل يفرد له حكم ثالث» وهذا الحكم الذي ذكرناه هو سبب تلقيب المسألة بالمنزلة بين المنزلتين» فإن صاب الكبيرة له سد لة تتجاذ ما هاتان المتولعان: فليست منز له متولة الكافر ولامتؤلة المؤمنء بل له منزلة بينهما"”". . ٠١۷ )۱۹۹٩ القاضي عبدالجبار» شرح الأصول الخمسة» تحق. عبدالكريم عثمان ( ط ؟» مكتبة وهبة/ القاهرة»‎ -١ .1۹۷ القاضي عبدالجبار» شرح الأصول الخمسة»‎ -۲ f‏ ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وكان لهذا المصطلح حضور عند النحاةء فظهر عند ابن جني المعتزلي في خصائصهء حاولا تطبيق هذا المبدأ الاعتزالي على بعض المسائل النحوية» إذ قرر وجود مثل هذه الظاهرة في النحو أولاً في باب أسماه بباب الحكم يقف بين الحكمين» قال: "هذا فصل موجود في العربية لفظّاء وقد أعطته مقادًا عليه وقياسًاء وذلك نحو كسرة ما قبل ياء المتكلم في نحو: غلامي وصاحبي. فهذه الحركة لا إعراب ولا بناء"”©. ثم راح يفسر هذا الحكم وكون الحركة فيه ليست ببناء ولا إعراب» فقال: "أما كونها غير إعراب فلأن الاسم يكون مرفوعًا ومنصوبًا وهي فيه؛ نحو: هذا غلامي» ورأيت صاحبي» وليس بين الكسر وبين الرفع والنصب في هذا ونحوه نسبة ولا مقاربة. وأما كونها غير بناء فلأن الكلمة معربة متمكنة» فليست ال حركة إذن في آخرها بہناء"". وبعد تقرير هذا الحكم» عاد ابن جني وأرسل المصطلح العقدي الكلامي على هذا الحكم النحوي» فظهر أثر اعتقاده الاعتزالي في| اعتمده من مصطلح لمسألة نحوية» قال ابن جنى: "ومما ضعف في القياس والاستعمال جميعًا بيت الكتاب: [ الوافر] دعهدو م ر جل كانه صَوثٌ حاو .لاطت الوسيقة او فقوله: كأنة - بحذف الواو وتبقية الضمة - ضعيف في القياس» قليل في الاستعمال. ووجه ضعف قياسه أنه ليس على حد الوصل ولا على حد الوقف. وذلك أن الوصل يجب أن تتمكن فيه واوه» کا تمكنت في أول البيت: له زجلٌ. والوقف يجب أن تحذف الواو والضمة فيه جميعًاء وتسكن الهاء فيقال: كأنة. فضم الهاء بغير واو منزلة بين منزلتي الوصل والوقف". وهذا التقرير من ابن جني هذا الحكم النحوي» وتوجيهه مسألة نحوية على أساسه» ثم إطلاقه المصطلح العقدي على مسألة نحوية دليل ظاهر على أثر الثقافة الاعتقادية في مصطلحاته النحوية. ١-ابن‏ جنی» الخصائص» 1 ایق جنی» المخصائص» 21277 ۳- البيت للشماخ بن ضرار» يصف فيه صوت حار وحشي. الشماخ بن ضرارء ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني» تحق. صلاح الدين الحادي (دار العارف/ مصر» م3 1. ٤‏ - ابن جني» ا لخصائص» YTV‏ ع ۹| هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وعاد هذا المصطلح وتكرر عند عالم نحوي آخرء ليظهر أثر الاعتزال في مصطلحات النحاة» ذاك النحوي هو ابن الشجري [ت:57 05هاء إذ ورد عنده مصطلح المنزلة بين المنزلتين في جوابه عمّن استفتى النحاة في ضمة اللام في نحو قول العرب: يا أا الرجل”". قال ابن الشجري: "إن ضمة اللام في قولناه: يا أيها الرجلٌ» ضمة إعراب؛ لأن ضمة المنادي المفردٍ المعرفة» ها باطرادها منزلة بين منزلتين» فليست كضمة حيث؛ لأن ضمة (حيث) غير مطردة» وذلك لعدم اطراد العلة التي أوجبتهاء ولا كضمة (زيد) في نحو: خرج زيد؛ لأن هذه حدثت بعامل لفظي» ولو ساغ أن توصف (حيث) لم يجز وصفها بمرفوع حملاً على لفظها؛ لأن ضمتها غير مطردة؛ ولا حادثة عن عامل" . إن هذا التفصيل من ابن الشجري يثبت أثر الثقافة الاعتزالية في المصطلح النحوي» أثر ظهر أولا ني إطلاقه المصطلح العقدي على حالة من حالة الإعراب النحوي» ثم ظهر ذلك الأثر في تفصيل طبيعة هذا الحكم وترددها بين حالتين متناقضتين يوجب تناقضهم)| حك وسطًا. ولعل آثر الثقافة العقدية الاعتزالية لم يقتصر على معتقدي هذا المذهب الكلامي» بل تجاوزه إلى من هو على اطلاع بالمذاهب العقدية على اختلافهاء فقد ظهر أثر هذه الثقافة العقدية عند السيوطي» إذ ظهر مصطلح المنزلة بين المنزلتين عنده» جاء في ال همع في تعلق حرف الجر الزائد: "إلا اللام المقوية» فإغها تتعلق بالعامل المقوي نحو: مُصَدّقاً نا مَحَهُمْ4 [البقرة:84]» طقَعَالٌ نّا بريد [هود:7١٠.‏ البروج:107].طإن كُنتُمْ للُؤْيا عزون [يوسف:”57]؛ لأن التحقيق أنها ليست بزائدة محضة:؛ لما تخيل في العامل من الضعف الذي برل منزلة القاصرء ولا معدية حضة؛ لاطراد صحة إسقاطهاء فلها منزلة بين المنزلتين . -١‏ هبة الله علي بن محمد بن حمزة» أمالي ابن الشجري» تحق. محمود محمد الطناحي(ط ١ء‏ مكتبة الخانجي/ القاهرة» 575" أورد ابن الشجري نسخة من الفتوى وإجابة الحسن بن صافي ملك النحاة عليهاء ثم أورد إجابته ورد على ابن صافي» ونص الفتوى كما أوردها: «ما يقول السادة النحويون - أحسن الله توفيقهم - في قول العرب: يا أيها الرجل؛ هل ضمة اللام فيه ضمة إعراب؟ وهل الألف واللام فيه للتعريف؟ وهل يِأْمُلُ ومأمول وما يتصرف منهم| جائز؟ وهل يكون سوى بمعنى غیر؟). ۲- ابن الشجريء آمالي ابن الشجري» ۲: /75037. ۳- السيوطيء همع الموامع» تحق. محمد سالم مكرم (ط١»‏ دار البحوث العلمية/ الكويت»191/9م) 0: 171. -١٠6ه‎ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا بهذا يظهر مدى آثر الثقافة العقدية في هذا المصطلح النحوي» ويظهر مدى قدرة النحاة على توظيف مخزونهم الثقافي في تقرير مسائل هذا العلم وتحديد مصطلحاته. --70١‏ مصطلح: الدور الدور من مصطلحات المتكلمين والفقهاءء اختلفت دلالته عند كل منهما عن الآخرء فهو عند المتكلمين يقصد به: توقف كل واحد من الشيئين على الآخر”", أما عند الفقهاءء فهو: أن يؤدي القياس بك إلى حكم يستوجب الرجوع بالمسألة إلى أصلها”". وكان هذا المصطلح حضور عند النحاة» وعند ابن جني في خصائصه على وجه التحديد. وعند النظر إلى مفهوم هذا المصطلح الذي أورده ابن جني في الخصائصء يظهر أنه نظر إليه بنظرتين مختلفتين» نظرة كلامية» جعلت من هذا المصطلح مصطلحًا نحوي الاستخدامء كلامي المنشأء قال ابن جني: "بابٌ في دور الاعتلال: هذا موضع طريف. ذهب محمد بن يزيد في وجوب إسكان اللام في نحو: صَرَبْن» وصَرَبْت إلى أنه لحركة ما يعده من الفسميرة يعني مع الحركتين قبل..وذهب أيضا في حركة الضميرمن تجو هدا ما إنها وجبت لسكون ما قبله"”". فَعِلّةَ سكون لام الفعل هي حركة الضمير» وعلة حركة الضمير هي سكون اللام قبله» فتوقف حكم كل منههما| على صاحبه. وكان ابن جني قد حلص إلى هذا التفسير فقال: "فتارة اعتل لهذا بهذاء ثم دار تارة أخرىء فاعتل هذا بهذاء وق ظاعر ذلك اعتراف بان كل واخد متها ليست له حال مستحقة تخصه ف تفه" ويظهر من هذا الكلام الذي أورده ابن جني تلك النظرة الكلامية لهذا المصطلح النحوي» ومدى الأثر الذي تركته الثقافة الكلامية في مصطلح الدور عند النحاة» إذ لم يختلف مفهوم الدور هنا عنه عند المتكلمين كما نص على هذا المفهوم ابن جني في كلامه السابق "فتوقف حكم كل واحد منهم| على صاحبه". وأورد ابن جني لهذا المصطلح مثالا آخر حكاه عن سيبويه» وهو إجازته جر الصفة المشبهة المقرونة بالآلف واللام”» إذ أن من أوجه جواز الجر فيها تشبيهها باسم الفاعل .4 1 الكفويء الكليات»‎ -١ ؟- ابن جني» الخصائص» ۲۰۸:۱. ۳- ابن جني» ا لخصائص» :١‏ ۱۸۳ . ٤‏ - ابن جني» ا لخصائص» :١‏ ۱۸۳ 6 - سيبويه» الكتاب» A۲:‏ ۱۹ 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المضاف إلى معموله» ثم قال: "وقد أحطنا علا بآن الجر إنما جاز في الضارب الرجل ونحوه ما كان الثاني متها متضويبّا لتشبيههم إياه بالحسن الوجه "60. فحكم الجر في كل واحد من هذين المثالين إنا جاز في الجر تشبيهًا له بصاحبه» وهذا هو مفهوم الدور في اصطلاح المتكلمين. ١‏ "- أثر الثقافة الفقهية والأصولية في المصطلح النحوي. لم تقف آثار علم أصول الفقه على الأصولية النحوية وحدهاء بل كان هذه الثقافة الأصولية أثر في مصطلحات علم النحوء وتمثل هذا الأثر في اعتماد مصطلحات علم أصول الفقه في علم النحو وأصوله» مصطلحات نقلها النحاة من أصول الفقه إلى أصول النحوء بلفظها ودلالتهاء وأخرى أخذت بلفظها وغير في دلالتهاء وسيتبين بالأمثلة والنماذج - بإذن الله - صور هذا التأثر. 0١‏ -- مصطلح: السماع أو النقل. اختلف اصطلاح أرباب أصول النحو على السماع كأصل من أصول النحو» فابن جني فيي حكي عنه سمى هذا الأصل النحوي بالسماع» جاء في الاقتراح: "قال ابن جني في الخصائص: أدلة النحو ثلاثة: السماع ...””". وكذا تكلم عن السماع في عدد من أبواب كتابه ا لخصائص» فجاء هذا المصطلح مضمتا عناوين بعض الأبواب. أما الأنباري فإنه اصطلح على تسمية هذا الأصل بالنقل» قال: "أقسام أدلته ثلاثة: نقل..."”. وجمع السيوطي هذين المصطلحين في كتابه الاقتراح نقلاً عن هذين العالمينٍ ثم اعتمد مصطلح الساع في تحديده أدلة هذا العلم بعد أن جمع بين قولي ابن جني والأنباري. جاء في الاقتراح: "الكتاب الأول: السماع ". ولعلنا نقف وقفة نشير فيها إلى الفرق بين السماع والنقل وأيهما أكثر إصابة للمعنى» فنقول: AAT ابن جنی» الخصائص»‎ -١ . ٠٤ ؟- السيوطي» الاقتراح»‎ .۸١ الأنباري» لمع الأدلة‎ -۳ .۷٤ السيوطي» الاقتراح»‎ -٤ OT هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وإن كان اصطلاح النحاة قد تردد بين السماع والنقل فإن علماء أصول الدين قد استقر عندهم الاصطلاح على النقل في أصلهم هذا. إن الفقهاء حين سموا أصلهم الأول نقلاً إنما سموه بذلك لأن ذلك الأصل عندهم لم يقتصر على المسموع فقط» بل كان شاملاً المسموع» والفعل» والإقرار. فكل هذه الصور تعد عندهم من أدلة الأحكام الشرعية, أما النحاة فإن دليلهم الأول للأحكام النحوية مقصور على الساع فقط» فليس عندهم إقرار ولا فعل؛ لأن اللغة: "أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضه "© لهذا يقال: إن المصطلح الأقرب إلى مقاصد النحاة هو مصطلح الساع» أما مصطلح النقل فإنه مصطلح أعم من هذا الأصل النحوي. وعليه فإن النحاة حين أخذوا هذا المصطلح الأصولي إن| أخذوا مصطلحًا لفرع من فروع أدلة الأحكام الشرعية» ذلك الفرع هو: المسموع» الذي هو فرع عن الأصل الأول» وهو: النقل. 1/١‏ مصطلح: القياس يعد مصطلح القياس من المصطلحات المتقدمة عند النحاة» فقد ورد هذا المصطلح في تراجم كثير من النحاة المتقدمين» جاء في نزهة الألباء في ترجمة ابن أبي إسحاق الحضرمي: "وكان شديد التجريد للقياس”". كا قيل عنه: إنه "أول بعج النحو ومد القياس "". وما قبل عنه ذلك إلا لكونه استعار هذا المصطلح من الفقهاء ليطبقه على اللغة فكان له ما أراد”". ولم يكن للقياس حد ثابت عند النحاة» بل تعدد الحدود واختلفت آلفاظهاء وعلى الرغم من اختلافها إلا أنها متقاربة في دلالتها. وقد أورد الأنباري حدود القياس عند بعض النحاة وبين اختلافها فقال: "وهو في عرف العلماء: تقدير الفرع بحكم الأصل» وقيل هو حمل فرع على أصل بعلة» وإجراء حكم الأصل على الفرع» وقيل: هو: إلحاق الفرع بالأصل بجامع. وقيل: هو اعتبار الشيء بالشيء بجامع ". 7 5 :١ ابن جني» الخصائتصء‎ -١ ؟-الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء» 77. ۳-الجمحي» طبقات فحول الشعراء ١5 :١‏ 4- عوض القوزي» المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث المجري (ط١ء‏ جامعة الملك سعود/ الرياض»١١٤٠١ه) .0١‏ ه- الأنباري» لمع الأدلة, 97. -١١- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً ولعل الأنباري في ذكره هذا الحد معتمد على ما عرفه من خلاف بين علماء أصول الفقه في هذا المسألة» فوظف هذا الخلاف في حد هذا الأصل النحوي كا كان يوظفه في أركان هذا الأصل. جاء في كتاب اللمع في أصول الفقه: "واعلم أن القياس حمل فرع على أصل في بعض أحكامه بمعنى يجمع بينهماء وإجراء حكم الأصل على الفرع. وقال بعض أصحابنا: القياس هو الأمّارة على الحكم. وقال بعض الناس: هو فعل القائس. وقال بعضهم: القياس هو الاجتهاد"20. ١ح‏ مصطلح الاستحسان تقدم الحديث عن الاستحسان بو صفه دليلاً من أدلة النحو والحديث عنه مصطلحًا يظهر أثر المحمول الثقافي في المصطلحات النحوية؛ ذلك أن الاستحسان إنما هو في الأصل مصطلح فقهي يستخدمه علماء ء أصول الفقه» وسبق ق القول بأنه أحد أدلة ال عد إن حه لحن الها ساره ن رين لأدلةالقراعد ار واعتمد ابن جني الاستحسان دليلاً للأحكام النحوية» أما الأنباري فإنه في حديثه عن الاستحسان بين خلاف علاء النحو في حكمه ومفهومه» فذكر أن منهم من حده بأنه: "ترك قياس الأصول لدليل. ومنهم من قال: هو تخصيص العلة '”". ومهما يكن مفهوم هذا المصطلح فإن ما ۾ ا الذي ذكره الأنباري لأصل من أصول النحو خاصة إذا عرف أن هذا المصطلح موافق في مفاهيمه المختلفة لمفهومه في علوم أخر؛ ليتبين مدى تأثير تلك العلوم في مصطلحات النحو العربي. إن أهم علم كانت له آثاره في هذا المصطلح النحوي هو علم أصول الفقه. ذلك أن مصطلح الاستحسان قد ورد في أصول الفقه على اختلاف بين علماء الأصول في حكمه ومفهومه» كا هو ثابت في أصول النحوء جاء عن الإمام الفيرازي: "حكى الشافعي رضي الله عنه وبشر شر ريي" القول عن آي حنيفة بالا تسان . وهو: ترك القياس لما -١‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .٠۹۸‏ ؟- الأنباري» لمع الأدلق .٠١۳‏ ۳- هو: بشر بن غياث بن أبي كريمة» فقيه معتزلي» رأس الطائفة المريسية القائلة بالإرجاء» توفي سنة ١4‏ ٠ه.‏ أحمد بن محمد بن خلکان» وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» تحق. إحسان عباس (دار صادر/ بيروت» ۱۹۷۲م) .٠٠١٠۱:۱‏ 1ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا يستحسنه الإنسان من غير دليل. وأنكر المتأخرون ذلك من مذهبه»ء فقال أبو الحسن الكرخي: الاستحسان: العدول بحكم المسألة عن حكم نظائرها بدليل يخصها. وقال بعضهم: هو القول بأقوى الدليلين» وقال بعضهم: هو تخصيص العلة ". فالأنباري حين اعتمد هذا المصطلح لأصول النحو كان مستعيتا بها يمتلكه من محمول ثقافي في أصول الفقهء إضافة إلى اطلاعه الدقيق على مؤلفات أستاذه الشيرازي الذي سبق وأن ثبت متابعته له في أصول نحوه لبعض آرائه في أصول الفقه. ١‏ - مصطلح استصحاب الحال تقدم الحديث عن استصحاب الحال كأصل من أصول النحو وعن أثر الروافد الثقافية فيه كأحد أدلة النحاة» والحديث في هذا الفصل عن أثر الروافد الثقافية فيه مصطلح من المصطلحات النحوية. فإذا كان قد تقرر في الفصل الأول أن استحصاب الخال حين عَدَّ دليلاً من أدلة النحو كان ذلك من آثار أصول الفقه في النحوء فإن من نافلة القول أن يكون هذا المصطلح من أثر علم أصول الفقه؛ ذلك أن النحاة حين استعانوا بعلم أصول الفقه في تقرير أصول الأحكام النحوية نقلوا أصول الفقه بجملة أحكامهاء وكان ما نقلوه مصطلحات تلك الأصولء ولو رجح إلى تقرير علماء أصول النحو في ذلك لتبين مدى الأثر لتلك الروافد في هذا المصطلح النحوي. إن المقارنة بين هذا المصطلح عند علماء أصول النحو وعلاء أصول الفقه تكشف أثر هذا العلم - أعنى أصول الفقه - في مصطلح استصحاب الحال في أصول النحوء فهو في النحو إنم| يقصد به ما بينه الأنباري حين مثل له بقوله: "والمراد به استصحاب حال الأصل في الأساء وهو الإعراب» واستصحاب حال الأصل في الأفعال وهو البناء» حتى يوجد في الأسماء ما يوجب البناء ويوجد في الأفعال ما يوجب الإعراب"". أما في أصول الفقه. فاستصحاب ال حال: "هو عبارة عن الحكم بثبوت أمر في الزمان .595 الشيرازيء التبصرة في أصول الفقه»‎ -١ .١5١ ؟- الأنباري. لمع الأدلة»‎ ۳- جمال الدين عبدالرحيم بن الحسن الأسنويء نهاية السول في شرح منهاج الأصول ( عالم الكتب/ القاهرة» د.ت) :٤‏ ۸. کت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً فهذا الاتحاد في المفهوم يثبت الأثر لهذا الرافد الثقافي الأصولي في المصطلح النحوي» ما يؤكد نقل علماء النحو لبعض المصطلحات الأصولية لعلمهم. 5/١‏ 5- مصطلح: الإجماع م يخ مصطلح الإجماع عند النحاة من أثر الثقافة الفقهية فيه» بل ظهر الأثر فيه جليّاه إذ تمثل ذلك الأثر في نقل النحاة لهذا المصطلح الفقهي إلى النحوء واعتماده يقصد به: "اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة". فإن هذا المفهوم هو المقصود في النحو» بمعنى أن الإجماع النحوي المراد هو: اتفاق علماء عصر من العصور بعد عصور الاحتجاج على حكم في مسألة نحوية. وإذا كان علماء أصول النحو قد استعانوا بعلماء أصول الفقه في تحديد أصول الأدلة» فإن النحاة قد طبقوا هذه الأصول واعتمدوا ما اعتمده أولئك من مصطلحات» جاء في كتاب اللامات: "وقد دخلت الألف واللام للتعريف على ضرب سادس» وذلك دخوها على بعض الأساء ثابتة غير منفصلة» ولم تسمع قط معراة منها؛ كدخوها على التي والذي واللذينٍ واللتينٍ والذينَ واللاتي واللائي وما أشبه ذلك فإن إجماع النحويين كلهم على أن الألف واللام في أوائل هذه الأسماء للتعريف". ثم جاء ابن جني فأفرد للإجماع بابًا في كتابه الخصائص» وتكلم عن هذا الأصل بوصفه دليلاً من أدلة النحوء وكان مفهوم الإجماع عنده أنه: اتفاق علماء البصرة والكوفة في مسألة نحوية با لا يخالف الساع أو القياس. فمتى ما وافق الإجماع مسموعا أو مقيسًا عَدَّ دليلاً من أدلة النحوء أما إن خالف أيّا من هذين الأصلين فإنه لا عبرة بإجماعهم» يقول: "اعلم أن إجماع البلدين إنا يكون حجة إذا أعطاك خصمك يده ألا يخالف المنصوص والمقيس على المنصوص.ء فأما إن لم يعط يده فلا يكون إجماعهم حجة"”. . 11/9 الشيرازي» اللمع في أصول الفقه»‎ -١ ۲- أبو القاسم الزجاجي» اللامات» تحق. مازن المبارك (ط ۲» دار الفكر/ دمشق» .48)1١9/5‏ المشهور من قول المتأخرين في هذه المسألة أن (أل) فيها زائدة لازمة» وأن التعريف حصل بالصلة لا ب(أل). ۳ ابن جنى» الخصائص» ۱: 1۸۹ NZ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أما الإجماع في الفقه فيقصد به: "اتفاق علماء العصر من أمة محمد يَكِةِ على أمر من أموو الديه "50 فهذا اتفاق» وهذا يظهر مدى أثر الثقافة الفقهية في مصطلحات النحاة. واستمر النحاة بعد ابن جني في ترديد مصطلح الإجماع وحكايته. والاعتاد عليه في تقرير أحكام بعض المسائلء قال الأنباري: "وحكي عن أبي إسحاق الزجاج: أن التثنية والجمع مبنيان» وهو خلاف الإجماع”". وقال في موضع ثان: "أجمع الكوفيون والبصريون على أن الأفعال المضارعة معربة"0". وقال في موضع آخر: "والذي يدل على فساد ما ذهب إليه الفراء من امتناع جواز تقديم المنصوب: أنَا أجمعنا على أن المنصوب فضلة في | لے" , وردّد العكبري مصطلح الإجماع» في غير موضع» جاء في اللباب: "إذا سميت ب(أحمر) وبابه زال معنى الصفة؛ ولذلك يُسمى من ليس أحمرء أحمر. وقيل: التسمية لا توقعه إلاعى من له من الحمرة صفة له. ويمتنع صرفه بعد التسمية؛ للتعريف ووزن الفعل إجماعا". وجاء في التبيين: "خبر المبتدأ إذا كان اسم فاعل أو صفة مشبهة به ولم يعمل في الظاهر كان فيه ضمير إجماعًا"20. وتردد مصطلح الإجماع عند ابن مالك» مقررًا به عددًا من الأحكام النحوية» قال في شرح الكافية الشافية في حكم تقدم خبر (ليس) عليها: "واختلف في تقديم خبر (لیس)» فأجازه قوم ومنعه قوم» والمنع أحب إِلِي؛ لشبه (ليس) ب(ما) في النفي وعدم التصرف» ولأن (عسى) لا يتقدم خبرها عليها إجاعًا"". ١-ابن‏ قدامة» روضة الناظر وجنة المناظر» .٠١١ :١‏ ۲-الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» .٠۳ :١‏ ۳-الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» 19:7 0. - الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» 1۲۳:۲ . ه- العكبريء اللباب في علل البناء والإعراب» :١‏ 517. 1- العكبريء التبيين عن مذاهب النحويين» 777 ۷- ابن مالك» شرح الكافية الشافية :١‏ 7. حا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً والناذج في كتب النحاة على تردد هذا المصطلح ظاهرة» ولعل فيها سبق من ناذج كفاية وفائدة. ١‏ - مصطلح: العلة الحديث عن مصطلح العلة النحوي يستدعي التعريف به؛ ليعرف الرافد الثقافي المؤثر فيه. والعلة كا تقدم في فصل سابق أحد أركان القياس في النحو العربي» وعند البحث عن حد لهذا المصطلح النحوي عند النحاة فإنك لا تجد حدًا معيتا ها عند أولئك النحاة السابقين» بل لا بد أن تستقري مفهومهم ها مما كتبوه في العلة وفي أحكامها. قال الزجاجي: "وهذا كتاب أنشأناه في علل النحو خاصة»ء والاحتجاج له» وذكر أسراره» وكشف المستغلق من لطائفه وغوامضه دون الأصول"'. وقال ابن جني: "اعلم أن علل النحويين - وأعني بذلك حذاقهم المتقنين لا ألفافهم المستضعفين - أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين؛ وذلك أنهم إنما يحجيلون إلى الحس» ويحتجون فيه بثقل الحال أو خفتها على النفس "”. وقال الأنباري: "اعلم أن قياس العلة: أن يحمل الفرع على الأصل. بالعلة التي علق عليها الحكم في الأصل "”. فيظهر من هذا الكلام أن العلة عند هؤلاء النحاة إنا هي سبب الحكم النحوي الذي يحتج به النحوي لإثبات حكم أو نفيه. كا يظهر أثر بعض الروافد الثقافية في هذا المصطلح النحوي فيما أورد ابن جني من مقارنة بين علل النحاة وعلل العلوم الأخرىء وكأنه بذلك يحاول تقريب هذا المصطلح وعند البحث عن المصدر الذي استقى منه النحاة هذا المصطلح نجده يتردد بين مصدرين أساسيين لكل منها أثر في علم النحوء فهو يتردد ما بين علم الكلام والمنطق الأرسطى. .7/ 019179 أبو القاسم الزجاجيء الإيضاح في علل النحوء تحق. مازن المبارك (ط۳» دار النفائس/ بيروت»‎ -١ .5/8:١ ابن جنی» ا لخصائص»‎ -۲ .٠٠٠١ الأنباري» لمع الأدلة,‎ -۳ اڪ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولما كان من الثابت انتساب كثير من النحاة إلى علم الكلام باتباعهم المذهب الاعتزالي كان القول بالأثر المباشر لعلم الكلام أقرب من القول بأثر المنطق الأرسطي. 7/١١‏ - مصطلح: الدور تقدم الحديث عن مصطلح الدورء وتعدد دلالته واختلافهاء وسبق الحديث عن أثر المتكلمين في هذا المصطلح النحوي» وني هذا الجزء حديث عنه بوصفه مصطلحًا ذا دلالة أخرى دلالة متأثرة بنظرة فقهية. وظهر أثر الرافد الفقهي في هذا المصطلح النحوي عند ابن جني في كتاب الخصائص؛ إذ استخدم ابن جني الدور في موضع آخر من كتابه» لكنه نظر إليه بعين الفقهاء» فصرح بأثر تلك النظرة الفقهية في مفهوم مصطلحه هذاء قال في باب الدور والوقوف منه على أول رتبة: "هذا موضع كان أبو حنيفة - رحمه الله - يراه ويأخذ به. وذلك أن تؤدي الصنعة إلى حكم ماء مثله تما يقتضي التغيير؛ فإن أنت غيرت صرت أيضًا إلى مراجعة مثل ما منه هربت. فإذا حصلت على هذا وجب أن تقيم على أول رتبة". ثم راح ابن جني يضرب مثلاً لهذا المصطلحء ويبين كيفية عمل العالم في مثل هذه المسألة» قال: "قياس (فعالة) من القوة إذا كُسّرت أن تصير بها الصنعة إلى قَوَاءِه ثم تبدل من الحمزة الواو؛ كا فعل من قال (الأتاويا) فيصير اللفظ إلى قواو. فإن أنت استوحشت من اكشناف الواويخ لألف التكسين غل هذا الخد وقله: أغر ىا همرت ق أوائل» لزمك أن تقول: قواءء ثم لزمك أن تبدل من هذه الهمزة الواو على ما مضى من حديث (الأتاويا) فتعاود أيضًا قواوء ثم لا تزال بك قوانين الصنعة إلى أن تبدل من الهمزة الواو» ثم الواو من الهمزة» ثم كذلك ثم كذلك إلى ما لا غاية"". هذا هو مفهوم مصطلح الدور عند الفقهاءء فإذا كان مفهوم هذا المصطلح في نظرته الأولى مرتبط بالعلة والحكم النحوي بحيث يتوقف كل واحد منهما على الآخر فتتوقف العلة على الحكم» ويتوقف الحكم على العلة» وهذا من قوادح العلة في علم الكلام؛ فإن مفهومه الآخر مخالف لذلك المفهوم؛ فهو هنا ىا أوضحه ابن جني» أن يؤدي القياس -١‏ ابن جنی» الخصائص» :م5 ۲- ابن جنی» الخصائص» ل 215 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً التغيير وهكذا إلى ما لا غاية» وهذا نظرة إلى الأحكام النحوية بعين فقهية. إن هذا الكلام إلى جانب دلالته على أثر الثقافة الفقهية الأصولية في مصطلحات النحاة ليدل على تلك القدرة العلمية التي امتاز بها العالم اللغوي الذي استطاع توظيف كثير من الثقافات المعرفية في سبيل علم آمن به فسخر له كل طاقة وقدرة» قدرة مكنته بحثه من غير إخلال بقواعده وأحكامه. 0١‏ - مصطلحا: التعارض والترجيح: ظهر عند النحاة في أصول نحوهم مصطلحان لم يخلوا من أثر للروافد الثقافية هذان المصطلحان هما: التعارض والترجيح» فقد أفرد ابن جني لبعض مسائل هذين المصطلحين أبوابًا من كتابه الخصائصء فباب في تعارض السماع والقياس”". وباب آخر في تعارض العلل”". أما السيوطي فجعل الكتاب السادس من كتابه الاقتراح خاصًا بالتعارض والترجيح» وحاول فيه استقصاء صور التعارض وطرق الترجيح فيها'". ومصطلح التعارض مصطلح أصولي» يقصد به: "تقابل الحجتين المتساويتين على وجه يوجب كل واحد منهم| ضد ما توجبه الأخرى"9). وتناول الفقهاء تعارض الآدلة على اختلافهاء وطريقة العمل والترجيح فيما بينها وفصلوا في ذلك في كتب أصوهم» سواء أكان التعارض بين نصين أو بين قياسين» على أنه لا يكون تعارض بين نص ثابت وقياس7©. .١١ا/:١ ابن جني» الخصائصء‎ -١ ۲- ابن جني» الخصائتص» ۱١١:۱‏ . . ٤۳١ - ۳۹٩ السيوطيء الاقتراح»‎ -۳ )م٠۹۹۳ محمد بن أحمد السرخسي» أصول السرخسي» تحق. أبو الوفا الأفغاني (ط ١ء دار الكتب العلمية/ بيروت»‎ -٤ ۲ . ٠١-١۳:۲ الس رخسی» أصول السرخسى»‎ -٥ ۱)٥0 - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ومفهوم التعارض عند النحاة أوسع منه عند الفقهاء» إذ هو واقع في كل الأدلة النحوية» فيقع بين مسموعين”"» ويقع بين الساع والقياس”"» وتعارض بين أصلين» أو بين أصل وغالب» وتعارض بين استصحاب ال حال ودليل آخرء وتعارض بين قبيحين”" هذا . وإن كان مفهوم التعارض عند النحاة أوسع وأشمل منه عند الفقهاء فإن هذا لا ينفي أثر هذه الثقافة الفقهية الأصولية في المصطلح النحوي» بل يثبتهاء ويثبت أن هذا الاختلاف إن| كان لاختلاف طبيعة العلوم» إذ إن لكل علم طبيعته الخاصة المميزة له عن غيره من العلوم. -0١‏ مصطاحا: النسخ والتعليق من المصطلحات النحوية التي ظهر أثر الثقافية الفقهية فيها مصطلحا: النسخ والتعليق» ذلك أن هذين المصطلحين ظهرا في بعض مسائل النحوء وكان ظهورهما في النحو تاليا لظهورهما في مسائل الفقه. فمصطلح التعليق في النحو متصل بمسألة من مسائل عمل ظن وأخواتهاء ويقصد به: "ترك العمل في اللفظ لا في التقدير لمانع"”*». فهو مصطلح على مسألة نحوية يعلق فيها العامل عن العمل لفظًا لا معنى. أما في الفقه؛ فإن التعليق وصف ورد في القرآن الكريم ليصف حالة من حالات علاقة المرأة مع زوجهاء وتعامله معهاء حالة يرغب فيها الزوج عن زوجته» فيصد عنها من غير أن يطلقهاء فهي ليست مطلقة» وليست ذات بعل» فأمر الله سبحانه وتعالى الأزواج بالعدل وحسن العشرة» ونهاهم عن الجور على المرغوب عنها بمنع قسمتها من غير رضى منها» قال تعالى: ون تَسْتَطِيعُوأ أن تَعْدِنُوا بَْنَ النسَاء وَلَوْ حَرَضْتُمْ قله يلوأ کل الیل قتَدَرُوَهَا € [السناء: 1+5]. .597 السيوطيء الاقتراح»‎ -١ ۲- ابن جني» الخصائصء .١١7/:١‏ والسيوطيء الاقتراح» .4٠9‏ .4١8- 4٠١ السيوطيء الاقتراح»‎ -“ 4 - أبو حيان» التذيبل والتكميل في شرح التسهیل» تحق. حسن محمد هنداوي( ط۱ » دار القلم/ دمشق».99/8١1) ۷۸:٦‏ ه- أبو حيان» البحر المحيط» ۳: 01/". -ا١5-‎ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً واستعان النحاة بهذا التشبيه القرآني» فاستعاروا هذه الكلمة واتخذوا منها مصطلحًا لحالة نحوية تشابه حالة المعلقة تلك» وذلك حين يكون العامل النحوي مهملا في اللفظ عاملاً في المعنى» فهو كالزوجة التي في حقيقة أصلها متزوجة لكنها في الواقع محرومة من حقوق الزوج» وصرح الأشموني بهذا الأثرء فقال: "ووجه تسميته تعليقًا: أن العامل ملغى في اللفظ عامل في المحل» فهو عامل لا عامل. فسمى معلقا أخدًا من المرأة المعلقة» التي لا متزوجة ولا مطلقة". ٠‏ أما مصطلح النسخ في النحو فلم يبتعد عن هذه الأدوات» بل هو شامل ها ولغيرها من الأدوات الداخلة على الجملة الاسمية حروقًا أو أفعالاً. ويقصدبه: الأثر الذي تحدثه الأفعال والحروف الناسخة في ركني الجملة الاسمية من تغيير في الموقع الإعرابي أو في علامته. وعند مقارنة هذا المصطلح النحوي بمصطلح النسخ الفقهي يظهر مدى التقارب بين هذين المصطلحينء إذ إن مصطلح النسخ في الفقه يقصد به: "رفع الحكم الثابت بخطاب متقدم» بخطاب متراخ عنه'”". فالنسخ عند النحاة رفع لحكم نحوي حدث بعامل سابق» بعامل نحوي آخر متأخر عنه» فالجملة الاسمية في أصلها مجردة من الأدوات» ثم تلحقها هذه الأدوات فترفع حكمها السابق إلى حكم لاحق متأخر. وهذا هو اصطلاح النسخ عند الفقهاء رفع لحكم بحكم متأخر فيتغير حكم المسألة الفقهية بعد رفع الحكم الأول والأمر بالثاني» وهذا التقارب في دلالة هذين المصطلحين يظهر مدى أثر الثقافة الفقهية في مصطلحات النحاة إِتمامًا لأثرهم في بقية الجوانب النظرية من هذا العلم. -"/١‏ أثر الثقافة الحديثية وأصوطا ني المصطلح النحوي. كانت الثقافة الحديثية أحد الثقافات التي اضطلع بها عدد من علاء النحو وأربابه» فكان ها آثر في عدد من مسائل هذا العلم وقضاياه» وقد سبقت الإشارة فيا سبق إلى بعض مظاهر آثار هذه الثقافة في أصول النحو العربي. وسيكون الحديث في هذا الملبحث من هذا الفصل عن أثر تلك الثقافة في مصطلحات النحاة. .٠٠:۲ الأشمونيء منهج السالك»‎ -١ ١9٠ :١ ابن قدامه» روضة الناظر وجنة المناظر»‎ -۲ VS هذه الطبعة إهداء من المركز ولا يسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا يظهر أثر هذه الثقافة غالبا في مصطلحات النقل والرواية» وذلك في حديث النحاة عن الأصل الأول من أصول هذا العلم وهو النقل أو السماع؛ فأنت حين تقرأ في هذا الأصل في كتب النحاة تظهر لك مصطلحات أصول الحديث في سطوره. ما يوحي بأثر هذه الثقافة في أولئك النحاة. ونماذج ذلك كثيرة في تلك الكتب إليك أمثلة منها: -١ ١‏ مصطلح: المتواتر. من المصطلحات التي أوردها الأنباري في معرض حديثه عن النقل» وأنواعه. و يختلف مفهوم الخبر المتواتر في النحو في حقيقته عن مفهومه عند علماء الحديث بل يكاد يكون هو إياه» إلا أن الثاني تبنى عليه الأحكام الشرعية» أما الأول فتبني عليه الأحكام النحوية. وظهر هذا الاتحاد في شرط هذا النوع من الأخبار وما العدد الذي يجب أن يبلغه ليصل إلى هذا الحد» قال الأنباري: "شرط التواتر أن يبلغ عدد النقلة إلى حد لا يجوز فيه على مثلهم الاتفاق على الكذب". وجاء في المزهر: "ثم اعلم أن أكثر العلماء ذهبوا إلى أن شرط التواتر أن يبلغ عدد النقلة إلى حد لا يجوز على مثلهم الاتفاق على الكذب» كنقلة لغة القرآن» وماتواتر من السنة» وكلام العرب؛ فإنهم انتهوا إلى حد يستحيل على مثلهم الاتفاق على الكذب". وتقدم أن خلاف النحاة هذا إنما هو خلاف علماء أصول الحديث والفقه في هذه المسألة» فلم يجاوز النحاة في هذه المسألة علماء الحديث في المصطلح, ولم يجاوزوا علماء أصول الفقه في الخلاف فيها. وهذا يثبت الأثر الثقافي هذين العلمين في النحو. “١‏ 7- مصطلح: الآحاد من المصطلحات التى سمى النحاة مها الأخبار المنقولة والمسموعة عن العرب الآحاد. فالهالسوطي "رأف E‏ يانه ينض a‏ العو برس يشرط العا ار ومصطلح الآحاد بهذا المفهوم من مصطلحات علم أصول الحديث. قال الشيرازي: "اعلم أن خبر الواحد: ما انحط عن حد التواتر". -١‏ الأنباري؛ لمع الأدلة .۸٤‏ ؟- السيوطي» المزهر في علوم اللغةء .١١5 :١‏ ۳- السيوطيء الاقتراح» *17. -٤‏ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» ٠١١‏ . -١1١8- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وإذا كان النحاة قد جمعوا إلى ثقافتهم النحوية ثقافات أخر متعددة فلا غرابة أن يكون نَم تأثر بتلك الثقافات الأخرى» وقد علم حرص علاء الحديث على الأخبار ودقتهم في التقسيم والتفصيل والبيان فيها؛ ولا لم يجد النحاة أفضل من هذا العلم في الإفادة منه في هذه المسألة استعانوا به وببعض مصطلحاته. “١‏ - مصطلحا: المرسل والمنقطع يتفاوت أثر علم الحديث في المصطلحات النحوية ما بين المطابقة التامة في المصطلح والمفهوم» وما بين استعارة المصطلح وحده ومقاربة ف المفهوم والدلالة؛ فإذا كان مصطلح التواتر والآحاد في النحو قد طابقا هذين المصطلحين عند علماء الحديث» فإن مصطلح المرسل والمنقطع في النحو قد فارقا مفهوم المصطلحين في علم الحديث. قال الأنباري في تعريفه للمرسل: "اعلم أن المرسل هو الذي انقطع سنده» نحو أن يروي الو الريك عن ايو أما السيوطي» فإنه مع ما تمَيّر به من علم ودراية في مصطلح الحديث فإنه قرن بين هذين المصطلحين - المرسل والمنقطع - في كتابه المزهرء وجعلها نوعًا واحداء ول يفرق بينهماء قال: "النوع الرابع: معرفة المرسل والمنقطع» قال الكمال بن الأنباري في لمع الأدلة: المرسل هو اللي..,"20, وإذا كان علماء أصول النحو قد استعانوا بعلم الحديث فاقتبسوا منه هذه المصطلحات فإنهم خالفوه في مفهومهاء ذلك أن المرسل عند علماء الحديث له صورة الكبير الذي لقي جماعة من الصحابة وجالسهم» ك: عبيد الله بن عدي بن الخيار» ثم سعيد بن المسيب1آت:5 9ه]ء وأمثاهم|؛ إذا قال: "قال رسول الله لا ". بمعنى أن الحديث المرسل عند علماء الحديث: هو ما انقطع فيه الإسناد بين الرسول ئي والتابعي. أما المنقطع فهو: "الإسناد الذي فيه قبل الوصول إلى التابعي راو لم يسمع من الذي فوقه والساقط ينها غير هذكور لا معينا ولا مه "© -١‏ الأنباري» لمع الأدلة» .٠١‏ والسيوطيء المزهر في علوم اللغة» .٠٠١ :١‏ والسيوطيء الاقتراح» .٠۸٤‏ ۲- السيوطيء المزهر في علوم اللغة» .٠٠١ :١‏ ك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ويظهر أن علماء أصول النحو زاوجوا في الأثر بين علماء الحديث وبين الفقهاء وعلماء الأصولء فأخذوا المصطلح من علم الحديث» وأخذوا المفهوم من الفقهاء وعلماء الأصول. جاء في حاشية مقدمة ابن الصلاح: "قال القاضي عياض [ت:٤‏ 5 05ه] في إكاله: اختلف العلماء في المرسل على ما يقع من الحديث وني ثبوت الحجة به؛ فأما الفقهاء والأصوليون فيطلقون المرسل على كل مالم يتصل سنده إلى النبي يا وأرسله راو من رواته تابعيّا كان أو من دونه, إلى النبي ي4 أو سكت فيه عن راو من رواته أو أكثر وارتفع إلى من فوقه» فهو داخل عندهم في المرسل.... وأما أصحاب الحديث فلهم تفريق في ذلك واصطلاحات بنوا عليها صنعتهم ورتبوا أبواءهم وتراجمهم» فلا يطلقون المرسل إلا على ما أرسله التابعي» وقال فيه: قال رسول الله لاء دون ذكر الصحابي". ثانيًا: أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف النحوي كان للتأليف النحوي نصيب من التأثر بالروافد الثقافية» إذ أصابته رياح التأثير فظهرت رسومها في عدد من جوانبه» وإن من أهم جوانب تأثير الروافد الثقافية في التأليف النحويء التأثير في منهج التأليف. إن تأثير الروافد الثقافية في منهج التأليف النحوي يظهر في ارتسام بعض النحاة مناهج التأليف المختلفة لبعض العلوم التي كان ها السبق في التأليف والكتابة» فكان بعض النحاة متابعين لمناهج تلك العلوم في التأليف. إن محاولة الوقوف على آثار تلك الروافد الثقافية في التأليف النحوي والوصول فيه إلى نتائج ليوضح لكل باحث في تطور التأليف النحوي المراحل التي مر بها التأليف النحوي» إذ يستطيع بذلك الوقوف على تلك المراحل وبدايات كل مرحلة والسابق فيهاء كا يمكنه - في الغالب - من الوقوف على العامل المؤثر في كل نوع من أنواع التأليف النحوي» ويظهر ذلك جليًا فيه يصرح به النحاة في بدايات مؤلفاتهم من ارتسام منهج عالم سابق. إن تصريح بعض النحاة بأثر تلك الروافد في مناهجهم النحوية سَهّلَ تتبع أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف النحوي؛ ذلك أن من النحاة من يُصدر مُرّلفه بمقدمة يبين فيها الرافد الثقافي الذي استعان به واعتمد منهجه في تأليف كتابه. وفي المقابل هناك .۲٠۲ ابن الصلاح» مقدمة ابن الصلاح»‎ -١ عد هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً نحاة لم تشتمل مؤلفاتهم على التصريح بأثر تلك الروافد» لكنها لم تخل من ملامح تدل عليه يدركها من أعاد النظر. ولعل فيا يأتي من تفصيل مزيد إيضاح وبيان لذلك. عند اديت عن التأليف التهوي تجدر الإشارة أولاً إلى تلك المؤلفات النحويةة أنواعها وأقسامهاء حتى يمكن الحكم عليها بموضوعية وعلمية. إن مؤلفات النحاة في هذا العلم لا تعدوا أن تكون داخلة في أحد قسمي التأليف. فهي إما أن تكون مؤلفات في أصول هذا العلم» أو تكون مؤلفات في التقنين والقواعد. أما القسم الأول فلم يبدأ التأليف فيه إلا في القرن الرابع المجري, عند ابن جني في خصائصه”"» أما القسم الثاني فهو الغالب في التأليف النحوي وكانت بدايته بداية التأليف في هذا العلم. وما كان التأليف في النحو مسبوقًا بمؤلفات لعلوم سء كان لا بد من الوقوف على مدى تأثير تلك المؤلفات في هذا العلم من حيث المنهج» ومدى استعانة مؤلفي النحو بتلك العلوم واعتمادهم على أساليب مؤلفيها فيها ألفوه. ١/7‏ - أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في الأصول النحوية تقدم أن التأليف في الأصول النحوية لم يكن في نشأته سابقًا للتأليف النحوي» بل بدأ التأليف فيه كعلم متخصص في القرن الرابع الهمجري. ولعل ابن جني لم يكن السابق إلى هذا العلم والتأليف في جزئياته"» بل قد سبقه إلى ذلك سعيد بن مسعدة الأخفش» -١‏ من الباحثين من ذكر أن ابن السراج هو أول من أف في أصول النحوء وأن مسائل الأصول عنده مضمنة في كتابه في أصول النحوء الذي يظهر أن كتاب ابن السراج إن هو في النحو لا في أصول النحوء ول يرد ابن السراج في أصوله علم أصول النحو الذي عرف عند ابن جني فيم| بعد. ؟- الخلاف في مبتدع هذا العلم قديم» فكل مؤلف فيه نسب السبق إلى نفسه» بدءًا من ابن جني ومرورًا بالأنباري وانتهاءً بالسيوطي» وكل واحد من هؤلاء يدعي السبق إلى التأليف فيه» فابن جني نفي سبق غيره إلى التأليف فيه فقال: «وذلك آنا م نر أحدًا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه «. ابن جني» الخصائص»ء ١‏ : 7. والأنباري صرح بالابتكار فقال: «أن جماعة من أهل الفضل والاستبصار سألوني بعد ابتكار كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف» وكتاب الإغراب في جدل الإعراب أن أعزز لهم بكتاب ثالث في الابتكار يشتمل على علم أصول النحو). الأنباريء لمع الأدلة» ". وتَعْجَبٌ من ادعاء السيوطي ابتكار هذا العلم حين قال: «هذا كتاب غريب الوضع» غريب الصنع» لطيف المعنى» طريف المبنى» لم تسمح قريحة بمثاله» ولم ينسج ناسج على منواله في علم لم أسبق إلى ترتيبه» ول أتقدم إلى #ذيبه» وهو أصول النحو «. السيوطيء الاقتراح»0. YZ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الذئ آلف ابا في المقاييس27: كنا سبقه إلى التاليفة فيه ابر بكر عمد بخ سهل ابن السراج في كتابه الأصول في النحوء إلا أن ابن جني كان له الأثر الواضح في تقنين هذا العلم وإيضاح معالمه. أما ابن السراج فإن كتابه في الأصول يعد البذرة الأولى لهذا العلم”» وهو كا قيل عنه: "غاية في الشرف والفائدة» ومختصر في أصول العربية وجمع مقاييسها"”". ولم يخل منهج ابن السراج في أصوله من أثر لروافد ثقافية حملها المؤلف ووظفها فيه ولعل من أهم تلك الروافد المنطق» فابن السراج كان يجتمع مع الفارابي[ت:79اه] فيقرأ الفارابي عليه صناعة النحوء ويقراً ابن السراج عليه المنطق». وكان للمنطق مكانة كبيرة عند ابن السراج حتى إنه شغله عن النحوء فضي من النحو ما نسي وقد نقلت الأخبار ما يحكي مثل هذا المكانة» فقد روي أن ابن السراج "حضر عند الزجاج مسلا عليه بعد موت المبردء فسأل رجلٌ الزجاج عن مسألة» فقال لابن السراج: أجِبّه يا أبا بكرء فأجابه فأخطأء فانتهره الزجاج» وقال: والله لو كنت في منزلي لضربتك» ولكن المجلس لا يحمل هذاء وقد كنا نشبهك في الذكاء والفطنة بالحسن بن رجاء» وأنت تخطۍ في مثل هذا! فقال: قد ضربتنى يا أبا إسحاق وأدبتني» وأثااقارك ما فر متام ق ات الکاب - و كناب سييويه- لأ تعلق عنه بالق (o) والموسيقى» وأنا أعاود وثبت أثر المنطق في منهج ابن السراج في التأليف» وخاصة في أصوله. الذي سار فيه على منهج المنطقيين» جاء في الإنباه: "قال أبو عبدالله المرزباني[ت:٤۳۸ه]:‏ صنف - يعني ابن السراج - كتابًا في النحو سماه الأصول انتزعه من أبواب سيبويه» وجعل أصنافه بالتقاسيم على لفظ المنطقيين". ١-ابن‏ جني» ا لخصائص» :١‏ 7. ٠١٠۸ العطيةء ابن السراج ومذهبه في النحو»‎ -١ . ٠١١:۳ القفطيء إنباه الرواة على أنباه النحاة»‎ -۳ . ٠١١:۲ عيون الأنباء في طبقات الأطباء:‎ - ٤ - القفطي» إنباه الرواة على أنباه النحاة» ٠٤۸:‏ . 7- القفطي» إنباه الرواة على أنباه النحاة» ۳: ١59‏ . ك 7ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ومهما يكن من أمر فإن التأليف في أصول النحو لا يكاد يعدو ثلاثة من أئمة التأليف النحوي» أئمة كانت لهم وقفة مع علم أصول النحوء وكتب لمؤلفاتهم القبول والظهور عند من له رحم بعلم النحو» فاجتهدوا في دراستها والوقوف عليهاء وعليه فسيكون البحث في أثر الروافد محصورًا في كتب أولئك العلماء» وهم ابن جني وكتابه الخصائص» وأبو البركات الأنباري وله في أصول النحو كتابان» الأول: الإغراب في جدل الإعراب» والثاني: لمع الأدلة. أما العالم الثالث فهو: جلال الدين السيوطي» وكتابه في أصول النحو أسماه: الاقتراح في علم أصول النحو. -١ / ۲١‏ أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند ابن جني لم يكن كتاب الخصائص الذي ألفه ابن جني مقصورًا على الأصول النحوية» بل جاء متنوع المادة» دارسًا لعلوم في اللغة متعددة» فمن أبواب النحو إلى مباحث الصرف إلى دراسات في الأصوات اللغوية وفي فقه اللغة» وأخرى في الأصول النحوية. إن هذه الوقفات العلمية التى وقفها ابن جنى في كتابه الخصائص عند أصول النحو جعلت هذا الكتاب مصدرًا ف أصول النحو ا وأبانت عن تلك المقدرة العلمية التي امتاز بها ابن جني حتى ملك زمام اللغة فسبر أغوارها وفهم فلسفتها. لقد أدرك ابن جني مكانة علم أصول النحوء فراح يعظم هذه المكانة في مقدمته لكتابه؛ كونه السبيل إلى معرفة الطريق إلى الأحكام النحوية» والموصل إلى السير على سبيل العرب في كلامهم» فيقول: "هذا - أطال الله... - كتاب لم أزل على فارط الحال» وتقادم الوقت» ملاحظًا له» عاكف الفكر عليه» منجذب الرأي والروية إليه» وادًا أن أجد مهملا أصله به» أو خللاً أرتقه بعمله» والوقت يزداد بنواديه ضيقاء ولا ينهج لي إلى الابتداء طريقًا. هذا مع إعظامي له» وإعصامي بالأسباب المنتاطة به» واعتقادي فيه أنه من أشرف ما صنف في علم العرب» وآذهبه في طريق القياس والنظرء وأعود عليه بالحيطة والصون» وآخذه له من حصة التوقير والأون» وأجمعه للأدلة". وإن كانت مكانة هذا الكتاب عند صاحبه ناشئة من مادته التى يدرسها؛ فإن له مكانة أرق نافيل هذه البرة وى بك إل الف قال ك 0 ثر اذا من .١:١ ابن جني» الخصائصء‎ -١ اڪ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا علماء البلدين تَعَرَّض لعمل أصول النحو» على مذهب أصول الفقه والكلام””". إن هذه المكانة التي اكتسبها كتاب الخصائص وإن كانت أصيلة في فرعهاء فإنها مُقَلِدَة في أصلهاء وهذا ما نص عليه ابن جني فيا سبق له من کلام» حين صرح بأنه احتذى سبيل علماء أصول الفقه والكلام في التأليف في أصول العلم» ما يظهر الأثر هذين الرافدين في منهج التأليف النحوي» ذلك أن ابن جني عالم في الفقه وأصوله. وني و قله الغرلة الرق سوج ع ولم تكن الإلماحة من ابن جني لهذا الأثر بعيدة عن الواقع» بل إنه تمثل هذه المنهجية وسار عليها في عدد من أبواب كتابه» متأثرًا با اختزنه من ثقافة فقهية وكلامية» وتمثل هذا الأثر في أبواب كتابه» وفي أسلوبه في معالجة القضايا. وإلى جانب هذا الأثر جمع ابن جني في خصائصه بين علمين من علوم الحديث هما علم الرواية والدراية» فالرواية ظاهرة في تجده من شواهد تضمنها هذا الكتاب» تنوعت ما بين آيات قرآنية وقراءانهاء أو أحاديث تبوية» أو شواهد شعرية غلبت عل غيرها من الشواهد الأخرى. أما الدراية فظهرت في تلك القواعد التي ضمنها كتابه ليبين فيها القواعد التي يتوصل بها إلى معرفة حال الراوي والمروي» من صحة أو ضعف. ومن تعديل أو جرح. وكل ما يوصل إلى معرفة أحوال السند والمتن. وقد مكنه هذا المنهج من القدرة على الحكم على الشواهد با يتوافر عنده من آلة هذا العلم» فجاءت أحكامه على الشواهد مترددة بين القبول أو الرفض. أو المجيء با يخالف الشاهد. وتراه يستن بسنة الفقهاء وأهل الكلام فيعتذر لأرباب اللغة والنحو ما حصل بينهم من خصومات,. لا أثر ها في مكانتهم وعلمهم» بل هي دليل على أمانتهم وغيرتهم على علوم العربية» يقول: "وإذا كانت هذه المناقضات والمثاقفات موجودة بين السلف القديم» ومن باء فيه بالمنصب والشرف العميم» من هم سرج الأنام» والمؤتم بهديهم في الحلال والحرام» ثم لم يكن ذلك قادحًا فيا تنازعوا فيه» ولاغاضًا منه» ولا عائدًا بطرف من أطراف التبعة عليه» جاز مثل ذلك أيضًا في علم العرب الذي لا يخلص جميعه للدين خلوص الكلام والفقه له"". 01 ابن جنی» الخصائص»‎ -١ REE ؟- ابن جنى» | لخصائص»‎ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً والخلاصة» أن ابن جني في كتابه الخصائص خالف مناهج النحاة جملة وتفصيلا» ول يخلص كتابه لمناقشة القضايا النحوية» بل تناول القضايا النحوية واللغوية والأصولية في أسلوب جديد بطرح جديد تأثر فيه با مناهج الفقهية» ومذاهب المتكلمين والفلاسفة". ۲ /- أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند الأنباري إن ما يحسب للأنباري سبقه في إفراده أصول النحو في كتاب متخصص» تضمن مباحث أصول هذا العلم. وتمثل تراث الأنباري في أصول النحو - فيا وصل إلينا - بكتابين يعدان مصدرًا من مصادر الباحثين في أصول النحوء وهما: الإغراب في جدل الإعراب» ولمع الأدلة. لم يثقل الأنباري المكتبة العربية بحجم كتابيه» لكنه أثراها بها تضمناه من مباحث في أصول النحوء لم تخل في مجملها من آثر لروافد ثقافية أسعفت الأنباري في المنهج والطريقة. فقد بين الأنباري منهجه في التأليف في المقدمة التي صدر بها كتاب لمع الأدلة؛ فظهر أثر الروافد الثقافية في تلك المحاكاة لعلم أصول الفقه» قال: "أصول النحو أدلة النحو التى تفرعت منها فروعه وأصوله. كما أن أصول الفقه أدلة الفقه التى تنوعت عنها لته وتفصيله"0©. 1 وعاد الأنباري فقرر المشابهة بين علم أصول النحو» وأصول الفقه السابق له» قال: "وألحقنا بالعلوم الثانية علمين وضعناهماء وهما: علم الجدل في النحو» وعلم أصول النحوء فيعرف به القياس وتركيبه وأقسامه» » من قياس العلة وقياس الشبه» وقياس الطرد» إلى غير ذلك على حد أصول الفقه. فإن بينهما من المناسبة ما لا يخفى؛ لأن النحو معقول من منقول» كم أن الفقه معقول من منقول””". إن إثبات الأنباري لهذا التشابه بين هذين العلمين ليوحي بأثر المشبه به في المشبه» دبا وطك ةنو لعل امامل وبا نهاق O‏ ة اكه ردك أن عانق هذا الفن لم يكن إلا لطلب أصحابه تأليف كتاب في فن الجدل في العربية على غرار العلوم ٠١9 )ه١‎ 50/8 عوض القوزي» الأصول بين الفقهاء والنحاة (مجلة الدارة» العدد الرابع» السنة الثالثة عشرة»‎ -١ .8٠١ الأنباري» لمع الأدلة‎ -١ .۷١ ۳-الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباءء‎ حاق 7 ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الأخرى, جاء في المقدمة: "فإن جماعة من الأصحاب اقتضوني بعد تلخيص الإنصاف في مسائل الخلاف» تلخيص كتاب في جدل الإعراب» مُعرى عن الإسهاب, مجرد عن الإطناب؛ ليكون أول ما صنف هذه الصناعة في قوانين الجدل والآداب؛ ليسلكوا به عند المجادلة والمحاولة والمناظرة سبيل الحق والصوابء ويتأدبوا به عند المحاورة والمذاكرة عن المناكرة والمضاجرة في الخطاب"20. إن الأنباري وإن أضاف إلى علوم العربية علمي الجدل وعلم أصول النحو فإنه ل يذ في منهجه في التأليف في هذين العلمين عن منهج من سبقه من علاء تلك العلوم؛ بل إنه ارتسم خطاهم وسار على منهجهم في التأليف. فيظهر أثر أبي إسحاق الشيرازي ومنهجه في أصول الفقه في أصول النحو عند أبي البركات الأنباري فلا تكاد ثرى اختلاقًا بين منهج هذين العالمين» بل تكاد تجزم بأثر الأول في الثاني. إن انتساب الأنباري إلى المدرسة النظامية أثر في علميته ومنهجيته» وتقدم فيها سبق بعض مظاهر هذا الأثر في علمية الأنباري» أما منهجيته فإن آثارها تظهر في محاكاته لأساتذة هذه المدرسة في كثير من جوانب تأليفه. يظهر أول أثر للروافد الثقافية في عنوان رسالته» إذ عنون الأنباري لرسالته في أصول النحو باسم: لمع الأدلة في أصول النحو. وهو عنوان سبقه إليه أمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني الذي تولى الخطابة في المدرسة النظامية» وكان يجلس للوعظ والمناظرة”" إذ ألف في العقيدة رسالة أسماها: لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة. ويستمر أثر هذه المدرسة فيزاوج الأنباري في رسالته بين علوم وثقافات نهل معينها من تلك المدرسةء فإلى جانب أثر العقيدة ظهر أثر أصول الفقه» فحاكى الأنباريّ أبا إسحاق الشيرازي» وسار في معالجته لمسائل أصول النحو على المنهج الذي سار عليه أبو إسحاق في أصول الفقه. ورب ظهر هذا الأثر في صورة دلالات لفظية أو تقسييات منهجية. فالشيرازي كان قد قسم كتابه إلى أبواب» صدر كل باب منها بالتعريف با يحتاج إلى تعريفه» مبيتا التقسيمات العلمية لمسائل كل باب» من غير إهمال للأمثلة المساعدة في .١ الأنباري» الإغراب في جدل الإعراب»‎ -١ .١7/8 :7" ابن خلكان» وفيات الأعيان»‎ -۲ 1۲ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً إدراك المقصود. يقول في باب المراسيل: "والمرسل: ما انقطع إسناده» وهو أن يروي عمن لم يسمع منه» فيترك بينه وبينه واحدًا في الوسطء فلا يخلو ذلك من أحد أمرين..."'. أما الأنباري فإنه قسم رسالته إلى فصولء سار في طريقة عرضها على منهج الشيرازي» فتراه يعرف با يحتاج إلى تعريف» ويعدد الأقسام لما له أقسام» ولا يمل الأمثلة الموضحة لما يعرضه» يقول الأنباري: "اعلم أن المرسل هو الذي انقطع سند نحو أن يروي ابن دريد عن أب زيد"27". وكلمة (اعلم) التي صدر بها الأنباري كلامه السابق ترددت كثيرًا عند الشيرازي في اللمع» فكأن الأنباري لم يكتف بالمنهج» بل تابعه في الأسلوب أيضًّاء ومن نماذج ما جاء منها قوله: "اعلم أن الأسماء واللغات تؤخذ من أربع جهات". وقوله: "واعلم أنه لا يقبل الخبر حتى يكون الراوي في حال الساع مميرًا ضابطًا"". -"/١/7‏ أثر الروافد الثقافية في منهج التأليف في أصول النحو عند السيوطي يكاد السيوطي ألا يدع علًا من العلوم إلا وكتب فيه بحثا أو رسالةء وله في أصول النحو كتاب أسماه: الاقتراح في علم أصول النحو”» ثم هو في كتاب المزهر يتناول أصول النحو بالدراسة فيقف عليها في صفحات من كتابه“. أما كتاب الأشباه والنظائر فكان له فيه وقفات مع عدد من قضايا أصول النحوء إذ درس فيه مجموعة من مسائل الأصولء ومن أشهر ما وقف عليه في كتابه من مسائل أصول النحوء مسألة الحمل على النظير» وما يتعلق بها من تفريعات» ضاربًا الأمثلة على هذه المسألة من أقوال النحاة" جاء في الأشباه: "الحمل على ما له نظير أولى من الحمل على ما ليس له نظير» وفيه فروع» منها: مروان» يحتمل أن يكون وزنه (فعلان) أو (مفعالَا) أو (فعولاً»» والأول له نظير فيحمل عليه والآخران مثالان لم يجيئا"0". . ٠١۹ الشيرازي» اللمع في أصول الفقه»‎ -١ .٠١ الأنباري» لمع الأدلة‎ -١ ۳- الشيرازي» اللمع في أصول الفقه» .٠١١ - 5١‏ .5 السيوطيء الاقتراح»‎ - ٤ -٠٥‏ السيوطيء المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء ٠١ :١‏ وما بعدها - السيوطيء الأشباه والنظائر» ۲٠٦:۱‏ و ۲: ٠١٤١-۸۳‏ ۷- السيوطيء الأشباه والنظائر» ۲: ۸۳ 1۷ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولا كان السيوطي موسوعي الثقافة والمعرفة ظهرت آثار تلك الموسوعية في مؤلفاته» وكان لأصول النحو نصيب من الأثرء فكان أن تلاقحت ثقافات متعددة أخرجت ذلك الولف في أصول النحو. ولم ينف السيوطي آثار تلك الثقافات» بل بين بعض الروافد الثقافية المؤثرة في منهجه في التأليف في أصول النحوء جاء في المزهر» الذي كان له فيه وقفات مع بعض مسائل أصول النحو: "هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه؛ وذلك في علوم العربية وأنواعهاء وشروط أدائها وساعهاء حاكيت فيه علوم الحديث في التقاسيم والأنواع". ومن غريب الأثر للروافد الثقافية في منهج التأليف النحوي ما صرح به السيوطي في مقدمته لكتاب جمع الجوامع» في ذكره سبب جعله أبواب الكتاب سبعة» جاء في المقدمة بعد أن عدد تلك الأبواب: "وهذا ترتيب بديع لم أسبق إليه» حذوت فيه حذو كتب الأصول. وني جعلها سبعة مناسبةٌ لطيفة مأخوذة من حديث ابن حبان وغيره: "إن الله وتر بحب الوتر أما ترى السموات سبعًاء والأيام سبعًاء والطواف سبعًا"”" الحديث"". فإلى جانب اعترافه باحتذاء منهج علماء الأصول في التأليف هذا الكتاب يظهر أثر لرافد ثقافي آخرء رافد يُظهر التزام المؤلف بامتثال السنة فيا يأتي ويذرء فهو إنما جعل هذه الأبواب وترًا عملا بم أحبه الله سبحانه» واقتداءً با أبدعه في هذا الكون. ثم إنه إن جعل عدد هذه الأبواب سبعًا اقتداءً با شرعه الله جل جلاله من الشرائع. وكأنه بهذا الاقتداء ينشد البركة من الله تعالى ويسأله قبول العمل» وهذا من لطيف ما وجدته من أثر للروافد الثقافية في النحو العربي. أما كتاب الاقتراح» الذي أفرده لأصول النحوء فقد بين السيوطي منهجه فيه» وعمله في فصوله وأبوابه» وذكر أن للفقه وأصوله أثرًا في ترتيب أبواب هذا الكتاب» يقول في مقدمة الاقتراح: "ورتبته على نحو ترتيب أصول الفقه في الأبواب والفصول والتراجه"”©. .١:١ السيوطيء المزهر»‎ -١ ؟- الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة 1» عن النبي بيا قال: «إذا استجمر أحدكم فليوتر» فإن‎ الله وتر يحب الوتر أما ترى السموات سبعًاء والأيام سبعًاء والطواف». وذكر أشياء. محمد بن حبان» صحيح ابن حبان»‎ تحق. شعيب الأرناؤوط (ط ١ء‏ مؤسسة الرسالة/ بيروت» /198م) 5: ۲۸۵ ۳- السيوطي» همع الهوامع» :١‏ ". - السيوطي» الاقتراح في علم أصول النحو» ۷. -١58- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ۲ - أثر الروافد الثقافية في مناهج التأليف في كتب الخلاف النحوي -١ 77‏ أثر الروافد الثقافية في كتاب الإنصاف ني مسائل الخلاف لأبي البركات الأنباري يعد كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين لأبي البركات الأنباري من أشهر كتب الخلاف النحوي» ولم يكن الأنباري ول من آلف في الخلاف النحوي» بل سبقه إلى ذلك عدد من النحاة» واتخذ منهجًا فقهيًا سار عليه في تأليفه» وما ذاك إلا لكون الغرض من تأليفه في الخلاف النحوي إنما كان استجابه لطلب طالب» قال الأنباري: "وبعد: فإن جماعة من الفقهاء المتأدبين» والأدباء المتفقهين» المشتغلين عن بعلم العربية»» بالمدرسة النظامية - عمر الله مبانيها ورحم الله بانيها - سألوني أن ألخص فم كتابًا لطيفاء يشتمل على مشاهير المسائل الخلافية بين نحويي البصرة والكوفة» على ترتيب المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة". لقد تنازعت الرغبة في التأليف في الخلاف النحوي - فيما بينه الأنباري - علماء را بن كقافات محر فة عاد غلاء جمحوا أولا بين القت والأدى» ورين جيعوا بين الأدب والفقه» فلكل من هؤلاء علم أصيل وآخر فرع عليه. وما هذه الرغبة من هؤلاء العلماء للتأليف في مثل هذا الفن إلا دليل ظاهر على أثر الثقافة المتعددة في النحو» فلولا رغبة أولئك - بعد مشيئة الله - لما كتب الأنباري كتابه» لكن لما وجدت الرغبة منهم كانت حافرًا لأبي البركات لإخراج مثل هذا الإنتاج العلمي البديع. ثم إن في تصريح الأنباري بهذا الأثر. وجعله كتاب الخلاف الفقهي وأصوله منهجًا يحتذى في تأليفه في الخلاف النحوي بيانًا لمدى ذلك الترابط الثقافي بين علم النحو وعلم الفقه وأصوله. ذلك أن هذا العلم - أعني الفقه وأصوله - حاضر في كثير من أبواب هذا العلم ثم إن في هذا إظهارًا لقدرة هذا العالم على تطبيق منهج التأليف الفقهي على النحو. وإذا كان للأنباري كتاب في الخلاف الفقهي”"“فإن فَقَدَ هذا الكتاب يمنع من معرفة مقدار الأثر للمنهج الفقهي في منهج التأليف في الخلاف النحوي. لكن لأستاذ المدرسة النظامية أبي إسحاق الشيرازي كتاب في الخلاف الفقهي ربا تتبين بعض آثاره في منهج الأنباري في التأليف في الخلاف النحوي. .5 :١ الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف»‎ -١ كتاب الأنباري في الخلاف الفقهي هو: التنقيح في مسائل الترجيح بين الشافعي وأبي حنيفة.‎ -۲ ]ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ألف أبو إسحاق الشيرازي كتابًا أسماه: النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعى وأبي حنيفة. أورد فيه مسائل الخلاف بين الشافعي وأبي حنيفة» بدأه بمسائل الخلاف في كتاب الطهارة» وانتهى فيه بكتاب الإقرار» سار فيه على منهج فقهاء الشافعية في تقسيمهم لكتب الخلاف إلى كتب تندرج فيها مسائل الأبواب7". ومن الطريف أن سبب تأليف الكتاب والغاية منه موافق إلى درجة كبيرة السبب الذي أورده الأنباري سببًا لتأليف كتابه» قال: "سألني جماعة من أصحابي - وفقهم الله وإياي للطاعة - أن أصنف لهم جامعًا للنكت يسهل حفظه ويخف حمله. فأجبتهم إلى سؤالهم'”". وعند النظر في المنهج الذي سار عليه الأنباري في كتابه الإنصاف يتبين أنه التزم منهجًا واحدًاء إذ يقوم بعرض آراء النحاة البصريين والكوفيين في المسألة في بدايتهاء ليعود بعدها ويفصل الآراء وأدلتها ليرد بعد عرضها على المذهب المخالف لما يذهب إليه» هذا ما ذكره من منهجه في الخلاف حين قال: "وذكرت من مذهب كل فريق ما اعتمد أهل التحقيق» واعتمدت في النصرة على ما أذهب إليه من مذهب أهل الكوفة والبصرة على سبيل الإنصاف» لا التعصب والإسراف"27. ولم يكن هذا المنهج مبتدعًا من الأنباري نفسه» أو من علاء النحو بل كان منهجًا ينتهجه علماء الفقه في عرضهم لمسائل الخلاف الفقهي» فأبو إسحاق الشيرازي في كتابه النكت ينهج هذا المنهج» فيبدا المسألة الخلافية بذكر رأي الشافعية؛ كونه ينتصر لهم, ثم يذكر رأي الأحناف في المسألة نفسهاء ليعود بعدها إلى الاستدلال بأدلة مذهبه ويعقبها بأدلة الأحناف والرد عليهم ب| أوتي من قدرة علمية ومعرفة فقهية. 7/7/1- أثر الروافد الثقافية في كتاب ائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة لعبداللطيف بن أي بكر الزبيدي[ت:۲ :]۸٠‏ يعد كتاب ائتلاف النصرة أحد كتب الخلاف النحوي» وهو وإن كان مختصرًا إلا أنه تناول عددًا من مسائل الخلاف النحوي يفوق ما تناوله الأنباري في إنصافه. بحثت في مختلف مسائل هذا العلم» وكانت مرتبة على أقسام الكلمة: الاسم» والفعل» والحرف. -١‏ أبو إسحاق الشيرازي» النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة» تحق. إيمان بنت سعد الطويرقي (كلية الشريعة والدراسات الإسلامية/ جامعة أم القری» 5 47١ه‏ ماجستير) 4 . ؟- الشيرازي» النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة» ١‏ ۳-الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» .١١:١‏ ات إهداء من المركز وإن كان هذا الكتاب النحوي مسبوقًا بكثير من كتب الخلاف النحوي فإنه لم يخل في منهجه من أثر لرافد ثقاني» بل كان ذلك الأثر حاضرًا وظاهرًاء تمثل في ارتسام منهج الفقهاء في التأليف في مسائل الخلاف» وقد صرح الزبيدي بذلك الأثر» قال في معرض تعريفه بكتابه: "هذا كتاب أذكر فيه - إن شاء الله تعالى - اختلاف النحويين» الكوفيين والبصريين» سيبويه وأشياعه» والكسائى وأتباعه» جعلته نظير ما صنفه الفقهاء من الثقات» في الخلاف بون الشافي واي ةر عر ها من الحلا رة علي جتن" ۲ - أثر الروافد الثقافية في كتب الأمالي النحوية زخرت المكتبة الإسلامية العربية بتأليف عرف منهجه في ختلف العلوم الإسلاميةت منهج يعمد فيه العام إلى إملاء الموضوعات التي يريد طرحها على أساع تلاميذه» والتلاميذ حوله يحسنون الاستماع ويقيدون ما يجري على لسان أستاذهم» ليجتمع هم في النهاية مجموعة إملاءات تعرض على الأستاذ أو نابه التلاميذ» فتروى عنه وتنسب إليه". واختلفت الأساء الدالة على هذه الطريقة بين العلماء؟ فمنهم من يسميها الأمالي» ومنهم من يسميها المجالس”"» وقد تسمى عند بعضهم بالتعليق» إلا أن أشهر اسم عرف به هذا المنهج التأليفي هو الأمالي» وتعني: "أن يقعد عالم وحوله تلاميذه بالمحابر والقراطيسء فيتكلم العالم ب| فتح الله سبحانه وتعالى عليه» ويكتبه التلاميذ فيصير كتابًاء ويسمونه الإملاء والأمالي"“. -١‏ عبداللطيف بن أبي بكر الزبيدي» اتتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة» تحق. طارق الجنابي(ط ١ء‏ عالم الكتب/ بيروت» 19/1م) 75 ۲۷۷ )م٠٠١‎ 5 مصطفى الشعكة» مناهج التأليف عند العلماء العرب( ط ١٠ء دار العلم للملايين/ بيروت»‎ -١ ۳- يرى الدكتور عبد السلام هارون أن هناك فرقًا بين المجالس والأمالي في أصل الاستعال» «أما الأمالي: فكان يمليها الشيخ أو من ينيبه عنه بحضرته فيتلقفها الطلاب بالتقييد في دفترهم» وفي هذا يكون الشيخ قد أعد ما يمليه» أو يلقي للطلبة ما يشاء من تلقاء نفسه. وأما المجالس فتختلف عن تلك بأنها تسجيل كامل لما كان يحدث في مجالس العلماء». ثعلب» مجالس ثعلب» ۲١:١‏ ( المقدمة) قلت: لعل الأمالي التي ذكر العلماء أا تسمى المجالس هي في حقيقتها أمالٍ لكنها سميت بالمجالس لأن الكاتب يقول في صدرها: امجلس آملاه شيخنا فلان « ىا بين ذلك السيوطي في طريقة كتابة الأمالي» وعليه فلا مقارنة بينها وبين ما به الدكتور عبدالسلام هارون من فرق بينها. السيوطي» المزهر» 7: ١5‏ 7. 5 - حاجي خليفة» كشف الظنون» ٠٠١ :١‏ . .15١ :١ حاجي خليفة» كشف الظنون»‎ -٥ اا اڪ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ويد العار اف الآمذم عل الطاكب أغل قاف اعا ى ال كاين دات السيوطيء فقال: "وظائف ال حافظ في اللغة أربعة: أحدهاء وهى العليا: الإملاء» كما أن الحفاظ من أهل الحديث أعظم وظائفهم الإملا". ْ ولم يكن الإملاء محصورًا في علم دون آخرء بل كتبت إملاءات في مختلف ميادين العلوم» فكتب في الحديث, وفي التفسير» وأملى علاء اللغة فيهاء جاء في المزهر: "وقد أملى حفاظ اللغة من المتقدمين الكثير» فأملى ثعلب [ت:١794ه]‏ مجالس عديدة في مجلد ضخم» وأملى ابن دريد مجالس كثيرة رأيت منها مجلدّاء وأملى أبو محمد القاسم ابن الأنباري [ت:؛ ٠‏ ه] وولده أبو بكر [ت:۳۲۸ه] ما لا يحصى. وأملى أبو علي القالي [زت:5ه7ه] خمسة مجلدات"97", إن هذه الطريقة في التأليف لم تكن مُبْتدَّعة من علاء النحو واللغة» بل هي من أثر مناهج التأليف في العلوم الأخرىء ولعل الرافد الأظهر في منهجية هذه الطريقة هو الحديث؛ ذلك أن هذه الطريقة أكثر ما اشتهرت عند المحدثين» وتقدم كلام السيوطي في أنها أعلى مراتب الحفظ عند المحدثين. وقرر السيوطي أثر منهج علماء الحديث في التأليف في الأمالي في منهج النحاة» الذين م يختلفوا عن المحدثين في هذه الطريقةء بل تابعوهم وامتثلوا طريقتهم» قال السيوطي: "وطريقتهم في الإملاء كطريقة المحدثين سواء» يكتب المستملي أول القائمة: مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذاء ويذكر التاريخ ثم يورد المملٍ بإسناده كلام عن العرب الفصحاء"“. وتأكيدًا هذا الأثرء يبين السيوطي أن إملاء اللغة انقطع دهرًا على حين كان إملاء الحديث مستمرّاء قال: "وآخر من علمته أملى على طريقة اللغويين أبو القاسم الزجاجي» له أمالٍ كثيرة في مجلد ضخم» وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين وثلاثاثة» ولم أقف على أمال لأحد بعد" . .”317 جلال الدين السيوطي» المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء ؟:‎ -١ .٠۳ /١ ؟- السيوطيء المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء‎ . ۳٠۳١:۲ السيوطي» المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء‎ -“ . ٠٤:۲ السيوطي» المزهر في علوم اللغة وأنواعهاء‎ -٤ ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ۲ - أثر الروافد الثقافية في التأليف في كتب التراجم والطبقات النحوية يظهر أن النحاة في كثير من أمور علمهم كانوا يرتسمون خطى علوم أخرى» يسيرون على إثرهاء ويحتذون حذوهاء علوم تساعدهم وتسهم في الارتقاء بهذا العلم إلى مصاف العلوم الربانية المتكاملة» فسخروا كل ثقافة ومعرفة في سبيل الوصول إلى هذا الهدف» وطالت جهودهم تلك جوانب من هذا العلم. إن التأليف في الطبقات والمراتب النحوية له مكانته العالية في التأليف النحوي» فإلى جانب كونه مصدرًا من مصادر المعرفة والوقوف على أحوال العلماء ومعرفة سيرهم العلمية؛ فإنه يرشد الباحث إلى معرفة مكان كل عالم من هذا الفن» معرفة شيوخه وتلاميذه؛ ليصل بعده إلى نسبة كل قول إلى صاحبه فلا تشكل عليه الأحكام -١ /5 /1‏ أثر الروافد الثقافية في كتاب مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي من أوائل من ألف في المراتب النحوية أبو الطيب اللغوي[ت:١5"اه]ء‏ الذي صنف في هذا الفن كتابًا أسماه: مراتب النحويين» وقد بين العلة التى دعته إلى تأليف هذا الكتاب فقال: "وإنك - أعزك الله - شكوت إل دَفعَةَ بعد أخرى» وثانية بعد أولى» شدة تفاوت ما يصل إلى سمعك وقلبك من كلام أهل العصبية» في المفاضلة بين آهل العربية» وادعاء كل قوم تقدم من ينتمون إليه» ويعتمدون في تأديبهم عليه وهم لا یدرون عمن روی» ولا من روى عنه» ومن أين أخذ علمه» ولا من أخذه منه؛ وقد غلب هذا على الجهال» وفشا في الرذال؛ حتى إن كثيرًا من أهل دهرنا لا يفرقون بين أى عبيدة تاه وان غندات:١‏ اهماو وين ال الوب إل ای سعد ويحكون المسألة عن الأحمر؛ فلا يدرون أهو الأحمر البصري [ت:٠۸٠ه]‏ أو الأحمر الكوق [ت: ٠۹‏ ها" ١-الأحمر‏ البصري» هو خلف الأحمرء أما الكوني فهو علي بن المبارك تلميذ الكسائي. ۲- أبو الطيب اللغوي» مراتب النحويين» تحق. محمد أبو الفضل إبراهيم (مكتبة نهضة مصر/ القاهرة) ١‏ 0 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولما كان السبب الدافع لأبي الطيب إلى التأليف في المراتب ما ذكره من اضطراب الناس وجهلهم في علاء اللغة ونحاتهاء وقلبهم أسانيد الرواية» ووهمهم في كثير من مروياتهم في أخبار علمائها؛ لما كان ذلك كذلك عمد إلى التأليف في المراتب» ورتبها على منهج الشيوخ والتلاميذ فبدأ بأبي السود ثم تحدث عن تلاميذه» ثم من أخذ من العلماء عن هؤلاء التلاميذ» وهكذا حتى اتسع العلم وتعدد العلماء والشيوخ. قال أبو الطيب عن أبي عمرو بن العلاء: "وكان في عصر عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء المازني؛ وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان» وله أخ يقال له أبو سفيان زعم النسابون أن اسميه كنيتاهما؛ وما من مازن بن مالك بن عمرو بن تميم» وكان أخذ عمن أخذ عنه عبد الله. قال الخليل: فكان عبد الله يقدم على أبي عمرو في النحو» وأبو عمرو يقدم عليه في اللغة"”". ۲ 4 ”- أثر الروافد الثقافية في كتاب نزهة الألباء في طبقات الأدباء كاد الأنباري لا يدع فتا من فنون العلم إلا وله فيه صولة» وكان تما صال فيه وجال فن التراجم والطبقات» وله في هذا كتابه المشهور: نزهة الألباء في طبقات الأدباء» وم يختلف هذا الكتاب في منهجه عن منهج أبي الطيب» بل جاء في بدايته مرتبًا على منهج الشيوخ والتلاميذ» ثم لما توسع العلم وكثر العلماء وتلاميذهم تحول المصنف إلى الترتيب على تاريخ الوفاة» وكان يبدأ الترجمة لكل عالم باسمه» ومن أخذ عنه من العلماء» ثم يذكر مكانة هذا العالم وثناء العلماء عليه» وربا يشير إلى مذهبه النحوي» والطبقة النحوية التي ينتمي إليها العالم» ثم يذكر العلوم التي برع فيهاء والمصنفات التي ألفهاء ليختم بعدها بتاريخ الوفاة. جاء في ترجمة أبي القاسم الزجاجي: "وأما أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي» فإنه من أفاضل أهل النحوء أخذ عن أبي إسحاق الزجاج» وأبي بكر بن السراج» وعلي بن سليان الأخفش» وألف كتبًا حسنة» منها كتاب: الجملء المشهور في أيدي الناس» وكتاب: الإيضاح.... وكان من طبقة أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي". .٠١ أبو الطيب اللغوي» مراتب النحويين»‎ -١ .۲۲۷ ؟- الأنباري» نزهة الألباء في طبقات الأدباء»‎ ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ۲ ه- أثر الروافد الثقافية في كتب الأشباه والنظائر النحوية كان ما امتاز به السيوطي عن غيره من العلماء» تلك الثقافة الموسوعية التي لم تكد تترك علا من العلوم ولا معرفة من المعارف إلا هلت من معينه» واستقت من منهله» وكان لهذه الثقافة أثرها في علمية هذا الحافظ» متابعة وابتداعًاء تمثلت آثارها في تنوع الإنتاج العلمي لهذا العالم» وفي طريقة عرضه لقضايا العلم. وإذا كان قد سبق الحديث عن بعض آثار هذه الروافد الثقافية عند السيوطي في أصول النحو وني بعض صور مناهج التأليف فيه» فإن هناك صورة أخرى هذا التأثر؛ صورة تمثلت في محاولته محاكاة مناهج التأليف في العلوم الأخرى للتأليف في النحو وفي قضاياه. وإن كان قد سبق إلى التأليف في الأمالي النحوية» فإن له من فنون العلم النحوي مؤلفات لم يسبق إليهاء مؤلفات أسعفته فيها ثقافته الموسوعية» فاستعان بمناهج العلوم الأخرى وبفنون التأليف فيهاء فنقل تلك المناهج ووظف تلك الفنون في التأليف النحوي. فنال قصب السبق فيهاء قال السيوطي: "وكان مما سوّدتٌ من ذلك كتاب ظريف» لم أسبق إلى مثله» وديوان منيفف لم ينيج ناسج على شكلو» ضمنته القواعد النحوية ذوات الأشباه والنظائر» وخرجت عليها الفروع السائرة سير المثل السائر..."'. لكن مشيئة الله حالت دون ظهور هذا الكتاب وانتشاره» إذ فقده مؤلفه قبل أن يظهره للعامة» يقول السيوطي بعد وصفه لمضمون ذلك الُْوَلّْف: "... فحبسته بضع عشرة سنة» وحرم منه الكاتبون والمطالعون» ثم قدر الله أن أصبت بفقده فإنا لله وإنا إليه راجعون". ولم يكن السبق من السيوطي إلى هذا الفن من التأليف في سائر العلوم والمعارف» بل هو في علوم اللغة العربية وحدهاء ذلك أن التأليف في الأشباه والنظائر قديم في التأليف العربي» إذ عرف لمقاتل بن سليمان البلخي [ت:١٠6١ه]‏ كتاب في الأشباه والنظائر في القرآن الكريم. .0 :١ السيوطىء الأشباه والنظائر»‎ -١ .0 :١ السيوطىء الأشباه والنظائر»‎ -۲ ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولم يقف السيوطي عند ذلك المؤلف. بل عاد إلى التأليف في هذا الفن مرة أخرى» قال: "فاستخرت الله في إعادة تأليفه ثانيّاء والعود - إن شاء الله - أحمدٌ» وعزمت على قدينه اا من اه سات ران الو ت فهو أجل كن الات د وكان السيوطي في تأليفه النحوي في الأشباه والنظائر» في كلا الموَلَفِين متابع لمنهج الفقهاء في التأليف في هذا الفن وسائر على نجهم فيه ما يوحي بأثر الثقافة الموسوعية فيه» إذ كانت رافدًا له في ميدان التأليف ومناهجه» قال السيوطي: "واعلم أن السبب الحامل لي على تأليف ذلك الكتاب الأول: أني قصدت أن أسلك بالعربية سبيل الفقه فيا صنفه المتأخرون فيه» وألفوه من كتب الأشباه والنظائر"2. ولعل سبق السيوطي إلى التأليف في هذا الفن إن مرجعه إلى تأخر التأليف في الأشباه والنظائر في الفقه. ذلك أن هذا الفن إنما عرف عند الفقهاء المتأخرينء القرن السابع فما بعده؛ قال السيوطي: "وأول من فتح هذا الباب سلطان العلماء شيخ الإسلام عز الدين بن عبدالسلام[ت: ۰ هايي: قواعده الكبرى والصغرى"2. 5-5 ع الها بن وعاد السيوطي فأكدٌ الأثر للثقافة الفقهية في منهجه في التأليف في الأشباه والنظائر» فقال: "وهذا الكتاب الذي شرعنا في تجديده في العربية يشبه كتاب القاضي تاج الدين* في الفقه» فإنه جامع لأكثر الأقسام وضهرة كيه كتانب الو زفقي "فين حيث إن قواعده مرتبة على حروف المعجم”". .0 :١ السيوطيء الأشباه والنظائر»‎ -١ ۲- السيوطي» الأشباه والنظائر» .5:١‏ “- السيوطي» الأشباه والنظائر» .۸:١‏ -٤‏ تاج الدين هو: عبدالوهاب بن علي بن عبدالكافي السبكي. 5- كتاب تاج الدين السبكي هو الأشباه والنظائر» جاء في الدرر الكامنة: «وعمل القواعد المشتملة على الأشباه والنظائر). ابن حجر العسقلاني» الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة(ط ۲ مجلس دائر المعارف العثانية/ حيدر آباد» 191/7١م)‏ ”: اا 7- الإمام بدر الدين محمد بن بهادر بن عبدالله الزركشي» من فقهاء الشافعية» ألف تصانيف كثيرة في عدة فنون» منها: شرح البخاري» والتنقيح على البخاري» والرهان في علوم القرآن» وسلاسل الذهب في الأصولء والنكت على ابن الصلاح وغير ذلك. توفي في مصر سنة 45/اه . ابن حجر العسقلاني» الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (ط ۲ مجلس دائر المعارف العثانية/ حيدر أباد» 191/7 م) 5: 174. والسيوطي» حسن المحاضرة ٤۳۷:١‏ . ۷- السيوطي» الأشباه والنظائر» .4:١‏ ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أما مشاببته لكتاب السبكي فلكونه مشتملاً على كثير من أنواع هذا العلم؛ علوم النحو والعربية. فإذا كان كتاب السبكي اجتمعت فيه أكثر أنواع الفقه التي قررها الزركشي» فإن كتاب الأشباه والنظائر مشتمل على سبعة من فنون علم اللغة» قال السيوطى: "وهذا الكتاب مشتمل - بحمد الله - على سبعة فنون: الأول: فن القواعد والأصول التي ترد إليها الجزئيات والفروع.. والثاني: فن والجمع. والخامس: فن الألغاز والأحاجي... والسادس: فن المناظرات... والسابع: فن الإفراد والغرائب"20. هذا هو أثر كتاب السبكي في أشباه السيوطي النحوية» أما أثر كتاب الزركشي فيه فإنه يظهر في طريقة الترتيب للأبواب والمسائل» المرتبة على حروف المعجم» كا تقرر ذلك من كلام السيوطي السابق. وكان الزركشي قد رتب سلاسله على ترتيب حروف المعجم حين رسم منهجه في الكتاب» قال الزركشي: "ورتبتها على حروف المعجم ليسهل تناول طرازها المعَلم"". لقد حاول السيوطي خدمة اللغة العربية وعلومها با تركه من مخزون علمي للأجيال بعده» ولم يقف عند ذلك» بل حاول توظيف أدوات العلوم الأخرى وفنون -١‏ قال السيوطي نقلاً عن الزركشي:»اعلم أن الفقه أنواع» أحدها: معرفة أحكام الحوادث نصًا واستنباطًاء وعليه صنف لأصحاب تعاليقهم المبسوطة على ختصر المزني. والثاني: معرفة الجمع والفرق. ومن أحسن ما صنف فيه: كتاب الشيخ أبي محمد الجويني. لثالث: بناء المسائل بعضها على بعض؛ لاجتماعها ني مأخذ واحد. أحسن شيء يه: كتب السلسلة للجويني. وقد اختصره لشيخ شمس الدين بن القماح» وقد يقوى التسلسل في بناء الشيء على الشيء» ولهذا قال الرافعي في مثله: وهذه سلسلة طوها الشيخ. لرابع: المطارحات» وهي مسائل عويصة يقصد بها تنقيح الأذهان. لخامس المغالطات. السادس: الممتجنات. السابع: الألغاز. الثامن: الحيل» وقد صنف فيه أبو بكر الصيرافي وابن سراقة» وأبو حاتم القزويني. التاسع معرفة الأفراد. وهو معرفة ما لكل من الأصحاب من الأوجه الغريبة» وهذا يعرف من كتب لطبقات. العاشر: معرفة الضوابط التي تجمع جموعًاء والقواعد التي ترد إليها أصولاً وفروعًا... «. السيوطيء الأشباه والنظائر» :١‏ ۷. وبدر الدين الزركثىء المنثور في القواعد الفقهية» تحق. تيسير فائق أحمد (ط ١ء‏ وزارة الأوقاف والشؤون لإسلامية/ الکویت» 01987 594:1. ۲- السيوطي» الأشباه والنظائر» .٠١ :١‏ ۳- الزركشى» المنثور في القواعد الفقهية» :١‏ 57. ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا التأليف فيها في خدمة هذا العلم وأهله. ولذا وجدناه يستعين بكثير من مناهج العلوم وفنون التأليف في التأليف في العربية وعلومها. وأعتقد أن مثل هذا النتاج وهذه المحصول التأليفي لم يكن ليتأتي لولا تلك العقلية التي امتاز بها السيوطي فاستطاعت استيعاب مختلف العلوم والفنون استيعابًا لم يقف أخرجت للمكتبة العربية الإسلامية كا زاخرًا من المؤلفات والمصادر التي حفظت كثيرًا من محتويات المؤلفات المفقودة. إن أثر الثقافة الموسوعية في مناهج التأليف عند السيوطي لم يقف عند منهجه في الأشباه والنظائرء أو هذا الفن من التأليف» بل حاول السيوطى الاستفادة من تلك الروافد واتباع مناهج العلوم المختلفة في التأليف في النحو» وتوظيف مناهجهم في خدمة النحو ومسائله. فاستطاع أن يخرج بفن تأليفي جديد في النحو استقاه من مناهج التأليف في الفقه وأصوله» وهو فن بناء المسائل بعضها على بعض» قال السيوطي عن هذا الفن وعن التأليف فيه: "فن بناء المسائل بعضها على بعض» وقد ألفت فيه قديًا تأليقًا لطيمًا مسمى بالسلسلة؛ كا سمّى الجويني”" تأليفه في الفقه بذلك» وألف الزركقى كنابًا في الأصول كذلك» وسا سلاسل اللب50"0, ول هااا انق ا ال ام ق اللا عدم فطق وة في العربية في كتابه حسن المحاضرة» وقد أسماه هناك ب" السلسلة الموشحة"©. -١‏ هو أبو محمد عبدالله بن يوسف بن عبدالله الجُوَينِيء والد إمام الحرمين» فقيه شافعي» كان إمامًا في التفسير والفقه والأصول والعربية والأدب» صنف التفسير الكبير» وصنف في الفقه التبصرة التذكرة» ومختصر المختصرء والفرق والجمع» والسلسلة وغيرها من التعاليق. توفي في نيسابور سنة 8577ه. ابن خلكان» وفيات الأعيان» ۳: /ا5. ؟- يُعَرّف الزركشي بمؤلّفه الذي أساه: سلاسل الذهب» فيقول: «فهذا كتاب أذكر فيه - بعون الله- مسائل من الفقه عزيزة المنال» بديعة المثال» منها ما تفرغ على قواعد منه مبنية» ومنها ما نظر إلى مسألة كلامية» ومنها ما التفت إلى مباحث نحوية» نقحها الفكر وحررهاء وألمع في آفاق الأوراق شمسهاء وقمرهاء ليرى الواقف عليها صحة مزاجهاء وحسن ازدواج هذه العلوم وامتزاجهاء وأن بناء هذا التصنيف على هذا الأصل مبتدع» والإتيان به على هذا النحو مخترع..). بدر الدين الزركشي» سلاسل الذهب في أصول الفقه» تحق. صفية أحمد خليفة(ط ١‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ القاهرة» °( ۳- السيوطى» الأشباه والنظائر» .١١:١‏ REA السيوطى» حسن المحاضرة»‎ - ٤ -١78- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ومهما يكن من أمر فإن ما يهم بشأن هذا المؤلف هو منهج السيوطي فيه إذ إنه صرح فيه بمتابعة الجويني في مؤلفه الفقهي» وسار على خطى الزركشي في منهجه في أصول الفقه في كتابه الموسوم بالسلاسل الذهبية. إن ما تقدم ذكره من آثار للروافد الثقافية في مناهج النحاة في التأليف ليظهر مدى التقارب بين هذه العلوم» تقارب يُظهر حسن ازدواج هذه العلوم وامتزاجهاء كا يدل على حرص علاء العربية على توظيف كل معرفة أو ثقافة في خدمة هذا العلم. حرص دفعهم إلى اتباع مناهج أساتذتهم في فنون التأليف في مختلف العلوم والمعارف. 0 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الفصل التالث: أثر الروافد الثقافية فى القاعدة النحوية لم تكن القاعدة النحوية بمنأى عن التأثر بالروافد الثقافية على اختلافهاء بل كانت مرتعًا خصباء وميدانًا رحبًا للتأثر. ولم يكن تأثر القاعدة النحوية بالروافد الثقافية ظاهرًا في صورة واحدة» بل جاء على صور ومظاهرٌ مختلفة» كا لم يكن هذا التأثر مخصورّاء بل كان من الكثرة بحيث تصعب الإحاطة به؛ ولكن يكفى من القلادة ما أحاط بالعنق. ۰ وإذا كانت للبحث وقفة سابقة على أثر الروافد الثقافية في الأصول النحوية» ظهر فيها ما لتلك الروافد الثقافية المتنوعة» عقدية» أو فقهية» أو حديثية» أو فلسفية من أثر في أصول النحوء تلك الأصول التي هي أدلته التي تفرعت منها فروعه وأصوله. فإن الأثر سيمتد من تلك الأصول إلى نتيجتهاء وأعني القاعدة النحوية. تنوعت صور الآثار التي تركتها الروافد الثقافية في القاعدة النحوية» فمن روافد ظهرت آثارها في إيضاح القاعدة النحوية» إلى أخرى أسهمت في تقرير القاعدة تلك أو بنائها. كا تنوعت تلك الروافد المؤثرة تبعًا لتنوع الثقافة المعرفية عند علاء النحو. 2181 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن مظاهر تأثير الروافد الثقافية - على اختلافها - بالقاعدة النحوية تظهر جلية في غدد من الصورء فاستحقت كل صورة منها مبحثا من مباحث هذا الفصل؛ وعليه فإن هذا الفصل سيكون في ثلاثة مباحث: | المبحث الأول: أثر الروافد الثقافية في بناء القاعدة النحوية وبنائها. | المبحث الثاني: أثر الروافد الثقافية في تقرير القاعدة النحوية. | المبحث الثالث: أثر الروافد الثقافية في شرح القاعدة النحوية وإيضاحها. AES هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المبحث الأول: أثر الروافد الثقافية فى بناء القاعدة النحوية وبنائها. أسهمت الروافد الثقافية في بناء كثير من القواعد النحوية» فكان لما ثرها الظاهر في توليد تلك القواعد ابتداءً» وكانت رافدًا مه فيها. إن القاعدة النحوية اعتمدت في بنائها الأول على الكلام العربي الفصيح» فكان ما رواه أهل اللغة عن العرب من أشعارهم وأمثال حياتهم العامة سبيلاً لمعرفة سنن العرب في كلامهم؛ ولا كان القرآن الكريم إنا نزل بلغة العرب» وقد جاوز بفصاحته وبيانه بياهم كان من الواجب أن يكون هذا النص العربي هو المصدر الأول للقاعدة النحوية» وأن يكون معيتا للنحاة يلجؤون إليه لمعرفة سنن العربية» واعتمدوا عليه وعلى قراءاته الثابتة في بياهم لأسلوب الكلام العربي. ¿ حقيقة البحث النحوي خالفت المفترضء فَقَذّم النص المروي عن العرب على كثير من القراءات القرآنية» وحكم النحاة على بعض القراءات بالشذوذ أو اللحن؛ لمخالفتها ما روي عن العرب» لهذا ظهر لي أن كل ما يتصل بالقرآن وقراءاته وعلومه ما حكم عليه النحاة باللحن أو الشذوذ هو رافد ثقافي له أثر في بناء القواعد النحوية. بل هو من أظهر الروافد الثقافية التى كان لما أثر في بناء القواعد النحوية» إذ كانت هذه القراءات حاضرة في كثير من قضايا النحو وقواعده» على اختلاف وتباين في الحضور؛ تبعًا لاختلاف المؤلف ومنهجه النحوي. ولا كان النحو في أصل نشأته إنا وجد لأسباب كان منها: المحافظة على سلامة اللسان العربي من اللحن في القرآن» كان القرآن نفسه رافدًا مها ومصدرًا من مصادر الدرس النحوي» فاستشهد بآياته بقراءاتهاء وبنيت عليه القواعد النحوية. ويظهر للناظر إلى القواعد النحوية بعد إمعان النظر وإعادة الفحص والمراجعة أن هناك قواعد نحوية كبرى تتفرع عليها قواعد وقضايا فرعية» ويرى أن تلك القواعد لم تخل من أثر لرافد ثقافي» بل ربا بمجرد معرفتها يحضر في ذهنه من دون إمعان ذلك الرافد؛ لذا كان لا بد من الوقوف على تلك القواعد وبيان أثر الروافد الثقافية فيهاء إضافة إلى الوقوف على القواعد الفرعية والإشارة إلى أثر الروافد الثقافية فيها. ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أثر القواعد الأصولية العامة فى بناء القواعد النحوية. كان للفقهاء وعلماء الأصول قواعد عامة بنوا عليها أحكامهم الفقهية» وتفرعت عليها كثير من المسائل الشرعية؛ ولما كانت الثقافة الفقهية الأصولية حاضرة عند كثير من النحاة كان لتلك القواعد أثرها في بناء قواعد نحوية» وهذا ما يحاول هذا الجزء من هذا المبحث الوقوف عليه. فهو يبحث عن تلك القواعد الفقهية التي اعتمدها النحاة ووظفوها في بناء قواعدهم النحوية؛ ليتبين مدى الأثر الذي خلفته الروافد الثقافية في تنظير النحاة لقواعدهم. ) قاعدة ( التابع لا يتقدم على المتبوع‎ -١ ١ عد الأصوليون هذه القاعدة فرعًا على القاعدة الكلية: التابع تاب" وبينوا أن المراد بالتابع: "ما لا يوجد مستقلا بنفسه» بل وجوده تابع لوجود غيره» فهذا لا ينفك حكمه عن حكم متبوعه”". واعتمدوا في إثباتهم هذه القاعدة على ما اعتمدوه من أدلة في إثبات أصلهاء فثبوتها عندهم بثبوت أصلهاء وهي القاعدة الكلية: التابع تابع» التي ثبتت عندهم بالنصوص الشرعية التي دلت على إعطاء التابع حكم المتبوع» ومنها: قوله بياة: " ذكاةٌ الجنين ذكاةٌ أمه"”". إذ حكم النبي بي للجنين من حيث الذكاة بحكم آمه» فإذا حصلت تذكيتها فقد حصلت تذكيته لكونه تابعًا ° وقدبنى الفقهاء على هذه القاعدةكثي رامن الأحكام الفقهية» وممابني عليها من تلك الأحكام: منع تقدم المأموم على إمامه في الموقف. وني تكبيرة الإحرام والسلام وني سائر الأفعال. ء١ط( ومحمد مصطفى الزحيلي» القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة‎ .١١9:١ السيوطي» الأشباه والنظائر»‎ - ١ .5115:1)م5٠٠١5»قشمد دار الفكر/‎ ١-محمد‏ صديقي بن أحمد بن محمد البورنوء الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية» (ط٤»‏ مؤسسة الرسالة/ بيروت» 7م( لضضة ۳- الحديث أخرجه أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبدالله 6. أبو داود سليمان بن الأشعث» سنن أبي داود» تحق. شعيب الأرناؤوط (دار الرسالة العالمية/ دمشق» 9١٠5م)‏ 449:5 ا 4- مسلم الدوسري» الممتع في القواعد الفقهية( ط ١ء‏ دار زدني/ الریاض»۲۰۰۷م) ۳۲۲. 8= ابن محمد البورنوء الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية» TT‏ E هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً أثر قاعدة: التابع لا يتقدم على المتبوع الفقهية في النحو لم تكن جهو د النحاة في بنائهم القواعد النحوية حصورة على استخراجها من شواهد كلام العرب فقط» بل كان لثقافتهم العامة أثر في بناء بعض القواعد النحوية» أو في تقريرهاء مستعينين على ذلك بخلفية ثقافية ضمت في جوانبها مختلف العلوم والآداب» فكان لما دور في هذا العلم وفي قواعده. واستعان النحاة في بنائهم لقواعدهم مبذه القاعدة الأصولية» قاعدة: التابع لا يتقدم على المتبوع» فكان لها حضور في بعض القضايا النحوية» حاضرة لدعم بناء حكم أو ee تقريرة. ومن الأحكام التي كان هذه القاعدة حضور فيهاء ما يأتي: -0١‏ نصب المستثتى ب (إلا) إذا تقدم على المستثنى منه ظهر أثر القاعدة الأصولية السابقة في تقرير بعض أحكام في باب الاستثناء » إذ قرر النحاة أن المستثنى متى ما تقدم على المستثنى منه وجب فيه النصب على الاستثناء» وامتنعت البدلية أو الإتباع لما قبل (إلا) فيما يجوز فيه الاتباع» فكان اعتتاد النحاة في تقريرهم لهذه القاعدة على تلك القاعدة الأصولية التي تنص على أن التابع لا يتقدم على المتبوع» قال ابن هشام: "وإذا تقدم المستتى عل المستنتى.منه وجب نصبه مطلقاء »أي سواء أكان الاستثناء منقطعًاء نحو: ما فيها إلا مارًا أحد» أو متصلاًء نحو: ما قام إلا زيدًا القوم» قال الكميت: [ الطويل ) الال ا دف وما لي إِلامَذْهَبَ الحت مَذْمَبُ' وإنما امتنع الإتباع في ذلك؛ لأن التابع لا يتقدم على المتبوع"”". -١‏ البيت للكميت بن زيد الأسديء من قصيدته المشهورة طَرِبْتٌ وَمَا شقا إلى الييض أَطْرَبٌُ وَلالَعِبًا مني ادو الشَّيبٍ يَلْحَبُ وتررى؛ وذو العيب يلعب العاف في ديوائه روا 1 فا لي إلا آل أحد شيعة ومالي إلا مشعب الحق مشعب والمشعب: هو الطريقة والمذهب.ديوان الكميت بن زيد الأسديء جمع وشرح وتحقيق. محمد نبيل طريفي(ط ١ء‏ دار صادر/ بیروت» ١٠٠٠م)‏ ص۱۷٩‏ . ۲- ابن هشام» شرح قطر الندی» ۲٤۷‏ ك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا بهذا يظهر مدى أثر تلك الثقافة الفقهية الأصولية في ابن هشام إذ إنه إنما تابع من قرر هذا الحكم من النحاة وقال به معتمدًا في توجيهه ذلك الحكم النحوي على ما يمتلكه من ثقافة فقهية أصولية» فحاول تعليل الحكم النحوي بقاعدة أصولية» وبا تضمنته القاعدة الأصولية من منع لتقدم التابع على المتبوع» وتطبيق هذه القاعدة على القضايا النحوية واعتمادها في بناء الأحكام سوغ لابن هشام هذا التعليل. -١ 0١‏ منع تقدم التوابع على متبوعها. التوابع في النحو العربي أربعة» هي: النعت والتوكيد والبدل والعطف» وقد ذكر النحاة امتناع تقديم هذه التوابع على متبوعهاء جاء في الخصاتص: "ولا يجوز تقديم الصلة ولا شىء منها على الموصول» ولا الصفة على الموصوف» ولا المبدل على المبدل ننه وا غا الباق عل ا لر وا العطق الذي :هو فق خل لطر ف إلا في الواو وحدها وعلى قَلَتِهِ أيصًا"'. وقال الأنباري: "لا يجوز أن يكون البدل إلا متأخرًا عن المبدل منه"» وقال:"لا يجوز أن يتقدم البدل على المبدل منه". وربا اجتهد النحاة في البحث عن تعليل لمثل هذه القاعدة» أو محاولة إثبات صحتها بالقياس» جاء في الخصائص: "ومما يضعف تقديم المعطوف على المعطوف عليه من جهة القياس أنك إذا قلت: قام وزيد عمرو فقد جمعت أمام زيد بين عاملين: أحدهما (قام) والآخر (الواو) آلا تراها قائمة مقام العامل قبلها "". 0١‏ "#- منع تقدم معمول التوابع على المتبوع بناءَ على ما قرره النحاة في المسألة السابقة من مَنع تقدم التوابع على متبوعهاء منع جمهورهم أيضًا تقدم معمول تلك التوابع على المتبوع؛ إذ إن المعمول لا يقع إلا حيث YAY ابن جنی» الخصائص»‎ -١ ؟- الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» .۸۳:١‏ ۳- ابن جنی» الخصائص» 5 -٤‏ أجاز الكوفيون تقدم معمول التابع على المتبوع» فيصح عندهم أن تقول: هذا طعامك رجلٌ يأكل» بتقديم معمول الصفة (طعامك) على الموصوفء وتابعهم في ذلك الزخشري عند تفسير قوله تعالى:#وقل هم في أَنْفسِهِمْ قولا بَلِيعَا» [النساء: *17] قال: «فإن قلت بم تعلق قوله:)في أَنْفسِهم( ؟ قلت: بقوله مأبَلِيعَا؛ أي: قل هم قولاً بليعًا في أنفسهم مؤثرًا في قلوبهم «. أبو القاسم محمود بن عمر الزخشري» الكشافء تحق. عادل أحمد عبد الموجود ( ط١»‏ مكتبة العبيكان/ الرياض» 1998م ) ۲: ۹۸. ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً يقع العامل0©. والنحاة في تقريرهم لهذا الحكم أيدوا منعهم له بقاعدة فقهية أصولية ختموا بها هذا الحكم؛ ليبينوا علته. فابن مالك في شرحه لكافيته بعد ذكره التوابع وأحكامهاء بِيّنَ أن معمول التابع لا يتقدم على المتبوع» متابعًا في ذلك نحاة البصرة» ثم ذكر رأي نحاة الكوفة ومتابعة الزمحشري لهم في إجازة تقدم معمول التابع على المتبوع» وقال بعده:'وغير ما ذهب إليه أولى؛ لآن التابع له يتقدم على المتبوع فلا يتقدم متبوعه ”27 وني ال همع منع السيوطي تقدم معمول التوابع على المتبوع؛ اعتمادًا على القاعدة الفقهية السابقة» قال: "ولا يقدم معموهاء أي: التوابع. على المتبوع؛ لأن المعمول لا بجحل إلا في موضع يحل فيه العامل» ومعلوم أن التابع لا يتقدم على المتبوع"0". ومن قال ذلك من النحاة إنا هم في ذلك معتمدون على ما ثبت في أذهانهم واستقته عقوم من ثقافة كانت روافدها تمدهم بمعينهاء فكان لها آثر في تقرير هذه القاعدة النحوية. ) قاعدة:( ما صح تبعًا لا يصح استقلالا‎ -١ ١ هذه القاعدة من القواعد الفقهية المقررة عند علاء الفقه المتضمنة للتيسير» وهى را رن الفاعلةالأقبرلية الكلية 00 ی في تابن وا فف اعا من الأدلة. وتعني أن الشرع يتسامح فيا يقع ضمن شيء آخر مباح وتبعًا له ما لا يتسامح فيها لو كان المقصود أصلاًء إذ قد يباح ما الأصل عدم إباحته؛ لوقوعه ضمن أمر مباح وتبعًا له“ . فهذه القاعدة تشير إلى حالة استثناء من قاعدتها الكلية. ويعبر عن هذه القاعدة بعبارات أخرى» كقوهم: يثبت الشيء ضمتا وحكًا ولا يثبت قصدًاء وكقوهم: يغتفر في الشيء ضمتا ما لا يغتفر في الأوائل» وكقوهم: يختفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل”. ومن الأمثلة الفقهية هذه القاعدة: "يشترط في الوقف أن يكون الموقوف .1۸:١ الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف»‎ -١ .۲۹۸:۱ -ابن مالك» شرح الكافية الشافية»‎ . ١مل: السيوطي» همع الهوامع في شرح جمع الجوامع»‎ -۳ ٤‏ - عبدال رحمن بن صالح العبداللطيف, القواعد والضوابط الفقهية المتضمنة للتيسير (ط١.‏ عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية/ المدينة النبوية» ۲٠٠۳‏ م) 0۹۸:۲. ه-ابن محمد البورنو» الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية ."5١‏ -1€۷- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا عقارّاء أو مالا ثابتاء فلا يصح وقف المنقولات إلا ما تعورف عليه مثل كتب العلم وأدوات الجنازة» ولكن لو وقف عقارًا كقرية أو دارًا بم فيها من منقولات صح الوقف في هذه المنقولات أيضًا تبعًا للعقار"20. أثر قاعدة: (ما صح تبعًا لا يصح استقلالاً) الفقهية في النحو أما المسائل والأحكام النحوية فإنه كان هذه القاعدة حضور؛ إذ استعان مها النحاة في بناء بعض الأحكام النحوية» وني مثل هذا دليل على ما للرافد الفقهي من أثر في النحو وقواعده» وقد صرح ابن هشام في كتابه بهذا القاعدة وبنى عليها بعضًا من الأحكام النحوية» جاء في المغني: "كثيرًا ما يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل"”". ثم مثل لسائل حرجت على هذه القاعدة» إليك بيان القول فيها: 1 اا حي رت الح اختصت (رُبَّ) من بين حروف الجر بالنكرات» جاء في الكتاب: "ف(رٌبٌ) لا يقع بها لا نكر ".ول التب فر ندل عل كل ك لأا لاس غ واختصاصها بالنكرات يحتّم عدم دخوها على ا معارف» أو وقوع المعارف في حدود أثرها الحوي؛ لذا ا عطف عل مخرورها معرفة أنكر ذلك سيبويه وقبحه قال: "وآما: رب رجل وأخيه منطلقين» ففيها قبحٌ» حتى تقول: وأخ له» والمنطلقان عندنا مجروران من قبل أن قوله: وأخيه في موضع نكرة؛ لأن المعنى إن| هو: وأخ له" . وحاول سيبويه توجيه هذا المثال بتأويله المعرفة فيه بالنكرة» قياسًا على ما جاء من أمثلة أوّلت فيها المعرفة بالنتكرة» قال: "فإن قيل: أمضافة إلى معرفة أو نكرة؟ فإنك قائلاً: إلى معرفة» ولكنها أجريت مجرى النكرة» | أن مثلك مضافة إلى معرفة وهي توصف بها النكرة» وتقع مواقعها. ألا ترى أنك تقول: رب مثلك. ويدلك على آنا ." 5١ ابن محمد البورنو الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية»‎ -١ أبو محمد عبد الله بن هشام الأنصاريء مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» تحق. محمد محبي الدين عبدالحميد (دار إحياء‎ -۲ . 1۹۲:۲ التراث العربي/ بيروت)‎ ۳- سيبويه» كتاب سیبویه» ۱: ٤٩۷‏ . 5- المبرد» المقتضب» :٤‏ ۲۸۹. ۵- سيبويه» كتاب سیبویه» ۲: ٥٤‏ . -١5- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً نكرة أنه لا يجوز أن تقول: رب رجل وزيد. ولا يجوز لك أن تقول: رب آخيه» حتى تكون قذذكرت قبل ذلك كرو" ويظهر أن سيبويه في هذا متابع لرأي أستاذه الخليل» إذ إنه حكى عنه في كتابه ذلك فقال: "وقال الخليل رحمه الله:... وينبغي أن يقول: رب رجل وأخاه» فليس ذا من قبل ذاء ولكنها حروف تُشرك الآخر فيا دخل فيه الأول. ولو جاءت تلي ما وليه الاسم الأول كان غر جا" ولعل ابن هشام الأنصاري فهم ما ألمح إليه الخليل من أن هذه الأساء إنم) جاز فيها مثل ذلك لكونها توابع لغيرهاء فنظر إلى هذا المثال نظرة مختلفة» نظرة مشربة بأثر من ثقافة أصولية فقهية» ثقافة كان ها الأثر الظاهر في بناء هذا الحكم النحوي» فأجاز بناءً عليها دخول (رُبّ) على المعرفة؛ لكون دخول (رُبّ) على المعرفة لم يكن مقصوداء إن هو دخول تابع لدخوها على النكرة المعطوفة عليها المعرفة» قال ابن هشام: "كثيرًا ما يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل؛ فمن ذلك:... ورُب رجل وأخيه"". أما الرضي الاستراباذي[ت:18/8ه] فكان متابعًا لسيبويه في تقريره لهذا الحكم» فَعَدٌ ما عطف على مجرور (رُبّ) نكرة» وإن كان مضافا إلى الضمير» جاء في شرح الكافية: "ويجوز أن يعطف قياسًا على المجرور ب(رٌبّ)» و ب(كم)» وعلى النكرة المجرورة ب(كل) و (أي): اسم مضاف إلى ضميرها؛ لكون ذلك الضمير نكرة» كا مر في باب المعارف» نحو: رب شاة وسخلتهاء وكل ناقة وفصيلهاء وكل رجل وأخيه؛ وأي رجل وغلامه؛ قال الجٌزولي: هذا المعطوف معرفة©» لكنه جاز ذلك؛ لأنه يجوز في التابع ما لا يجوز في المتبوع'. . ٥٥ :۲ سيبويه» كتاب سیبویه»‎ -١ ۲- سيبويه» كتاب سیبویه» ۲: ۱۸۷ . ۳- ابن هشام» مغني اللبيب» 1۹۲:۲ . -٤‏ قال الجزولي:» رُبّ: للتقليل» ولا تعمل مباشرة في معرفة إلا وهو مضمر مبهم مفسر بواحد منصوبء ولا بواسطة إلا وهو مضاف إلى مضمر يعود هلى ظاهر نكرة عملت فيه رب مباشرة (. أبو موسى عيسى بن عبدالعزيز الجزوليء المقدمة الجزولية في النحو تحق. شعبان عبدالوهاب محمد (ط ١ء‏ مطبعة أم القرى» ۸م 136. قاريونس/ بنغازي» 1997م) 5: ۲۹۳ اه هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وتابع السيوطي من قال بعدم إفادة هذا الإضافة التعريف» وبكون (زب) في مثل هذا إنما هي داخلة على نكرة معنى» مخالقًا ما قرره ابن هشام من أن (رب) داخلة على معرفة» وسوغ دخوها عليه كونه تابعًا A O‏ فعطوقاء عليه بالو او خاصة. . نحو: : رْبَ رجل وأخيه رأيت ا د غير محضة فلم تفد تعريقًا . وقال الجزولي: لأنه يغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع ” -١ 0١‏ إضافة (أى) إلى المفرد المعرفة. من الأساء ا للاؤمة للاضيافة هعتى» (أى) ولا تضاف إل عفرد معرفة إل إذا تكرورت أو تصدت الأجرار وكان من رأي سيبويه منع إضافة (أي) إلى المغرد المعرفة؛ ولذا فإنه أوّل المعرفة بالنكرة فيا ورد من شواهد عن العرب أضيفت فيها (أيّ) إلى المعرفة» جاء في الكتاب بعد ذكر شاهد لما أوهم إضافة (أيّ) إلى المعرفة» وهو قول الشاعر: [الطويل] قر خم أي تی مَيْجَاءَ انت وَجَارِمَا إِذَا ما جال بالرّجَالٍ اسْتَقَلتِ0' قال: "فَالَارٌ لا يكون فيه أبدًا ها هنا إلا الجرٌ؛ لأنه لا يريد أن يجعله جار شىءٍ آخر فتى هیجاء» ولكنه فتى هيجاء وجارٌ هيجاء» ولم يرد أن يعني إنسانًا بعينه". وقال في موضع آخر حكاية عن الخليل بعد كلامه عن نداء التابع المحلى ب(أل) وأنها إنم) شلطت على متبوعه» ولو قصد هو لذاته لم يصح النداءء قال: "وينبغي أن يقول: أي فتى هيجاء نت وجارها؛ لأنه حال أن يقول: وأ جارها". أما ابن هشام الأنصاري فاته بى من هذا الشاهد قاعدة أخرىء أجاز فيها إضافة (أيّ) إلى المعرفة شريطة أن تكون المعرفة تابعة لمضاف إليه نكرة» وهو في هذا مستعين بها قرره الفقهاء قبله من جواز ثبوت الحكم تبعًاء وسقوطه استقلالاً. ذلك أنه يُتسامح .11/4 :5 » السيوطيء همع الهوامع‎ -١ ۲- ابن عقیل» شرح ابن عقيل ٦۱:۲‏ “-سيبويه» كتاب سيبويه»7 : 00 . روي مخرومًا في الكتاب» ورواه ابن السراج في أصوله من غير خرم» قال:» وأنشد سيبويه في نحو ذلك : وأي فتى + البيت 0 . ابن السراج» الأصول» ۲ ۹ .61-00 :۲ سيبويه» كتاب سیبویه»‎ - ٤ ۵- سيبويه» كتاب سيبويه» ۲: ۱۸۷ خاه 3-18 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً في الثواني ويغتفر فيها ما لا يغتفر في الأوائل» وساق شاهدًا على جواز ذلك ما ساقه سینو یه 0١‏ -- جواب الشرط الجازم ل ال سي ا ا و صور الجملة الشرطية في فعلها وجزائها. فأدوات الشرط الجازمة تقتضى جلتين» الأول ننه ي الل لو الأعرى قي لزاب ر تاروفان امان اا صورء فالأصل وجوب الفعلية في الأولى وتأكدها في الثانية؛ مع جواز وقوع الجملة الاسمية جوابًا وجزاء”" . ولهما إن كانتا فعليتين صور أربع: الأولى: أن يكون الفعلان ماضيين» ومثاها : إن قام زيد قام عمرو. وها وخر جر | الثانية: أن يكونا مضارعين» ومثاها : إن يقم زيد يقم عمرو. وهما مجزومان شرطًا وجا | الثالثة: أن يكون الأول ماضيًا والثاني مضارعاء ومثالها: إن قام زيد يقم عمرو. فالأول في محل جزم» والثاني مجزوم جزاءً. | الرابعة: أن يكون الأول مضارعًا والثاني ماضيًاء ومثالها: إن يقم زيد قام عمرو. فالأول مجزوم والثاني في محل جزم. هذه الصور الأربع المتصورة من كون الشرط والجزاء جملتين فعليتين» وجميعها وارد في الشعر والتثرء إلا أنها تختلف في الكثرة والقلة» ولعل الخلاف في الصورة الرابعة هو الأشهرء إذ إن من النحاة من لم يذكر هذه الصورة”"» ومنهم من أجازها في الشعر والقر lS es‏ الراك . 1۹۲ :۲ -ابن هشام» مغني اللبيب»‎ ١ ۲- جاء في الكتاب:2 واعلم أنه لا يكون جواب الجزاء إلا بفعل أو بالفاء (. سيبويه» كتاب سيبويه ": ٦۳‏ . ۳- لم ترد هذه الصورة عند سيبويه في كتابه» كما أشار إلى ذلك الأستاذ الدكتور أبو أوس في كتابه: الجملة الشرطية عند النحاة العرب» قال: «هذه الصورة لم نصادفها عند سيبويه». أبو أوس إبراهيم الشمسانء الجملة الشرطية عند النحاة العرب» (ط ۱ء مطابع الطيار» ۱۹۸۱م) 749. . 4١ :۲ .قال: «ولو قال من يأتني أتيته لجاز «. وابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك»‎ ٥٩:١ -المبرد» المعتضب»‎ ٤ ومحمد بن عبدالله بن الوراق» علل النحوء تحق. محمود جاسم محمد الدرويش(ط ١ء مكتبة‎ .۷١ :” المبرد» المقتضب»‎ -5 . 1۹۲ :۲ الرشد/ الریاض» 1999١م) 579 . وابن هشام» مغني اللبيب‎ o هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وإذا كان الخلاف في هذه الصورة ظاهرًا عند النحاة» فإن ابن هشام الأنصاري نظر إلى هذه الصورة بأثر من ثقافته الأصولية الفقهية» فكان هذه الثقافة أثرها في بناء قاعدة تحوية اعتمدت هذه الصورة وأقرجما إن في الشعر وإن في غيره. 0١‏ -- حذف الفاء من جواب (أما) الشرطية. أثبت النحاة معنى الجزاء في (آما) بلزوم اقتران جوابها بالفاء"» وفي مغني اللبيب حاول ابن هشام إثبات شرطيتها باقتران هذه الفاء بجوابهاء نافيا أن تكون هذه الفاء عاطفة؛ لدخوها على الخبر. كا نفى زيادتها لعدم الاستغناء عنها. ثم رد على من ادعى أنها عاطفة» أو من قال بزيادتهاء بتوجيه ما روي من شواهد في حذفهاء على أنها من الضرورة الشعرية» ثم اعتمد على هذه القاعدة في توجيهه لما جاء ني القرآن من شواهد في حذف الفاء» قال: "فإن قلت: قد حذفت في التنزيل في قوله تعالى:قَأَما الْذِينَ اسْوّدّتْ وَجُوَهُهُمْ أَكْمَرْتم بَعْدَ انك [ آل عمران: ١١٠]ء‏ قلت: الأصل: فيقال هم: أكفرتم؟ فحذف القول استغناءً عنه بالمقول فتبعته الفاء با لحذف» ورب شيء يصح تبعًا ولا يصح استقلالا"0". وما قرره ابن هشام من حذف القول استغناءً بالمقول هو ما سبقه إليه النحاة» جاء في معاني القرآن: "يقال: (أما) لا بد ها من الفاء جوابًاء فأين هي؟ والمعنى والله أعلم: فأما الذين اسودت وجوههم فيقال لهم: أكفرتم؟ فسقطت الفاء مع (يقال)» والقول قد يضم ". وإن كان ابن هشام متابعًا لسابقیه» فإنه قرر في ختام هذا التوجيه نحويًا ما فرّر فقهيًا معتمدًا على ما امتلكه من ثقافة فقهية واسعة أعانته في مثل هذه المسألة. ثم إنه شفع تقريره هذا بمثال فقهي حاول فيه الإيضاح والتبيين لصحة حكمه النحوي على صحة هذه القاعدة والعمل بهاء فقال: "كا حاج عن غيره يصلي عنه ركعتي الطواف» ولو صلى أحد عن غيره ابتداءً ل يصح على الصحيح". ١‏ -سيبويه» الكتاب» 5 7" والميرد» المقتضب» ؟: ٩‏ . وابن جنی» المخصائصء :١‏ ۲. وابن هشام» مغني اللبيب» OME)‏ ۲- ابن هشام» مغني اللبيب» .051:١‏ ۳-الفراء» معاني القرآن» :١‏ ۲۲۸. NON هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً وبمثل هذا القول والتقرير فعل السيوطي» إذ قرر الحكم النحوي اعتمادًا على هذه القاعدة الفقهية» ج ن لم ل حذوف» كقوله تعالى :اما الَذِينَ اسْوَدتْ وجُوَهْهُمْ أَكْمَرْثُم بَعْدَ ايك » الأصل تيقال ا آرم نف الول انت عة بامقول» تبعت القاء فى الح ف وریا يصح تبعًا ولا يصح استقلالا". ؟ - أثر الروافد الثقافية في بناء القواعد النحوية ١ ۲‏ - النكرة والمعرفة ( ترتيب المعارف ) عدد النحاة للمعرفة أنواعًا سبعة» هي: المضمرء والعلم والإشارة» والموصول» والمعرف بأل» والمضاف إلى واحد منهاء والمنادى" وقد وقع الخلاف بين النحاة في هذه الأنواع من المعرفة» هل هي على درجة واحدة من التعريف أم هي متفاوتة في| بينها فيه» والظاهر أن الخلاف فيها أظهر من الاتفاق» إذ إن جمهور النحاة قالوا بالتفاوت فيما بينها في التعريف» واختلفوا في أي هذه المعارف أعرف”) وكان للثقافة العقدية حضور في هذا الخلاف النحوي» حضور دعا النحاة إلى إخراج اسم الله تعالى من هذا الخلاف النحويء فلم يبحث النحاة فيه في مسألة الترتيب بين المعارف» بل نصوا على أنه أعرف المعارف» وأنه خارج عن الخلاف النحوي في هذه المسألة» يقول السيوطي: "ومحل الخلاف في غير اسم الله تعالى؛ فإنه أعرف المعارف بالإجماع"2©. ؟/ - إعمال ( إِنَّ ) المخففة أجاز البصريون إعمال (إن) المخففة خلافا للكوفيين» وكان اعتماد البصريين في بنائهم هذا القاعدة على قراءة ثابتة لآية قرآنية”2 جاء في الكتاب: "وحدثنا من نثق به ۲:٠٠١١ والسيوطيء الأشباه والنظائر»‎ .٠١ :٤ السيوطيء همع الموامع»‎ -١ ؟- أبو حيان» ارتشاف الضرب» 408:7. والسيوطيء همع ال موامع» ١9٠5 :١‏ ۳-الميرد المقتضب» 5: .۲۸١ -۲۸٠١‏ والأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» 7: .۷٠۷‏ وأبو البركات الأنباري» أسرار العربية» تحق. محمد ببجت البيطار (المجمع العربي العلمي/ دمشق) 50 . وابن مالك» شرح التسهيل» .١١5 :١‏ وأبو حیان» ارتشاف الضرب» ۲: .41١‏ والسيوطيء همع الموامع» .١41 :١‏ .191١ :١ السيوطيء همع ال موامع»‎ - ٤ ه-الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف ١905 :١‏ 5- قراءة التخفيف والنصب هي قراءة نافع المدني» وابن كثير. To هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا 2 3 أنه سمع من العرب من يتول: إن عمرًا لمنطلقٌ. وأهل المدينة يقرؤون :ون كلا لَيَوَفينّهُمْ رَبك اعام [هود: ١]يخففون‏ وينصبون"'. وأثبت الفراء في معانيه هذه القراءة» وبين مذهبه فيهاء وخالفته لمن أعمل الفعل فيا قبله» قال: "وأما الذين خففوا إن فإنهم نصبوا كلا ب طلَيوَفينّهمْ4» قالوا: كأنا قلنا: ون ليوفينهم كلاً. وعررونيه لا اختيية: O‏ الذي يديا عل E‏ رفعت (كُلُ) لصلح ذلك كا يصلح أن تقول: إن زي لقائم» ولا يصلح أن تقول: إن يدا لأضرب؛ لأن تأويلها كقولك: ما زيدًا إلا أضرب. فهذا خطأ في إلا وني اللام". وجعل الأنباري القراءة حجة البصريين في إثبات هذه القاعدة» فقال: "وأما البصريون فاحتجوا بآن قالوا: الدليل على صحة الإعمال قوله تعالى: ورن ان 25 3 ا رَبك اعا مہ4 في قراءة من قرأ بالتخفيف» وهي قراءة نافع وابن كثير””. ورد عل من قال بان إكلا4 )گلا( منصوب ب «إليوفينهم» لَيُوَفينَّهُْ ( بأنه لا يجوز؛ لأن لام القسم تمنع ما بعدها من العمل فيه قبلها .كما رد تأويل #إن) )إن( بمعنى (ما)» و#لما»)ك( بمعنى (إلا) بأن (إِنْ) التي بمعنى (ما) لا يجيء معها اللام بمعنى ا فار جار ارتلا (الا) لاوت حر نا م هروق السا ولا القياس عليهاء فلا لم تكن امتنع تأويلها“. وقرر العكبري هذا وأيّده مستشهدًا هذه القراءة وما روي عن العرب» فقال: "ويجوز أن تعمل (أَنْ) المخففة من الثقيلة عملها قبل التخفيف" . ثم قال: "وقرأ بعض القراء :9ون كلا نوُم رَبك أعَامم) بتخفيف النون» ونصب (كل) ولا شو أن كوة می( ران مسب ع 5 يقد مدر لأنك إن قدرته من جت المذكور بعدها فسد المعنى» لأنه يصير: ما يوني كلاً أعماهم» وإن قدرته من غير جنسه لم يكن لتقدير القسم هنا موضعء لأن أحسن ما يقدر به: ما نهمل كلا على أن (نَا) لا تكون بمعنى (إلا) في غير القسم". 1 . ۱٤١ :۲ سيبويه؛ كتاب سيبويف‎ -١ ؟- الفراءء» معاني القرآن» ۲: ۲۹. ۳-الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» ٠۹٩:۱‏ . . ٠۹٩:۱ الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف»‎ -٤ .۲۲۱-۲۲۰ :١ العكبريء اللباب في علل البناء والإعراب»‎ -٥ NO 7ع‎ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً ونص أبو حيان على ثبوت الحكم بالقراءة» جاء في البحر : "وذهب البصريون إلى أن إعمالها جائزء لكنه قليل إلا مع المضمرء فلا يجوز إلا أنه ورد في شعرء وهذا هو الصحيح؛ لثبوت ذلك في لسان العرب. حكى سيبويه: أن الثقة أخبره: أنه سمع بعض ال ت هذ التاق وو كرت ماك ار بمثل هذه الأقوال يظهر أثر هذه القراءة القرآنية في القاعدة النحوية» إذ إن مرتكز النحاة القائلين بجواز هذه القاعدة من لدن سيبويه كان على هذه القراءة المتواترة الثابتة. ۲ -الخفض على الجوار اختلف النحاة في مسألة الخفض على الجوار على مذاهب متعددة» ما بين مجيز له على إطلاقه من غير تحديد أو اشتراط» وهذا مذهب سيبويه"» ومن تابعه من جمهور نحاة البصرة والكوفة””. ومنهم من منعه مطلقاء وهذا مذهب الزجاج”»» وابن جني في أحد قوليه“. ومن النحاة من توسط فأجازه بشروط أو في أبواب دون أبواب2©. أما ما له علاقة بموضوع هذه البحث في هذه المسألة النحوية» فهو ما ذكر الأنباري من إثبات الكوفيين لهذا الحكم اعتمادًا على رافد ثقافي فقهي» إذ بين با امتلكه من ثقافة فقهية وجه إثبات الكوفيين هذ الحكمء > قال: «واخدل عل الخران كيه قال الله تعالى :1¥ الذي كَفَرُوا م مِنْ أَهْلٍ الْكِنَابِ وَالْثْرِكِنَ4 [البينة: »]١‏ ووجه الدليل أنه قال :لوخم رِكِينَ#بالخفض 1 اشوا ون كان معطوفًا غل «الّذين» فهو مرفوع؛ لأنه اسم يكن 4. وقال تعالى:#وامسحوا ا وَأَرْجلَكُمْ ل e TET‏ ارد رس قراءة أي ey og‏ ويحيى عن عاصم» وأبي جعفر» وخلف» وكان ينبغي أن يكون منصوبًا؛ لأنه معطوف -١‏ أبو حيان الأندلسي» البحر المحيط» تحق. عادل عبدالموجود (ط ١ء‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» ١١٠٠م)‏ 1771:4. ۲- سیبویه» الکتاب» ۱ : ٤۳۷ - ٤۳٦ - ٦۷‏ . ۳- أبو حيان الأندلمبى» ارتشاف الضرب) 5: ١91١5‏ -٤‏ الزجاج» معاني القرآن» ۲: 18. -٥‏ ابن جنی» ا لخصائص»۱: ۱۹۲ . كت اسان يسن الحساة افش عل اراز ف باب الخ درف غيرمةوين ارفك السناة أب حياة الألدلسيء قال في تفي آية المائدة: «ومن أوجب الغسل تأول أن الجر هو خفض عل الجوار» وهو تأويل ضعيف جدَاء ولم يرد إلا في النعت». أبوحيان الأندلسى» البحر المحيط» ۳: 507 . حاة :8ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا على قوله:لإفاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيدِيَكُمْ 4 كما في القراءة الأخرى, وهي قراءة نافع» وابن عامر» والكسائي» وحفص عن عاصم» ويعقوبء ولو كان معطوفا على قوله: برؤُوسِكُمْ4 لكان ينبغي أن تكون الأرجل بمسوحة لا مغسولة» وهو خالف لإجماع أثمة السلف والخلف. إلا فيا لا يعد خخعلاقا"27. فالكوفيون قد قرروا أن الحمل على الجوار حكم ثابت» وأن من أدلة ثبوت هذا الحكم ما قرره فقهاء الأمة في مسألة الوضوء. إذ قرروا أن الأرجل في الوضوء مغسولة لا مسوحة» فكان توجيه النحاة هذه الآية توجيهًا مبنيًا على هذا الإجماع, فقوله: #وَأَرْجلَكُمْ4 جاءت مجرورة في قراءة» وما عطفت عليه من فروض الوضوء المغسولة منصوب وهو قوله: لفاغْسِلُوا وجُوَهَكُمْ وَأَيدِيَكُمْ 4 » ولو حمل العطف على قوله:برُؤُوسِكٌةْ4 لأصبحت الأرجل ممسوحة لا مغسولة وهذا كا ذكر خالف لإجماع الأئمة» فوجب الحمل على الخفض على الجوار ليكون هذا الفرض باقيًا على حكمه» وتقرر هذا الحكم النحوي على أساسه. ويمتد الأثر في هذه المسألة إلى أبعد من ذلك» يمتد إلى أن يكون القول ببذه المسألة إنما هو من مذهب الفقهاء والمفسرين على ما حكاه ابن هشام» قال بعد أن ذكر قراءة الجر في آية المائدة السابقة قال: "في قراءة من جر الأرجل لمجاورته للمخفوض وهو الرؤوس» وإنما حقه النصب. كما هو في قراءة جماعة آخرين» وهو منصوب بالعطف على الوجوه والأيدي. وهذا قول جماعة من المفسرين والفقهاء"". ففي ما حكاه ابن هشام من كون القول بهذا الرأي في هذه المسألة إنها هو قول جماعة من المفسرين والفقهاء دليل على ما لأولئك من أثر في التنظير النحوي. كما أن فيه دليلاً على أثر المحمول الثقافي بنوعيه الفقهي والتفسيري على ابن هشام. ۲ - الممنوع من الصرف (١‏ المؤنث المنقول من مذكر ) ورد المبرد خلاف النحاة في الاسم المنقول من مذكر إلى مؤنث أيمنع من الصرف للعلمية والتأنيث» أم يبقى مصروفا اعتبارًا بالأصل؟ قال: "فأما سيبويه والخليل .507 :7 الأنباريء الإنصاف في مسائل الخلاف»‎ -١ Te 4۷ کان هشام الأنصاري» شرح شذور الذهب» تحق. محمد محيى الدين عبدالحميد(المكتبة العصرية/ صيداء‎ o إهداء من المركز والأخفش والمازني» فيرون أن صرفه لا يجوز؛ لأنه أخرج من بابه إلى باب يثقل صرفه» فكان بمنزلة المعدول. وذلك نحو امرأة سميتها زيدًا أو عمراء ويحتجون بأن مصر غير مصروفة في القرآن؛ لأن اسمها مذكر عنيت به البلدة. وذلك قوله عز وجل: اليس لي مُلْكُ يضر [الزخرف:۱٥]".‏ ثم قال: "وأما عيسى بن عمر [ت:159١ه]”"‏ ويونس بن حبيب [ت:87١ه]‏ وأبو عمر الجرمي [ت:٠۲۲ه]‏ وأحسبه قول أبي عمرو بن العلاء”" فإنهم كانوا إذا سموا مؤنثا بمذكر على ما ذكرنا رأوا صرفه جائرًا"9). قلت: وفيا ذكره المبرد من اعتماد المجموعة الأولى - المانعة للصرف - على ما ورد في القرآن دليل على ما للقرآن وقراءاته من أثر في قواعد النحو وأحكامه؛ إذ إن أولئك النحاة إن بنوا حكمهم النحوي في هذه المسألة اعتمادًا على ما ورد في القرآن الكريم فيها. ففي اعتمادهم على هذه الآية وبنائهم القاعدة النحوية عليها واحتجاجهم بها دليل ظاهر على ما للقرآن وقراءاته من أثر في النحو وفي قضاياه. ۲/ ه- قاعدة نصب الفعل المضارع المعطوف بالفاء على جواب الشرط. حين سمع سيبويه قراءة ابن عباس رضي الله عنهم| والأعرج وأبي حيوة” لقوله تعالى: لون تدوأ ما في أَنفسِكُمْ أو موه يحَابَكُم به الله يعفر لن يَشَاء 4 [البقرة: 185] أجاز في كتابه نصب الفعل المضارع المعطوف على الجواب بالفاء» وذكر أن نصبه يكون ب(أن) مضمرة بعد آلا“ وني إجازة سيبويه للنصب في مثل هذه الحالة بناء لحكم وقاعدة نحوية اعتمادًا على رافد ثقافي» مصدره القراءات القرآنية"» ذلك أن أحكام الفعل المعطوف على جواب ."٠١١:۳»بضتقملا -المبرد»‎ ١ ۲- جاء في الكتاب: «وكان عيسى يصرف امرأة اسمها عمرو؛ لأنه على خف الأبنية «. سيبويه؛ الكتاب» ۳: 57 7. ۳- ذكر سيبويه في كتابه أن أبا عمرو یری منع الصرف فیا نقل من مذكر إلى مؤنث. سيبويه؛ الکتاب» ۳: .۲٤۲‏ 5- المبرد» المقتضب» ۳: .٠٠١۲‏ ه-أبو حيان» البحر المحيط» .٠۷١:۲‏ 1- سيبويه» كتاب سیبویه» ۳: .۸٩‏ ۷- كانت القراءات القرآنية مصدرًا رئيسًا لكثير من الأحكام النحوية» من لدن سيبويه إلى منتهى التأليف النحوي» على خلاف بين النحاة في طريقة التوجيه لما. والدراسات النحوية التي تناولت أثر القراءات القرآنية في النحو كثيرة؛ لذا لعل فيما سبق من بيان لأثر هذا الرافد في القاعدة النحوية» وما ذكر في مصادر هذه الدراسة كفاية عن الإعادة والنقل. 281/2 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الشرط بالفاء تتجاذبه الحالات الإعرابية الجائزة في الفعل» فيصح فيه الرفع على الاستئناف. والنصب - كما تقرر - على تقدير أن» والجزم عطفا على الجواب المجزوم. ۲ - جزم الفعل المضارع الواقع في جواب النهي اشترط النحاة في الجواب ليكون مجزومًا بالنهي: أن يكون الفعل سببًا للجواب» ومثلوا لذلك بقوهم: لا تدن من الأسد تسلمُ» على تقدير: إن لا تدن من الأسد تسلم. جاء في الكتاب: "وتقول: لا تدن منه يكن خيرًا لك. فإن قلت: لا تدن من الأسد يأكلك؛ فهو قبيح إن جزمت» ولیس هذا وجه كلام الناس؛ لأنك لا تريد أن تجعل #باعدومخ الا سد کل" وإن كان سيبويه قال بالجواز على القبح فإن النحاة من بعده قرروا المنع واستحالة هذه الصورة» ووجهوا ما ورد منها. يوضح المبرد هذه المسألة الإعرابية وحكمها فيقول: "ولو قلت: لا تعص الله يدخلك الجنة» كان جيدًا؛ لأنك إن أضمرت مثل ما أظهرت. فكأنك قلت: فإنك إن لا تعصه يدخلك الجنة» واعتبره بالفعل الذي يظهر في معناه؛ ألا ترى أنك لو وضعت فعلاً بغير نبي في موضع (لاتعص) لكان: أطع الله. ولو قلت: لا تعص الله يدخلّك النار» كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله. وقولك أطع الله يدخلك النار محالٌ. EOE عروة لأنك ذا قلت‎ VEO من الآسد‎ OE YS, داع ولو قلق اعدم الأبد ا كلك كان خالا لآن افده ةل وجا‎ اناه me‏ من الدراسات التي تناولت أثر القراءات القرآنية في النحوء ما يأتي: القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية: عبد العال سالم مكرم» مطبعة دار المعارف بمصرء 997١م.‏ القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي: محمود أحمد الصغير» مطبعة دار الفكر» بيروت» 199١م.‏ أثر القراءات القرآنية في النحو العربي: محمد سمير نجيب اللبدي» الكويت» ۱۹۷۸/۱۳۹۸ م. أثر القراءات السبع في تطور التفكير اللغوي» عبدالكريم بکار» دار القلم» دمشق» ٠۹۹۰‏ م. القراءات القرآنية وأثرها في النحو العربي والفقه الإسلاميء التواتي بن التواتي» دار الوعيء الجزائر. ١‏ -سيبويه» الكتاب» ا ۲ المبرد. المقتضب» ATES‏ —-10A- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وسار النحاة على هذه القاعدة النحوية» مقررين أنه لا يجوز جزم الفعل المضارع الواقع في جواب النهي مالم يكن الفعل سببًا في الجواب. وجاء السهيلي فخالف [ت:١58ه]‏ النحاة في هذه القاعدة» مؤسسًا لقاعدة مفادها: جواز الجزم للفعل المضارع الواقع في جواب النهي وإن لم يكن الفعل سببًا في الجواب» واعتمد السهيلي في بنائه هذه القاعدة على ما روي في السنة النبوية» قال بعد أن ذكر رأي النحاة في مثل هذه المسألة: "وقد يجوز عندي ما منعوه من قولك: لا تدن من الأسد يأكلّك؛ لأني وجدت في حديث أحد قول أبي طلحة:"يا رسول الله لا تطاول يصبّك سهامهم”". فلو قدرت هذا: إن لا تطاول يصبك» كان محالآ» وهو الذي منعه النحويون إلا على استقباح» وقد ذكره سيبويه واعترف بقبحه» ولكنه يخرج على أن تضمر فعلاً يدل على النهي» كأنه قال: إن تطاولت يصبك سهم من سهامهم» أو يكون منجزمًا على نبي آخرء كأنه قال: لا يصبك» واستغنى بالنهي الأول" . بهذا يتبين مدى الأثر الذي كان للحديث النبوي في تنظير القاعدة النحوية» حين بنى السهيلي حكمه النحوي على هذا الحديث المروي في سيرة المصطفى بيا وكيف أنه خالف ما اشتهر عند النحاة. 701 والزخشري» المفصل في علم العربي(ط ۲ دار الجيل/ بيروت)‎ .187- 18٠0-1557 :7 ابن السراج» الأصولء‎ -١ . 1٤:١ والعكبري» اللباب في علل البناء والإعراب»‎ . أرجع أستاذنا الأستاذ الدكتور إبراهيم الشمسان رفض سيبويه لهذا الأسلوب «إلى أن الجواب لا يناسب الشرط. أما رفض النحاة فليس راجعًا إلى التركيب نفسه» ولكن يرجع في حقيقته إلى ما في قاعدتهم من تحكم» وهي قاعدة التطابق بين الظاهر والمضمر). الشمسان» الجملة الشرطية عند النحاة العرب» 27/5 7. ؟- الحديث أخرجه البخاري في باب غزوة أحد من حديث أنس ا بلفظ: «لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم). محمد بن إسماعيل البخاري» الجامع الصحيح» تحق. محمد زهير بن ناصر الناصر(ط١»‏ دار طوق النجاة/ بيروت» 5177١ه)‏ 6 . ۳- أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله السهيلي» أمالي السهيلٍ في النحو واللغة والحديث والفقه» تح. محمد إبراهيم البنا (مطبعة السعادة/ القاهرة» ١٠191م)‏ 804. -06004 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا المبحث الثاني: أثر الروافد الثقافية في تقرير القواعد والأحكام النحوية. تقدم ما للروافد الثقافية من أثر في توليد وبناء القواعد النحوية» وني هذا الملبحث حديث عن أثر تلك الروافد في تقرير القاعدة النحوية» وترجيحهاء أو التعليل لها. ولعل فيا يأتي بيان للأثر في القاعدة النحوية» إذ سيكون فيه عرض لمجموعة من القواعد النحوية التى كان للروافد الثقافية أثر فيهاء ويكفى في ذلك الاستدلال بعدد من القواعد التى تثبت صحة هذا الأمر. وآثر الروافد في تقرير القواعد النحوية يمكن أن يظهر في جانبين: جانب عام وآخر خاصء فأمّا العام فيراد به شمول الأثر لأبواب النحو وعدم اقتصاره على باب دون آخرء بل يكاد يكون حاضرًا في جملة أبواب النحو. ويراد بالخاص خلافه» وذلك أن يكون أثر ذلك الرافد محدودًا في باب أو قضية نحوية ومقتصرًا عليهاء دون بقية الأبواب. والحديث في هذا المبحث سيكون مرتكرًا على هذه النظرة. قواعد عامة كان ها أثر فى تقرير القواعد النحوية عامة كان من نهج النحاة في تقريرهم لقواعدهم النحوية أن يسوقوا الشواهد على القواعد» أو يقايسوا بين الأحكام النحوية» أو يبينوا العلل النحوية التي تؤيد ما ذهبوا العلم. ولم تقف اجتهاداتهم عند حدود العلم النحوي» بل جاوزوها إلى أصول العلوم الأخرى وقواعدها. وكان ما استعان به النحاة في تقريرهم لقواعد النحوء القراءات القرآنية الشاذة» والتفسير وعلومه» والفقه وأصوله في محاولة منهم لتأييد آرائهم النحوية» وتقرير أحكامهم فيها. وكان ما استعانوا به قواعد عامة استطاعوا تطبيقها في عدد من أبواب النحو» فكانت حاضرة فيهاء وكانت ملجاً لهم في كثير من مسائلهم الخلافية. وفي هذا ا لجزء من الدراسة يحاول البحث الوقوف على تلك الآثار مستشهدًا ببعض قضايا النحو التى تضمنتها الكتب النحوية؛ ليبين أثرها في النحو وقواعده. عات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً -١ ١‏ قاعدة:( الضرورات تبيح المحظورات) تعد هذه القاعدة من قواعد الفقه الإسلامي المتفرعة عن القاعدة الأساسية الجليلة (المشقة تجلب التيسير)(2. وجاءت عند الفقهاء بتعبيرات متعددة دالة على معنى واحد» هو: أن الممنوع شرعًا يباح عند الاضطرارء فيرتفع الإثم والمؤاخذة الأخروية عند الله تعالى. ومن عبارات الفقهاء في ذلك: الواجب بالشرع قد يرخص عند الحاجة» الواجبات تسقط للحاجة» المحظورات لا تباح إلا في حال الاضطرار. وهذه القاعدة ثابتة عند الفقهاء SL ST‏ الكريم» قوله تعالى: إا حرم عَلَيكمْ الي وَالدَم اوا اول + به عير اله فَمَنٍ اضطرَ غَيْربَغْ لعافلا ِم عليه إن اله عمو رجيم [البقرة TET [\VY:‏ من آيات التيسير التى ختمت مها بعض آيات الأحكام كانت هذه القاعدة الفقهية. ومن شواهدها في السنة النبوية ما روي عن أب واقد الليثي رضى الله عنه قال: قلت يا رسول الله: إنا بأرض تصيبنا مها خمصة» فما يحل لنا من اليْنَةِ؟ قال: "إذا لم تصطبحواء ول N‏ وم تحتفئوا”” بقلاً فشأنكم ا ولم يقف أثر هذه القاعدة الشرعية على الأحكام الفقهية فحسب» بل تجاوزها إلى الأحكام والقضايا النحوية؛ نتيجة لتلك العلاقة الظاهرة بين علوم الشريعة وعلوم اللغة» ولكون كثير من علماء الشريعة هم في حقيقة أمرهم أقطاب في علم النحوء كان هذه القاعدة حضورها الظاهر في قواعد النحو وقضاياه» فلا تكاد تقلب بصرك في باب من أبواب النحو إلا وتجدها حاضرة متمثلة فيا عرف عند النحاة بالضرورة الشعرية. .77' 5 -ابن محمد البورنو» الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية»‎ ١ - الاصطباح ها هنا أكل الصبوح وهو الغداء» والغبوق: العشاء» وأصله) في الشرب ثم استعملا في الأكل. مجد الدين ابن الأثير» النهاية في غريب الأثر: تحق. خليل مأمون شيخا(ط .١‏ دار المعرفة/ بيروت» ١١٠5م)‏ ۷:۲ ۳- الاحتفاء: أخذ البقل بالأظافير من الأرض. قال أبو عبيد: هو من الحفاء مهموز مقصورء وهو أصل البردي الأبيض الرطب منه» وهو يؤكلء فتأوله في قوله: تحتفئواء يقول: مالم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه. وقيل: إذا لم تجدوا في الأرض من البقل شيئَاء ولو بأن تحتفوه فتنتفوه لصغره». ابن منظورء لسان العرب» ۳: ٠٠١١‏ ( حفا) 4- علي الميثمي» مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» تحق. حسام الدين القدسي (مكتبة القدسي/ القاهرة) 4: 170. -11- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن قضية الضرورة الشعرية من أكبر القضايا تأثيرًا وتأثرّاء فهى من أكبر القضايا ها اقرا له ا عاق الاعطار باكر رر ال سيا ىود كين عرق الشواهد الشعرية التي يستشهد بها المخالف؛ رغبة في الإبقاء على النظام العام للقاعدة النحوية» وعدم خالفتها إلا فيا سمي بالضرورة. كا أنها من أكبر القضايا تأثرًا برافد ثقافي» فالثقافة الفقهية - ى| تقدم - كانت حاضرة بأصوها وأحكامها عند النحاة» لذا فلا غرابة أن تكون حاضرة في قضايا النحو عندهم. والضرورة في الشرع تقابلها الضرورة في النحوء كل منها أحل ما كان حرامّاء إذ أحلت الضرورة الشرعية» وهي خشية الهلاك أو مقاربته أو غيرها من الضرورات الأخرء أحلت أكل الميتة والدم ولحم الخنزير» وأحلت الضرورة النحوية» وهي مراعاة الوزن الشعري مخالفة القاعدة النحوية. وتشابهت تطبيقات هاتين القاعدتين في عموميتهم| وشموههما لغالب الأبواب» فهي فاك ار عة قاغذه عامةة رورا م ما وج الاضطران كرا هي ف ال قاعدة عامةء تَطَبِّق في الأبواب النحوية كافة من غير تحديد لباب دون باب» بل إنها أصبحت في بعض القضايا النحوية ردا حاضرًا لمن لا رد له. وتوسع بعض النحاة فيها فحمل عليها ما ليس منها. يظهر أثر هذه القاعدة في مسائل الخلاف النحوي» بين نحاة البصرة والكوفة» وربا كان حضورها عند نحاة البصرة أكثر منه عند نحاة الكوفة؛ ذلك أن اعتاد الكوفة على السماع وقبوهم لشواهد شعرية وبناءهم القواعد النحوية عليهاء حدا بنحاة البصرة إلى التعليل بالضرورة الشعرية وال حروب إليها عند انقطاع السبل مهم مقابل تلك الشواهد. ولم يكد باب من أبواب مسائل الخلاف يخلو من التعلل بالضرورة الشعرية لتفسير الخروج عن القاعدة» وفيما يأتي ذكر لناذج من أبواب النحو خرجت النصوص فيها على الضرورة الشعرية» وأوحت بمتابعة النحاة للفقهاء في قاعدتهم السابقة. 0١‏ - الفصل بين المضاف والمضاف إليه اقتضى أسلوب الإضافة في اللغة العربية تلازمًا وارتباطًا وثيقا بين لفظين» جعل ذكر أحدهما يستدعي ذكر الآخر ذهنيًا. ونتيجة لهذا الارتباط زل هذان اللفظان منزلة ~1 - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً اللفظ الواحد"» فكرهوا الفصل بينهما وعدٌّوه من الضرورة التي أجيزت خشية الوقوع في المحظورء تلك الضرورة هي مراعاة الوزن الشعري» جاء في الكتاب: "ولا يجوز: يا سارق الليلة أهل الدارء إلا في شعرٍ كراهة أن يفصلوا بين الجار والمجرور”". ثم استشهد على جواز الفصل بينههما في الشعر للضرورة» فقال: "وما جاء في الشعر قد فصل بينه وبين المجرور» قول عمرو بن قَحِيئة: [السريع] اكارات اين" اميت لله ه در الوم من ای ففصل بين المضاف» وهو: در والمضاف إليه» وهو: الاسم الموصول مَنْء وهذا الفصل عنده محمول على الضرورة» وإلا فهو ممتنع في غير الضرورة. قلت: وني حمل نحاة البصرة شواهد هذه المسألة على الضرورة الشعرية» محاولة منهم لتقرير قاعدة نحوية اعتمدوهاء وهي: عدم جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه إلا بالظرف أو الجار والمجرور في الشعر فقط. علً) أن شواهد هذه المسألة كثيرة كما ذكر ذلك ابن جنى» قال: "وقال ذو الرمة» وهو من أبيات الكتاب: [البسيط] 2 01 گان أَصْوَّاتَ من إِيعَاهِنَ بن أَوَاخرِ المميسء أَصْوَاتٌ الْقَرَارِيِ©) -١‏ هذه المسألة من المسائل الخلافية بين النحاة» والخلاف فيها في حكم الفصل بين المتضايفين» فأجاز الكوفيون الفصل بينهما بغير الظرف وحروف الجر لضرورة الشعر» ومنع ذلك البصريون وحصروا جواز الفصل بالظرف والجار والمجرور فقط في ضرورة الشعر. الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» 7: ٤۲۷‏ -575. e ey eS‏ الشموي» معي لدان ان نار سار بيروت» ۱۹۹ م) : ۸ 4 - البيت أحد ثلاثة أبيات لعمرو بن قميئة يصور فيها حاله في رحلته مع امرئ القيس إلى قيصر. عمرو بن قميئة» ديوان عمرو بن قميئة» تحق. حسن كامل الصيرفي( معهد المخطوطات العربية/ القاهرة» 19565١م) .١187‏ 6- سيبويه» كتاب سیبویه» ۱: ۱۷۸ . كك - البيت لذي الرمة» وورد في الديوان برواية « أنقاض» مكان « أصوات « . وهو من قصيدته التي مطلعها يا حَادیيٰ بنتِ فضاض آما کا حَتَّى لھا هم ريج ذو الرمة» ديوان ذي الرمة» شرح. أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي» ع عبدالقدوس أبو صالح ( ط؟. مؤسسة الإيمان/ بيروت» 19487م) 44517. ج ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا يريد: كأن أصوات أواخر الميس من إيغالمن بنا أصوات الفراريج» ففصل بين المضاف والمضاف إليه بحرف الجر لضرورة الشعر» ومثله كثير» إلا أنا ندعه لشهرته"'. 3١/١‏ -النداء الضرورات الشعرية في مسائل هذا الباب كثيرة» وتكفى الإشارة اليسيرة إلى بعض منها؛ استدلالًا على ما للقاعدة الفقهية العامة من أثر في أبواب النحو. ومن مسائل هذا الباب ما يأق: ۱ - نداء ما فيه ( آل ). اختلف النحاة في نداء ما فيه (أل)» "ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز نداء ما فيه الألف واللام» نحو: يا الرجلء ويا الغلام» وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز" . واستشهد الكوفيون على جواز ذلك بأكثر من شاهد شعري» ومن شواهدهم في ذلك» قول الشاعر: کيا الْْلامَانِ اللَّدَانِ قرا اكا أن تُكيبَانيٍ قرا وقول الآخر ": مِنْ الك يا التي تيّمتِ قَليِي وَأَنْتِ بَخيلة بالود عَني وقد اجتهد البصريون في رَد هذه الشواهد معتمدين على التأويل مرة» وعلى حمل اللفظ على شبيه له مرة أخرىء وعلى الحمل على الضرورة الشعرية مرة ثالثة» جاء في الكتاب: "وقال الشاعر: مِنْ اللِكِ يا التي تيّمتِ قَلبِي وَأَنْتِ بَخيلة بالود عي شبهه بيا الله" . فقرر سيبويه أن الألف واللام في التي مشابهة للألف واللام في لفظ الجلالة؛ للزوم كل منههما اللفظ وعدم مفارقته إياه. .٠١ :١ ابن جني» سر صناعة الإعراب» تحق. حسن هنداوي (ط۲» دار القلم/ دمشق» ۱۹۹۳م)‎ -١ ؟- الأنباري» الإنصاف» ٠٠٠ :١‏ “- البيت من الشواهد الخمسين التي لا يعرف قائلهاء وم أجد من نسبه إلى شاعر معين. المبرد؛ المقتضب»٤: ١‏ 5 ؟. وابن السراج» الأصول في النحوء ۳: 7 5. وأبو القاسم محمود بن عمر الزتخشريء المفصل في علم العربية(ط 1 دار الجيل» بيروت ) .٤١‏ .191/:7 سيبويه» الكتاب»‎ - ٤ د هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وفي المقتضب حمل المبرد الشاهد الآخر على الضرورة الشعرية» ىا وافق سيبويه في مشابهة الألف واللام في التي للألف واللام في لفظ الجلالة» قال: "وقد اضطر الشاعر فنادى بالتي؛ إذ كانت الألف واللام لا تنفصلان منهاء وشبه ذلك بقولك يا ألله اغفر لي» فقال: ف اعا ونما يدل على ما لتلك القاعدة الفقهية من أثر في تطبيقات النحو بال حمل على الضرورة الشعرية ما روي عن المبرد» من أنه كان "يرد هذا ويقول: هو غلط من قائله أو ناقله؛ لأنه لو قيل: فيا غلامان اللذان فرّاء لاستقام البيت» وصح اللفظ به ولم تدعٌ ضرورة إلى إدخال الألف واللام "". ذلك أن الشاعر - كا روي عن المبرد - لم يكن مضطرًا لمخالفة القاعدة النحوية» بل كانت له مندوحة عن ذلك» لكن لا أخطأ حمل النحاة خطأه على الضرورة الشعرية» والضرورات تبيح المحظورات. ) اجتماع حرف النداء ( يا ) مع ( اللهم‎ ١ 01١ اختلف النحاة في الميم التي في آخر الاسم ( اللهم ) هل هي عوض من حرف النداءء أم لا؟ جاء في الكتاب:" وقال الخليل |: اللهم نداءء والميم ها هنا بدل من ياء فهي ها هنا فيما زعم الخليل رحمه الله آخر الكلمة بمنزلة (يا) في أولها ". أما الكوفيون فكان مذهبهم في ذلك أن هذه الميم ليست عوضًا من حرف النداى وكان مما استدلوا به على مذهبهم شواهد شعرية جع فيها بين الياء والميم ولو كانت عوضًا عنها لم يصح الجمع» ومن تلك الشواهد» قول الشاعر^: ا ا NE‏ صو 0 .75١ :5 المقتتضبء‎ ,دربملا-١‎ ۲- أبو القاسم الزجاجيء اللامات» "01. ۳- سيبويه» الكتاب» ۱۹٩:۲‏ . 4- البيتان من مشطور الرجزه ولم تنسب لقائل في وقفت عليه من كتب النحاة. المبرد» المقتضب» 5: 57 1. ابن جني» اللمع في العربية» ١١١‏ . الأنباري» الإنصاف» .٤١:١‏ ابن مالك» شرح الكافية الشافية» ۲: .٠۸‏ سق هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وقول الآخر": وَمَاعَلَيكِ أن توي كلا سَبّحْتٍ أو صَلَيتِ يالله ما وكان ما رد به البصريون على هذه الشواهد الشعرية قولهم: "هذا الشعر لا يعرف قائله» فلا يكون فيه حجة» وعلى أنه إن صح عن العرب فنقول: إنها جمع بينهما لضرورة الشعرء وسهل الجمع بينهما للضرورة أن العوض في آخر الاسم والمعوض في أوله. والجمع بين العوض والمعوض منه جائز في ضرورة الشعر”". من هذه الشواهد وأمثالها يظهر مدى أثر تلك القاعدة الفقهية في أبواب النحو تقريرًا وتوجيهًا حفظًا للقاعدة النحوية من التصدع بتأويل ما خالفها من فصيح مأثور العرب» وإعمالا لقاعدة: الضرورات تبيح المحظورات. أثر الروافد الثقافية في تعليل الآراء النحوية -١ ۲‏ إعراب الأسماء الستة لم يختلف النحاة في علامة إعراب خلافهم في علامة إعراب الأساء الستة» فقد تعددت الأقوال في العلامة الإعرابية هذه الأسماء, جاء في التبيين: "اختلفوا في الأسماء الستة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال على سبعة مذاهب: الأول: قول سيبويه وهي أن حروف المد فيها حروف إعراب» والإعراب مقدرٌ عليها”". والثاني: قول أبي الحسن الأخفش: أن حروف المد دوال على الإعراب فقط. والثالث: قول الجرمي: أن قلبها إعرابٌ. .٤١ :١ الأنباري» الإنصاف»‎ .4١ ثلاثة أبيات من مشطور الرجزء لم أجد من نسبها لقائل. الزجاجيء اللامات»‎ - ١ .751١:١ الأتباري» الإنصاف»‎ -١ ۳- نسب السيوطي هذا القول إلى سيبويه» والفارسي» وجمهور البصريين» وابن مالك وأبي حيان وابن هشام من المتأخرين. السيوطيء همع ال هوامع» .٠١١ :١‏ 5ك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً والمذهب الرابع: قول قطرب وأبي إسحاق الزيادي: أن هذه الحروف إعراب7". والخامس: قول المازني: أن هذه الحروف ناشئة عن إشباع الحركات» والإعراب قبلها. والسادس: قول أبي علي وأصحابه: أن هذه الحروف هي حروف الإعراب» ودوالٌ على الإعراب» وليس فيها إعراب مقدر. والسابع: قول الفراء: وهي أنها معربة من مكانين» حروف المد وحركات ما EE‏ ولتعدد الخلاف في هذه المسألة وتنوعه» كان للنحاة اجتهادات في توجيه آرائهم والرد على مخالفيهاء مستعينين با أوتوه من علم وثقافة واسعة» لتكون خير معين في التوجيه والرد؛ فتنوعت الروافد الثقافية في هذه المسألة تبعًا للعالم» فربم| استعان النحوي برافد فقهي في رد قول أو تأييد آخرء ورب كان للثقافة الفلسفية أثرها في رد الأقوال أو 32 قبوهًا: ومن ناذج تلك الروافد ما اعتل به السهيلي في تأييد القول بأن إعرابها إنما يكون با حروف لا بالحركات» جاء في نتائج الفكر: "فإن قيل: فلم كان إعرابها بالحروف دون الحركات؟ ولي أعلت بالحذف دون القلب خلاقًا لنظائرها ما علته كعلتهاء وهي الأساء المقصورة؟. قلنا: في ذلك جواب فلسفي لطيف» وهو أن اللفظ جسد» والمعنى روح» فهو تبع له في صحته واعتلاله» والزيادة فيه والنقصان منه» ك| أن الجسد مع الروح كذلك» فجميع ما يعتري اللفظ من زيادة فيه أو حذف» فإنم| هو بحسب ما يكون في المعنى» اللهم إلا أن يكثر استعمال كلمة فيحذف منها تخفيفا على اللسان لكثرة دورها فيه ولعلم المخاطب بمعناهاء كقوهم: أيش؟.» ولم أبل. ١‏ - هذا هو المشهور من إعراب هذه الأسماء» وعليه استقر رأي النحاة» فترفع بالواو» وتنصب بالألف» وتجر بالياء. جاء في الحمع:» في إعراب الأساء الستة مذاهب: أحدها: وهو المشهور: أن هذه الأحرف نفسها إعراب» وأا نابت عن الحركات» وهذا مذهب قطرب. والزيادي» والزجاجي من البصريين» وهشام من الكوفيين». السيوطي» همع الموامع» :١‏ 177. ۲- نسب السيوطي هذا القول إلى الكسائي والفراء» وردّه بأنه لا نظير له. السيوطي» همع الموامع» ٠١١ :١‏ ۳- العكبريء التبيين عن مذاهب النحويين» ”197 . -لاكك- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وهذه الأساء الخمسة مضافة في المعنى» فإذا قطعت عن الإضافة وأفردت» نقص المعنى فنقص اللفظ تبعًا له» مع أن أواخرها حروف علة» فلا بد من تغييرها إما بقلب وإما ببحذف» وكان الحذف فيها أولى لما قدمنا وكان ينبغي على هذا أن يتم لفظها في حال الإضافة كا تم معناهاء إلا أنهم كرهوا أن يخلو (الخاء) من أخ» و(الباء) من أب من الإعراب الحاصل فيهاء إذ ليس في الكلام ما يكون حرف إعراب في حال الإفراد ولا يكون حرف إعراب في حال الإضافة» فجمعوا بين الغرضين ولم يبطلوا أحد القياسين» فمكنوا الحركات التي هي علامات الإعراب في حال الإفراد فصارت حروف مد ولين في الإضافة"7". فالسهيلي في تقرير لعلامة إعراب هذه الأسماء يستعين - كا صرح - بثقافة فلسفية هو الروح» ويشبه علاقة اللفظ بالمعنى بعلاقة الجسد في الروح» فكما أن الجسد يعتل لاعتلال الروح» ويصح لصحتها فكذلك اللفظ يعتل لاعتلال المعنى ويصح لصحته. ومن النحاة من نظر إلى علة إعراب هذا الأسماء بالحروف بعين من واقع الحياة العامة» فاستعان بطبائع الناس لتقرير إعراب هذه الأسماء بالحروفء جاء في اللباب: "وإنما أعرب هذه الأسماء بالحروف» لأنها مفردة تحتاج في قياس التثنية والجمع إليهاء إذ كانت التثنية والجمع معربة بالحروف ضرورة» وهي فروع» والأسماء المفردة أصول» فجعلوا ضربًا من المفردات معربًا با حروف ليؤنس ذلك بالتثنية والجمع ". وقال الأشموني [ت:۹۲۹ه]: "إنما أعربت هذه الأسماء بالحروف توطئة لإعراب المثنى والمجموع على حده بهاء وذلك أغهم أرادوا أن يعربوا المثنى والمجموع بالأحرف للفرق بينها وبين المفرد» فأعربوا بعض المفردات بها؛ لياس بها الطبع» فإذا انتقل الإعراب بها إلى المثنى والمجموع ل ينفر منه لسابق الإلفة"". فالعكبري والأشموني لم يبحثا عن علة علمية لإعراب هذه الأسماء بالحروف. بل -١‏ أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله السهيلي» نتائج الفكر» تحق. عادل أحمد عبدالموجود وعلي محمد معوض (ط١»‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» 1997١م)‏ ۷۷. ؟- العكبري» اللباب في علل البناء والإعراب» :١‏ 48. ۳-الأشموني» شرح الأشموني على الألفية» .۷۹:١‏ -151- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً نظروا إلى حياتهم العامة واستعانوا بها في إيجاد علة لاختلاف الإعراب» علة ل تعد النظر في طبيعة الناس وأخلاقهم» فوجدوا فيها ضالتهم فقرروها علة لاختلاف الإعراب. ۲ -( لات ) حقيقتها وأصلها اختلف النحاة في (لات) في حقيقتهاء فلهم فيها ثلاثة ثة أقوال: 1[ أحدها: أنها كلمة واحدة فعل ماض. | الثاني: آنا كلمتان. لا النافية» والتاء لتأنيث اللفظة كا في ثمت وربت» وحركت لاء الان | الثالث: أنها كلمة وبعض كلمة»ء وذلك أنها لا النافية» والتاء زائدة في أول الحين. وما بهم في هذا الخلاف هو تتبع بع أثر الروافد الثقافية فيه» ذلك أن ما ذهب إليه أبو عبيدة وابن الطراوة» من أن هذه الكلمة أصلها كلمة وبعض كلمة إن| كان مدفوعًا بأثر من رافد ثقافي» ذلك نهم استدلوا بها وجد في الإمام - وهو مصحف عثان رضي الله عنه - من رسم لهذه الكلمة قد وصلت تاؤها بالحين”" )وَلاَ تحن( ما أوحى لما أن هذه التاء جزء من كلمة الحين. وأبو عبيدة وابن الطراوة [ت:578ه] إنا ذهبا إلى هذا المذهب بأثر مباشر ما وجدوه مكتوبًا في الإمام» فهم| بذلك مدفوعان بأثر لرافد من روافد ثقافتهم العامة تلك الثقافة التي تسلحت بعلوم القرآن الكريم على اختلافهاء ما كان ها الآثر في آرائهم النحوية. ۲ ۳- الاستثناء من الأحكام التي كان للروافد الثقافية أثر في تقريرها في موضوع الاستثناء الخلاف في صحة الاستثناء ما زاد على النصف أجائز أم لا؟ ذلك أن النحاة في هذه المسألة كان هم أكثر من رأيء فمنهم من قال: "لا يستثنى من الشيء إلا ما كان دون نصفه» لايجوز أن يقال: عشرة إلا خمسة. وقال قوم: يستثنى القليل من الكثير» ابش الكدر ها هر أك م" ؟- الحسن بن قاسم المرادي» الجنى الداني في حروف المعاني» تحق. فخز الدين قباوة ( ط١ء‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» 4۲م( 7. وابن هشام» مغني اللبيب » PON‏ ۳- ابن فارس» الصاحبی» ۱۸۹ . - 0 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا والخلاف في هذه المسألة تتنازعه روافد متعددة» منها ما كان على هيئة أدلة استدل مها النحاة» ومنها من كان معتمدًا على ثقافة فقهية» نظرت في آراء الفقهاء في هذه المسألة فأوردته ليكون بيانًا وإيضاحًا تقرر به المسألة. فمن أدلة من ذهب إلى القول بجواز الاستثناء من النصف وما زاد عليه الاستدلال بقوله تعالى: يا أا الَرّمّل٭» قم اللَيلَ إلا فيلا * نِصْفَهُ أو انقصٌ مِنْهُ قَِيلا» [المزمل: ]د سى النصف قليلا وامتتاه من الأصض] 0 وق آثر الغا اله ق الال ما جاك ف الغرة قال "وما د كر دع اه اف أيضًا بين النحاة والفقهاء» وذلك أن النحاة لا يجيزون: لي عنده عشرة إلا ستة» منهم الأخفشء فيستثني بأكثر من النصف» وبعض النحاة منهم السيراني» وجماعة من الفقهاء يجيزون ذلك» ويعتلون بأن معنى الكلام : العشرة عندي أربعة منهاء وهذا يؤدي إلى إجازة لي عنده عشرة إلا تسعة ونصفًاء وهو مذهب أصحاب الشافعي رحمة الله عليه"”. ارات بير كرو اهاري ريا تر فوا كوا ورا " ومذهب أبن حنيفة رحة الله عليه يقتضي جواز: لي عنده عشرة إلا ستة؛ لأنه قال : إذا قال لامرأته: ف الى ثل إلا اثنتين» طلقت بواحدة 00 أما من منع صحة الاستثناء ما زاد على النصف» فكان معتمدهم في ذلك على حديث سعد ابن أبي وقاصرضي الله عنه الذي قال فيه: "مرضت عام الفتح حتى أشرفت» فعادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» فقلت: أي رسول الله إن لي مالاً وليس يرثني إلا ابنتي» أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: لا. قلت: فالشطرٌ؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلتٌء والثلث كثير» إنك إن تترك ورثتك أغنياء حير من أن تتركهم عالةً يتكففون الناس". فبقول رسول الله كك استعان من منع الاستثناء من النصف أو ما زاد عليه 017 ابن فارس» الصاحبي» 184 . والمرادي» الجنى الداني»‎ -١ - سعيد بن المبارك بن الدهان» الغرة في شرح اللمع» تحق. فريد بن عبدالعزيز الزامل السليم (ط١»‏ دار التدمرية/ الرياضء ١١١5م) ٤٥٤:۲‏ . "- ابن الدهان, الغرة في شرح اللمع» ٤٥٥:۲‏ . ٤‏ - ابن فارس» الصاحبي» .١4١‏ والحديث أخرجه البخاري في صحيحه» محمد بن إسماعيل البخاري» الجامع الصحيح» تحق. محمد زهير ناصر الناصر(ط١»‏ دار طوق النجاة/ بيروت»577١ه)‏ /1: 77 2005 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً كما أهم أجازوه با استدلوا به من آي القرآن الكريم» مع اختلاف أوجه الاستدلال في النصين» فالأول سيق دليلا على ورود هذه الصيغة في القرآن الكريم» أما الثاني فإنما سيق كما أن هذه المسألة لم تخل من أثر للثقافة الفقهية تمثلت في عرض ابن الدهان لبعض مذاهب الفقهاء فيها وإجازتهم الاستثناء في زاد على النصف» وتقريرهم بعض الأحكام الفقهية اعتمادًا على إجازتهم هذه المسألة النحوية. ؟/ 5 - الإضافة -١ /5 /۲‏ (معاني الإضافة) تأتي الإضافة على ثلاثة معان» إذ هي إما أن تدل على الملك» مثل: غلام زيد. وإما أن تكون إضافة ملابسة ومصاحبة» كقولهم: سرج الدابة. أو تكون دالة على التخصيص؛ وهو أن تخصص الاسم بإضافته إلى وصله أو إلى لقب علم» كقوهم: مسجد الجامع". هذه المعاني الثلاثة للإضافة حاول النحاة تطبيقها على الإضافة إلى اسم الله تعالىء ذلك أن من النحاة من حاول معرفة معنى الإضافة في قولنا: بسم الله» أإضافة ملك هي» وممن وقف عند هذه المسألة أبو القاسم السهيلي في كتابه نتائج الفكر» وما يهم البحث في هذه المسألة الروافد الثقافية المؤثرة في الحكم فيهاء ذلك أن السهيلي قرر فيها أن الحكم متوقف على خلاف بين الأصوليين والمتفلسفين في الاسم والمسمى. قال: "فالجواب أن نقول: هذه المسألة تبنى على أصل القوم في الاسم والمسمىء أهو هو أم هو غيره؟ وهي مسألة طال التنازع فيها بين الأصوليين والمتفلسفين» وشاركهم فيها طائفة وال ثم راح بعدها يناقش أقوال أهل الاعتقاد في هذه المسألة» ولما كان السهيلي أشعري الاعتقاد فإنه في مناقشته ها قرر مذهب الأشاعرة ورد عل المعتزلة الذين خالفوا الأشاعرة فيي ذهبوا إليه في مسألة الاسم والمسمى» قال: "فقد حصحص الحق وانحسم الإشكال» .۲۸ السهيلي» نتائج الفكر في النحو»‎ -١ ۹ ؟- السهيلي» نتائج الفكرء‎ -1۷1- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وآل المعنى إلى أن اسمه سبحانه وتعالى إذا تلقيته من كلامه فلا تقل: هو هوء ولا تقل: هو غيره؛ لآنه حينئذ من كلامه القديم» وإذا تلقيته من كلام غيره فهو لا محالة غير المسمى» إذ الاسم كلمة» فحكمها حكم الكلام الذي هي منه» والقائل أن الاسم هو المسمى على الإطلاق خالف لمذاهب أهل السنة؛ لآن أصلهم في الكلام أن لا يقال: هو هو”". ؟/ 7/4- حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه من المقرر عند النحاة جواز حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه. وقد بين سيبويه أن هذا الحذف إن هو على سبيل اتساع الكلام والاختصار فيه» جاء في الكتاب: "وما جاء على اتساع الكلام والاختصار قوله تعالى جده: ظإوَاسْأَلٍ الْقَريََالّتِي كنا فيا وَالْعِيرَ التى أَقْبَلْنَا فييًا€ [يوسف: 87] إنما يريد: أهل القرية» فاختصرء وعمل الفعل في القرية ىا كان عاملاً في الأهل لو كان ها هنا" . وتابع النحاة سيبويه في حكم هذه المسألة» فأجاز المبرد حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه مستشهدًا بشواهد من القرآن ومن كلام العرب”"» وسار كثير من النحاة على هذا المنهج مسلمين بهذه القاعدة غير خالفين فيها . ول تخل هذه المسألة النحوية من الخلافء إلا أن الخلاف فيها لم يكن في وجودها أو عدمه» إن كان في قياسية هذه المسألة أو عدم قياسيتهاء بمعنى هل يصح لنا القياس على E 8‏ 3 انقسم النحاة في هذه المسألة النحوية قسمين» أحدهما: يرى أن حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه مسألة ليست قياسية. أما الآخر فيرى: أن حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه مسألة قياسية. -١‏ السهيلي» نتائج الفكر» 777. ۲- سيبويه» الكتاب» ۱: ۲۱۲. ۳-المرد» المقتضب» ۳: ۰ والمیرد» الكامل» ٠١١:۳‏ . -٤‏ أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش» معاني القرآنء تحق. هدى محمود قراعة (ط١ء‏ مكتبة الخانجي/ القاهرة» .۱۸١ :۱ ٠١‏ وأبو جعفر النحاس» معاني القرآن» تحق. محمد علي الصابوني ( ط١‏ جامعة أم القرى/ مكة المكرمة» ۸,م) ۱٥۵:۱‏ . وابن جني» ا لخصائص» ۱۹۲:۱- ۲: ۳۱۲/ .۳٠١‏ وابن جني» اللمع في العربية» .٠" ١‏ وابن فارس» الصاحبي» ۳۳۷. والزخشري» الكشاف» :١ - ٤1۹ :١‏ 515. وأبو الحسن علي بن الحسين الأصفهاني» شرح اللمع» تحق. إبراهيم أبو عباة(ط١»‏ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/ الرياض» م : - ."۰٠١‏ وابن مالك» شرح التسهيل» ۳: .٠١١‏ وابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ۲: ۷۲. -5/اا- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً تمثل المذهب الأول برأي أبي الحسن الأخفش في حكاه عنه ابن جني2"7» وبرأي أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج إذ رأى أن حذف المضاف وإقامة المضاف إلبه مقامه لا تكون إلا بدليل وليست مسألة قياسية يلجأ إليها كل من أراد توجيهًا لشاهد أو مثال نحوي» قال الزجاج: "وقال قوم: معنى8 أرني أَنظْر إِلَيْكَ4 [الأعراف:57١]‏ أرني أمرّاعظيً) لايُرى مثله في الدنيا مما لا تحتمله بنية موسىء قالوا: فأعلمه أنه لن يرى ذلك الأمرء وأن معنى فلا جل رب لِلْجَبّل 4 [الأعراف:147]: تجل أمر ربه. وهذا خطأ لا يعرفه أهل اللغة» ولا ني الكلام دليل أن موسى أراد أن يرى أمرًا عظي من أمر الله» وقد أراه الله من الآيات في نفسه ما لا غاية بعده". أما المذهب الثاني فتمثل بالقول بقياسية الحذف في هذه المسألة» ومثل هذا المذهب أبو غلل القارسى؛ وتابعه تلميذه ابن جنى. قال أبو عل في الإغفال متخدثا عن حذف الاقف اانه المضاف إليه مقامه: ام هذا في اللغة وك واشديازة فها أظهر وأوضح من أن يخفى على المبتدئين بالنظر في اللغة فضلاً عن المتوسطين ومن جاوزهم. وفي التنزيل من هذا ما لا يكاد يضبط كثرة"". وعلى أثر أبي على سار ابن جني فعدٌ حذف المضاف من المسائل القياسية في النحو ارارق الان رف سافن ارت ا برا لزه ورف وير د وجاء فيه أيضًا:" وقد حذف المضاف» وذلك كثير واسع ". بل بالغ ابن جني في قياسية هذه الظاهرة فادعى أنها تكاد تكون موجودة في كل آية من آي القرآن» جاء في الخصائص: "وقَلَّتُ آية تخلو من حذف المضاف» نعم» وربا كان في الآية الواحدة من ذلك عدة مواضع". وكان قال قبل: "أما آنا فعندي أن في القرآن ان جنى» | لخصائص» TT‏ ؟- أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج» معاني القرآن وإعرابه» تحق. عبدالجليل عبده شلبي (ط١ء‏ عالم الكتب/ بيروت» VE: (A۸‏ ۳- أبو علي الفارسي» الإغفال» تحق. عبدالله بن عمر بن الحاج إبراهيم (ط١»‏ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث/ دبي» VT: (p‏ 1 ابن جنى» الخصائص»‎ - ٤ a E ابن جنی» الخصائص»‎ -٥ . ۱۹۲ :١ ابن جنی» الخصائص»‎ -٦ ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا مثل هذا الموضع نيقًا على ألف موضع» وذلك أنه على حذف المضاف لاغير". ورد الفارسى على أبي إسحاق في إنكاره القياس في هذه الظاهرة» محاولاً إثبات ذلك بها استشهد به سيبويه من شواهد استغني عن ذكرها لكثرتباء كما حاول إثبات هذه الا ا اس اع اف فا رات وأقيم المضاف إليه مقامه مع وجود الق خا" أما ابن جني فإنه قرر قياسية هذه المسألة في رده على من أنكرهاء فقال: "واعلم أن جميع ما أوردناه في سعة المجاز عندهم واستمراره على ألسنتهم يدفع دفع أبي الحسن القياس على حذف المضاف» وإن لم يكن حقيقة. أولاً: يعلم أبو الحسن كثرة المجاز غيره» وسعة استعاله» وانتشار مواقعه» كقام أخوك» وجاء الحيش» وضرنت زيذا ونحو ذلك» وكل ذلك مجاز لا حقيقة» وهو على غاية الانقياد والاطراد. وكذلك أيضًا حذف المضاف مجاز لا حقيقة» وهو مع ذلك مستعمل. فإن احتج أبو الحسن بكثرة هذه المواضع» نحو: قام زيد وانطلق محمد وجاء القوم ونحو ذلك» قيل له: وكذلك حذف المضاف قد كثر حتى إن في القرآن - وهو أفصح الكلام - منه أكثر من مائة موضعء بل ثلاثمائة موضع» وفي الشعر منه ما لا أحصيه". والخلاف في هذه المسألة وإن كان ظاهره خلاف نحوي إلا أنه في الحقيقة خلاف عقدي» يتبين ذلك في) طبقه النحاة على شواهد هذه المسألة» فإذا كان من الثابت اعتزالية الفارسي وابن جنيء فإن من الثابت أيضًا أن الزجاج كان حسن الاعتقاد متابعًا لمذهب الإمام أحمد”» وظهرت آثار هذين المذهبين في| ناقشاه من شواهد هذه المسألة النحوية. قال الزجاج: "هذا معنى © أرني أنظر إِلَبّك) [الأعراف:57 ]١‏ إلى آخر الآية .١97 :١ ابن جني» ا لخصائص»‎ -١ .۲۸١ - ۲۷٦:۲ الفارسي» الإغفال»‎ -۲ ۳- ابن جني» الخصائص» EONS‏ .٠۹٤ القفطي» إنباه الرواة)۱:‎ -٤ -٥‏ قال الزجاج: «كلم الله موسى تكليً) خصه الله أنه لم يكن بينه وبين الله جل ثناؤه وفيا سمع أحد» ولا ملك أسمعه الله كلامه» فلم| سمع الكلام (قَالَ َب أرني أَنظْرْ إَِِكَ) أي: قد خاطبتني من حيث لا أراك والمعنى: أرني نفسك... (فلما تجلى ربه للجبل)» أي: ظهر وبان». الزجاجء معاني القرآن» ؟: ۲۷۳ NV هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وهو قول أهل العلم وأهل السنة. وقال قوم: معنى ل أرني أنظَر إِلَيْك؛» أرني أمرًا عظيًا لا یری مثله في الدنيا عا لا تحتمله بنية موسىء قالوا: فأعلمه أنه لن يرى ذلك يوانم و كل 57 بلجت 14 اعرف 8 1]: غيل ارو أما الفارسي فإنه - كا تقدم - رد على الزجاج رأيه في هذه المسألة» واستشهد في رده عليه بآيات تظهر أثر الاعتقاد الاعتزالي عنده» إذ جاء بآيات المجيء مبيتا أن المجيء فيها يس حقيقة بل هو مجازي» وإن| المعنى عندهم والحقيقة مجيء الأمر”. 1 فالخلاف النحوي في هذه المسألة لم يسلم من أثر لرافد عقديء بل يكاد يكون الخلاف في هذه المسألة إنما وجد بسبب الخلاف العقدي في مسألة التجسيم» ذلك أن نفي الرؤية من أصول اعتقاد المعتزلة إذ إن في إثبات الرؤية أو المجيء لله تعالى إثبات اس له» وهذا مناف لاعتقادهم» قال القاضي عبدالجبار: "و عا E‏ عن الله تعالى a‏ بخلاف مذهب أهل السنة» وهم من يُسَمّونَ المجسّمة عند أهل الاعتزال» إذ يثبتون لله ما أثبته لنفسه من الصفات كا يليق به سبحانه وتعالى؛ ولذا منع الزجاج القول بقياسية حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامهء لأن في ذلك صرفا لكثير من النصوص عن ظاهرهاء وتأويل ها با يتوافق مع الأهواء. ۲ ه- التعجحب. -١ /5 ۲‏ ( أفْعَلَ ) في التعجب بين الاسمية والفعلية. لم تغب الثقافة العقدية عن أذهان النحاة في حديثهم عن التعجب» بل كانت حاضرة في عدد من جزئياته» بدءًا ب| يتعجب منه» ومرورًا بفصل القول في اسمية صيغة التعجب أو فعليتها. ففي تقرير النحاة لما يصح التعجب منه قال ابن عصفور [ت:579ه]: "التعجب استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببهاء وخرج بها المتعجب منه عن نظائره» أو قل: نظيره» فقولنا: استعظام؛ لأن التعجب لا يتصور إلا تمن يجوز في حقه -١‏ الزجاجء معاني القرآن» 7: 71/4. ؟- الفارسي» الإغفال» 7: ۲۷۷. والقاضي عبدالجبار» شرح الأصول الخمسة» ۲۲۹ ۳- القاضي عبدالجبار» أصول الإسلام الخمسة» .7١7‏ 1۷0 - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الاستعظام» ولذلك لا يجوز أن يرد التعجب من الله تعالى. فإن ورد ما ظاهره ذلك ا فابن عصفور يقرر فيما سبق من كلام أن التعجب إنم| يكون في مَنْ يستعظم في حقه الاستعظام» ليقرر أن التعجب من الله تعالى لا يصح» بل إذا وجد ما يوهم ذلك صرف إلى المخاطبين. وابن عصفور فيا يقرر إن يدفعه إلى ذلك ثقافة عقدية تثبت العظمة لله تعالى بقوته وقدرته لا بفعل فاعل. ويظهر الأثر العقدي في خلاف النحاة في اسمية صيغة التعجب أو فعليتهاء فقد اختلف النحاة في (أفْعَلَ) من صيغة: ما أَفْعَلَ التعجبية» اسم هو أم فعل؟ فذهب الكوفيون إلى أنه اسم» وذهب البصريون والكسائي إلى أنه فعل ماضص'". ويظهر أثر الروافد الثقافية في هذه المسألة في اعتلال الفريقين ومحاولاتهم تقرير ما ذهبوا إليه» إذ حاول الكوفيون تأكيد مذهبهم اعتمادًا على رافد عقدي» فقالوا: "الذي يدل على أنه ليس بفعل» وأنه ليس التقدير فيه: شيء أحسن زيدّاء قولهم: ما أعظم الله! ولو كان التقدير فيه ما زعمتم لوجب أن يكون التقدير: شيء أعظم الله والله تعالى عظيم لا بجعل جاعل "". فكان تقرير الكوفيين اسمية (أفْعَلَ) في التعجب معتمدًا عل رافد عقدي» وهو ثنزيه الله تعالى عن أن تكون صفاته الذاتية أو الفعلية حادثة بفعل فاعل» بل هى منه وله سبحانه وتعالى. ولعل هذا الاعتقاد كان سائدًا عند كثير من العامة» إذ حك السو ما برسي يذلاك جا ااا ابقل الح ق الذين السك جره ا تعن رجل قال: ما أعظم الله. فقال آخر: هذا لا يجوز. فأجاب: يجوز ذلك". ذلك أن في إنكار الرجل على صاحبه مثل هذه الصيغة دللا على أثر الثقافة العقدية في توجيه كثير من آراء العامة» فكيف بالنحاة؟ ۷١:١ )191/7 أبو الحسن علي بن عصفور, المقرب» تحق. أحمد عبدالستار الجواري وعبدالله الجبوري(ط21‎ -١ ؟- سيبويه» الكتاب » :١‏ "ال. و ابن السراج» الأصول» :١‏ 41» والأنباري: الإنصاف في مسائل الخلاف» .٠١١ :١‏ والعكبريء التبيين عن مذاهب النحويين» 7/85. ۳- الأنباري؛ الإنصاف» .178:١‏ وجاء في التبيين: «ولو كان فعلا لكان التقدير: شيئًا عظّم الله » وعظمة الله من صفات الذات لا تحصل بفعل فاعل». العكبري» التبيين عن مذاهب النحويين» ۲۹۰. 4- السيوطي: الأشباه والنظائر» ۷: .٠١١‏ شونا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً إلا أن البصريين كان لهم توجيه لمثل هذا الاعتلال العقدي الذي اعتمده الكوفيون» فقالوا: "معنى قوهم: شيءٌ أعظم اله أي: وصفه بالعظمة» كا يقول الرجل إذا سمع الآذان: كبرت كبرت» وعظمت عظمت» أي وصفته بالكبرياء والعظمة» لا صيرته كبيرًا عظيًاء فكذلك ها ها" . ولم يقف الأنباري عند هذا الرد والتوجيه لاعتلال الكوفيين على قوم باسمية (أفعّل) في التعجب. بل رد عليهم بمثل ما اعتلوا به» فإن كان اعتلالهم وتقريرهم لهذا الحكم الشرعي صادرًا من أثر لرافد عقدي» فإن الرد سيكون صادرًا من رافد ثقافي يحمل الصفة العقدية» جاء في الإنصاف:"يحتمل أن يكون قولنا: شيء أعظم الله» بمنزلة الإخبار أنه عظيم» لا على معنى شيء أعظمه؛ فإن الألفاظ الجارية عليه سبحانه يجب حملها على ما يليق بصفاته» ألا ترى أن عسى ولعل فيها طرف من الشك» ولا حمل في حقه سبحانه على الشك"7". أما السيوطي فإنه بعد أن ذكر قصة الرجل مع صاحبه وإجابة الشيخ بجواز مثل تلك الصيغة فصل الإجابة فيها من جانب نحويء فأيد كلامه بم استشهد به الشيخ السبكي من آية قرآنية» وهي قوله تعالى: #أَبْصِرْ به وَأَسْمِعْ 4 [ الكهف: ١۲]ء‏ ومؤيدًا كلامه بشواهد أخرى سمعت عن العرب تدل على جواز التعجب في صفة الله تعالى". -١ / ۲‏ التعجب من الألوان من مسائل التعجب التي كان للروافد الثقافية أثر فيهاء مسألة التعجب من الألوان. وهذه من المسائل الخلافية في النحوء إذ اختلف النحاة في حكم التعجب من البياض والسواد» أجائز هو أم متنع؟ وقد فصّل الأنباري القول في هذه المسألة*»» وابن السراج في أصوله تحدث عن هذه المسألة مبيتا أن التعجب من البياض والسواد غير جائز» ثم أورد كلامًا للميرد بن فيه فساد استدلال من أجاز التعيجب متهما: "قال أبو العباسن: هذا معمول على فسادء وليس البيت الشاذ والكلام المحفوظ بأدنى إسناد حجة على ١-الأتباري»‏ الانصاف ٠٤١:٠‏ . -١‏ الأتباري» الانصاف ٠٤١:٠١‏ . “- السيوطىء الأشباه والنظائر» /ا: .٠١١‏ -٤‏ الأنباريء الانصاف ٠٤۸:١١‏ . -/ا/لاا- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الأصل المجمع عليه في كلام ولا نحو ولا فقه» وإن| يركن إلى هذا ضعفة أهل النحوء ومن لاحجة معه» وتأويل هذا وما أشبهه في الإعراب كتأويل ضَعَفَةٍ أصحاب الحديث» وأتباع القصَّاص في الفقه". وفيما نقله ابن السراج من كلام للمبرد يظهر أثر تلك الثقافات المتعددة» علم الكلام والفقه في النحوء ذلك أن المبرد حين عَضد رد النحاة لمثل هذا الاستدلال الفاسد على هذه المسألة النحوية» بمذهب أهل الكلام والفقه ليبين للنحاة أن هذا هو المنهج الذي سارت عليه هذه العلوم السابقة للنحو. فمن الواجب على هذا العلم اتباعها في منهجيته 5/- نعم وبئس. شغلت مسألة القول في اسمية هذين اللفظين أو فعليتها حيرًا من كتب الخلاف النحوي”"» وكان للروافد الثقافية أثر في توجيه بعض أقوال النحاة في هذه المسألة» ولعل من أهم الروافد الثقافية المؤثرة في تلك الأقوال الثقافة الفقهية» ذلك أن الأنباري ذكر أن من التحاة "من سك بان قال: الدليل عل آنا فعلان ماضيان آنا مبنيان غل الفتح» ولو كانا اسمين لما كان لبنائهم| وجه؛ إذ لا علة ها هنا توجب بناء هما" . ثم سمى الأنباري هذا الدليل ليظهر أثر الثقافية الفقهية في هذه المسألة» قال: "وهذا مسك باستصحاب الال" , من هنا يظهر مدى أثر تلك الروافد الثقافية على اختلافها في الاستدلال على قضايا النحو وأبوابه» ونه وإن لم يصرح النحاة المتقدمون بتلك الآثار فإن من النحاة المتأخرين من اجتهد في رد كل أثر إلى أصله. -١‏ ابن السراجء الأصولء ٠٠٠١:١‏ ؟-الأنباري؛ الإنصاف» 91/:١‏ - 157. ۳-الأنباري» الإنصاف» ١١١:١‏ . ٤-الأنباري»‏ الإنصاف» ١١١:١‏ . -م/ا- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ۲ - أفعل التفضيل: امتناع اجتماع ( من ) مع الألف واللام لا يخلو أفعل التفضيل من أحوال ثلاث الأولى: أن يكون مجردًا من الإضافة والألف واللام» الثانية: أن يكون مضافاء الثالثة: أن يكون بالألف واللام”". فإن كان مجردًا من الإضافة ومن الألف واللام» فلا بد أن تتصل به (من) لفظًا أو تقديراء جارة للمفضل. وإن كان مضافًا أو معرفًا بالألف واللام فلا اتصال". وقد بين أبو علي الفارسي علة امتناع اجتماع (من) في التفضيل مع الإضافة في معرض جوابه عن تساؤل طرحه لثال من أمثلة التفضيل» قال: "فإن قلت من أي الضروب الا غل الطب ف وي جت اول ثم أجاب عن هذا التساؤل موضحًا أن احتمالات بناء (أولُ) على الضم في قوهم: جعت أولٌ. ثلاثة؛ الأول: أنه إنما بني على الضم لحذف (من) مع إرادتها. الثاني: حذف من مع عدم إرادتها. الثالث: أنه إن بني على الضم لحذف (من) لمعاقبة الإضافة ها. ثم راح يبين بطلان الاحتمال الأول؛ لن ما بني من الأساء على هذا النحو إن بني لآن الإضافة مرادة فيه وقد قطع عنهاء وإرادة (من) معها تمنع من الإضافة» كا أن تقدير (من) يجعلها نكرة» وتقدير الإضافة يجعلها معرفة ولا يجتمعان. وما بهم في هذه المسألة هو تأثر الفارسي برافد من ثقافته الفقهية» إذ إن أبا علي ختم إجابته بها يوحي بهذا الأثرء قال: "ويمتنع في المعنى أن تكون مضافة مع (من)؛ لأن إرادة (من) معها تنكرهاء وإرادة الإضافة فيها إلى المعارف في الغايات تعرفهاء فيتدافع للك" وتدافع الأحكام أو ترافعها مذهب من مذاهب الأصوليين؛ ذلك أن من القواعد المقررة عندهم: إذا تعارضت البينتان تساقطتا. Tê وابن عقيل» شرح ابن عقيل»‎ .١18:١ سيبويه» الكتاب» ۲ . والمبرد» المقتضب»‎ -١ ؟- ابن عقيل» شرح ابن عقيل ۲۰: ١19‏ . ۳- أبو علي الفارسي» المسائل الشيرازيات» تحق. حسن هنداوي ( ط١‏ ءكنوز أشبيليا/ الرياض» 5١٠5م ٠١٠:١‏ . 5 -الفارسىء المسائل الشيرازيات» .١5:١‏ ه- محمد صديقي بن أحمد البورنو» موسوعة القواعد الفقهية ( ط١»‏ مؤسسة الرسالة/ بيروت» ۲۰۰۳ م) ۱: 187. -۱۷4- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ۲ -النعت ( اختصاص الأساء بالنعت ) يعد النعت من خصائص الأساء» ذلك أن الأفعال والحروف لا تنعت» وفي علة اختصاص الأسماء بالنعت حاول بعض النحاة الاستعانة بم| تسعفهم به قافتهم العامة لإيضاح تلك العلة وتقريرهاء ومن أولئك النحاة أبو علي الرندي [ت:١571ه]”"2,‏ الذي حكى عنه الشلوبين [ت:٥٤٠ه]‏ أنه "علل امتناع النعت في الأفعال بأن قال: إن الأفعال إنم)ا هى دالة على أحداث» والأحداث أعراض في الأسماء التي ليست سافن فل رص رمه 910 رضاف اعراض ف الوصرف» والغرض لاحدل العرض. "20 فأبو علي الرندي فيم| نقل عنه استعان بثقافته الفلسفية» في تعليله عدم صحة نعت الأفعال» إذ نظر إلى الفعل بعين الفلاسفة» فرأى الفعل عرضًا لا جوهرًاء والعرض عند الفلاسفة يقصد به ماهية متى ما وجدت وجدت في موضوع» كاللون مثلا فإنه لا يوجد بصورة مستقلة عن غيره بل لا بد له من موضوع كي يتقوم به. والأعراض عند الفلاسفة أنواع» ومن أنواعها: الفعل الذي يحكي عن تأثير شيء يسمى الفاعل في شيء آخر يسمى المنفعل. والفعل بهذه الصورة لا يصح نعته؛ لأن النعت في مجمل أحواله إنا هو عرضء والعرض لا يحمل العرض. على أن الشلوبين حين ذكر هذه العلة انتقد الرندي فيهاء واصمًا التعليل بمثل هذه العلة بأنه إنم) هو من تخليط العلوم وإدخال بعضها في مجال بعض» فقال: "وهذا القول على ما فيه من إدخال علم على علم؛ وتخليط العلوم بعضها ببعض غير صحيح "". وهذا يظهر جانبًا من رأي أبي علي الشلوبين في مسألة تداخل العلوم وتأثيرها في علم النحوء وكأنه بذلك يدعو إلى تجريد النحو وقواعده وعلله من مثل هذه التأثيرات. -١‏ هو عمر بن عبدالمجيد بن عمر الرندي» تلميذ السهيلي» قرأ عليه وعلى غيره وأتقن علومًا وصار إمامًا في العربية» وله شرح الجمل للزجاجيء توفي سنة ٠٠٠١‏ ه. مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيرو زآباديء البلغة في تراجم أئمة النحو ؟- أبو علي الشلوبين» شرح المقدمة الجزولية» تحق. تركي بن سهو العتيبي ( ط۲٠‏ مؤسسة الرسالة» بيروت» 1997م) EAT‏ .۲۸١:١ الشلوبين» شرح المقدمة الجزولية»‎ -٣ ع هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بد شرها ورقياً أو تداولها تجارياً ۲ - العطف ( معاني حروف العطف ) ۲ -الواو اختلف النحاة في دلالة الواوعل الرتيب ا وعدم دلالتها عليى ' 'فمذهب الكوفيين أنها للترتيب» ورد بقوله تعالى :ل وقالوا ما هي إل م5 الد تجوت وتاك [الجاثية: 5 ۲]". و ا عليه كروي دااع اا ميد ليل فم اة الإسلامية من آثر في النحو العربي» ذلك أنهم اعتمدوا على شاهد قرآني في تقريرهم لهذا الحكم وردهم على مخالفيهم. ۲ *- ( أو ) بمعنى ( بل ) من أثر الروافد الثقافية في حروف العطف ومعانيهاء ما ذهب إليه المبرد في المقتتضب حين أنكر مجيء (أو) العاطفة بمعنى (بل) في بيانه فساد مذهب من قال: إنها تكون بمعناها في قوله تعالى: #وَأَرْسَلْنَاهُ إل مَِة أل أو يَزِيدُون» [الصافات: 41 ]١‏ معللاً ذلك بعلة يظهر أثر الاعتقاد فيهاء قال بعد أن ذكر الوجه الأول: "والوجه الآخر: أن (بل) لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلط أو نسيان» وهذا منفي عن الله عز وجل؛ لأن القائل إذا قال: مررت بزيد» غالطًا فاستدرك» أو ناسيًا فذكرء قال: بل عمرو؛ ليُضرب عن ذلك ويذكر ذا" . فالمبرد في هذا إنم| نظر إلى ما ورد من كلام العرب في (بل) فوجد أنها لا تأي في الكلام الموجب غير المنفي المتصل إلا بعد غلط أو نسيان» وحين نظر إلى الآية وجد الكلام مثبتا متصلا» فلو قال إن معنى (أو) فيها (بل) لأثبت لله عز وجل الغلط والنسيان. والله جل جلاله منزه عن الغلط والنسيان؛ لذا قرر معتمدًا على معتقده الشرعي أن (أو) لا تكون بمعنى (بل). ؟/ 4 *- العطف ( عطف الخير على الإنشاء ) وفي جانب آخر من باب العطف كان للروافد الثقافية أثر في قضية من قضاياه» وهى قضية أسلوبية أشار إليها النحاة في كتبهم» وهي مسألة عطف الخبر على الإنشاء» ففي هذه المسألة كان للنحاة فيها رآي» إذ إن من النحاة من منع مثل هذا في العطف» ومنهم -١‏ ابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» .7١/8:7‏ "- المبرد» المقتتضب» ۳: .٠٠٠١‏ -1١81- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ابن مالك» قال: "لا يعطف حملة خبرية على حملة استفهامية"'. ويظهر أن لعلم البيان أثرّا في هذه المسألة» وذلك ما صرح به الأشموني في شرح الألفية» قال: "في عطف الخبر على الإنشاء وعكسه خلاف» منعه البيانيون» والناظم في شرح المفعول معه من كتاب التسهيل "". ؟/ -١١‏ النداء (الهمزة في النداء) وكا كان للروافد الثقافية أثر في القواعد النحوية بناءً وتقريرّاء كان لها أثر في الأحكام النحوية الجزئية» وذلك بأن يقرر النحوي معنى حرف من حروف المعاني أو فعل من الأفعال أو عامل من أي العوامل اعتمادًا على رافد ثقافي أفاده من ثقافته العامة» ويظهر مثال ذلك في العلل التي اعتل بها ابن هشام في المغني في تقريره لمعنى الهمزة في قوله تعالى: امن هُوَ قات آنَاء اللَيْل سَاجِدًا وَقَايَا4 [الزمر: ۹]ء إذ كانت كل علة متأثرة بزائك شاه تون ذكر أن المموة لسك لاء عا لر غلل داك عا من أثر قرآني» قال: "وكون الهمزة فيه للنداء هو قول الفراء» ويبعده أنه ليس في التنزيل نداء بغير (يا)"“. وحين قال إنها للنداء كان للاعتقاد أثر في تلك العلة» قال:"ويقربه: (o) سلامته من دعوى المجاز ۲ -الممنوع من الصرف (جواز جر الممنوع من الصرف بالكسرة للضرورة). اختلف النحاة في المراد بالصرف» ما هو؟ أهو المنع من التنوين آم هو المنع من التنوين والجر؟ فقيل: إنه التنوين وحده”. وقيل: هو الجر مع التنوين» جاء في الأصول: -١‏ محمد بن عبالله بن مالك» شرح التسهيل» تحق. محمد عبدالقادر عطا وزميله ( ط١‏ دار الكتب العلمية/ بيروت» ١‏ دثقم) :01 . ؟- الأشموني» منهج السالك» :: 5 77. ۳-الفراء» معاني القرآن» ؟: ٤۱١‏ . ٠١:۱ ابن هشام» مغني اللبيب»‎ -٤ - ابن هشام» مغني اللبيب» ٠١:١‏ . 1- الأنباري» أسرار العربية» 7”. والعكبريء اللباب في علل البناء والإعراب» :١‏ ۷۲.وصف العكبري هذا القول بأنه مذهب المحققين» وذكر هم أدلة استدلوا مها على أن الصرف هو التنوين وحده» منها: أن الاسم الذي لا ينصرف يدخله الجر مع الألف واللام أو الإضافة مع وجود العلة المانعة من الصرف. أن الشاعر إذا اضطر إلى تنوين المرفوع والمنصوب قيل: صرف للضرورةء ولا جر هناك. أنه إذا اضطر إلى التنوين في الجر جر ونونء ولو كان الجر من الصرف لفتح ونون؛ لأن ضرورته لا تدعو إلى الكسر. -1١85- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً "والذي لا ينصرف لا يدخله جر ولا تنوين؛ لأنه مضارع عندهم للفعل» والفعل لا جر فيه ولا تنوین . والخلاف ني هذه المسألة دعا الفريقين إلى توجيه الجر بالكسرة في حال صرف الممنوع من الصرف للضرورة»ء فكان مذهب القائلين بالتبعية أنه لا صرف الاسم للضرورة ودخله التنوين» جاز جره بالكسرة تبعًا لدخول التنوين عليه؛ لآنه إنما منع الجر بالكسرة تبعًا لمنعه التنوين» فلا دخله التنوين جاز جره بالكسرة. جاء في اللباب: "ولذلك إذا اضطر الشاعر إلى تنوين المجرور كَسَرَه؛ لأن سقوط الكسر كان تبعًا لسقوط التنوين» فإذا انتفى الأصل انتفى التبع ". فالكسر للممنوع من الصرف إنم| جاز لجواز أصله وهو التنوين» لولم يصرف الاسم الممنوع لما جاز جره بالكسرة. يظهر آثر الرافد الثقافي في تقرير هذا الحكم النحوي فيم| ختم به العكبري كلامه حين قال: "فإذا انتفى الأصل انتفى التبع"» ذلك أن هذه الخاتمة هي في حقيقتها قاعدة فقهية متفرعة عن قاعدة فقهية كلّية» وهي قاعدة: التابع تابع» وتعني أن التابع للشيء في الوجود تابع له في الحكم'". ويقصد بالتابع: الشيء المرتبط بغيره على وجه لا يمكن انفكاكه عنه حسًا أو معنى» وقد بني على هذه القاعدة الكبرى قواعد فرعية» منها هذه القاعدة. ومفهوم هذه القاعدة:"أن التابع يعطى حكم المتبوع في السقوط والبطلان» فإذا ارتفع حكم المتبوع لأي سبب كان استلزم ذلك ارتفاع حكم التابع“. وللعلماء في التعبير عن هذه القاعدة عبارات متعددة منها: "التابع يسقط بسقوط المتبوع"”". وقوهم: "إذا سقط الأصل سقط الفرع". وقولهم:"إذا بطل الشيء بطل ما في ضمنه". .37 :١ ابن السراج» الأصولء ”: 9/. العكبري» اللباب»‎ -١ ؟- العكبريء اللباب في علل البناء والإعراب» .07١ :١‏ ۳- عبدالكريم زيدان» الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية» ( ط١»‏ مؤسسة الرسالة/ بيروت» (e‏ .٠۳١ الدوسريء الممتع في القواعد الفقهية»‎ -٤ - السيوطيء الأشباه والنظائر» .٠٠۸:١‏ .77 ١ ومسلم الدوسريء الممتع في القواعد الفقهية»‎ .١١ 4 عبدالكريم زيدان» الوجيز في شرح القواعد الفقهية»‎ - ٦ ۷- ابن محمد البورنو» الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية» .٠٤١‏ 1A - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا -١١ ۲‏ أقل الجمع وقف النحاة عند أقل الجمع في مواضع مختلفة من مؤلفاتهم» فمنهم من أفرد له بايًا في كتابه""» ومنهم من ألمح إليه في معرض حديثه عن أنواع الجموع؛ جمع المذكر السالم» وجمع المؤنت السالم» ومنهم من أشار إليه في تمييز العدد”"» قال ابن مالك: "ولا يضاف عدد أقل من ستة إلى ميزين؛ مذكر ومؤنث؛ لأن كل واحد من المميزيين جمع» وأقل الجمع ثلاثة””". ول تخل هذه الإشارات والإلماحات النحوية من خلافء إذ اختلف النحاة في أقل ا لجمع» على مذاهب» فمنهم من ذهب إلى أن أقل الجمع ثلاثة» وتقدم كلام ابن مالك فيه. ومنهم من قال إن أقل الجمع إنما يكون في العشرة فما دونهاء جاء في الأصول: "وأقل العدد هو العشرة فما دونها"”””. وفريق ثالث ذهب إلى أن أقل الجمع اثنان» جاء في الكتاب: "وسألت الخليل - رحمه الله- عن: ما أحسن وجوههم|؟ فقال: لأن الاثنين جيم "". ولم يسلم هذا الخلاف النحوي في أقل الجمع من أثر للروافد الثقافية» وظهر هذا الأثر في صورة أدلة اعتمد عليها بعض النحاة في تقرير الحكم في هذه المسألة» قال ابن فارس مقررًا أن أقل الجمع ثلاثة: "فإن قال قائل: عندي دراهم أو أفراس أو رجال» فذلك كله عبارة عن أكثر من اثنين. وإلى ذلك ذهب عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- ومكانه من العلم باللغة مكانه - في قوله جل ثناؤه: #فإن كان له إِخْوَةٌ فَلأمّهِ السدش [النساء: ١١]ء‏ إلى أن الحجب في هذا الموضع عن الثلث إلى السدس لا يكون إلا بأكثر اذ (VW).‏ ل د ١-ابن‏ فارس» الصاحبى» TeV‏ ؟- ابن السراج» الأصول في النحوء .١١ :١‏ ۳- ابن مالك» شرح الكافية الشافية» ONT‏ € ابن فارس» الصاحبي» .۳٠۷‏ والعكبريء اللباب في علل البناء والإعراب» .٤ :١‏ والسيوطي» همع الموامع» :١‏ V۰‏ 4- ابن السراج» الأصول في النحوء ٠٠١:١‏ ٦‏ - سيبويه» الكتاب» ۲: ٤۸‏ . ۷ ابن فارس» الصاحبى» ۷ 1 -1١85- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وابن فارس في تقريره هذه المسألة معتمد على رافد ثقافي رافد رضي تفسيري» حيث استعان بمذهب ابن عباس رضي الله عنهما في الفرائض» وفي حجب إخوة المتوفاة أ من فرض الثلث إلى فرض السدس. ولم يكن الأثر واقمًا عند ابن فارس» بل إن من النحاة من اعتمد رأي بقية الفقهاء في هذه المسألة الفرضية» وهو: أن الأم تحجب بالاثنين عن فرض الثلث إلى فرض السدس» وبناء عليه ذهب إلى أن أقل الجمع اثنان» جاء في كتاب الغرة في شرح اللمع: "والفقهاء ما عدا ابن عباس يحجبون بالاثنين من الإخوة لأمَّ» فدل على أن الجمع واقع على اثنين". بهذا تتبين الفائدة التى يجدها النحاة للروافد الثقافية في تقرير القاعدة النحوية» كا تتبين الثقافة ا موسوعية لأولئك النحاةء وقدرتهم على توظيف تلك الثقافة بيا يخدم هذا العلم وقواعده. با لا يتعارض مع واقع اللغة. المبحث الثالث: أثر الروافد الثقافية في إيضاح القاعدة النحوية. 3 مه لم تقف جهود النحاة عند البحث في قواعد اللغة العربية» ونهبج العرب في كلامهم» بل تجاوزوا ذلك إلى طرق إيصال تلك القواعد إلى التلاميذ» ومحاولة تقريب القواعد إلى أذهانهم بالاستعانة بها استقر في أذهان أولئك التلاميذ من مختلف الحقول الثقافية. وَالمقَلَْبُ في كتب النحاة يجد أثر ذلك ظاهرًا في مؤلفاتهم» إما بمقارنة القاعدة النحوية بقاعدة من رافد آخر أو بتشبيهها بهاء أو التمثيل أو غيرها من سبل الإيضاح الأخرى. وعليه فإن اهتمام هذا المبحث سيكون في محاولة الوقوف على نماذج من تلك الجهود للتعرف على أثر الروافد الثقافية في إيضاح القواعد النحوية. علة الإعرب: الإعراب هو: "الإبانة عن المعاني بالألفاظ "”". والخلاف بين النحاة في هذه المسألة إنما هو في العلة التى من أجلها دخل الإعراب الأسماء. فمن قائل بأن الإعراب إنما دخل الكلام؛ لبُمَرّقّ بين المعاني. ومن قائل بأنه إنما دخل في الكلام تخفيًا على اللسان””. ١-ابن‏ الدهان» الغرة في شرح اللمع» AY:‏ ۲- ابن جني» ا لخصائص» ٣٣ :١‏ . ۳- العكبري» التبيين عن مذاهب النحويين» ٠١٠١‏ . —-\1A0- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ولكل قول حجة يستند إليها في اعتماد قوله وتأييده» وكان من حجج القول الأول: أن الكلام لولم يعرب لالتبست المعاني» فلم تستطع التفريق بين الفاعل والمفعولء ول تستطع التمييز بين أساليب الكلام المختلفة. وكان لأصحاب القول الآخر رد على هذه الحجة» بقولهم: إن التمييز بين المعاني يحصل بلزوم الرتبة» إذ الفاعل مقدم على المفعول» كما أن هناك مواضع لا لبس في معانيها ومع هذا يلزم فيها الإعراب. وقد رد أصحاب القول الأول على مسألة الرتبة بوجوه ثلاثة كان منها: أن الفرق يحصل بطريق آخر غير الإعراب» وهذا لا يمنع أن يحصل الفرق في الإعراب» وتعين الطرق لا سبيل إليه» وإن صح أن يحصل المعنى بغيره'. وما مهم في هذه المسألة هو محاولة العكبري إيضاح هذا الوجه من وجوه الرد على من قال بأن التفريق يحصل بغير الإعراب. إذ إنه حاول مستعيئًا با حملته ثقافته الدينية في إيضاح بعض الوجه» فقال: "ومثل ذلك قد وقع في الشريعة» فإن الأخ من الأبوين يُسقط الأخ من الأب» وهو أحد المعاني التي يحتملها هذا الفصل؛ وذلك أن القياس لا يمنع أن يشترك الجميع في الميراث» من غير تخصيص لاشتراكه) في الانتساب إلى الأب والانتساب إلى الأم في هذا المعنى ساقطء ويجوز أن يكون للأخ من الأبوين الثلثان وللأخ من الأب الثلث عملا بالقرابتين» ويجوز إسقاط الأخ من الأب بالأخ من الأبوين؛ لرجحان النسب إلى الأب والأم. وهذا الذي تقرر في الشرع وهو عمل بأحد المعاني كذلك ها هنا" . بمثل هذا يظهر أثر الثقافة الدينية التى امتاز بها كثير من النحاة في النحو وقواعده» إذ إن العكبري في إيضاح لكلامه اا أسعفته به ثقافته الدينية الفرضية» فاستعان بعلم الفرائض والمواريث لإيضاح هذه ا لحجةء حاو لا التقريب على المتلقي بيا هو قريب من فهمه» فالخ من الأب يجوز أن يقال: إن له في الميراث نصف ما للأخ من الأبوين» ويجوز أن يمنع الميراث ويعطى الحق للأخ من الأبوين؛ لرجحان النسب. هذان معنيان جائزان عقلاً في مثل هذه الحالة» لكن الشرع أسقط حق الأخ لأب مع وجود الأخ ١-العكبري»‏ التبيين عن مذاهب النحويين» ٠١۸-۱١٦١‏ . A= هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الشقيق» فكذلك الإعراب يكون في الاسم تفريقًا بين المعاني» » فإن حصل التفريق بغيره فلا يمنع كونه إنا جاء في الأصل للتفريق. بمثل هذا تظهر الثقافة الموسوعية والمقدرة الثقافية عند علماء النحو السابقين» ومدى حرصهم على إيصال هذا العلم إلى المتعلمين والعامة بأقرب طريق وأيسره إيانّا منهم بمكانته الدينية والدنيوية. الأصل والفرع: الخلاف في أصالة المصدر وفرعيته مشهور عند النحاة"» ولم يكن هذا المبحث بعيدًا عن التأثر بالروافد الثقافية على اختلافهاء بل كانت الروافد حاضرة فيه عند النحاة لإيضاح الأصالة والفرعية في هذه القضية. فهذا الأعلم الشنتمري [ت:41/7ه] وظَّف المحمول الثقافي عنده في تعليل عدم جواز وقوع الجزم الخاص بالأفعال على الاسم غير المتمكن (الممنوع من الصرف) رغم مشابهته الفعل؛ لكون الاسم أصلا وإمكان وقوع الجر في الأفعال لكونه فرعًاء ويضرب مثالا على ذلك بشاهد من ا حياة العامة» فقال: "ألا ترى أن الفرع قد يقتطع من الأصل» ويغرس» فيكون أصلاًء ولا يمكن البتة ان يكون الأصل المقتطع من فرعه فرعَّاء إن يكون أبدًا أصلاً انتهى في مغرسه. أو نقل إلى مغرس آخرء أو حطبًا إن فارق مغرسه"0". ١‏ - اختلف النحاة في المصدر والفعل أي منهم| مشتق من الآخرء فذهب البصريون إلى أن المصدر أصل والفعل مشتق منه. مستدلين بأمور منها: الدلالة اللغوية للفظ. دلالة المصدر على الزمان المطلق دلالة الفعل على ما دل عليه المصدر وزيادة استغناء المصدر الفعل . الفعل يتضمن المصدرء والمصدر لا يتضمن الفعل. أما الكوفيون فقالوا بأصالة الفعل وأن المصدر مأخوذ منه» لأمور منها: اعتلال المصدر لاعتلال الفعل عمل الفعل في المصدر. مجيء المصدر توكيدًا للفعل دليل على فرعيته. والخلاف في هذه المسألة» ومناقشة الأقوال وردها أورده كثير من النحاة في مؤلفاتهم. ابن جني» الخصائصء 2١١17 :١‏ 6 .و الأنباري» الإنصاف» .٠٠١ /١‏ والأنباري» أسرار العربية» .١1١‏ والعكبريء التبيين» ١57‏ . ؟- الأعلم الشنتمري» المخترع في إذاعة سرائر النحو: تحق. حسن هنداوي(ط۱» كنوز أشبيليا/ الرياض» 5١٠5م)‏ ؟1. -/ام/1- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ويظهر أن أثر الحياة العامة كان حاضرًا عند النحاة في هذه القضية» فالأنباري في عرضه هذه القضية يبين أن من أوجه أصالة المصدر واشتقاق الفعل منه دلالة الفعل على ما يدل عليه المصدر وزيادة» ويبين أن هذه حال الفروع» فقال: "لأن الفرع لابد أن يكون فيه الأصلء. وصار هذا كا تقول في الآنية المصوغة من الفضة فإنها تدل على الفضة» والفضة لا تدل على الآنية» وكا أن الآنية المصوغة من الفضة فرع عليها ومأخوذة منها فكذلك ها هنا: الفعل فرع على المصدر ومأخوذ منه"'. وظهر أثر الحياة العامة في هذه القضية عند أبي البقاء العكبري» إذ قارن بين دلالة الفعل والمصدر بوصفها فرعًا وأصلا با يظهر في الحياة العامة من دلالة الفروع المصنوعة على أصوطاء قال: "وقد مُثل ذلك بالنقرة" من الفضة:» فإنها كالمادة المجردة عن الصورة» فالفضة من حيث هي فضة لا صورة لاء فإذا صيغ منها جام" أو مرآة أو قارورة كانت تلك الصورة مادة محصوصة. فهي فرع على المادة المجردة» كذلك الفعل هو دليل الحدث وغيره؛ والمصدر دليل الحدث وحده. فبهذا يتحقق كون الفعل فرعا هذا الآأصل "3 الابتداء. اختلف النحاة في رافع المبتداً والخبر”'» فذهب الكوفيون إلى نا ترافعاء وذهب البصريون إلى أن المبتدأ إنم| يرتفع بالابتداء» أما الخبر فهو عندهم إما مرفوع بالابتداى أو بالمبتدأ والابتداء معّاء أو بالمبتدأ وحده. وكان ما اعترض به الكوفيون على من قال بارتفاع المبتدأ بالابتداءء أن الابتداء يعني التعري من العوامل اللفظية» فهو إذن عبارة عن عدم العامل. . 19/7 والأنباري» أسرار العربية»‎ .778:١ » الأنباريء الإنصاف‎ -١ -١‏ النقرة من الذهب والفضة: القطعة المذابة» وقيل: ما سبك مجتمعًا منهما. ابن منظورء لسان العرب: عناية أمين محمد عبدالوهاب وآخرونء( ط”, دار إحياء التراث العربي/ بيروت) 715:١5‏ ( ن قر). ۳- الجام: الفاثور من الفضة. أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري» تبذيب اللغة» تحق. محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرون» ١‏ جام ). والفاثور هو: الطست أو الخوان يتخذ من رخام أو فضة أو ذهب. ابن منظور, ۱۸١ :٠١‏ (فثر). ٠-الأنباري»‏ الإنصاف » :١‏ 5 5» والعكبري» اللباب» ٠٠١ /١‏ .55 :١ الإنصاف»‎ »يرابنألا-٦‎ -1١8- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً واجتهد ابن الأنباري في توضيح مفهوم العامل في المبتدأء وهو تعريه من العوامل اللفظية» إذ كان لبعض النحاة اعتراض على كون التعري من العامل يعد عاملاء فحاول ابن الأنباري تقرير ذلك بمقارنته با هو من الحياة العامة» فقال: "فإن قيل: لم جعلتم التعري عاملا» وهو عبارة عن عدم العوامل؟ قيل: لأن العوامل اللفظية ليست مؤثرة في المعمول حقيقة» وإنما هي أمارات وعلامات؛ فالعلامة تكون بعدم الشيء كا تكون بوجود شيء» ألا ترى أنه لو كان معك ثوبان وأردت أن تميز أحدهما عن الآخرء لكنت صبغت أحدهما مثلاً وتترك صبغ الآخرء فيكون عدم الصبغ في أحدهما كصبغ الآخر فتبين بهذا أن العلامة تكون بعدم شيء کا تكون بوجود شيء. وإذا ثبت هذا جاز أن يكون التعري من العوامل اللفظية عاماة"0"©. وحاول في الإنصاف الإيضاح أكثر فقال: "العوامل في هذه الصناعة ليست مؤثرة حسية كالإحراق للنار» والإغراق للاء» والقطع للسيف. وإنما هي أمارات ودلالات» وإذا كانت العوامل في محل الإجماع إنما هي أمارات ودلالات. فالأمارة والدلالة تكون بعدم شيء كما تكون بوجود شيء» ألا ترى أنه لو كان معك ثوبان وأردت أن تميز أحدهما من الآخر فصبغت أحدهما وتركت صبغ الآخر لكان ترك صبغ أحدهما في التمييز بمنزلة صبغ الآخر. فكذلك هنا"". ولا كانت مسألة التعري من العامل وأحقيتها بالعمل مسألة خلاف» حاول الأنباري إيضاحها ومعالجة ما يعترض عليها من أمور بأمثلة حاضرة في الحياة العامة» رغبة في الإيضاح والتقرير. فجاء في رده على من اعترض بالابتداء بالحروف. ولم يوجب الابتداء ها الرفع» قال: "وعدم عمله في محل لا يقبل العمل لا يدل على عدم عمله في محل يقبل العمل» ألا ترى أن السيف يقطع في محل ولا يقطع في محل آخر؟ وعدم قطعه في محل لا يقبل القطع لا يدل على عدم قطعه في محل يقبل القطع؛ لأن عدم القطع في محل لا يقبل القطع إن| كان لنبوّه في المحل» لا لأن السيف غير قاطع» فكذلك ها هنا: عدم عمل الابتداء في محل لا يقبل العمل إنا كان لعدم استحقاق المعمول ذلك العملء لا لأن الابتداء غير صالح أن يعمل ذلك العمل””". ١-الأنباري»‏ أسرار العربية» 59. -١‏ الأنباري» الإنصاف » :١‏ 55. 0٠ :١ » الأتباري» الإنصاف‎ -* -14- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ففي مثل هذا إيضاح من الأنباري لمفهوم التعري» ومحاولة منه لإثبات أن التعري عامل في المبتدأ والخبر؛ لكونه علامة وأمارة على العامل. كا أنه أوضح أحقية الابتداء بالعمل خلافا لمن قال بعدم أحقيته معتمدًا على ما ساقه من اعتراضات. واعتمد الأنباري في إيضاحه ورده على المعترض - إضافة إلى ثقافته النحوية - على ما اختزنه من ثقافة في حياته العامة من مشاهدات كانت رافدًا ثقافيًا له في إيضاح قضية من قضايا النحو. وكذا فعل العكبري» إذ اعتمد على رافد ثقافي من الحياة العامة في محاولة إيضاح وتقرير أحقية الابتداء بالعمل في الخبر» جاء في التبيين: "قوله: المبتداً يقتضي الخبر. قلنا: إنما اقتضاه بواسطة اقتضاء الابتداء لهماء فالأصل هو الابتداء الذي أحدث للمبتداً اقتضاء الخبر» ومثاله في الحسيات أن النار توصل الحرارة إلى ما في القدر ولكن بواسطة القدرء لا أن القدر هي المنضجة"'. تقديم خبر المبتدأ عليه: اختلف النحاة في تقديم خبر المبتدأ عليه بين مانع له ومجيزء وكان الخلاف في هذه المسألة مما أورده الأنباري عارضًا للآراءء ا ها" . وكان مما ذكره في ذلك» استشهاد البصريين بكلام العرب وأشعارهم الدالة على جواز تقديم الخبر أو معموله على المبتدأ”"» مقررًا بعدها أن المعمول يقع في| يقع فيه عامله» ومانعًا وقوع المعمول في موقع لا يقع فيه العامل. وحاول إثبات ذلك بمثال من الحياة العامة» فقال: "إذ لو قلنا إنه يقع حيث لا يقع العامل لقدمنا التابع على المتبوع؛ ومثال ذلك: أن يجلس الغلام حيث لا يجلس السيد» فتجعل مرتبته فوق مرتبة السيد» وذلك عدول عن الحكمة””). .۲۳۲ »... االعكبريء التبيين عن مذاهب النحويين‎ - ١ . 1١ :١ » ۲-الأنباري» الإنصاف‎ 77- كان ما استشهد به البصريون قول الشماخ بن ضرار: 1 كلا يَوْمّي طوالة وَضْل أزوى ظنونء آنَ مُطْرحُ الظّنون ٤‏ -الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف .548:١‏ e هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ناصب الظرف الواقع خبرًا: وقف الأنباري في إنصافه عند هذه المسألة الخلافية”' مناقشًا آراء النحاة فيهاء وكان ما وقف عليه فيها رآي ثعلب» الذي يذهب فيه إلى أن الظرف منصوب بفعل محذوف غير مقدر» فقال بفساده؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون الظرف منصوبًا بفعل معدوم من كل وجه لفظا وتقديرًا. وبين فساد ذلك بمقارنته بالحسيات» في محاولة منه لإيضاح سبب الفساد ليدركه القارئ» فقال: "وكا يستحيل في الحسيات الفعل باستطاعة معدومة» والمثي برجل معدوم» والقطع بسيف معدوم» والإحراق بنار معدومة؛ فكذلك يستحيل في هذه الصناعة النصب بعامل معدوم؛ لأن العلل النحوية مشبهة بالعلل الحسية"”". (لا) التي لنفي الجنس: ولا كانت (لا) النافية للجنس على هذه اهئية من تنازع العلل فيهاء كان لها حكم ثالث خالفت فيه (إن) المشابهة لها فلم تنصب ما بعدهاء كما أنها خالفت(مِن) في نحو: هل من رجلء فلم تُبْنَ بناءً يمنعها من العمل فيا بني معها. وكان لابن الدهان [ت:579ه] جهد في إيضاح هذه الحالة التي تنازعت (لا) النافية للجنس» حاول فيها تقريب الصورة لأذهان التلاميذ با توافر لديه من ثقافة فقهية» فقال: "اعلم أن علوم الامتزاج كالطب والفقه والنحو متى ما رام الناظر فيها تحليلها إلى غير امتزاج سَام نفسَهُ وكلّف طبعه قلب الحقائق» وعكس الطبائع» وإنما يصل إلى الوقوف على كُنِْ الشيء من انقاد له دربةً إلى سبيله» حتى يصل إليه من وجهه. الأترى لار ودع الل بالضؤت من ساسا غير العم اقل إل لرن رت من حاسة السمع لوصلت إليه» وإذا كان الفرع كا يصح أن يكون فيه علة واحدة فقد يصح أن يوجد فيه علتان» فيقتضي لذلك أن يختص بحكم ثالث ينفرد به من الأصل والفرع الذي انفرد كل واحد منهما بإحدى العلتين» وذلك نحو اجتاع علتي السبع -١‏ اختلف النحاة في ناصب الظرف الواقع خبرًا لمبتدأ: ذهب الكوفيون إلى أنه منصوب على الخلاف» ومنهم من ذهب إلى أنه منصوب لأن الأصل في مثل: أمامك زيدٌء حل أمامك فبقي منصوبًا على ما كان عليه مع الفعل بعد الحذف. وذهب البصريون إلى أنه منصوب بفعل مقدر أو اسم فاعل مقدر. الأنباري» الإنصاف» :١‏ 54 ؟. والعكبري» التبيين عن مذاهب النحويين» 7375 ۲- الأنباري» الإنصاف» 517:١‏ 7. ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا والشاة عند أبي حنيفة في الحمار» فصار لسؤره حكم ثالث يخالف حكم سؤري السبع والشاة» وعلى هذا العمل في وضع جنازة الخنثى المشكل» بين الرجال والنساء» ودفنه بينهم في قبر واحد. واعلم أن قولك: لا رجلء قد وجدت في (لا) علتان» إحداهماء تقتضي أن تنصب قياسًا على (إن)» والثانية» تقتضي أن تُبنى مع ما بعدها قياسًا على (مِنْ) في: هل من رجل. فصار لها حكم ثالث» وهو: أن البناء فيها لم يستحكم فيمنعها العمل فيا بني معهاء | كان ذلك عمرويه» وسيبويه» واللهم» وخمسة عشرء ولم يستحكم ها العمل فيمنعها البناءَ مع ما عملت فيه كا منع ذلك في: إن في الدار زيدًا"'. ويظهر أن حكم (لا) النافية للجنس مع اسمها احتاج إلى إيضاح؛ لأنه حكم جديد للعامل مع معموله» إذ لم يوجد في الأحكام النحوية ما يبني العامل فيه مع معموله وكأن| كلمة واحدة» بل للعامل حكمه الإعرابي وللمعمول حكمه الإعرابي» وللإشكال الحادث في هذه القضية النحوية استعان ابن الدهان برافد فقهي في إيضاحهاء ولم يكتف بمثال واحد هماء بل أيد المثال بمثال آخر؛ ليكون أوضح للبيان وأدل على صحة الحكم. إن (لا) النافية للجنس -كما يقرر ابن الدهان- تنازعتها علتان» علة موجبة للعمل» وهي اختصاصها بالاسم. والأخرى تقتضي البناءء وهي مشابهتها الحرف؛ إلا أن تساوي القوة ماتين العلتين أوجد لما حكًا خالفت فيه ما تنازعهاء فلم تعمل عملاً كاملاء ولم تبن كغيرها ما شابه الحروف. و(لا) بهذا مشاءهة لسؤر ا حار عند أبي حنيفة؛ إذ تنازعه علتان» علة مبيحة» وأخرى محرمة» فالعلة المبيحة -عند ابن الدهان- مشابهة الشاة» في أكلها واختلاطها بالناس» أما العلة المحرمة فهي مشابة السّبَع؛ ولتنازع هاتين العلتين خرج بحكم ثالث يخالف فيه حكم الشاة والسبع. -١‏ ابن الدهان» الغرة في شرح اللمع؛ .١5٠ :١‏ - نص الفقهاء على أن مذهب أبي حنيفة في سؤر الحار التوقف فيه وبعضهم قال: مشكوك فيه» وعلتهم في هذا أنه شابه المرة في وجه وخالفها في آخر» فهو مشابهة للهرة في تطوافه» ومخالف لما في أنه لا يصل إلى ما تصل إليه في التطواف. إلا أن من الفقهاء من أنكر على الأحناف الشك في سؤر الحار؛ لأن الأحكام الشرعية ليس منها المشكوك فيه» جاء في المبسوط: «وکان أبو طاهر رحمه الله ينكر هذا ويقول: لا يجوز أن يكون شيئًا في حكم الشرع مشكوك فيه». شمس الدين السرخسي» المبسوط (دار المعرفة/ بيروت) .54:١‏ وزين الدين ابن نجيم الحنفي» البحر الرائق شرح كنز الدقائق» (ط ۲ء دار الكتاب الإسلامى/ القاهرة) .٠٤١١ :١‏ مالا ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ولم يكتف ابن الدهان بمثال واحد لإيضاح هذه ا حالة» بل ساق لما مثالين لم يسلا من أثر الثقافة الفقهية» بل يكاد أن يكونا فقهًاء إذ إنها من المسائل التى وقف الفقهاء عندها في كتبهم» جاء في المبسوط: "وإن مات هذا الخنثى المشكل» فصلى عليه وعلى رجل وامرأة» وضع الرجل مما يلي الإمام والخنثى خلفه مما يلي القبلة» والمرأة خلف الخنثى؟ اعتبارًا بحالة الحياة". وأنّى لابن الدهان أن يستعين بمثل هذه الأمثلة الفقهية المتخصصة في القضايا النحوية إن لم يكن ذا ثقافة فقهية متخصصة. إن مثل هذه الثقافة المتخصصة ظهر أثرها في هذه المسألة النحوية عند ابن الدهان كا ظهرت ناذج أخر لروافد ثقافية عند غيره من النحاة. أفعال القلوب (التعليق والإلغاء): اختصت الأفعال القلبية المتصرفة عن غير المتصرفة”" بالتعليق والإلغاء. أما التعليق فهو: ترك العمل لفظًا دون معنى لمانع. والإلغاء هو: ترك العمل لفظًا ومعنى. لا 0 لمانع”. والموانع التي تعلق الفعل القلبي عن العمل متعددة» منها: لام الابتداء» فمتى ما اتصلت لام الابتداء بالمبتدأ فإنها تعلق عمل الفعل القلبي» نحو: ظننت لزيد قائم. وكذا لو وجدت هذه اللام في جملة وقع عليها الفعل القلبي» فإن هذه اللام تعلق الفعل القلبي عن التسلط على هذه الجملة» كأن يكون جملة اسمية مصدرة ب(إن) المؤكدة المصحوبة باللام المزحلقة» فإنها والحالة هذه تعلق الفعل القلبي عن العمل في هذه الجملة9, نحو: ظننت إن زيدًا لقائمٌ. وربا علق الفعل القلبي وإن لم تكن لام الابتداء موجودة في ظاهر اللفظء بأن تكون محذوفة أو مقدرةء ولا أدل على تعليقها هذه الأفعال من كسر همزة (إن) ومنع هذه الأفعال من العمل فيها إن كان في خبر (إن) لام الابتداء المزحلقة. VV: السرخسى» المبسوط›‎ -١ ؟- غير المتصرف من أفعال القلوب هما: هب وتعلّم بمعنى: اعلم. ۳- ابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» :١‏ 7915. 5- سیبویه» الكتاب» ۳: /51 ۱٤۹ - ١‏ . 4 إن هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وإيضاحًا هذا الحكم حاول ابن هشام في المغني تقر يبه إلى أذهان التلاميذ مستعيئًا بها عنده من ثقافة دينية يشاركه في أصوها تلاميذه» وجل من له إلى العلم سبب . قال فى حديثه عن اللام "أنه قنع من تسلط فعل القلب على أن ومعموليها؛ ولذلك كسرت في نحو: واه شل نكر سُولَّهُ4[المنافقون: ]١‏ بل قد أثرت هذا المنع مع حذفهاء في قول الهذلي: (VA o فرت بَعْدَهُمُ بيش نَاصِبٍ و حال إن لاجق مستتبع الأصل: إني للاحق» فحذفت اللام بعدما علقت (إخال) وبقي الكسر على بعد حذفها کا کان مع وجودهاء فهو ما نسخ لفظه وبقي حكمه”". هكذا عرف التعليق والإلغاء عند النحاة» إلا أن من النحاة من حاول إيضاح مفهوم التعليق بصورة تقرب إلى أذهان الطلاب أملاً في إيصال المعلومة بأوضح صورهاء فحاول الاستعانة في إيضاح هذه الصورة بها هو قريب من أذهان الطلاب والعامة. ولا كانت الثقافة الدينية هى الغالبة على غيرها من الثقافات» وهى القريبة من طلاب العلم» إذ إن طالب العلوم على اختلافها لا بد أن يأخذ منها بطرفء لما كانت كذلك عمد ذلك النحوي إلى هذه الثقافة محاولاً تشبيه التعليق في الحكم النحوي بالنسخ في الأحكام الشرعية. عمل اللفظ المركب: في معرض الحديث عن عامل النصب في المستثنى وخلاف النحاة فيه" رد ابن الأنباري على دعوى التركيب في (إلا) وهو ما ذهب إليه الفراء ومن تابعه”» ممن قال: -١‏ البيت من قصيدة لأبي ذوئب المذلي في رثاء أبنائه. المفضل الضبي» المفضليات» تحق. أحمد محمد شاكر وعبدالسلام هارون ( ط1. دار المعارف/ القاهرة ) .537١‏ ۲- ابن هشام» مغني اللبيب» ١:١‏ 77. ۳- اختلف النحاة في العامل في المستثنى النصب» فمن الكوفيين من يرى أن الناصب له (إلا)» وذهب الفراء ومن تابعه إلى أن (إلا) مركبة من إن ولاء ثم خففت إِنْ وأدغمت في لاء فنصبوا بها في الإيجاب اعتبارًا بإن» وعطفوا بها في النفي اعتبارًا بلاء وحكي عن الكسائي أن النصب على التشبيه بالمفعول به. أما البصريون فذهبوا إلى أن النصب في المستثنى هو بالفعل» أو سخا يعوسط إل وشوه من وافق الكوفيين في أن التاسب له (إلة). الانباري» الإتضاف ف مسائل اللاف ۹١٠:١‏ العكبريء التبيين عن مذاهب النحويين» 799. 5 - أورد ابن السراج في أصوله هذا الرأي ونسبه إلى البغداديين. ابن السراج» الأصول» ٠٠١:١‏ a إهداء من المركز "بأن (إلا) مركبة من (إنَّ ولا»» ثم خففت إن وأدغمت في لاء فنصبوا بها في الإيجاب اعتبارًا بإن» وعطفوا بها في النفي اعتبارًا بلا"27. فقال: "وأما تشبيهه لها بلولا فحجة عليه؛ لأن (لو) لما ركبت مع (لا) بطل حكم كل واحد منهما عما كان عليه في حالة الإفراد. وحدث ها بالتركيب حكم آخرء وكذا كل حرفين ركب أحدهما مع الآخر؛ فإنه يبطل حكم كل واحد منهما| عما كان عليه في حالة الإفراد» ويحدث ها بالتركيب حكم آخرء وصار هذا بمنزلة الأدوية المركبة من أشياء مختلفة فإنه يبطل حكم كل واحد منها عا كان عليه في حالة الإفراد. ويحدث ها بالتركيب حكم آخر”". ففى هذا الرد يظهر أثر لرافد ثقافي لا علاقة له بالنحو إلا لمجرد المشابهة الصورية غاا مو خالا بست الولف ف ال رد وال فام عل رأ ری فال ار ن رده على الفراء ومن تابعه استعان برافد من ثقافته بعلم الآدوية» ولعل ما أوجد مثل هذه الثقافة عند عالم من علاء النحو علاقتها المباشرة بحياة الإنسان» ذلك أن المرض سنة في الحياة» ومن مرض احتاج إلى الدواء» ولا يتقن علم الدواء إلا من تخصص فيه؛ لكن فطنة الأنباري وسعة علمه جعلت لمل هذا العلم نصيبًا من ثقافته» إن بالقراءة» أو بالسؤال وزيارة المختص. وإن كان في مثل هذا الشاهد استعانة برافد ثقافي على إيضاح حكم نحوي» فإن فيه تقريرًا لقاعدة نحوية» وهى: أن الحرف يختلف عمله مفردًا عن عمله مركبّاء فى) أن الو ع ق ل العو عل كيه وغوه ل حالة إفراده عنه عند تركيبه. ما لا ينصرف (السبب في كون المنع لعلتين): من المعلوم أن المقرر في الأسماء المعربة الصرفء. إلا أن من هذه الأس)ء المعربة أسماء منعت الصرفء فلم يدخلها تنوين ولا جر. وذكر النحاة أن منع هذه الأسماء من الصرف إن| سببه مشاءبة هذه الأسماء الأفعال» فلا شاءبتها أخذت بعض أحكامهاء فمنعت التنوين الذي لا يدخل الأفعال كا منعت الجر أيضًا. .771 :١ » الأنباري» الإنصاف‎ -١ 775 :١ » ؟- الأنباري» الإنصاف‎ و هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وكان ما هو مقرر عند النحاة أن المنع إنا يكون لعلتين» أو لعلة واحدة تقوم مقام العلتين. وكان لبعض النحاة جهود في محاولة بيان العلة في اشتراط النحاة المشامبة بعلتين» ومن أولئك النحاة: العكبري» الذي حاول أن يبين السبب في ذلك فقال: "فإن قيل: هلا مَتَع الشبه من وجه واحد؟ قيل: لا يمنع» لوجهين: 1 أحدهما: أن استحقاق الاسم الصرف أصل متأكد» فالشبه الواحد دون تأكده بالأصالة. 1[ والثاني: أن الانتقال عن الأصل إلى حكم الفرع يفتقر إلى دليل يرجح عليه إذ لو تساويا لم يكن الانتقال أولى من البقاء» والشبه الواحد لا يرجح على الأصالة". ولم يكتف العكبري ببيان العلة فحسب» بل حاول إيضاحها وتأكيدها بط أعانته به ثقافته العامة» والدينية على وجه الخصوص» حاول ذلك بتشبيه هذا الحكم النحوي بحكم شرعي؛ ليقرب إلى الأذهان وليتقرر السبب بالمشابهة» قال بعد ذلك: "وصار كالحق في الذمةء لا يثبت إلا بشاهدين؛ لأن البراءة أصإ ". فالبراءة في الذمم هي الأصلء كما أن الصرف في الأساء المعربة هو الأصلء ولا كانت البراءة أصل لم يعدل إلى غيرها في الشرع وفي الأحكام القضائية إلا بشهادة شاهدين. وعليه فيجب ألا يعدل إلى المنع من الصرف في الأساء المعربة إلا بعلتين. إعراب الفعل المضارع أثر الحياة العامة يظهر في قضية نحوية أخرى» وهي قضية رفع الفعل المضارع لقيامه مقام الاسم عند البصريين» وعدم رفع الفعل الماضي مع قيامه هذا المقام. 0 حاول أن يبين 4 استحق الفعل 0 الرفع لقيامه مقام الاسم؟ 8 لم يستحق الماضي ذلك؟ "لآن الفعل الماضي ما استحق تق أن يكون معريًا بنوع ما من الإعراب» فصار قيامه مقام الاسم بمنزلة عدمه في وجوب الرفع؛ لأن الرفع نوع من الإعراب» وإذا لم يستحق أن يعرب بشيء من الإعراب استحال أن يكون مرفوعًا؛ لأنه ٠٠٠:١ العكبريء اللباب في علل البناء والإعراب»‎ - ١ ٠٠٠:١ ؟- العكبري» اللباب في علل البناء والإعراب»‎ -145- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً نوع منه» بخلاف الفعل المضارع””2. ثم حاول الأنباري تقريب هذه الحالة إلى ذهن الطالب فاستعان بمثال من الحياة العامةء يشبه به هذه الحالة الإعرابية» فقال: "وصار هذا بمنزلة السيف؛ فإنه يقطع في محل يقبل القطع» ولا يقطع في محل لا يقبل القطع. فعدم القطع في محل لا يقبل القطع لا يدل على أنه ليس بقاطع» فكذلك هاهنا"”". فقيام الفعل مقام الاسم هو بمنزلة السيف» والإعراب هو القطع وهو عمل السيف. وقيام الفعل المضارع مقام الاسم مكان يقبل القطع؛ لأنه يقبل الإعراب, أما الفعل الماضي فقيامه مقام الاسم بمنزلة مكان لا يقبل القطع؛ لكونه لا يعرب في أي حالٍ من أحواله» فلا يلزم من هذا عدم رفع الفعل المضارع مع وقوعه موقع الاسم؛ لأن الماضي لم يرفع. ومبذا يظهر أثر هذا الرافد في إيضاح الحكم النحوي. علامات إعراب الفعل المضارع (حذف حرف العلة في الجزم): من الثابت عند النحاة أن الفعل المضارع الصحيح الآخر يرفع بالضمة الظاهرة» وينصب بالفتحة الظاهرة» ويجزم بالسكون. لكن إن كان الفعل المضارع معتل الآخر بالألف أو الواو أو الياء» فإن علامات إعرابه تختلف؛ إذ يرفع بضمة مقدرة للثقل إن كان متلا بالواو أو الباءء ومقدرة للتعذن إن كان محلا بالألف» ويئضي بالفتيسة الظاهرة إن كان معتلاً بالواو أو الياء» وبالفتحة المقدرة إن كان معتلاً بالألف» أما الجزم فإن علامته هي حذف حرف العلة. وقد حاول بعض النحاة تعليل كون الجزم بحذف حرف من الفعل مع أن حالات الإعراب الأخرى كانت بالحركات» وكان من اعتلاهم» مشاءبة حروف المد (الألف. الواوء الياء) لعلامات الإعراب؛ إذ إن هذه الحروف مركبة من الحركات عند بعض النحاة» والحركات مأخوذة منها على قول آخرين”". ولم تقف جهود النحاة على التعليل لهذا العمل» بل حاولوا إيضاح ذلك وتقريبه للتلاميذ والدارسين» ومن ذلك ما حكاه الأنباري عن ابن السراج في محاولته إيضاح ١-الأنباري»‏ الإنصاف» ؟: 007. -١‏ الأنباري» الإنصاف» ٥٥١:۲‏ . ۳-الأنباري» أسرار العربية» ۲۲۲. -۱۹۷- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا سبب حذف حروف العلة من الأفعال في حال الجزم» قال: "وقد حكي عن أي بكر ابن السراج أنه شبه الجازم بالدواء» والحركة في الفعل بالفضلة التي يخرجها الدواء» وكا أن الدواء إذا صادف فضلة حذفهاء وإن لم يصادف فضلة أخذ من نفس الجسم» فكذلك الجازم إذا دخل على الفعل» إن وجد حركة أخذهاء وإلا أخذ من نفس الفعل"'. علة حذف آخر الفعل المعتل مستعيئًا با اختزنته ثقافته العامة من خبرات حيوية لا يكاد إنسان يخلو منهاء إضافة إلى ما اطلع عليه من ثقافة طبية أفادته في بيان أثر الدواء في جسم الصحيح» إذ كيف يدرك أثر ذلك إلا من له اطلاع على مبادئ في هذا العلم. العامل في جواب الشرط: اختلف النحاة في عامل الجزم في جواب الشرطه فالكوفيون قالوا: إن جواب الشرط مجزوم على الجوار» لآن جواب الشرط ملازم لفعل الشرط لا يكاد ينفك عنه» فلم| كان منه بهذه المنزلة في الجوار حمل عليه في الجزم”". ولم يلتزم البصريون رأيًا واحداء بل لهم في ذلك أكثر من مذهب» فمنهم من جعل الجازم له الأداة وحدها؛ لكون عملها واقعًا في الشرط» والشرط مفتقر للجواب» فوجب أن تعمل فيهم|”". ومنهم من قال بأن العامل في الجواب الأداة مع الفعل أو بواسطته»» جاء في الكتاب: "واعلم أن حروف الجزاء تجزم الأفعال» وينجزم الجواب با قبله"©. ولعل مسألة القول بأن العامل في الجواب هو الأداة مع الفعل أوحت ببعض الإشكال والغموض عند بعض التلاميذ الذين كان لحم اهتام في تتبع دقائق هذا العلم» كما أنها ربا أوحت ببعض المعارضة لبعض قواعد النحو العامة» إذ كيف يكون معمول واحد له أكثر من عامل؟ ومن المقرر عند النحاة أن المعمول له عامل واحد. هذا الغموض» وتلك المعارضة دفعت بعض النحاة الذين أيّدوا هذا القول إلى محاولة ١-الأنباري»‏ أسرار العربية» .٠۲٢‏ .507 :7 الأتباري» الإنصاف»‎ -١ “- ابن الوراق» علل النحوء 579 . والأنباري» الإنصاف» 5017/:7. 5- ابن الواراق» علل النحوء 579 . والأنباري» الإنصاف» 50/8:17. ه- سیبویه» الكتاب» ۳: ۱۲ . -۱۹۸- إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا إيضاحه وتقريبه من أذهان المتلقين با هو قريب منهم» فابن الوارق [ت:١8اه]‏ بعد أن عرض آراء النحاة في هذه المسألة حاول إيضاح ذلك المذهب فقال: "ومن النحويين من يجعل العامل في الجواب (إن) والشرط ممًا؛ إذ كان الجواب لا يصح إلا بتقدمهما جيعًاء وليس أحدهما بمنفك من الآخر. فصار حكمه| كالنار واالحطب في باب إسخان الماء بب|"20. واستعان الأنباري با استعان به ابن الوراق في إيضاح هذه المسألة» إلا أنه خالفه في العامل وفي توضيف هذا المثال» فإن كان الفعل مع الأداة عاملين في جواب الشرطء فإن العامل في الجواب عند الأنباري هو الأداة بواسطة الفعل لا معه» جاء في الإنصاف: "والتحقيق فيه عندي أن يقال: إن (إن) هو العامل في جواب الشرط بواسطة فعل الشرط؛ لأنه لا ينفك عنه» فحرف الشرط يعمل في جواب الشرط عند وجود فعل الشرطء لا بهء كما أن النار تسخن الماء بواسطة القدر والحطب؛ فالتسخين إنا حصل عند وجودهماء لا ا؛ لأن التسخين إن حصل بالنار وحدهاء فكذلك ها هنا؛ (إِنَّْ) هو العامل في جواب الشرط عند وجود فعل الشرط لا أنه عامل معه"". إن هذه النماذج التي وردت عن النحاة واستعانتهم بالروافد الثقافية في بناء القواعد النحوية أو تقريرها أو إيضاحها لا تعني التسليم بآثر هذه الروافد من غير تمحيصء. بل إن النحاة أنفسهم - وإن استعانوا بهذه الروافد- إلا أنهم أضافوا إليها صبغة نحوية خاصة» صبغة تحكمها طبيعة هذا العلم» واختلااف قواعده وتطبيقاته عن غيره من العلوم الأخر؛ ولذا تجد أولئك النحاة يعيبون على من يخلط هذا العلم بغيره من العلوم الأخرى من غير تمحيص أو تقنين» قال ابن السيد البطليومي: "أنت - أعزك الله - ريد أن تدخل ضناعة اطق فى صناغة الحو وصناعة الحو تستعمل فيه مجازات ومساحات لا يستعملها أهل المنطق» وقد قال أهل الفلسفة: يجب أن تحمل كل صناعة على القوانين المتعارفة بين أهلهاء وكانوا يرون أن إدخال بعض الصناعات في بعض إِنا يكون من جهل المتكلم» أو عن قصد منه للمغالطة» واستراحة بالانتقال من صناعة إلى أخرى إذا ضاقت عليه طرق الكلام"”. . 479 ابن الوراقء علل النحوء‎ -١ ۲-الأنباري» الإنصاف» AY‏ ۳- ابن السيد البطليوسي» رسائل في اللغة» .۲٠۸‏ -1949- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الفصل الرابع : أثر الروافد الثقافية فى الشواهد والآمثلة النحوية لم تكن الشواهد والأمثلة النحوية بمنأى عن التأثر بالروافد الثقافية» بل تكاد تكون الأكثر تأثْرَاء وما ذاك إلا لكون تلك الأمثلة أو الشواهد أقرب إلى ذوات أصحاببا من أصول النحو وقواعده ومصطلحاته» وإلى جانب الروافد الثقافية ظهر فيها أثر المجتمع» وبرزت فيها ملامح من مظاهر الحياة الاجتاعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. إن الأصول أو القواعد أو المصطلحات النحوية أقرب إلى العلمية منها إلى الإنسانية» بل هي علمية معرفية» بخلاف الأمثلة أو الشواهد النحوية» فإنها وإن كان امل الترضن :مها إثيات القراعد ال با روي عن الغري أو الط عل تاك القاعدة بتراكيب لغوية مصنوعة؛ فإنها مشبعة بأثر بيئة النحوي ومجتمعه» إلى جانب تأثرها بثقافته ومعرفته. لقد كان للسياق المجتمعى أثره الظاهر في الأمثلة والشواهد النحوية» فجاءت تلك الأمثلة حكّلة بوسائل ذاتية ضمنها التحاة كلات تلك الأمثلة وحروفهاء رسائل تختلف باختلاف الثقافة العقدية والفقهية والمعرفية من نحوي إلى آخر. إن من يقلب النظر في تلك الأمثلة النحوية» ويراجع الخلفيات الثقافية وا حالة الاجتماعية لأولئك النحاة سيتمكن من فهم مضامين تلك الأمثلة. وكأن النحاة من خلال أمثلتهم هذه يرسلون إشارات غير مباشرة إلى المتلقين محاولة في التأثير. 1ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا استخدم النحاة الأمثلة النحوية وسيلة إعلامية مساعدة في نشر بعض الثقافات أو المفاهيم التي يرغبون بنشرهاء كا أا كانت وسيلة من وسائلهم في إظهار معتقداتهم حين يعجزون عن إظهارها أو التصريح اء ولم تخل تلك الأمثلة أو الشواهد من أثر الحياة الاجتماعية» فجاءت مصوّرة لحالة من حالات تلك الحياة» وإن كانت القواعد والأصول النحوية متأثرة بتلك الروافد فإن من نتائج تلك الآثار أن تظهر في الأمثلة والشواهد النحوية. ولرصد تلك الروافد المؤثرة في الأمثلة النحوية لا بد من المراجعة لكثير من الكتب النحوية» إضافة إلى الوقوف على سير أولئك النحاة ايخ حياتهم الدينية والعلمية والسياسية والاجتاعية؛ حتى يكون الحكم على الآثر موثقا ب| يؤيده من الآدلة. أثر الثقافة العقدية فى الأمثلة النحوية: تقدمت ناذج من آثار الوعي العقدي عند النحاة في المصطلح النحوي» تمثلت في عدولهم عن بعض المصطلحات النحوية إلى مصطلحات أخرى؛ تنزيبًا لله تعالى عم| لا يليق به. وفي الأمثلة والشواهد النحوية كان لتلك الثقافة أثرها فيهاء فلم تكن العقيدة بمعزل عن أمثلة النحاة ولا عن شواهدهم. إن من ينظر في كتب النحاة تظهر له آثار تلك الثقافة» آثار تمثلت في توجيه النحاة لأمثلتهم وشواهدهم النحوية ب لا يتنانى مع عقيدتهم وبا يليق بذات الله سبحانه وتعالى» فكان منهم عدول في توجيه بعض الأمثلة أو الشواهد عن مفهومها النحوي العام؛ إلى مفهوم آخر يليق بالل سبحانه وتعالى» ولا يتناف مع العقيدة التي يعتقدها النحوي. ولم يكن الأثر العقدي محصورًا في العدول بالتوجيه إلى ما يتناسب ومعتقد النحوي» بل كان من آثار الثقافة العقدية عند النحاة أمثلة ضمنها النحاة إظهار معتقدهم والدعوة إليه» أو في شواهد ساقها النحاة لتأييد مذهبهم الاعتقادي» ولعل في) يأتي من نماذج بيانًا لبعض تلك الآثار. ١ /١‏ - أثر الثقافة العقدية في توجيه الشواهد والأمثلة النحوية ذكرت سلقا أن من أثر الثقافة العقدية في الأمثلة والشواهد النحوية: أثرها في توجيه الأمثلة أو الشواهد النحوية» ومن ناذج هذا الآثر ما ذكره النحاة في باب أفعال المقاربة» في دلالة الفعل: عسى. انان نات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أورد النحاة (عسى) في باب أفعال المقاربة» وهي "القسم الثاني من الأفعال الناسخة للابتداء"2"7. وعمل هذه الأفعال هو رفع المبتدأ اس ها» ونصب خبره خبرًا ها. وكان النحاة على اتفاق على فعلية أدوات هذا الباب إلا (عسى) فإنهم اختلفوا في فعليتهاء والصحيح أنها فعل بدليل اتصال تاء الفاعل وأخواتها بها" قال الأنباري: "إن قال قائل: ما عسى في الكلام؟ قيل: فعل ماض من أفعال المقاربة لا يتصرف”"7". أما عن دلالة هذا اللفظ» فذكر سيبويه أن "لعل وعسى: طمع وإشفاق". وهذا هو المشهور من دلالة هذا اللفظ عند النحاة واللغويين» جاء في التهذيب: "عسى: حرف من حروف المقاربة» وفيه ترج وطمع ". وقال أبو حيان في معنى عسى: "ولرجائه“ عسى...وقد ترد عسى للإشفاق"27". ولا نظر النحويون إلى شواهد هذا الفعل في القرآن الكريم ظهرت هم فيه دلالات تعارضت مع معتقداتهم الإيانية» دلالات نزهوا الله تعالى عنهاء ذلك أنهم وجدوا أن هذا الفعل أسند في عدد من الآيات إلى لفظ الجلالة» كا أسند إلى لفظ الرب في آيات أخرء قال تعالى: لقأَوْلَئِكَ عَسَى الله أن يَحْفُوَ عَنْهُمْ4 [النساء: »]۹٩‏ وقوله تعالى: #عَسَى رَبْكُمْ أن يَرْحمَكُمْ4 [الإسراء: ۸]. فأوجب الغالب منهم تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الشك أو الترجي أو الإشفاق» وإن كان قد تقررت عندهم تلك الدلالات؛ فإنهم رأوا أن هذه الدلالة لا تجوز من الله سبحانه وتعالى ىا لا تجوز عليه؛ لذا اجتهدوا في تحويل دلالة هذا في يكون من الله فكان لهم في ذلك أكثر من توجيه لمثل تلك الشواهد. ۲۹۷:۱ ابن عقيل» شرح ألفية ابن مالك‎ -١ :" وأبو حيان» ارتشاف الضرب»‎ .۴١ :٤ وأبو حيان» التذييل والتكميل»‎ .٠٠١ ابن جني» اللمع في العربية»‎ -١ .۲۹۷ :١ وابن عقيل» شرح ابن عقيل‎ 7 ۳-الأنباري» أسرار العربية» ٠١١‏ . .۲۳۳ :5 سيبويه» الكتاب»‎ - ٤ 5- أبو منصور محمد بن أحمد الأزهريء تهذيب اللغة» تحق. عبدالسلام هارون وآخرون(مكتبة الخانجي/ القاهرة) 7: 5/. -٦‏ أي الفعل. ۷- أبو حيان» ارتشاف الضرب, 5: .١7717‏ ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا فمن النحاة من صرف هذه اللفظ عن دلالتها اللغوية إلى دلالة أخرى خاصة بالأسلوب القرآني» قال الفراء: "عسى من الله واجب إن شاء الله"“. وجاء في التهذيب: "قال ابن كيسان [آت:79494ه]: عسى من الله واجبٌء ومن العباد ظنٌ؛ لأن العبد ليس له فيا يستقبل علم نافذ إلا بدلائل ما شاهد» وقد يجوز أن تبطل الشواهد له على ما لم يكن فلا يكون ما یظن» وقد اجتهد في عسى بأغلب الظن عليه وهو منتهى علمه فیا ل يقع» والله تعالى علمه با لم يكن كعلمه ب) كان””". ومنهم من أبقى هذه اللفظة على دلالتها اللغوية» لكنه جعل إفادتها لهذا المعنى ليس متجهًا إلى الله تعالى بل هو إلى المخاطبين» قال الراغب الأصفهاني[ت:5470ه]: "'عسى طمع وترج» وكثير من المفسرين فسروا (لعل) و(عسى) في القرآن باللازم» وقالوا: إن الطمع والرجاء لا يصح من الله تعالى» وفي هذا منهم قصور نظرء وذاك أن الله تعالى إذا ذكر دلت رذكره ليكوق الا سات مه راا لذ لآن ركون هو ال ر" وإذا كان قد تبين أصل دلالة هذا اللفظ في اللغة» ثم تبين مذهب النحاة وريم في دلالته إن كان مسندًا إلى لفظ الجلالة» أو لفظ الرب» وظهر عدول بعضهم بهذا اللفظ عن أصل دلالته اللغوية؛ تنزيًا لله سبحانه وتعالى إلى دلالة أخرى تليق بذاته. إيانّا منه بأن الله تعالى منزه عن كل نقص وأنه المتفرد بالكمال صفة وفعلاً. تبين أثر الثقافة العقدية في شواهد هذه اللفظة النحوية» وإلا كيف لأولئك النحاة أن ينقلوا دلالة لفظ من معنى إلى آخر دون دافع يدفعهم إلى التحول أو العدول. ومن ناذج الأمثلة النحوية التي كان للثقافة العقدية أثر في توجيه دلالتها من المعنى النحوي العام إلى معنى خاص بأثر من ثقافة عقدية: دلالة الفعل(ظن). و(ظن) من الأفعال الناسخة الداخلة على الجملة الاسمية» إذ تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبههم| مفعولين ها. جاء في الكتاب: "هذا باب الفاعل الذي يتعداه فعله إلى مفعولين» وليس لك أن تقتصر على أحد المفعولين دون الآخر. وذلك قولك: حَسِيبَ عبدالله زيدًا بكرًا وظنّ عمرّو خالدًا أباك"©. -١‏ الفراءء» معاني القرآن» .50١ :١‏ أبو حيان» البحر المحيط» 5: 49. نسب أبو حيان القول في معنى دلالة عسى إلى ابن عباس ا قال أبو حيان: « قال ابن عباس: عسى من الله واجبة). ؟- الأزهريء تبذيب اللغة» ۳: ۸٠٥‏ “- الراغب الأصفهاني» مفردات ألفاظ القرآن» تحق. صفوان عدنان داوودي ( ط 2# دار القلم/ دمشق» ۲٠٠۲م) ٥٦٦‏ . ٤‏ - سیبویه» الكتاب» ۱: ۳۹. ع ولا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً سي ب ا ا ا لحري جاء في المقتضب: "هذا باب الفعل المتعدي إلى مفعولين وليس لك أن تق تقنصر على أحدهما دون الآخرء وتلك الأفعال هي أفعال الشك واليقين"20. ولم تخل شواهد هذه الأفعال النحوية من آثار الروافد الثقافية» ولعل أول الروافد المؤثرة فيها هو الرافد العقدي» إذ كان له حضور في بيان دلالة هذه الأفعال في كتب النحاة» وخاصة عند بيان معاني بعض الآيات القرآنية» قال الزجاج عند حديثه عن معنى قوله تعلل: لاالَذِينَيَظُُونَ ام ماقو ويم 4 [البقرة:41]: الظن ههنا في معنى القن وال الین برقوة لكر كائر | شاكين کاو ال كاد الق بمعنى اليقين موجود في اللغة . فالزجاج قد اعتمد في بيانه وتقريره لمعنى الظن في هذه الآية رافدًا عقديّا وهو الإيمان باليوم الآخرء لهذا عدّ من شك بذلك كافرًا ضالاء فالرافد العقدي أكد عنده هذه الدلالة. على أن من النحاة والمفسرين من ذهب إلى أن دلالة هذا اللفظ إنما هى الشك. لكنه قدر في الكلام ما يصحح هذا المعنى» قال أبوحيان: 5ي ا يوقنون» قاله الجمهور؛ لآن من وصف بالخشوع لا يشك أنه ملاق ربه. ويؤيده أن في مصحف عبدالله: "الذين يعلمون". وقيل: معناه الحسبان» فيحتاج إلى مصحح هذا المعنى» وهو ما قدروه من الحذف» وهو: بذنوبهم» فكأنهم يتوقعون لقاء رمهم مذنبين» والصحيح هو الأول"”. ويظهر أثر الثقافة العقدية في توجيهه لدلالة اللفظ في أداة النصب (لن)ء الداخلة على الفعل المضارع فتغيره إعرابًا ومعنى» فهي في الإعراب أداة من أدوات النصب للفعل المضارع» متى ما دخلت صار الفعل المضارع بعدها منصويًا. أمّا المعنى فإنه من المعروف دلالة الفعل المضارع على الزمن الحاضر أو المستقبل؛ فإذا ما دخلت عليه (لن) فإنها تجعله خالصًا للزمن المستقبل» ففي نحو قولك : يحرج محمد فعل مضارع مرفوع» تضمنت دلالته الزمن الحاضر والمستقبل» إذ قد يكون الخروج الآن أو بعد قليل أو -١‏ المبرد» المقتضب» : 940. ؟- الزجاج» معاني القرآن وإعرابه» .٠١١:١‏ - أبو حيان» البحر المحيط» 57:١‏ 7. ¥ 0- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا بعد زمن. أمّا قولك: لن يخرج محمد فإن (لن) أثرت في الفعل إعرابًا فصار منصوبًاء وخلصتَة معنى للزمن المستقبل» فلم يعد دالا على الحاضر. م تخل هذه الأداة النحوية من الخلاف إذ اختلف النحاة في أصلها أمركبة هي أم بسيطة» وليس البحث في هذه المسألة من مهمات هذا البحث. لكن المهم الخلاف في دلالتها على النفي أتفيد التأبيد أم لا؟ ذلك أن من المسائل الخلافية فيها الخلاف في دلالتها على النفي هل تفيد التأبيد أم لا؟ ويعد الخلاف في هذه المسألة من أشهر المسائل الخلافية النحوية العقدية» فالخلاف الترر دي مار اير للستي الانرريير السزرله N‏ ل تو ١‏ سا يس مع مذهبهم في تنزيه الله نفيه عن الله تعالى الرؤية"0". ركان للشاهد النرى تصيب مق هذا الراقد الد إة اعفان به العترلة عل تقرير محم 3 اعتمادهم دلالة (لن) قل ادل النفي» قال القاضي عبدال حبار في آية الرؤية: "وهذه الآية"“ حجة لنا عليهم من وجهين: أحدهماء هو: أنه تعالى قال مجيبًا لسؤاله: # أرني أنظر إِلَيْكَ4 [الأعراف: 5 ١‏ ] قال: لن د تَرَاني#[الأعراف : 4 ١]و(لن)‏ موضوعة للتأبيد» فقد نفى أن يكون مرئيًا البتة» وهذا يدل على استحال الرؤية عليه..."". ويظهر أن بعض النحاة كانوا على علم ودراية بأثر مثل هذه الروافد في توجيه بعض الشواهد النحوية» جاء في العوامل المائة: "وقال بعضهم: لن» نفيًا أبديّاء وهم الل" .۲۳۲ الخمسة»‎ ٣ القاضي عبدالجبار»‎ - ١ َل للج نوز مرت يت . ٥۳ -عبدالقاهر الجرجاني» العوامل 00 بیروت۲۰۰۹۰م)‎ ٤ ع وطلاب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وأشهر من نسب إليه القول بتأبيد النفي ب(لن) الزمخشريء ولم أجد فيم وقفت عليه من كتبه ما ينص على أن معنى هذا احرف الناصب هو: تأبيد النفي» بل وجدته نص على آنا لتأكيد النفى» جاء في الكشاف: "فإن قلت: ما معنى لن؟ 5 تأكيد النفى الذي تفط( 0 وذللك أن (© تعن المسقيل» تر ل: لا أفعل عدّاء:فإذا أكدت ثفيها قلت: او أفعل غا رجن النصل: رال اكا ا( مون ا ومن النحاة من حكي عنه إفادتها لهذا المعنى» قال ابن هشام: "ولا تفيد (لن) توكيد النفي خلاقًا للزخشري في کشافه» ولا تأبيده خلافا له في أنموذجه”””. وجاء في شرح الأنموذج: "قال: و(لن) نظيرة (لا) في نفي المستقبل» ولكن على التأكيد. أقول: إذا أردت نفي المستقبل مطلقا قلت: لا أضرب. مثلا. وإذا أردت نفيه مع التأكيد قلت: لن أضرب. وفي بعض النسخ: التأبيد» بدل: التأكيد"*. ولم يقف الأثر العقدي على توجيه الدلالة اللفظية للمثال أو الشاهد النحوي» بل تجاوز ذلك إلى توجيه المعنى العام للشاهد النحوي با يتوافق والاعتقاد» وهذا ظاهر في كثير من الشواهد النحوية. فإذا كان الحديث قد سبق في أثر الروافد الثقافية في بناء قاعدة حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه» فإن الحديث في هذا الفصل عن أثر الثقافة العقدية في توجيه الشواهد النحوية بط يتناسب ومعتقد النحوي» ولعل من أوضح الشواهد في ذلك قوله تعالى: #وّجَاء رَبك [الفجر: 77]. فإذا كان الفارسي وابن جني قد قالوا بقياسية حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه لعلة عقدية؛ فإنهم استشهدوا على ذلك بالآية السابقة» وقد سبق تقرير اعتزالية الفارسي وابن جني» لذا فإنهم| حين أوردا هذا الشاهد القرآني كانا مدفوعين بأثر من ثقافة اعتزالية تنفي صفة المجيء عن الله تعالى تنزيها لله أن يكون له جسم» إذ إن من أهم دواعي ظهور هذا المعتقد هو: الوقوف أمام من يقول بتجسيم الله. وتقدم أن من أصول ١-الزنخشري»‏ الكشاف» :0€ ؟- الزخشري» المفصل في علم العربية» .۳٠۷‏ ۳ابن هشام» مغني اللبيب» AEN‏ -٤‏ جال الدين محمد بن علي الأردبيي» شرح الأنموذج في النحو» تحق. حسني عبدالجليل يوسف (مكتبة الآداب/ القاهرة) ٠۹۰‏ . لاوطا ب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الاعتقاد عند المعتزلة نفي الجسم عن الله تعالى» قال القاضي عبدالجبار: "وما يجب نفيه عن الله تعالى كونه جس" . وإذا كان هذا من أصول اعتقاد هؤلاء النحاة فإنه لا غرابة أن يكثر استشهادهم بمثل هذه الشواهد التي تقرر أصلا من صول اعتقادهم؛ لتكون قربة منهم إلى الله فيي يرون صحته» وتكون دعوة لمعتقدهم. ولم يكن استشهاد الفارسي وابن جني ببذه الآية سابقا لغيرهم» بل سبقهم من أعلام المعتزلة من قرر هذا المعنى في بيانه لمعاني القرآن» قال الأخفش سعيد بن مسعدة: "وقوله: إلا أن انيم الله [البقرة:٠١7]»‏ يعني: أمره؛ لأن الله تعالى لا يزول". وشارك الأشاعرة ا معتزلة في استشهادهم بهذه الآية» مدفوعين بأثر من ثقافة عقدية؛ إذ إن من عقيدة الأشاعرة نفي الجسم عن الله تعالى» لذا فلا غرابة أن نجد كثيرًا من النحاة الأشاعرة تابعوا الفارسى وابن جنى في ذهبا إليه في هذا الشاهد النحوي» أو غيره من الشواهد الأخرى المؤدية إلى الضنيي كالوتيان ونحوه. فابن السيد البطليومبى[ت:١07ه]‏ جعل للعقيدة أثرًا في توجيه مثل هذه الشواهد» فقال في توجيه قوله تعال :لاقت اله ياعم مّنَ الماع [النحل: 5 7]: "وليس هناك إتيان في الحقيقة؛ لأن الله تعالى لا يوصف بالانتقال» لآن الانتقال للمحدثات» جل عن قول الجاهلين» وإنما معناه فعل في البنيان فعلاً» فهو إتيان فعل لا إتيان ذات"". وممن استشهد بهذه الآية في مسألة حذف المضاف ابن عقيل في شرحه للألفية» قال: "وكقوله تعالى: #وّجَاءَ رَبك أي: أمر ربك» فحذف المضاف - وهو (حب”» وأمر) - وأعرب المضاف إليه - وهو ( العجلء وربك) - بإعرابه"©. .۲٠۷ القاضي عبدالجبار» شرح الأصول الخمسة»‎ -١ ؟- الأخفش» معاني القرآن, :١‏ 187 . ۳- أبو محمد عبدالله بن السيد البطليوسي» رسائل في اللغة» تحق. وليد محمد السراقبي( ط ١ء‏ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية/ الرياض»/1١١7م) ٠١۸‏ . - تقدير لمحذوف من قوله تعالى:#وأشر يوأ في قلويم اليجل يَكُثْر هم 4. 5- ابن عقيل» شرح ألفية ابن مالك ۷۲:۲. ع عت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وكذا استشهد الأشموني ذه الآية على حذف المضاف» جاء في شر حه على الألفية: "(وما يى المضاف) وهو المضاف إليه (يأتي خلفا عنه في الإعراب) غالبا (إذا ما حذفا) لقيام قريئة تدل عليه» نحو: #وّجَاءَ رَبك 4. أي: أمر ربك"20. ويقابل هؤلاء نحاة وقفوا في وجه هذا التأويل وأنكروه وأثبتوا لله ما أثبته لنفسه ونفوا عنه ما نفاه عن نفسه» من غير تأويل أو تقدير قال الزجاج: "وقال قوم:....أن معن ن قل ول الكيل 4 [الأعراف:18 ]تقل ار ريف رهاط لأ عرف عل اللغة» ولا في الكلام دليل أن موسى أراد أن يرى أمرًا عظيًا من أمر الله» وقد أراه الله من الآيات في نفسه ما لا غاية بعده". ولا أدل على أثر الثقافة العقدية في هذا الشاهد النحوي من ترك عدد من النحاة الاستشهاد به والبحث عن شواهد أخرى هذه المسألة لا أثر للثقافة العقدية الاعتزالية أو الأشعرية» ومن أولئك النحاة سيبويه» والمبرد”"» وابن السراج”'» وابن مالك”» وأبو حيان الأندلسي"» وسعيد الكرامي”"» وكان شاهد هؤلاء النحاة لا يحمل أي شبهة لأثر عقدي» جاء في الكتاب: "ومما جاء على اتساع الكلام والاختصارء قوله تعالى جده: # وَاسْأَلٍ الَْرية اي كنا فيا وَالْعرَ اي أَقبَنَا فياك [يوسف: 87]إن| يريد: أهل القرية". ومن أثر الثقافة العقدية في الله النحوي الأثر في التوجيه الإعرابي للمثال أو الشاهد النحوي» ومن أظهر الأمثلة على ذلك الخلاف في إعراب المفعول في قوله تمان E‏ الله لكات ولأ دض EEE‏ أوقول المماة علق لله الا إا تروت ااا الأغر ا في کی من بريه مقعلا ورک من يعربه مفعولا مطلقا. .7 :7 الأشموني» شرح الألفية»‎ -١ ؟- أبو إسحاق الزجاج» معاني القرآن وإعرابه ۲: 5 /31”. ۳- المبردء المقتضبء ۳: ٠لا‏ 301:5 411 - ٠٠١ :۲ ابن السراج» الأصول في النحوء‎ -٤ 5- ابن مالك» شرح التسهيل» .٠١١ :١‏ وابن مالك» شرح الكافية الشافية» :١‏ 50 ؟. 5- أبو حیان» ارتشاف الضرب» 1:5 1/875. ۷-سعيد بن سليمان الكرّامي» تنبيه الطلبة على معاني الألفية» تحق. خالد سعود العصيمي( ط١.ء‏ دار التدمرية/ الرياض» (p۸‏ ل فق ۸- سيبويه» الكتاب» :١‏ ۲۱۲ ناك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إن من ينظر إلى هذا الشاهد النحوي أو من ينظر إلى المثال النحوي محاولاً إعرابه فإنه لن يعدو أن يعرب (السَّمّوَاتِ) في الآية الكريمة و(العالم) في المثال النحوي مفعولاً به هذا إن نظر إليه بعين النحوي المجردة من أي مؤثر آخر. وهذا ما اتفق عليه جمهور النحاة. أما من ينظر إليه بعين أخرىء عين موجهة بنظرة أخرى مشوبة بأثر من ثقافة عقدية» فإن إعرابه لتينك الكلمتين سيختلف عنما ذهب إليه جمهور النحاة» وهو ما قال به الرماني» وعبدالقاهر الجرجاني» وابن هشام» إذ رأوا أن هذه الآية شاهد من شواهد الفعول المطلقى". جاء في أسرار البلاغة في تفصيل أنواع تعدي الفعل: "وض م عدف إل شيء هو مفعول على الإطلاق» وهو في الحقيقة ك (فعل) وكل ما كان مثله في كونه عامًا غير مشتق من معنى خاص» كصنع» وعمل» وأوجد. وأنشا"”". ثم ساق أمثلة رأى أنها داخلة في المفعول المطلق لا في المفعول به» قال: "وأحق من ذلك أن تقول: خلق الله الأناسي» وأنشاً العالم» وخلق الموت والحياة. والمنصوب في هذا كله مفعول مطلق لا تقييد فيه. إذ من المحال أن يكون معنى: خلق العالم» فعل الخلق به» كا تقول في: ضربت زِيدَاء فعلت الضرب بزید؛ لأن الق من خخلّقء كالفعل من فعل» فلو جاز أن يكون المخلوق كالمضروب» لجاز أن يكون المفعول في نفسه كذلك» حتى يكون معنى: فعل القيام» فعل شيئًا بالقيام وذلك من شنيع المحال"0". وكان مذهب ابن هشام موافقا لما ذهب إليه الجر جاني» حين نبه إلى بعض الأخطاء التي تقع بين المعربين» جاء في المغني : "السابع عشر: قولهم في نحو #إخحاق الله السّمَاوَاتِ وَالأَرْض بِالَقّ4 [العنكبوت: 5 السموات مقعول به» والصواب أنه مفعول مطلق؛ لأن المفعول المطلق ما يقع عليه اسم المفعول بلا قيد» نحو قولك: ضربت ضربًاء والمفعول به: ما لا يقع عليه ذلك إلا مقيدًا بقولك به» كضربت زيدًا. وأنت لو قلت: السموات مفعول ك| تقول: الضرب مفعول كان صحيحًاء ولو قلت: السموات مفعول به ک| تقول: زيد مفعول به لم يصح" . -١‏ السيوطيء الأشباه والنظائر» ۷: ١5٠‏ -١‏ عبدالقاهر الجرجاني» أسرار البلاغة» تحق. محمود شاكر(ط .١‏ دار المدني/ جدة» 01١991١‏ 77/4. الج رجاني» أسرار البلاغة» 759 5- ابن هشام» مغنى اللبيب» ا ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بذ شرها ورقياً أو تداولها تجارياً وما ذهب إليه النحاة في هذا الشاهد وما شابهه من الأمثلة النحوية إنم| كان الدافع هم إلى القول به رافد من أثر عقدي» ظهر هذا الأثر صريحًا عند ابن الحاجب في أماليه» قال:"قولهم: خلق الله السموات. من قال: إن الخلق هو المخلوق» فواجب أن تكون (السموات) مفعولا مطلقا لبيان النوع. إذ حقيقة المصدر المسمى بالمفعول المطلق أن يكون اسرًا لما دل عليه فعل الفاعل المذكورء وهذا كذلك. لأنا بنينا على أن المخلوق هو الخلق» فلا فرق بين قولك: خلق الله خلقاء وبين قولك: خلق الله السموات» إلا ما في الأول من الإطلاق وفي الثاني من التخصيص. فهو مثل قولك قعدت قعودًا وقعدت القرفصاء. فإن أحدهما للتأكيد والآخر لبيان النوع» وإن استويا في حقيقة المصدرية» وهنا ار عع يه يعد بات أن الارن هر اشن ومن قال: إن المخلوق غير الخلق» وإنا هو متعلق الخلق» وجب أن يقول: إن (السموات) مفعول به مثله في قولك اعريت يدا والكد عر سيم ؛ لأنه لايستقيم أن يكون المخلوق متعلّق الخلق؛ لأنه لو كان متعلقًا له لم يخل أن يكون الخلق المتعلق قدي أو مخلوفًاء فإن كان مخلوقًا تسلسل فكان باطلاً» وإن كان قديً) فباطل؛ لأنه يجب أن يكون متعلّقه معه. إذ خلق ولا خلوق محال» فيؤدي إلى أن تكون المخلوقات أزلية» وهو باطل» فصار القول بن الخلق غير المخلوق يلزم منه محال"7". وهذا الخلاف في التوجيه النحوي لهذا الشاهد وما شابهه من الأمثلة إن هو مدفوع بالخلاف العقدي في الصفات الفعلية أو الاختيارية» فأيما عالم نحوي أعرب المفعول في هذا الشاهد أو ما شايهه من الأمثلة النحوية مفعولا مطلقا فإنه - ولا شك - لا يخرج من أحد أمرين» إِما أن يكون ممن يعتقد مذهب الأشاعرة ويقول بقوهم في هذه المسألة فيقول: إن الخلق هو المخلوق. وإما أن يكون دافعه إلى القول بهذا الوجه هو الاحتراز من القول بأزلية السماوات» "وبيان ذلك: أنه إذا كان من المتفق عليه بين جميع الطوائف أن الله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض» كا اتفقوا على أن هذه المخلوقات وجدت مخلوقة منفصلة عنه. إلا أغهم اختلفوا في أنه تعالى لما خلقها قامت به صفة الخلق» أو أن الخلق هو نفس المخلوق من غير أن تقوم به صفة””". .۷٠۲ :7 أبو عمرو عثمان بن الحاجبء أمالي ابن الحاجبء تحق. فخر صالح سليان قدارة ( دار الجيل/ بيروت)‎ -١ .17١ 5 :7 )م١1998 ؟- عبدال رحمن بن صالح المحمود» موقف ابن تيمية من الأشاعرة (ط١» مكتبة الرشد/ الریاض»‎ DR هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ومن ناذج أثر الثقافة العقدية في التوجيه النحوي للشواهد النحوية ما يقرره النحاة من أن لحرف الجر الكاف مجموعة من المعاني"» منها: أن يكون زاتدًا". ويظهر أن معنى الزيادة في هذا الحرف إن| قرره النحاة تنزيا لله عز وجل عن الشبيه» لأنا نجد بعضهم ة قصر الزيادة على الساع» ولم يقل بالقياس فيهاء جاء في الارتشاف: "وقد تزاد (الكاف) ولا ينقاس زيادتها ا" وقرر جمع من النحاة زيادة هذا الحرف. ومن الأمثلة التي أوردوها لزيادتها قوله تعالى: لیس كَمِثْلِه می4 [الشورى:١١].‏ قال الفارسي: "ومن هذا الفن قوله تعالى: لیس كوثله َي » الكاف زائدة لا حالة؛ لأنه لم يثبت يثبت لله عز وجل مثل ولا شبيه ل وقال السيرافي: "قوله غز وجل: ولیس كيثله کی اللمعنى: لبس مثله شی والكاف رفن gê‏ .عل ذلك ارده لاستحال الكلام» وذلك أنها إذا لم ت تكن زائدة فهي بمعنى (مثل) وإن كانت حرقاء ويكون التقدير: لن مثل مثله شي وإذا قدر بهذا التقدير ثبت له مثل» ونفي الشبه عن مثله» وهذا محال من وجهين: أحدهما: أن الله عز وجل لا مثل له ولا نظير...". وقال ابن جني: "واعلم أن هذه الكاف التي هي حرف جرء كما كانت غير زائدة فيم قدمنا ذكره» فقد تكون زائدة مؤكّدة» بمنزلة الباء في خبر ليس» وماء ومن» وغير ذلك من حروف الجرء وذلك نحو قوله عز وجل: لیس کو کمثله سء تقديره - والله -١‏ ابن جني» سر صناعة الإعراب» .۲۸١ :١‏ والزمخشريء المفصل» ۲۸۹. وابن مالك» شرح التسهيل» ۳: ۳۷. وابن هشام» مغني اللبيب» .17:١‏ وابن عقيل» شرح ابن عقیل» ۲: ۲۷. ۲- أبو علي الفارسي» المسائل البغداديات» تحق. صلاح الدين عبدالله السنكاوي (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية - العراق) .5٠٠‏ وابن جني» سر صناعة الإعراب» .۲۷١ :١‏ والزنخشري» المفصل» ۲۸۹. وابن مالك» شرح التسهيل» :١‏ ۷. وابن هشام» مغني اللبيب» .175:١‏ وابن عقيل» شرح ابن عقيل ۲: ۲۷ ۳- أبو حيان» ارتشاف الضرب» .١۷١١:٤‏ 4 - أبو علي الفارسي» المسائل البغداديات» .5٠٠‏ .١9١ السيرافي» ما يحتمل الشعر من الضرورة»‎ -٥ -١15- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أعلم - ليس مثلّه شي فلا بد من زيادة الكاف ليصح المعنى؛ لأنك إن لم تعتقد ذلك أثبت له - عز اسمه - مثلآ» فزعمت أنه ليس كالذي هو مثله شيء"'. فالفارسي وتلاميذه» ومن سبقهم من النحاة من قرر زيادة الكاف" في هذا الشاهد إن| كان يدفعهم إليه ثقافة عقدية تؤمن بأنه ليس لله شبيه» تنزيهًا له سبحانه» وتعظيًاء وتقدم كلام السيرافي عن علة فساد هذا القول» وقاربه ابن جني فقال: "فيفسد هذا من وجهين: أحدهما ما فيه من إثبات المثل له عز اسمه وعلا علوًا كبيرًا. والآخر: أن الشيء إذا أثبت له مثلاً فهو مثل مثله؛ لأن الشيء إذا ماثله شيء فهو أيضًا نماثل لما ماثله"". -١ ١‏ أثر الثقافة العقدية في بناء الأمثلة النحوية لم يكن الأثر للثقافة العقدية محصورًا على التوجيه فحسب» بل ظهر أثرها في بناء الأمثلة النحوية» أمثلة ضرما النحاة للقواعد النحوية» لكنها كانت مشربة بثقافة عقدية» وظهرت ملامح هذا الأثر ني أكثر من باب من أبواب النحو. ففي باب الفاعل وترتيبه مع المفعول به» يقف النحاة عند هذه المسألة مبينين أصل الترتيب فيهاء وهو أن الأصل في الفعل المتعدي أن يرفع الفاعل أولا ثم ينصب المفعول به» لكن يعرض هذا الأصل ما يخالفه لعلة العناية والاهتمام» جاء في الكتاب: "كأنهم إن يقدمون الذي بيانه أهم لهم وهم ببيانه أعنى". ومهما كانت العناية والاهتمام فإن النحاة يشترطون في خالفة الأصل عدم اللبس في التقديم والتأخير» ومتى ما وجد اللبس فإنه يمتنع التقديم والتأخير ويلتزم بالأصل؛ فيقدم الفاعل ويؤخر المفعول به. ويظهر اللَبْسٌ فيا خفي إعرابه» نحو: ضرب موسى عيسىء جاء في المقتضب: "فإن قلت: ضرب هذا هذاء أو ضربت الحبلى الحبلى لم يكن الفاعل إلا المتقدم"©. .۲۹۱:۱ ابن جني» سر صناعة الإعراب»‎ -١ .4١ ذهب المبرد وثعلب إلى زيادة هذه الكاف» وزاد المبرد على معنى الزياة التأكيد. الزجاجي» مجالس العلماء»‎ -١ .۲۹۱:۱ ابن جني» سر صناعة الإعراب»‎ -۳ 5 - سيبويه» الكتاب» :١‏ 35. 5- المبرد, المقتتضب» ۳: .١1/8‏ Y2 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ثم ذكر النحاة بعد ذلك أن ما خفي إعرابه ووجدت فيه قرينة دالة على المعنى جاز فيه التقديم والتأخيرء ويجعلون هذه القرينة إما لفظية أو معنوية؛ فاللفظية تكون بعلامة ظاهرة في تابع أحدهماء أما المعنوية فيسوقون ها أمثلة مختلفة من غير تحديد لهذا القرينة إلا بوصفها بالمعنوية""". جاء في الخصائص: "فإن قلت: فقد تقول: ضرب يحيى بشرى» فلا تجد هناك إعرابًا فاصلاء وكذلك نحوه» قيل: إذا اتفق ما هذا سبيله» ما يخفى في اللفظ حاله. ألزم الكلام من تقديم الفاعل وتأخير المفعول ما يقوم مقام بيان الإعراب. فإن كانت هناك دلالة أخرى من قبل المعنى وقع التصرف فيه بالتقديم والتأخير؛ نحو: أكل يحبى كمثرى» لك أن تقدم وأن تؤخر كيف شئت» وكذلك: ضربت هذا هذه» وكلم هذه هذاء وكذا إن وضح الغرض بالتثنية أو الجمع جاز لك التصرف..."720". وما ساقه النحاة من أمثلة في هذه المسألة هي في غالبها أمثلة مكررة أسعفتهم بها الحياة العامة" ولا إشكال. لكن الرضي الاستراباذي أورد هذه المسألة مثالاً م يخل من أثر لرافد ثقافي» أورده في شرحه لمبحث: الترتيب بين الفاعل والمفعول. من كافية ابن الحاجب قال بعد أن ذكر دور القرائن اللفظية والمعنوية في تعيين الفاعل من المفعول به» وبعد أن أورد للقرائن اللفظية أمثلة: "والمعنوية نحو: أكل الكمثرى موسى» واستخلف المرتضى المصطفى ل 0 , والناظر في هذا المثال من غير تمحيص لا يرى فيه إلا التمثيل على القرينة المعنوية التي تحدث عنها الشارح» فالقرينة المعنوية وهي سبق المصطفى يي للمرتضى دلت على أن المتقدم في الجملة (المرتضى) مفعول مقدم» وأن المتأخر(المصطفى) فاعل مؤخرء وهذا كما سبق بالقرينة المعنوية. إن من يمعن النظرء ويحاول الوقوف على ما بين كلماته يظهر له أكثر من ذلك إذ يظهر أثر ثقافة عقدية» تضمنها هذا المثال. ذلك أن من أركان المذهب الشيعى القول بالولاية لآل البيت» بل هو ركن من أركان الإيمان عندهم» فلا يكتمل إيمان المسلم عند -١‏ رضي الدين الاستراباذي» شرح الرضي على الكافية» ١9٠١ :١‏ ؟- ابن جني» ا لخصائص» ٣٣ :١‏ . ۳-الميرد» المقتضب» ۳: .١١۸‏ -٤‏ الاستراباذي» شرح الكافية» .٠۹۱:۱‏ 1 €- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً بعضهم إلا بالاعتقاد به» جاء في كتاب الملل والنحل: "الشيعة هم الذين شايعوا علا رضى الله عنه على المخصوصء وقالوا بإمامته وخلافته نصا ووصية» إما جليًا وإما خفياء واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده» وإن خرجت فبظلم يكون من غيره» أو بتقية من عنده"20. الصدر في تعداده لعلماء النحو من الشيعة: "ومنهم: نجم الأئمة الرضي الاسترباذي". ثم قال بعد ذلك: "أرخ هو في آخر شرحه على الكافية قبل أحكام هاء السكت» قال: هذا آخر شرح المقدمة» والحمد لله على إنعامه وإفضاله» بتوفيق إكاله» وصلواته على محمد وكرام آله» وقد تم تمامه» وختم اختتامه» في الحضرة المقدسة الغروية على مشرفها أفضل نحية رب ا وسا "0 فالرضي فيما ساقه من مثال في هذه المسألة النحوية كان مدفوعا - ولا شك - بأثر من ثقافة عقدية آمن بها واعتقد القول برأي أصحابها. ومثل هذا يؤكد ما للثقافة العامة على اختلاف أشكاها من أثر في أمثلة النحاة وشواهدهم. وفي باب العدد يذكر النحاة أن من الثابت في اللغة جواز بناء العدد على زنة اسم الفاعل“» وأنه متى ما صيغ من العدد اسم على زنة اسم الفاعل فإنه إما أن يكون مرادًا به بعض ما اشتق منه» نحو: ثاني اثنين. وإما أن يراد به جعل الأقل مساويًا لما فوقه» نحو: ثالث اثنين. هذا إن كان العدد مفردّاء أما إن كان مركبًا فإنه لا يستعمل إلا في .٠٤١:١ الشهرستاني» الملل والنحل»‎ -١ - حسن الصدرء تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام .٠١١‏ ۳- حسن الصدرء تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام .٠١١‏ -٤‏ للعدد المصوغ على زنة اسم الفاعل استعمالان» أحدهما: أن يفرد» فيقال: ثان وثانية» وثالث وثالثة. والثاني: ألا يفرد» وحينئظٍ: إما أن يستعمل مع ما اشتق منه» فيضاف إلى ما بعده وجوبًاء نحو: ثاني اثنين» وثانية اثنتين. وأجاز ابن مالك النصب في لفظ اثنين دون غيره من ألفاظ العدد الأخرى. أو أن يستعمل ذلك العدد المصوغ على زنة اسم الفاعل مع العدد السابق لما اشتق منه» فيجوز فيه وجهانء الأول: إضافته إلى ما يليه فتقول: ثالث اثنين» وثالثة اثنتين. والثاني: تنوينه ونصب ما يليه به» فتقول: رابعٌ ثلاثةء ورابعةٌ ثلانًا. لمر المقتضب» 7: 181- 187. وأبو حيان الأندلسي» التذييل والتكميل» 9: ۳۸. وابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» ۳۸۱:۲. دج 91ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا المعنى الأول» وهو أن يكون مرادًا به بعض ما اشتق منه. واستشهد النحاة هذه المسألة بشواهد من القرآن. وصاغوا لما أمثلة تطبيقية» وكان للثقافة العقدية أثر في بناء المثال النحوي عند بعض النحاة» فهذا الرضى الاستراباذي» يمكل هذه المسالة بمغال صناعي يظهر فيه أثر التشيع الذي تمذهب به الرضي» جاء في شرح الكافية: "لأن اسم الفاعل من العدد إذا كان بمعنى واحد» يضاف إلى العدد المشتق هو منه» وإلى ما فوقه أيضًاء كا تقول: الحسين رضي الله عنه ثالث الاثني عشر". وإن كان ما سبق من مثال عن أثر للمذهب الشيعي في الرضي لم يكن صريح الدلالة على ذلك فإن في هذا المثال النحوي الدليل الصريح على ذلك ذلك أن الإمامة والوصاية إن يقول بها ويعتقدها أصحاب المذهب الشيعي» فالإمامة هي الأصل الرابع من أصول المذهب الشيعي الإمامي الاثني عشري. وتعني: الاعتقاد بأن الله عز وجل قد نصب للخلق أئمة اثني عشر» هم سادة البشر بعد رسول الله كَكِةٍ أوههم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآخرهم المهدي المنتظر. والرضى فيا ساقه من مثال عد الحسين رضى الله عنه ثالث الأئمة الاثنى عشر وهو كذلك عند أئمة مذهبه وأتباعهم» ذلك أن عليًا رضي الله عنه أوهم - كا سلف - ثم بعده ابنه الحسن بن علي رضي الله عنهم؛ ثم بعد الحسن يأتي الحسين بن علي رضي الله عنهم. وكان للثقافة العقدية أثر في بناء أمثلة نحوية آخرى» ففي باب معاني حروف الجر ذكر النحاة أن لحرف الجر اللام معاني عدة» فذكر ابن هشام ها اثنين وعشرين معنى. حاول التفريق بينها بالأمثلة والشواهد النحوية”"» وذكر المرادي أن لهذا الحرف ثلاثين معنى جمعها من كلام النحاة» ولم تخل أمثلة هذا الحرف من أثر لروافد ثقافية تظهر في الأمثلة النحوية» قال المرادي: "اللام الجارة» ولما معان كثيرة. وقد جمعت لما من كلام النحاة ثلاثين قسَّاء فأذكرها كا ذكروهاء وأشير إلى التحقيق في ذلك. الأول: الاختصاصء نحو: الجنة للمؤمنين» ولم يذكر الزمخشري في مفصله غيره. .۳۸۳:۲ ابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك»‎ -١ . ٠١۷ :۳ الرضي الاستراباذي» شرح الكافية»‎ -۲ 01 ابن هشام» مغني اللبيب»‎ -۳ 1 - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً قيل: وهو أصل معانيها. الثاني: الاستحقاق» نحو: النار للكافرين. قال بعضهم: وهو معناها العام؛ لأنه لا يفارقها”". فهذان معنيان من معاني حرف الجر اللام أوردهما بعض النحاة وإذا كانت الإشارة قد سبقت إلى أثر الوعي العقدي في العدول عن مصطلح الاختصاص إلى مصطلح الاستحقاق. فإننا نقول إن| ما ساقه المرادي من مثال على معنى الاستحقاق لهذا الحرف الجار مدفوع بأثر من وعي عقديء ذلك أنه إنها جاء بهذا المثال ليدل على أن دخول الكافرين للنار إن هو باستحقاقهم إياها. ويظهر أثر الثقافة العقدية في بناء الأمثلة النحوية في أبواب أخرى من أبواب النحوء ف(حتى) في اللغة العربية لم تثبت على معنى واحد. بل تنوع عملها تبعًا لاختلاف معناهاء فجاءت رافعة» وناصبة» وجارَّة» وأشغلت النحاة فلم يصلوا فيها إلى حكم قطعي» حتى حكيّ عن الفراء أنه قال فيها: "أموت وفي نفسي شيء من (حتى)"”". وقال ابن جني: "اعلم أن (حتى) في الكلام على أربعة أضرب: تكون غاية» فتجر الأسماء على معنى إلى. وتكون عاطفة كالواوء ويبتدأ بعدها الكلام. وتضمر بعدها (أن) فتنصب الفعل بالمستقبل على أحد معنيين: معنى كي» ومعنى: إلى أن" . هذه هي أحوال (حتى). وحين أراد ابن جني إيضاح هذه المعاني بالأمثلة استعان في بعضها برافد من ثقافة دينية عقدية» عقيدة تقوم على قاعدة:قَمَن يَعْمَل مِتْقَالَ ره خينا بره + ومن ل مدقال 55 143 يزه 4 [الرلرلة: بخير» ليكوت ذلك الان النحوي رسالة دعوة عقدية إلى الإيهان باليوم الآخرء ورسالة دعوية إلى عمل الخير» قال ابن جني: "وتقول إذا كانت بمعنى (كي): أطع الله حتى يدخلك الجنة» معناه: كي يدخلك المحنة". واستعان العكبري ذه الثقافة في تقرير لإضار (أن) بعد حتى» معتمدًا على هذه .95 المراديء الجنى الداني»‎ -١ ۲- القفطيء إنباه الرواة على أنباه النحاة» ٠١ :٤‏ . “- ابن جني» اللمع في العربية» 17. .717 ابن جني» اللمع في العربية»‎ -٤ -/ا1- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الثقافة في إيضاح هذه المسألة» جاء في اللباب: "وتضمر (أن) بعد (حتى) إذا كانت غاية» أو كان ما قبلها سببًا لما بعدها. فالأول كقولك: لأنتظرنّه حتى يقدم فالانتظار يتصل بالقدوم» لأن المعنى: إلى أن. فحتى ها هنا جارة فلذلك أضمرت بعدها (أن). وأما الثاني: فكقولك: أطع الله حتى يدخلك الجنة. أي: كي يدخلك. فالطاعة سبب الدخولء ولا يلزم امتداد السبب إلى وجود المسبب””". وني باب الندبة يعود أثر التشيع عند الرضي الاستراباذي فيظهر في بناء الأمثلة» فحين شرح الرضي كلام ابن الحاجب [ت:555ه] في) يجوز ندبه» قال: "ضابط المندوب أن يكون معرفة مشهورًاء سواء كان تعريفه قبل الندبة أو بحرف الندبة» تقول: وامن قلع باب خيبراه» وامن حفر بئر زمزماه؛ لاشتهار الرجلين بذلك””". أما المثال الثاني فلا إشكال فيه فهو المشهور عند النحاة من لدن سيبويه””» ولكن الأثر ني المثال الأول الذي ساقه الرضي للموصول المندوب» ويظهر أثر التشيع لمن عرف منهج الرضي» وإلا ساق هذا المثال والتاريخ الإسلامي مليء بالأحداث التاريخية التي غيرت المسار وكان ها أثر فيه» لكن إيراد الرضي هذا ا مثال إن| هي بأثر من ثقافة التشيع التي يعتقد بهاء ويؤمن أتباعها بالمنزلة الخاصة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه» وأنه الولي والوصي عندهم بعد النبي كَكد. ويظهر أن أثر الثقافة العقدية في بناء الأمثلة النحوية لم تكن متأخرة في النحو» فقد تحدث سيبويه في كتابه عا ينصب على التعظيم والمدح» وما يجوز فيه من أوجه إعرابية» ولم يبتعد في مجمل أمثلته لهذا الباب عن أمثلة يظهر فيها الآثر الديني جليًاء إذ ساق على ذلك أمثلة يعظم فيها المستحق للتعظيم والمدح» وهو الله سبحانه وتعالى» قال سيبويه: "هذا باب ما يتتصب على التعظيم والمدح» وإن شئت جعلته صفة وجرى على الأول» وإن شئت قطعته فابتدأته. وذلك قولك: الحمد لله الحميد هوء والحمد لله أهل الحمد. EY العكبريء اللباب في عل البناء والإعراب»‎ -١ ١ ؟- الرضي الاستراباذي» شرح الرضي على الكافية»‎ 117 سيبويه» الكتاب»‎ -۳ -51١8- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً والملك لله أهل الملك. ولو ابتدأته فرفعته كان حستً". ولم تخل هذه المسألة من شواهد شعرية أو أمثلة صناعية أخرىء لكن الغلبة في أمثلة هذا الموضوع كان توحي بأثر لثقافة دينية عقدية ضمنها سيبويه بعض أمثلته. ويظهر أثر هذه الثقافة في هذه المسألة وأمثلتها حين منع سيبويه بعض الأساليب العربية؛ لأنه رأى خصوصية مثل تلك الأساليب في ذات الله سبحانه وتعالى» قال سيبويه: "وليس كل شيء في الكلام يكون تعظيًا لله عز وجل يكون تعظيًا لغيره من المخلوقين» لو قلت: الحمد لزيد تريد العظمة» لم يجز» وكان عظيً ”". إن جهود النحاة لم تقتصر على بناء القواعد النحوية فحسب» بل تجاوزت ذلك إلى تضمين أمثلتهم رسائل دعوية رافقت النحو في عصوره الأولى» إذ قد ظهر أثر الثقافة العقدية عند المبرد» ثقافة الجزاء بالإحسان والدعوة إلى الإيهان باليوم الآخر؛ فاستعان بأمثلة نحوية تضمنت الإشارة إلى ذلك» قال في شرحه لباب: جزم الجواب الواقع في جواب الطلب: "ولو قلت: لا تعص الله يدخلك الجنة» كان جيدًا؛ لأناك أضمرت مثل ما أظهرت. فكأنك قلت: فإنك إن لا تعصه يدخلك الجنة» واعتبره بالفعل الذي يظهر في معناه؛ ألا ترى أنك لو وضعت فعلاً بغير بي في موضع (لاتعص) لكان: أطع الله. ولو قلت: لا تعص الله يدخلك النارء كان محالاً؛ لأن معناه: أطع الله. وقولك: أطع الله يدخلك النار. حال" . فالمبرد حين استعان بهذا المثال النحوي لإيضاح تلك المسألة استعان بقدرته النحوية لتقرير قاعدة الثواب على الطاعة بالجنة» والمعاقبة على المعصية بالنار» فراح يقدر في الجملة النحوية ما يعتقد أنه مقصود عند المتكلم اء فيبطل صياغة ويجيز أخرى على أساس تلك القاعدة: NEY سيبويه» الكتاب»‎ -١ RSE سيبويه» الكتاب»‎ -۲ ۳ الممرد» المقتتضب» ATTY‏ N هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ١‏ --أثر العقيدة فى الاستشهاد النحوى استمر تأثير الثقافة العقدية في الشواهد النحوية» فلم يقف عند التوجيه والبناء للشواهد أو الأمثلة» بل تعدى ذلك إلى أن يكون لها دور في اختيار الشواهد النحوية؛ فترى بعض النحاة يستشهدون بشواهد توافق اعتقادهم» أو هي من أقوال أناس هم مكانة خاصة في معتقدهم» والنحاة وإن م يصرحوا بذلك إلا أنه يظهر في| أودعوه كتبهم. لعل أول مظاهر الأثر العقدي في منهج الاستشهاد النحوي تبرز عند سيبويه إمام النحاة» وخلاف النحاة بعده في العلة التى منعته من الاستشهاد بالحديث في كتابه» وكانت العلة عند متقدمي النحاة تكمن في تجويز الرواية بالمعنى للحديث» وهذا ما دفع سيبويه وغيره من أئمة النحو إلى ترك الاستشهاد بالحديث على إثبات اللغة» واعتمادهم القرآن وصريح النقل عن العرب» كا صرح بذلك ابن الضائع[ت: ۸٠‏ ه] وأبو حيان ا وإذا كانت العلة عند متقدمى النحاة كامنة في الرواية بالمعنى فإنها في رأي بعض باحثى النحو المعاصرين تكمن في جانب آخرء قال الدكتور محمد حماسة: "قد يكون سبب هذاء التنصل من تبعة ا مكذوب من الحديث» والخروج من عهدته» وإخال أن هذا الافتراض أقرب إلى الصواب وأدنى إلى الواقع» وبيان ذلك أنه بعد الفتنة الكبرى التي أصابت السلميخ بمقل عتا رهي اللاغده نط الحديث تقاط غر مغهرة اسه أحزاب الأمة العربية لأغراض سياسية» فبدأ دعاة كل حزب يضعون من الأحاديث ما يبرر مذهبهم» وتكاثر مع الزمن» حتى أصبح من غير اليسير ييز الصحيح من الباطل» وهذا مدعاة إلى حرج العلماء» فإذا حرج علماء النحو فما عليهم من بأس'”". إن ما دفع سيبويه إلى عدم التصريح بالأحاديث النبوية» وإيراده لناذج منها لا ترتقي إلى عدد الشواهد الأخرى من أدلة السماع النحوي» وإلى المكانة العلمية لكتابه في النحوء اعتقاده الجازم بخطورة الكذب على النبي بيا كيف وهو الطالب للحديث في بداية عهده» فكأنه خشي أن يستشهد بحديث لا يصح فيدخل في أحاديث الوعيد. 460-45 السيوطيء الاقتراح»‎ -١ 7 «(e41٨ القاهرة/ دار الشروق»‎ ١ محمد حماسة عبداللطيف» لغة الشعر دراسة في الضرورة الشعربة(ط‎ - 7 هت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وإنَّ من أظهر صور أثر الروافد الثقافية في الاستشهاد النحوي أن يكثر النحوي من الاستشهاد بكلام عربي أو بشعر شاعر على حساب غيره من الشواهد النحوية الأخرى. وليس ذلك الاستشهاد إلا بأثر من ثقافة دفعت ذلك النحوي إلى ترديد أقوال ذلك العربي أو ذلك الشاعر. والرضي الاستراباذي أكثر في شرحه لكافية ابن الحاجب من الاستشهاد بكلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه» إن هذه الكثرة في الاستشهاد بكلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم تكن لقلة الشواهد النحوية» بل هي دليل على أثر لرافد ثقافي في منهج هذا العالم الاستشهاديء إن الثقافة العقدية عند الرضي كان ها أثر في انتقاء شواهده النحوية واختيارهاء فقد أكثر الرضي من الاستشهاد بكلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في عدد من مسائل النحوء ففي مسائل حذف الخبر وجوبًا استشهد الرضي بكلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب حالة من تلك الحالات» وذلك حين يعطف على المبتدأ بالواو التي بمعنى (مع)؛ فحين بين الخلاف في هذه المسألة”'" قال: "والظاهر أن حذف الخبر في مثله غالب لا واجب» وفي نبج البلاغة: وأنتم والساعة في قرن واحد... وقريب منه قول أمير المؤمنين عليرضي الله عنه: فَهُمْ والجنة كمن قد رآها". واستشهد في مواضع أخر”” بكلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليعزز مكانة كلام هذا الصحابي في علم النحو العربي» ويثبت لنا آثر الثقافة العقدية في منهجه في الاستشهاد النحوي » وإذا كان قد ظهر تشيع الرضي في| سبق؛ فإن استشهاده بكلام أمير المؤمنين وتمثيله به دليل على أثر ذلك الاعتقاد في| يعتمده من الشواهد. إن آثر التشيع في منهج الرضي الاستشهادي لم يقف عند كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب» بل تجاوزه إلى اعتماد شواهد من شعر شعراء ظهر التشيع في شعرهم أكثر من غيرهم» وحاول انتقاء شواهد توحي بذلك المذهب الاعتقادي. -١‏ يرى الكوفيون أن ما بعد الواو التي بمعنى(مع) هو الخبر؛ لأن الواو بمعنى (مع) وأنت متى ما صرحت ب (مع) لم تحتج إلى تقدير الخبر» فكذلك الواو. ومذهب البصريين أن الخبر محذوف بعد الواو التي بمعنى (مع). الرضي الاستراباذي» شرح الرضي على الكافية» :١‏ ۲۸۲. ۲- الرضي الاستراباذي» شرح الرضي على الكافية» :١‏ ۲۸۳. ۳- الرضي الاستراباذي» شرح الرضي على الكافية» ۲: 1894-5٠‏ : /1؟ - 5-017 40. TINY هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا في باب الإضافة» وني حكم إضافة الشيء إلى نفسه منع بعض النحاة هذه الإضافة؛ لأن فائدة الإضافة إكساب المضاف التعريف أو التخصيص فلا بد أن يكون في المضاف إليه مزيد فائدة عن المضاف لتصح الإضافة» قال السهيلي: "وني الحقيقة إضافة الشيء إلى نفسه محالء لا بد أن يكون المضاف غير المضاف إليه". ولا جاء في كلام العرب ما يوهم إضافة الشيء إلى نفسه» اجتهد النحاة في تأويل هذه الأمثلة» قال ابن عقيل: "وما ورد موهمًا لذلك مؤولٌ» كقولهم: سعيد كرزء فظاهر هذا أنه إضافة الشيء إلى نفسه» لأن المراد بسعيد وكرز فيه واحد» فيؤول الأول بالمسمى والثاني بالاسم» فكأنه قال: جاءني مسمى كرز» أي: مسمى هذا الاسه"”". وعند حديث الرضي الاستراباذي عن هذه المسألة النحوية ظهر أثر الاعتقاد الشيعي فيها استشهد به» قال الرضي: "وأما (ذو) و (ذات) وما تصرف منهما إذا أضيفت إلى المقصود بالنسبة فتأويلها قريب من التأويل المذكور”": إذ معنى: جئت ذا صباح» أي وقنًا صاحب هذا الاسم.... وقوله: [ الطويل ] يكم دوي آل التي تَطَلْحَتْ واو هن لبي فا۶ واا أي: أصحاب هذا الاس" . فالرضي في هذا الشاهد» وإن كان قد تابع الزخشري فيما استشهد به" فإنه» ولا شك» مدفوع بأثر من رافد عقدي» ذلك أن الرضي - كما سلف - كان شيعي المعتقد, لذا فلا غرابة أن يستشهد بشاهد فيه شىء من أصول اعتقاده؛ تقربًا ودعوة إلى هذا المعتقد. ١-السهيلي»‏ نتائج الفكر في النحوء ۲۸. الخلاف في جواز إضافة الشيء إلى نفسه مشهور عند النحاة» أثبته الأنباري في إنصافه» وتطرق إليه أبو حيان في الارتشاف. الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» 7: 577. وأبو حيان» ارتشاف الضرب» 1:5 18505. ۲- ابن عقيل» شرح ابن عقيل» ٤۸:۲‏ . “- يقصد به الاسم والمسمى» أو ما اصطلح على تسميته باللفظ والذات. 5- البيت للكميت بن زيد الأسدي» الكميت بن زيد الأسدي» ديوان الكميت» 0٠۸‏ . 4- الرضي الاستراباذي» شرح الكافية» ۲: .74٠‏ - الزخخشري» المفصل في صنعة الإعراب» 97. - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وتستمر العلاقة بين العقيدة وأمثلة النحاة» فتقف هذه الثقافة العقدية أمام بعض الأساليب النحوية فتمنعهاء تظهر أمثلة ذلك في حديث سيبويه عن النصب على التعظيم» إذ إنه حين تحدث عن هذه المسألة في كتابه استعان بأمثلة دالة على التعظيم تضمنت في غالبها أثْرّا من ثقافة دينية عقدية» ولم تكن وحدها المؤثرة في أمثلة هذه المسألة النحوية» بل كان للحياة الاجتماعية إيحاؤها الخاص في أمثلة هذه المسألة. قال سيبويه: "واعلم أنه ليس كل موضع يجوز فيه التعظيم» ولا كل صفة يحسن أن يعظم بها. لو قلت: مررت بعبدالله أخيك صاحب الثياب أو البزاز"”» لم يكن هذا مما يعظم به الرجل عند الناس ولا يفخمه”". فآنت ترى أن سيبويه لم يبعد في تقريره لأساليب العرب عن ال حياة العامة» ثم إنه حين أراد التمثيل التفت إلى ما هو من طبيعة الحياة الاجتماعية وقلب نظره فيه فجاء بمثال من بيئته» مثال من بيئة حاضرته وأسواقها؛ ليظهر مدى اتصال هذا العلم بالحياة الاجتماعية وتأثره بها وتمثيله لبعض جوانبها. أثر الثقافة الفقهية في الأمثلة النحوية استعان النحاة بالثقافة الفقهية في بنائهم للأمثلة على القواعد النحوية» فساعدت هذه الثقافة النحاة في صياغة أمثلة فقهية توضح القواعد والأحكام النحوية» وجاءت تلك الأمثلة النحوية الفقهية موزعة في أبواب النحوء ورب| كان هذا الأثر للثقافة الفقهية في الأمثلة النحوية مردّه إلى تلك العلاقة بين الحكم الفقهي والحكم النحوي على الجملة» فكثير من الأحكام الفقهية إن| يتوقف الحكم فيها على معرفة الحكم الإعرابي للجملة التي تلفظ بها المستفتي» ولا أدل على ذلك من قصة هارون الرشيد مع أبي يوسف محمد بن الحسن صاحب أب حنيفة» جاء في مجالس العلماء: "كتب الرشيد في ليلة من الليالي إلى أبي يوسف صاحب أبي حنيفة: أفتنا - حاطك الله - في هذه الأبيات: فَإِنْتزفقِي ياهِنْدُكَالرٌفْقٌ أُلِمُنٌ ولذ رقي ياهندُفلحرَقُأَفَآاُ انت لاق والطَّلاقُ عَرِيَةٌ 2 ثلانا ومن يرف أت واكم فپ ا عبر ةبه ومَالامري به بَعْدَاكَلاثِمَُِ دم -١‏ البزاز: هو الذي يبيع البَرء أبو الحسين أحمد بن فارس» معجم مقاييس اللغة» تحق. عبدالسلام هارون (دار الجيل/ بيروت» 1999) /١‏ 180. ۲- سيبويه» الكتاب» TEY‏ =2 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا فقن اند الييث اعويمة ات وعويمة كالاكاء بالنصب و فك لی بار قم ویک تطلق بالنصب؟. قال: قال أبو يوسف: هذه مسألة فقهية نحوية» إن قلت فيها بظني لم آمن الخطأء وإن قلت: لا أعلم قيل لي: كيف تكون قاضي القضاة وأنت لا تعرف مثل هذا؟. ثم ذكرت أن أبا الحسن علي بن حمزة الكسائي معي في الشارع» فقلت: ليكن رسول أمير المؤمنين حيث يُكْرّم؛ وقلت للجارية: خذي الشمعة بين يدي» فدخلت إلى الكسائي وهو في فراشه» فأقرأته الرقعة» فقال لي: خذ الدواة واكتب: أما من أنشد البيت بالرفع فقال: عزيمة ثلاث فإنم) طلقها واحدة» وأنبأها أن الطلاق لا يكون إلا بثلاثة» ولا شيء عليه. اام انقده قوير كلاكاء فقن ظلقيا واا لأ كانه قال: أت ظالق ت و اقلت الجواب. فحملت إلي آخر الليل جوائز وصلات فوجهت بالجميع إلى الكسائي””". هذه القصة تثبت تلك العلاقة القديمة المتجددة بين النحو والفقه في بيان الأحكام» وإذا كانت الأحكام الفقهية تتوقف في بعضها على الأحكام النحوية» فإن من الأمثلة النحوية ما بني على بعض الأحكام الفقهية» إذ استعان كثير من النحاة بالثقافة الفقهية في بناء بعض الأمثلة النحوية وصياغتهاء وناذج ذلك متكررة في كتب النحاة. وإذا كان للثقافة العقدية أثر في بناء الأمثلة النحوية وتوجيهها فإن للثقافة الفقهية أثرها في بناء الأمثلة النحوية أيضًاء إذ كانت المعاني الفقهية حاضرة في الأمثلة النحوية» ففي باب ال حال يذكر سيبويه جملة من الأمثلة التي جاء الحال فيها جامدة فيؤ وها بمشتق؛ ليبين بعدها أن هذا هو الأصل فيهاء أن تكون مشتقة» وإن جاءت جامدة فهي مؤولة بمشتق» وكان مما ساقه سيبويه من أمثلة لهذه المسألة قوله: "أخذت زكاة ماله درهمًا لكل أربعين درهمًا””"» ومن المعلوم أن الزكاة وأنصبتها إن| هي من المباحث الفقهية» لكن سيبويه استعان بهذا المثال الفقهي في إيضاح هذه المسألة النحوية ليكون أقرب إلى العامة لأنه كثير التردد؛ إذ الزكاة ركن من أركان الإسلام. .٠٠۹ أبو القاسم الزجاجي» مجالس العلماء»‎ -١ TATE سيبويه» الكتاب»‎ -۲ - - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ومن مظاهر آثار هذه الثقافة ما ساقه ابن هشام الأنصاري من مثال على معنى حرف العطف (أو) إذ بين أن من معاني هذا الحرف: التخيير» وضرب مثالا قاطع الدلالة على هذا المعنى» جاء في شرح القطر: "وها أربعة معانٍ: معنيان بعد الطلب» وهما: التخيير» والإباحة» ومعنيان بعد الخبر» وهما: الشك» والتشكيك. فمثاها للتخيير: تزوج هندًا أو أختها". وتابع الأشموني ابن هشام فيا ساق من أمثلة» فقال: "فالإباحة والتخيير يكونان بعد الطلب» ملفوظًا أو مقدرّاء وما سواهما بعد الخبر. فالتخيير نحو: تزوج زينب أو أختهاء والإباحة» نحو: جالس العلاء أو الزهاد"”". ذلك أننا إذا نظرنا إلى هذا المثال يظهر لنا ما يحمله من ثقافة فقهية قبل أن يكون مثالا نحويّاء فمسألة الجمع بين الأختين في النكاح من المسائل التي تبحث في كتب الفقه في باب النكاح» لكن ابن هشام ومن تابعه قد استعانا ببذه المسألة الفقهية للتمثيل لمعنى من معاني حرف العطف» وكأنهم بهذا المثال يطبقون الفرق بين معنى التخيير والإباحة» ويجعلون إدراك هذا المعنى منوطًا بالمتلقي من غير تحديد منهم لمعنى هذا الحرف. ويتضح أثر الرافد الثقاني الفقهي في هذا المسألة إذا عرف أن الجمع بين الأختين في النكاح كان العرب في جاهليتهم يجيزونه؛ لكن لما جاء الإسلام حرمه بنص القرآن الكريم؛ قال تعالى في آية المحرمات في الزواج :لون تْمَعُوأَنَ لحن إلا ما قَدْ سَلَفَ4 [النساء TY:‏ ويستمر أثر الروافد الثقافية في دلالة هذا الحرف» فيظهر ذلك في التفريق بين دلالته على التخيير وبين دلالة حرف العطف الواوء فاستعان بعض النحاة بتاريخ الفقهاء ليقربوا الفرق بين دلالة هذين الحرفين» قال ابن عصفور: "فإن قيل: هل بين (أو) التي للإباحة وبين الواو فرق» أو يجوز الجمع بين الشيئين كا يجوز مع الواو؟ قلت: الفرق بينهما أنه لو قال له: جالس الحسن وابن سيرين» لم يجز له مجالسة أحدهما دون الآخر وإذا قال له: جالس الحسن أو ابن سيرين جاز له أن بجالسه) معّاء أو أحدهماء أو أن يجالسهم| وغيرهما تمن هو مثلهما في الفضل'”". ١-جمال‏ الدين بن هشام الأنصاري» شرح قطر الندى وبل الصدى» تح. محمد يي الدين عبدالحميد (المكتبة العصرية/ بيروت» ۱۹۹۱م) ۳۰٦‏ . -الأشموني: شرح ألفية ابن مالك» .٠۹۱:۳‏ ۳- ابن عصفور» شرح جل الزجاجي» FEN‏ 770758 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ومثل هذا يظهر مدى اتصال النحاة بثقافتهم الفقهية» حين يحاول النحاة تقريب المعاني النحوية إلى أذهان التلاميذ با هو قريب من أفهامهم» وما استعانتهم بالثقافة الفقهية وبمسألة مشهورة من مسائلها إلا دليل على ذلك. ولمسائل الزواج والطلاق الفقهي عناية خاصة عند النحاة» إذ أداروا عليها كثيرًا من الأمثلة النحوية المصنوعة» خاصة في باب الشرط والجزاء» فكان هذا الباب النحوي من أهم الأبواب النحوية التي كان للثقافة الفقهية أثر في أمثلتهاء إذ لا يكاد هذا الباب يخلو في جزئياته من أثر للثقافة الفقهية في أمثلتها. والذي يظهر أن العلاقة بين هذين البابين» باب الشرط النحوي» وباب الطلاق الفقهي هي في غالبها علاقة إيضاح وبيان» فمن النحاة من يعمد إلى صياغة أمثلته في هذا الباب لقربه من أذهان العامة» وكثرت تردده في حياتهم. أما الفقهاء فيستعينون بالنحو في إيضاح ما خفي عليهم من دلالات الألفاظ. ومن المسائل التي ظهر أثر الثقافة الفقهية فيهاء مسألة: إذا الشرطية”"» ودلالتها على التكرار وعلى العموم» جاء في ال همع: "وإذا دلت (إذا) على الشرط» فلا تدل على التكرار على الصحیح» وقيل: تدل عليه ك(كل)). واختاره ابن عصفورء فلو قال: إذا قمت فأنت طالق» فقامت» ثم قامت أيضًا في العدة ثانا وثالتاء لم يقع با شيء على الأول دون الاك : فالسيوطي قادر على أن يأتي بمثال نحوي هذه المسألة غير ما أورده» لكنه جاء بهذا المثال قصدًاء ليكون قريبًا من أذهان التلاميذ أولاً ثم لكون هذه المسألة الفقهية متكررة كثيرًا في الحياة وفي مؤلفات الفقهاء. -١‏ ذكر النحاة أن ل(إذا) حالات» فإما أن تكون اسًاء أو حرقًا: إن كانت اسًا فلها أقسام: ١‏ - أن تكون ظرقًا لما يستقبل من الزمان» متضمنة معنى الشرط. ۲- أن تكون ظرقًا لما يستقبل من الزمان» مجردة من معنى الشرط. 7- أن تكون ظرفًا لما مضى من الزمان» واقعة موقع (إذ). 4- أن تخرج عن الظرفية فتكون اس مجرورًا ب(حتى). أما (إذا) الحرفية فهي قسم واحدء وهي: إذا الفجائية. المرادي؛ الجنى الداني» ۳۹۷ - ۳۷۳. ابن هشام» مغني اللبيب» :١‏ ۸۷. ۲- السيوطي» همع الموامع» ۳: ۸° ۲ - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وما ذهب إليه السيوطي من عدم دلالة هذا الظرف على التكرار هو ما ذكره الفقهاء ما يؤكد أثر الثقافة الفقهية في المثال النحوي» قال الجصاص[ت: ٠/الاه]:‏ "من قال لامرآته: إذا دخلت الدار فأنت طالق» فدخلتهاء طلقت» ولو دخلتها مرة أخرى لم تطلق. وأنه لو قال: كلما دخلت الدار فأنت طالقء أن الطلاق يتكرر عليها بتكرار الدخول؛ لأن (إذا) ليس فيها تكرارء وإنها هي شرط فيه وقت"0". وظهر أثر هذه الثقافة في مثال آخرء أورده السيوطي» قال: "وكا لا تدل على التكرار لا تدل أيضًا على العموم على الصحيح. وقيل: تدل عليه» فلو قال: إذا طلقت امرأة من نسائي فعبد من عبيدي حرء فطلق أربعًا لم يعتق إلا عبد واحد» وتنحل اليمين على الأول» ويعتق أربع على الان ٠‏ فهذا المثال دليل ظاهر على أثر الثقافة الفقهية في أمثلة النحاة» بل إن هذا المثال حول هذه المسألة من مسألة نحوية إلى مسألة فقهية بين فيها السيوطي آراء الفقهاء في كل حالة» وعلى كل مذهب» سواء من قال بعدم دلالتها على العموم» آم من قال بدلالتها على العموم. وهذا يظهر با لا يخفى أثر هذه الثقافة الفقهية في أمثلة النحاة. وفي باب اعتراض الشرط على الشرط ذكر النحاة ناذج لصور هذا الاعتراض» حققها ابن هشام في كتابه: اعتراض الشرط على الشرطء فأخرج ما ليس من هذا الباب ووضح طريقة التوجيه لما هو منه'". وكان للرافد الفقهي أثر فيا أورد ابن هشام من أمثلة نحوية صناعية على هذه المسألة» فكان ذلك الأثر حاضرًا بصورة لا تخفىء ثقافة اختلطت بقدرات علمية في النحو أثمرت توجيه الحكم الفقهي تبعًا لاختلاف الرأي في المسألة النحوية. قال ابن هشام بعد أن أخرج بعض الصور التي ذكرها النحاة من موضوع اعتراض الشرط على الشرط: "وإذ قد عرفت آنا لا نريد شيئًا من هذه الأنواع بقولنا: اعتراض الشرط على الشرطء فاعلم أن مرادنا نحو: إن ركبت إن لبست فأنت طالق". .157" :7 )م١995 أبو بكر أحمد بن علي الرازي» الفصول في الأصولء ( ط ؟. وزارة الأوقاف الكويتية/ الكويت»‎ -١ .185 :۳ السيوطيء همع المموامع»‎ -۲ ۳- ابن هشام» اعتراض الشرط على الشرطء تحق. عبدالفتاح الحموز(ط ١.؛‏ دار عمار/ عمان» 1985م) "١‏ .٠١ ابن هشام اعتراض الشرط على الشرط»‎ -٤ -/11 7ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا فابن هشام إن اختار هذا المثال النحوي لأثر من ثقافة فقهية» ساقته تلك الثقافة إلى اغشاره» ذلك أن مسألة الشرط والطلاق من السائل الى دارت عليها كير من الأحكام الفقهية» وكان للفقهاء في مسائلها خلافات مثبتة في مظانهاء ولعل ابن هشام كان على اطلاع على تلك الخلافات الفقهية فاستعان بها في تمثيله هذه الظاهرة النحوية. وما يدل على أثر الثقافة الفقهية في هذا المثال النحوي ذلك التفصيل الذي بينه ابن هشام في الحكم الشرعي في وقوع الطلاق تبعًا لاختلاف النحاة في جواب كل من الشرطين» قال ابن هشام: "اعلم أن المجيزين لها اختلفوا في تحقيق ما يقع به مضمون الجواب الواقع بعد الشرطين على ثلاثة مذاهب في| بلغنا: أحدها: أنه إن يقع بمجموع أمرين: أحدهما: حصول كل الشرطين» والآخر: كون الشرط الثاني واقعًا قبل وقوع الأولء فإن قيل: إن ركبت إن لبست فأنت طالق» فإن ركبت فقطء أو لبست لم تطلق فيهن» وإن لبست ثم ركبت طلقت» هذا قول جمهور النحويين والفقهاء". ففي كلام ابن هشام هذا وتصريحه برآي الفقهاء دليل على أثر هذه الثقافة فيي استشهد به من مثال على هذه المسألة. ثم إنه عاد وصرح بأخذه عن علاء الفقه في هذه المسألة» فقال: "المذهب الثاني: ما يقع مضمون الجواب الواقع بعد الشرطين» حكى لي بعض علمائنا عن إمام الحرمين - رحمه الله تعالى - أن القائل إذا قال: إن ركبت إن لبست فأنت طالق» كان الطلاق معلقا على حصول الركوب واللبس سواء أوقعا على ترتيبهما في الكلام أم متعاكسين أم مجتمعين» ثم رأيت هذا القول حكيًا عن غير الإمام رحمه الله"”". ولم تكن قضايا الطلاق وحدها هي الحاضرة في أمثلة هذه المسألة النحوية» بل كان للعتق حضور فيهاء قال السيوطي في مسألة اعتراض الشرط على الشرط: "ومنهم من جعل الجواب للأخير» وجواب الأول الشرط الثاني وجوابه. وجواب الثاني الشرط الثالث وجوابه» وهكذا على إضار الفاءء فإذا قلت: إن جاء زيد» إن أكل زيدء إن .4١ ابن هشام» اعتراض الشرط على الشرط»‎ -١ . ١١١:۷ السيوطيء الأشباه والنظائر»‎ .٤١ ؟- ابن هشام» اعتراض الشرط على الشرط»‎ —YYA- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ضحك فعبدي حر فعلى الأصح» الضحك أولآء ثم الأكلء ثم المجيء. فإذا وقع على هذا الترتيب ثبت عتقه» وعلى مقابله عكسه. فإذا وقع المجيء, ثم الأكل» ثم الضحك لزع العو وإن كان الحكم الذي قرره السيوطي في مسألة العتق إن هو متوقف مع معنى الجملة النحوية إلا أنه إنا حكم بذلك وقرر لما اختزنه من ثقافة فقهية مكنته من الحكم والإفتاء في مسألة فقهية. ويستمر أثر الثقافة الفقهية في الأمثلة النحوية في باب اعتراض الشرط على الشرط عند ابن هشام - رحمه الله - قال بعد أن بيّن أقوال النحاة في مسألة الاعتراض: "و تحرر لذ أنه إذا قبل إذ تلاعروا إن #يسعراينا قدواء أو إن قرفا | اتآ كان كلامًا باطلاً؛ لما قررنا من أن الصحيح أن الجواب للشرط الأول وأن جواب الثاني محذوف مدلول عليه بالشرط الأول وجوابه. فيجب ألا يكون الشرط الأول وجوابه مسببين عن الشررط الغانى» والآمن فا ذكريت بالك "7 ولم يكن أثر الثقافة الفقهية متوقمًا على إيضاح القواعد والأحكام النحوية» بل كان هذه الثقافة أثرها في توجيه معاني الأمثلة النحوية» وبيان الفرق بين معاني بعض تلك الألفاظء ف(إِنْ) حرف جزاء وشرطء بل هي أم الجزاء كما سماها سيبويه””» وهي تأي في اللغة على أكثر من معنى» فتكون شرطية» وتكون مخففة من الثقيلة» وتكون نافية» وتكون زاتدة. ويظهر أن لهذا الحرف حرفا آخر شبيهًا به» يشاركه في الصورة وني تردد المعاني وني العم سانا اك ارت هوه أن ورن كان لع هذا اقرف وق كله الغا 3 أرق غار الضحاة التقريق معا قال الرماق: "الفرق بين إن وان رهما كان ين ان وإن في أن أحدهما للماضي والآخر للمستاتف"©. 01: السيوطيء همع ال موامع»‎ -١ ۲- ابن هشام» اعتراض الشرط على الشرط, .٠١‏ ۳-سیبویه» الكتاب» TEN‏ ٤-ابن‏ هشام» مغني اللبيب» 0-۱ . . ٤١ أبو الحسن علي بن عيسى الرماني» منازل الحروف»‎ -٠٥ A هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا وأسعف الرافد الفقهي الرماني في إيضاحه لهذا الفرق بين هذين الحرفين» إذ استعان بأمثلة مصبوغة بالصبغة الفقهية فيا أورده من مثال بين به الفرق بين هذين الحرفين» قال الرماني: "تقول: أنت طالق أن دخلت الدار» فيقع الطلاق عند هذا الكلام. وتقول: أنت طالق إن دخلت الدار» فلا يقع الطلاق عند انقضاء الكلام» ولكن يترقب الدخول فإن وقع منها طلقت» وإن لم يقع لم تطلق أصلاًء وذلك من قبل أن (إن) المكسورة شرط وطلب المستأنف فيرتقب وقوع الشرط ليجب به العقد. فأما (أنْ) المفتوحة فليست كذلكء وإنا المعنى: أنت طالق لأن دخلت الدار؛ فدخول الدار قد وقع وبين أنه طلقها من أجل ما قد وقع» وليست (أن) بشرطء إنها هي علة لوقوع الأمر"'. فهذا يظهر أثر الثقافة الفقهية في المثال النحوي الذي استعان به الرماني في إيضاحه الفرق بين هذين الحرفين» ثقافة ربا دعاه إلى الاستعانة بها إدراكه اطلاع العامة - فضلاً عن طلاب العلم - على كثير من مسائلهاء فعمد إليها في صياغته المثال النحوي لتقريبه إلى مدارك طلابه والدارسين. وإذا كانت هذه الآثار خاصة بالثقافة العقدية أو الفقهية فإن للثقافة الإسلامية بصفة عامة آثرها الظاهر في أمثلة النحاة المصنوعة» وأهم آثار هذه الثقافة هو تردد كثير من المصطلحات الإسلامية في كثير من أمثلة النحاة في أبواب النحو عامة» فلا تكاد تمر بباب من أبواب النحو إلا وتجد مثالاً قد اصطبغ بصبغة إسلامية» صبغة توحي بأثر تلك الثقافة على أولئك النحاة» بدأ من سيبويه وانتهاءً بآخر من آلف في النحو وأبوابه. فمن الأمثلة المصطبغة بصبغة الثقافة الإسلامية في كتاب سيبويه» قوله: "يوم الجمعة مبارك”". وقوله: "أخطب ما يكون الأمير يوم الجمعة"”". فوصف هذا اليوم بالبركة» والخطبة في يوم الجمعة» إنا هي من مفردات الثقافة الإسلامية» ذلك أن هذا اليوم - يوم الجمعة - إنها هو من خصائص هذه الآمة» كا نص على ذلك رسول الله كل فيا يرويه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: "خير يوم طلعت عليه الشمسء يوم الجمعة» فيه -١‏ الرماني» منازل الحروف» .٤١‏ ۲- سيبويه» الكتاب» A:‏ . ٤۱١ :١ سيبويه» الكتاب»‎ -۳ ب هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً خلق آدم» وفيه أدخل الجنة» وفيه أخرج منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة"0". وترد ألفاظ إسلامية كثيرة في أمثلة سيبويه. كالزكاة"» والصلاة» والحم”, ما يوحي بأثر الثقافة الإسلامية في تلك الأمثلة النحوية. وكذلك تترد بعض المعاني الإسلامية في أمثلة الكتاب» كالصدقة, في قوله: "تصدقت بلي درهمًا درا" . ويستمر أثر الثقافة الإسلامية في أمثلة النحاة فتتردد الألفاظ الإسلامية في أمثلتهم» فهذا ابن السراج يذكر الصيام» فقال: "وتقول: اليوم الصيام» واليوم القتال» فترفع الصيام والقتال بالابتداء» واليوم خبر الصيام والقتال". والخلاصة أن النحاة في أمثلتهم لم يتجردوا من ثقافتهم الإسلامية بل كانت حاضرة بمسائلها الفقهية في كثير من الأبواب» كا كان لما حضورها الطاغي في الألفاظ والمصطلحات الإسلامية الفقهيةء مما يُظّهر أثر الثقافة الفقهية في الأمثلة النحوية الصناعية. أثر الحياة الاجتماعية في الأمثلة النحوية لم يبتعد النحاة في دروسهم ومؤلفاتهم عن جتمعهم المدني» بل كانوا على اتصال مباشر به» فكانت هم آثارهم في هذا المجتمع» با نشروه من فنون العلم بين الناس» وبا ضمنوه دروسهم من نصائح وإرشادات تمثلت في الغالب بأمثلة لقواعد نحوية» لم تخل من رسالة تربوية. ولم تكن العلاقة بين النحاة والمجتمع علاقة أحادية الجانب» بل كانت علاقة متبادلة في التأثير والتأثر» فإذا كان لأولئك العلماء أثر في مجتمعاتهم بها نشروا من فنون العلم والمعرفة» فإن لمجتمعاتهم أَثرّا فيهم» أثرًا نمثل في اصطباغ تلك المؤلفات بصبغة عصور أهلهاء فكانت تلك المؤلفات تحاكي العصر في الهيئة والصورة. -١‏ مسلم بن الحجاج القشيري» صحيح مسلم» 1 محمد فؤاد عبدالباقى( طا» دار إحياء الكتب العربية/ القاهرة» 00١‏ 10 » حدیث رقم .۸٩ ٤‏ . ٤۳۲ :٤ ۰۳۹۲ :۱ ۲-سیبویه» الكتاب»‎ . ٤۳۲:٤۰١ :۳۰۲ ٤١ : ۱ ۳-سیبویهء الکتاب»‎ ۲۷٤ :١ سيبويه» الكتاب»‎ - ٤ .۳۹۲ :۱ سیبویه» الكتاب»‎ -٥ 7- ابن السراج» الأصول في النحو» :١‏ 195. NES هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذا في الجانب العام أما الجوانب الخاصة فإن مؤلفات النحاة اشتملت على صور من آثار الحياة الاجتماعية» صور ظهرت في أودعه أولئك النحاة مؤلفاتهم من تصوير لبعض مظاهر ال حياة الاجتاعية في عصورهم. لقد أدار النحاة كثيرًا من الأمثلة النحوية على مجتمعهم» فجاءت تلك الأمثلة تصويرًا ذاتيًا لملامح تلك الحياة» أبدع النحاة رسمها فكانت رافدًا لكل باحث في الحياة الاجتاعية لتلك العصور. وحمل النحاة الأمثلة النحوية دلالات تاريخية واجتماعية عن العصور التي عاشوهاء فكانت تلك الأمثلة لوحة ترسم مظاهر الحياة الاجتماعية في تلك العصورء مظاهر تصور كل جانب من جوانب تلك الحياة» فتصور الملبس» والمأكل والمشرب» وتصور جانبًا من جوانب المعاملات بين الناس في تلك العصور على اختلاف صور التعامل» كما صورت تلك الأمثلة جوانب من مظاهر حياة الترف أو التقشف التي عاشتها تلك العصور. كل هذا يبين مظهرًا من مظاهر آثر الحياة الاجتاعية في التنظير النحوي» ولعل فيا يأ من أمثلة تصور لمظاهر هذا الرافد. حفلت كتب النحاة بناذج متعددة لصور من آثار الحياة الاجتماعية - بمختلف جوانبها - في الأمثلة النحوية» ففي جانب التعامل مع الناس» والتقرب إلى الله بالبر والصلة» تجد في كتاب سيبويه: "مررت برجل راحم للمساكين بار بوالديه"7©. وتجل: "الناس رجلان» رجل أكرمته» ورجل أهنته". وني بيان أنواع الملبس: "هذا ثوبٌ نسح اليمن"”". و"هذه جبتك خر 5 أكیاش ‏ وال ا ل .1٦:١ سيبويه؛ الكتاب»‎ -١ ۸۷. :١ سیبویه» الكتاب»‎ -۲ . ۱۲١ :۲ سيبويه» الكتاب:‎ -۳ . ۱۱۸ :۲ سیبویه» الكتاب»‎ - ٤ (كاش).‎ ۳٠۷ :٠١ ه- جاء في التهذيب:» الأكياش من برود اليمن». الأزهري» تمذيب اللغة»‎ كدر السدوس: الطيلسان» بالفتح» واسم الرجل: سدوس. قال شمر: يقال لكل ثوب أخضر سَدوس وسدوس). الأزهريء مبذيب اللغة» 787:17 ( ست) ۷- سيبويه» الكتاب» رك ار" الات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً كما أن هذه الكتب لم تهمل الجانب التربوي بل ساقت أمثلة تصور جانبًا من جوانب التربية» جانبًا يعتمد أسلوب المكافأة والعقاب جاء في شرح ابن عقيل: "ضربت ابني تأديباء ويجوز جره فتقول: ضربت ابني لتأديب””". وجاء في الغرة في شرح اللمع: "ضربته ا "20 ويبين ابن عقيل صورة من صور تأديب الف "ضري العيد 4 8 سي" ولم تغفل كتب النحاة تصوير بعض مظاهر الحياة الاجتماعية في تلك العصور الأولى؛ بل تنوعت أمثلة النحاة في رسم معالم من تلك الحياة» ففي وسائل المواصلات نجد أمثلة تصور وسائل النقل عندهم» قال سيبويه: "ائتني بدابةٍ ولو حمارًا"9. وهكذا تقاربت أمثلة النحاة ودار كثير منها حول جوانب من الحياة الاجتاعية» يصورون جانبًاء ويفخرون بجانب آخرء ويؤدبون بجانب ثالث» وفيا يأتي مزيد أمثلة مفصلة على أثر هذه الرافد في الأمثلة والشواهد النحوية. ٠‏ اتصفت أمثلة الجملة الاسمية بركنيها بأثر الحياة الاجتاعية» فإن كانت الحملة الاسمية ترتكز في أصلها على ركنين أساسيين هما المبتدأ والخبر» مرثَّبةٌ على أن يكون الأول منهما هو المبتدأء والآخر هو الخبر» وهو الذي به تتم فائدة المبتدأ وتكتمل ا لجملة”؛ فإن من النحاة من أجاز أن يختلف هذا الترتيب» فيتقدم الخبر على المبتدأء بل إن منهم من أوجب الاختلاف في مواضع". وحين تكلم النحاة عن الالتباس الحاصل بين المبتدأ والخبر عند اتحاد درجة تعريفهم|ء ذكروا أن هناك قرائن تميز كلا منها وإن اتحدا في الدرجة» فإذا وجدت هذه القرائن جاز . ٥۲۲:۱ ابن عقیل» شرح ابن عقيل»‎ -١ .577:١ ابن الدهانء الغرة في شرح اللمع»‎ -۲ ۳- ابن عقيل» شرح ابن عقيل» .7751:١‏ 559:١ سیبویه» الکتاب»‎ - ٤ ٥-سیبویه»‏ الکتاب» ٠۲١:۲‏ . والمرد» المقتضب» 1:5 .١75‏ 5- الخلاف في تقديم الخبر على المبتدأ ثابت عند النحاة» أجازه البصريونء ومنعه الكوفيون» جاء في الانصاف:» ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز تقديم خبر المبتدأ عليه» مفردًا كان أو جملة؛ فالمفرد نحو: قائم زيد» وذاهب عمرو. والجملة نحو: أبوه قائم زيد وأخوه ذاهب عمرو. وذهب البصريون إلى أنه يجوز تقديم خبر المبتدأ عليه المفرد والجملة». الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» .٠١ :١‏ و العكبري» التبيين عن مذاهب النحويين» 56 7. دايا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا التقديم والتأخير. واستعان النحاة في إيضاح ذلك بأمثلة من الحياة العامة تكون أوضح دلالة لتلك القرينة المانعة من الالتباس» قال ابن مالك: "فإن أمن التباس الخبر عند تساو لم يمتنع تقديم الخبر» كقولك: زيد الليث شدة» الليث شدة زي فجائز تقديم الليث؛ لأن خبريته لا تجهإ ". وتمثل النحاة هذا الشرط ودارت أمثلتهم حول المعاني الاجتماعية؛ ليسهل إدراك المتعلمين لماء قال أبو حيان: "فلو كان ثَمَّ قرينة تميّر ا خبر من المبتدأ جاز التقديم للخبر E E u 1 1‏ ت E‏ 2 ا على المبتدأ...وعلى هذا يجوز في: زيد زهي شعرّاء وعمرُو عنترة شجاعة» وأبو يوسف أبو حنيفة فقهًاء تقديم زهير وعنترةً وأبي حنيفة» وإن كانت أخبارًا مشبها بها المبتدآت؛ لوضوح المعنى بأن الأعلى لا يشبه به الأدنى عند قصد الحقيقة"". وقال ابن عقيل في شرحه للألفية: "فإن وجد دليل يدل على أن المتقدم خبر جازء كقولك: أبو يوسف أبو حنيفة» فيجوز تقديم الخبر وهو أبو حنيفة؛ لأنه معلوم أن المراد وقال الكرّامي [ت:۸۸۲ه] في شرحه: "إذا كان في الكلام ما يبين المبتدأ من الخبر جاز تقديم الخبر على المبتدأء كقوهم: أبو حنيفة أبو يوسف» ف(أبو حنيفة) خبر مقدم» و(أبو يوسف) مبتداً مؤخر» وعلم ذلك بأن أبا يوسف هو المشبه بأبي حنيفة فهو المبتدأ» والتقدير: مثل آي حنيفة أبو يو شف 2507 وتستمر علاقة النحاة بمجتمعهم» فلا يبتعدون بأمثلتهم عن الحياة العامة» بل يحاولون تقريب كثير من مسائل هذا العلم بها يدركه العامة قبل الخاصة» فاستعانوا بكل معين» وبحثوا عن كل مساعد يمكّنهم من إيضاح مرادهم ومفهوم قواعدهم» وكانت الحياة الاجتماعية بمعارفها خير معين هم في ذلك» فاستعانوا بها في البيان والإيضاح» وكان من مظاهر أثر هذه الثقافة ما يظهر في باب المفعول معه»ء ففى أمثلته» أورد النحاة كال بصيو معان مر ضر النها الحياة الاجتياعية في المجتمعات في تلك الفترة» مثالا .٠٤:١ ابن مالك» شرح الكافية الشافية»‎ -١ ۲- أبو حیان» التذييل والتكميل» ۳: ۳۳۷. ۳- ابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك .۲٠۷:١‏ 5 -الكزامي» تنبيه الطلبة على معاني الألفية» .٠٠۳ :١‏ - 5 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً يصور اختلاف الملبس تبعًا لاختلاف فصول السنة» وهو قوهم: جاء البرد والطيالسة0". وأدار النحاة على هذا المثال كثيرًا من مسائل هذا الباب» جاء في الكتاب في باب ما يظهر فيه الفعل وينتصب فيه الاسم؛ لأنه مفعول معه: "...وجاء البرد والطيالسة» أي: مع الطيالسة "". قال الرماني: "وتقول: جاء البرد والطيالسة» فهذا على معنى بجيء الوه سان لط لمم ولو ر LEO SCN E‏ عاسة في الحر؛ لأن الشركة واقعة وإن جاز في وقتين متباعدين» وليس كذلك المصاحبة"”". وقال ابن جني: "ولا يجوز تقديم المفعول معه على الفعل؛ نحو قولك: والطيالسة جاء البرد "“. هذا في حكم تقديم المفعول معه على الفعل» أما في حكم تقديمه على مصحوبه» فقال: "يجوز: جاء والطيالسة البردٌ» ىا تقول: ضربت وزيدًا عمرًا"”*. وفي رفع ما بعد الواو» قال في سر الصناعة: "قولهم: جاء البرد والطيالسة» قد يجوز أن تقول: والطيالسة» فترفع على العطف””"2. فمن ساق هذا المثال من النحاة لم يبتعد عن الحياة الاجتماعية» بل استعانوا بها لبيان معنى واو المصاحبة» فأخذوا مثلاً منها لم يغب عن أذهان العامة بل تردد فيها كثيراء وذلك ليسهل إدراك هذا المعنى اللغوي هذه المسألة. ومن مظاهر أثر الحياة الاجتاعية في الأمثلة النحوية الأثر الظاهر في باب الاستثناء» فالأصل في جملة الاستثناء أن يكون المستثنى بعد المستثنى منه» فتقول: اجتهد الطللاب -١‏ الطيالسة جمع طيلسان» وهو في أصله لفظ فارسي» جاء في التهذيب: «حكي عن الأصمعي أنه قال: الطيلسان ليس بعربي. قال: وأصله فارسي» إنا هو: تالشان» فأعرب». وورد لفظ الطيالسة في حديث عن رسول الله ياء جاء في صحيح مسلم:» عن أنس أن رسول الله بي قال:» يتبع الدجال من يبود أصبهان سبعون ألقًا. عليهم الطيالسة». وني فتح الباري:»والطيالسة جمع طيلسان» وهو الثوب الذي له عَلَّم» وقد يكون كساءً». الأزهري» تبذيب اللغة» 17: ٠۳۲‏ ( طلس). ومسلم» صحيح مسلم» ا حديث رقم NEE‏ وابن حجر العسقلاني» فتح الباري بشرح صحيح البخاري» تح. عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (دار المعرفة/ بيروت» ۱۳۷۹١ه) :۱١‏ ۲۸۷. ۲- سيبويه» الكتاب» :ا 1. ۳- علي بن عيسى الرماني» شرح كتاب سيبويه» تحق. محمد إبراهيم يوسف شيبه (جامعة أم القرى - كلية اللغة العربية) E‏ € ابن جنى» الخصائص» ANY‏ ه- ابن جنى» الخصائص» TATEY‏ .٠١۷:١ ابن جنى» سر صناعة الإعراب»‎ -٦ 2 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا إلا زيدَاء ولم يجتهد الطلاب إلا زيدّاء وحكم المستثنى في مثل هذه التراكيب» وجوب النصب على الاستثناء في الأولى» وجواز النصب على الاستثناء أو الاتباع على البدلية في الجملة الثانية". هذا هو الأصل في تركيبها. لكن قد يتقدم المستثنى عل ال مستثنى فيختلف تركيب الجملة» ويختلف إعرابها تبعًا لذلك الاختلاف» وإنما يكون الاختلاف في إعراب الجملة على الاستثناء ويمتنع البدل”"» أما الاستثناء التام الموجب فإن المستثنى إذا تقدم على المستثنى منه يكون منصوبًا على الاستثناء كحاله قبل التقديم'". وكان للروافد الثقافية أثر في بعض شواهد هذه المسألة النحوية» ذلك أن بعض النحاة استشهد هذه المسألة ببيت من قصيدة للكميت بن زيد» وهو قوله: [ الطويل] OLED, ENI ورد هذا الشاهد النحوي عند كثير من النحاة» أورده المبرد في المقتضب» في باب ما لا يجوز فيه البدل. واستشهد به ابن جني في اللمع في باب الاستثناء» قال: "فإن تقدم البسن اف ا الع" إن الاستشهاد بمثل هذا الشاهد النحوي الذي يصرح بالولاء والبيعة لآل البيت» واعتبار مذهبهم هو المذهب الحق إن| هو بأثر من ثقافة أفرزتها البيئة المجتمعية في تلك الحقبة؛ فإذا كان المأمون الخليفة العبابي شجع الاستدلال العقلي للمذاهب» وأبدى اهتامه لها فإن من نتيجة ذلك انتشار البحث الاستدلالي للأديان» وما الشيعة إلا فرقة من تلك الفرق التي كان للاستدلال العقلي أثر فيها معتقدها؛ لذلك كتب هما الظهور والانتشار. .۳۱۱:۲ سیبویه» الکتاب»‎ -١ .۳٣۵ :۲ سیبویهء الكتاب»‎ -١ ۳- الاستراباذي» شرح الكافية» ۷۹:۲ - .٩١‏ وابن عقيل» شرح ابن عقيل» ٠٤٩:١‏ . .5١1/ الكميت بن زيد الأسديء ديوان الكميت»‎ - ٤ .۳۹۷ :٤ المقتضب)‎ »دريملا-٥‎ 5- ابن جني» اللمع في العربية» ٥١‏ . واستشهد نحاة آخرون بهذا الشاهد. الزنخشري» المفصل» 1۷. وأبو حيان» التذييل والتکمیل» ۸: .۲٠۰‏ وابن هشام» شرح قطر الندى» .۲٤۷‏ وابن عقیل» شرح ابن عقیل» 17:١‏ 0. ا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وربما كان للقمع الأمويٌ لأتباع المذهب الشيعي أثر في تفاخر الناس في الانتساب إليه وإن لم يكن اعتقادهم بكل أصوهم» لكن يكفيهم التصريح بحب آل البيت وموالاتهم» ولعل هذا ما دفع بعض النحاة إلى الاستشهاد بمثل هذه الشواهد في النحو العربي. على أن ولاية بني بويه الوزارة للخلافة العباسية في القرن الرابع الهجري كان ها أكبر الأثر في انتشار المذهب الشيعي» وتمكينه من الوقوف أمام من حاربوه. كل هذه العوامل تدعو إلى القول بأثر الثقافة الاجتماعية وأنها رافد من روافد الشواهد النحوية والأمثلة الصناعية» تمثل ذلك الأثر عند كثير من النحاة بغض النظر عن اعتقادهم أو مذهبهم الفقهي. ويستمر الأثر للحياة الاجتاعية في الأمثلة النحوية» فيظهر ذلك الأثر في بيان معاني بعض حروف العطف» إذ يستعين بعض النحاة با تسعفهم به ثقافتهم الاجتاعية لبيان تلك المعاني» ف(أو) العاطفة عد النحاة لها معان مختلفة باختلاف سياق الكلام فيهاء ومن المعاني التي ذكرها النحاة لهذا الحرف: التخيير والإباحة". جاء في المقتضب: "ومنها (أو) وهي لأحد الأمرين» عند شك المتكلم» أو قصده أحدهما... وقد يكون ها موضع آخر معناه الإباحة"". واختلفت أمثلة النحاة في تصوير معاني هذا الحرف. ما بين أمثلة ساقها أصحابها وحددوا معنى حرف العطف فيها اعتمادًا على ما قرروه في أذهانهم من غير قرينة تبين المعنى المراد من حرف العطف لن قرا المثال غفلا. ونحاة آخرون جاءت أمثلتهم هذا الحرف دالة على المعاني من غير إشكال أو غموض» بل يكفي أن تقرأ ا مخال فتدرك معنى حرف العطف فيه. وكان اعتماد هؤ لاء النحاة على ثقافة عامة أسعفتهم في تحديد معنى الحرف» فكانت تلك الروافد بمثابة قرينة معنوية حددت مفهوم الحرف للمتلقي. -١‏ ينظر لمعاني (أو): ابن السراج» الأصول في النحوء 7: 00. أبو علي الفارسي» المسائل المنثورة» تح. مصطفى الحدري (مجمع اللغة العربية/ دمشق» 19487م)98١.‏ و ابن جني» اللمع في العربية» تحق. سميح أبو مغلي (دار مجدلاوي للنشر / عمان» ۱۹۸۸) ."٠‏ والباقولي» شرح اللمع» ۲ .. وابن عقيل» شرح ابن عقيل» FTE‏ ١‏ - المرد» المقتضب» yê :١‏ TV هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا جاء في الكتاب: "تقول: جالسٌ عمرًا أو خالدًا أو بشرّاء كأنك قلت: جالس أحد هؤلاء ولم ترد إنسانًا بعينه» ففي هذا دليل على أن كلهم أهل أن يجالس» كأنك قلت: جالس هذا الضرب. وتقول: كل لحا أو خبرًا أو تمرّاء كأنك قلت: كل أحد هذه الأشياء"7". وني المقتضب: "ومنها (أو) وهي لأحد الأمرين: عند شك المتكلم» أو قصده أحدهما. وذلك قولك: أتيت زيدًا أو عمراء وجاءني رجل أو امرأة. هذا إذا شك» فأما إذا قصد فقوله: كل السمك أو اشرب اللبن. أي: لا تجمع بينهماء ولعو ار ا "م وجاء عن ابن السراج: "أو: وها ثلاثة مواضع» تكون لأحد الشيئين بغير تعيينه عند شك المتكلم» أو قصده أحدهماء أو إباحة» وذلك قولك: أتيت زيدًا أو عمراء وجاءني نجل و بد بكر له حدس ا E‏ كل السك أو اشرب اللبنء أي لا جمعههاء لكن اخثر يبا شعت" وفي كتاب اللمع في العربية قال ابن جني في معاني هذا الحرف: "ومعنى (أو) الشك» تقول: قام زيد أو عمروء وتكون تخييرّاء تقول: اضرب زيدًا أو عمرّاء أي: أحدهما. وتكون إباحة» تقول: جالس الحسن أو ابن سيرين» أي: قد أبحتك مجالسة هذا الضرب اا وإذا كان هذا الحرف يأتي لأكثر من معنى» وبعض معانيه متقاربة لا يكاد بعضهم يفرق بينهاء فإن من النحاة من حاول التفريق بين تلك المعاني المتقاربة» ففرقوا بين الإباحة والتخيير حتى تدرك هذه المعاني» قال ابن عقيل في التفريق بين التخيير والإباحة: "تستعمل (أو) للتخيير» نحو: خذ من مالي درهمًا أو دينارّاء وللإباحة» نحو: جالس الحسن أو ابن سيرين. والفرق بين الإباحة والتخيير: أن الإباحة لا تمنع الجمع» 007 .185 :۳ سیبویه» الكتاب»‎ -١ ؟- المبرد» المقتتضبء ٠١ :١‏ “- ابن السراج» الأصول في النحو» 7: 08. 5- ابن جني: اللمع في العربية» 38 4- ابن عقيل» شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» ۲: .۲٠۳‏ والأشمونيء شرح ألفية ابن مالك» ۳: ٠١۱‏ . -YTA- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وهذا التفريق بين معاني احرف أظهر دور القرينة في تحديد معانيه في كثير من الأمثلة النحوية» وكان من ساق أمثلة لتلك المعاني المتقاربة بقرينة أقرب إلى تمثيل المعنى ممن ساق غالا وین كلا لع اة ففي المثال الذي أورده صاحب الكتاب لمعاني التخيير والإباحة نجد أن معاني ار تسد لاا و و کا ا وان ای ا خالدًا أو بشرًا ". وهذا ا مخال وإن قيل إنه دال على الإباحة ف العلة في أن يكون دالا على التخيير» إذ يصح أن يكون المعنى جالس أحد هؤلاء ولا تجمع بينهم فأنت خير في وفي مثال التخيير قال: "كل ل أو خبرًا أو ترا ". وما العلة المانعة من جواز أن يقال إن (أو) في هذا المثال للإباحة وليست للتخيير» فالكل جائز فيهما. ومثل هذا يقال فيم) أورده ابن جني من أمثلة على التخيير والإباحة. ااا ا لل مم ا سل مستي و ا ی ی ابر اع اف معني اا يظهر فيه واضحًا جليّاك حيث مثلوا للتخيير بقولهم: "كل السمك أو اشرب اللبن"". وتتبين دلالة التخيير في هذا المعنى إذا عرفت ما يصاحب الجمع بين السمك واللبن من الخوف من الإصابة بمرض» وفي قصة الحاحظ مع الطبيب ابن بختيشوع تصوير لتلك الحالة0 . بهذا يتبين أثر الرافد الثقافي في هذا المثال النحوي» أثر طبى اجتماعي كان له شأن في ااا فى ااال اف لمت تمان روف ا 1 ويظهر أن أثر الحياة الاجتماعية يتكرر مع المثال السابق نفسه ولكن في باب آخر من أبواب النحو» وهو إعراب الفعل المضارع» إذ كثيرًا ما يورد بعض النحاة هذا المثال . ۱۸۴١ :۳ سيبويه: الكتاب»‎ -١ ۲- سیبویه» الكتاب» ۳: 185. ۳- المبرد» المقتضب» ٠٠١ :١‏ وابن السراج» الأصول في النحو» ۲: 00. ٤‏ - ابن بختيشوع» هو: جبرائيل بن بختيشوع بن جورجس» اتصل بخلفاء بني العباس في عهد هارون الرشيد حين أوصى به أبوه لجعفر بن يحبى بن خالد البرمكي» له قصص في الطب كثيرة مبثوثة. أحمد بن القاسم ابن أبي أصيبعة» عيون الأنباء في طبقات الأطباء» تح. نزار رضا (دار مكتبة الحياة/ بيروت) 141. - جال الدين بن نباتة الملصري» سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون» تح. محمد أبو الفضل إبراهيم (دار الفكر العربي» 1955م) ٠٠۳‏ . 2 0 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا النحوي في حديثهم عن نصب الفعل المضارع بأن المقدرة بعد الواو» ثم يفصَّلونَ بعدها في الأوجه الإعرابية الجائزة فيه. جاء في الكتاب: "وتقول: لا تأكل السمك وتشرب اللبن» فلو دخلت الفاء ههنا قد الي وإ شعت سريت عل الى ف غير ها االو وجاء في المقتضب في باب الواو: "فإن جعلت الثاني جوابًا فليس له في جميع الكلام إلا معنى واحد» وهو الجمع بين الشيئين. وذلك قولك: لا تأكل السمك وتشربَ اللبن. أي: لا يكن منك جع بين هذين. ١‏ فإن نهاه عن كل واحد منهما على حالء قال: لا تأكل السمك وتشرب اللبن؛ لأنه آزاة: لاال السملك عل ال ولا فرب الليخ عل حال. فاه عل الونهه الأول: لأيكن متك أكن السك وا شغرب الب" وني أصول ابن السراج: "الواو تنصب ما بعدها في غير الواجب من حيث انتصب ما بعد الفاء» وإنما تكون كذلك إذا لم ترد الإشراك بين الفعل والفعل» وأردت عطف الفعل على مصدر الفعل الذي قبلهاء كا كان في الفاء وأضمرت (أن). وتكون الواو في جنيع هذا بمعنى (مع) فقطء وذلك قولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن» أي: لا تجمع بين أكل السمك وشرب اللبن» فإن نهاه عن كل واحد منهما على حال قال: ولا عرب الان على عا واستمر النحاة في عرض هذا المثال النحوي مرددين قول سابقيهم من النحاة من اختلاف الإعراب تبعًا لاختلاف معنى الجملة. وعند النظر في هذا المثال النحوي بعين أخرى يظهر أثر رافد ثقافي آخر فيه» فهذا ا مال النحوي إنم) استعان به النحاة إلى جانب أمثلتهم الأخرى في هذا الباب لقربه من العامة ولكثرة تداوله بينهم» فهو عند كثير من العامة يكاد يكون حديثًا مرويًا عن النبي بيا أو أثرًا محكيًا عن طبيب حاذق. وهذا يوحي با للحياة الاجتماعية من أثر في أمثلة النحوية» ذلك أن بعض النحاة لم يكونوا بعيدين عن حياتهم الاجتاعية بل كان لهم اختلاطهم بالناس وتواصلهم معهم. TEY سيبويه» الكتاب»‎ -١ TOY ۲-الميرد» المقتتضب»‎ . ٠١٤:۲ ابن السراج» الأصول في النحوء‎ -“ ع ع بأد هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً وإلى جانب أثر الحياة الاجتماعية العامة يظهر أثر لرافد آخرء رافد طبي» تمثل ذلك في عرف عند العامة من ضرر الجمع بين السمك واللبن» يثبت لك ما حكاه ابن نباتة المصري[ت:58/اه] عن سبب إصابة الحاحظ بالفالج» قال: "وكان سبب علة الجاحظ أنه حضر مائدة ابن آي دواد» وني الطعام سمك ولبن» وكان ابن بختيشوع الطبيبٌ حاضرًا» فنهاه عن الجمع بينهماء فقال الحاحظ: إن السمك إن كان مضادًا للبن» فإني إذا أكلتهما دفع كل منهما ضرر الآخر. وإن كانا متساويين فكأني أكلت شيئًا واحدًا. فقال ابن بختيشوع: أنا لا أحسن الكلام» ولكن إن شئت أن تجرب فكل. فأكل فأصابه فالج عظيم ونقرس''. ومهما يكن سبب مرض الجحاحظ فإن في مثل هذه القصة عن هذا الأديب العربي مع الطبيب ما يثبت تأثر أمثلة بعض النحاة بروافد أخرى غير أصول العلم النحوي» وإلا فكيف استطاع أولئك النحاة توجيه هذا المثال النحوي إلى ما يتوافق وأفهام العامة وثقافتهم. لا تأكل السمك وتشرب اللبن. وللرافد الاجتماعي أثر في معنى حرف العطف (ثم)» فإذا كان بعض النحاة ذكر أن (ثم) العاطفة تفيد الترتيب مع التراخي» فإن الجرجاني ذكر أنها تأت لمعنى آخر معنوي لا حسي» قال: "وكذلك تجيء (ثم) في حط الأقدار والمراتب» بعضها عن بعض» كقوهم: الأمبر ثم الوزير. والأب ثم العم» وما شاكل ذلك"". والأثر الاجتماعي لمعنى هذا احرف يظهر في تقرير الجرجاني للتراتبية في مثاله النحوي» إن في الحياة السياسية أو في الحياة الاجتتاعية العامة» ولا شك أن ما دعا الجرجاني إلى تقرير هذا المعنى هو ما لحظه من دورانه في كثير من المواقف الموحية بأ قرره. إن الحياة الاجتماعية بمختلف جوانبها لم تبتعد عن أمثلة النحاة» بل كانت رافدًا معيتا هم في صياغة الأمثلة وإيضاح قواعدها. ؟- عبد القاهر الجرجاني» شرح الجمل في النحوء تحق. خليل عبدالقادر عيسى(ط .٠١‏ الدار العثانية/ عمان» ١١١7م)‏ 0 2 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا أثر الرافد السياسى فى الأمثلة النحوية: م تخل الأمثلة والشواهد النحوية من آثار للحياة السياسية» تمثلت في غير ما صورة فيهاء فكان للرافد السياسى أثر في تقرير الشاهد وتأكيده» كما كان لهذا الرافد أثر في الأمثلة النحوية ظهر في تصويرها لجانب من الحياة السياسية في تلك العصورء بل كان لها حضور في بعض الأمثلة والشواهد النحوية» أمثلة صوّر بها بعض النحاة جانبًا من الحياة السياسية» إن في التعامل مع أصحاب السياسة» أو في الإشادة مهم والثناء عليهم. وإن كان للسياسة مصطلحاتها وألفاظها الخاصة بها فإن أمثلة النحوية لم تخل من تلك المصطلحات بل هي مترددة في كثير منهاء في أبواب مختلفة من النحو» أمثلة صور في بعضها النحاة جانبًا من الأعمال التى كان الساسة والأمراء يقومون اء فكانت تلك الأمثلة مصدرًا من مصادر الأعمال السياسية لتلك العصور. وربا كان للسياسة أثر في تقرير الشاهد النحوي واعتتاده» أو عدم إقرار الخطأ واللحن فيه» خاصة حين يكون ذلك الخطأ صادرًا من أمير تخشى غوائله» ولا أدل على "قال الحجاج لابن يعمر: أتسمعني ألحن على المنبر؟ قال: الأمير أفصح من ذلك» فألح ا ار و و تقول:#قل إن كان آباؤكم وَأَبَْآوْكمْ 4( [التوبة:4 7]. إلى قوله عز وجل:أَحَبّ 4 فتقرؤها: #أَحَبٌ4 بالرفع؛ والوجه أن تقرأ بالنصب على خبر كان, قال: لا جرم! لا تسمع لي لحنا أبداء فألحقه بخراسان". فهذا الشاهد القرآني قد كرره الحجاج بن يوسف على المنبر» ولكن يحيى بن يعمر لم يصحح له الخطأ فيه مع أنه لحن في القرآن متكرر؛ خوفًا منه وخشية» وهذا يظهر الأثر السياسي العام في الأمثلة والشواهد النحوية. وربا تكررت هذه الصورة لكن ليس على سبيل الخطأ واللحن» ولكن على سبيل التأكيد والتأييد لمثال النحوي» يظهر ذلك في قصة المسألة الزنبورية المشتهرة بين سيبويه والكسائي”"؛ فإنهالما اختلفا في مجلس يحبى بن خالد البرمكي وحكا! في قولم| من حضر من -١‏ أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي» طبقات النحويين واللغويين» تحق. محمد أبو الفضل إبراهيم(ط ۲» دار المعارف/ القاهرة» ۱۹۷۳) ۲۸ ١ -۲‏ قال الفراء[ت:۷٠۲]:‏ قدم سيبويه على البرامكة» فعزم يحبى على الجمع بينه وبين الكسائي» فجعل لذلك يومّاء 7515ل هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بد شرها ورقياً أو تداولها تجارياً الأعرايعيولال ا بأن أولئك الأعراب قد جُعِلَ لهم جُعْلٌ لموافقة ا ل علموا بمكانة الكسائي عند الرشيد ووزيره فقالوا بقوله وأيدوا رأيه ومذهبه”" إن مثل هذا القصة النحوية» وإن كانت مثالاً على ما للسياسة من أثر في القاعدة لنحوية فإنها مثال واضح على أثر السياسية في أمثلة النحاة وشواهدهم» فهذا ال مثال النحوي وإن كان من صنع الكسائي إلا أنه بعد تقرير أولئك الأعراب له أصبح شاهدًا نحويًا يستدل به الكوفيون على صحة ما ذهبوا إليه"» وإن كان أولئك الأعراب لم بيطترا بك كن ل a‏ أثر في الشواهد النحوية» ولعل فيما روي من قول سيبويه ليحيى: "مُرْهُم أن ينطقوا بذلك فإن ألسنتهم لا تطوع به" . تأكيدًا للأثر السيامي فيها. لقد وظف بعض النحاة الرافد السيامي في أمثلتهم وشواهدهم فلم تخل تلك الشواهد والأمثلة من أثر الحياة السياسية فيهاء فكان هذا الرافد أثر في تصوير جانب الحياة السياسى» كا كانت الأمثلة النحوية وسيلة من وسائل أظهر بعض النحاة فيها اا يذ لكر عل ا جبائل القع الى ی ا بل كان موزعًا في أبواب ومسائل مختلفة. فلا حضر تقدمتٌ والأحمر[آت: ]۲٠۷‏ فدخلناء فإذا بمثال في صدر المجلس» فقعد عليه يحيى» وقعد إلى جانب المثال له: أخطأت. ثم سأله عن ثانية فأجاب فيهاء فقال له: أخطأت. ثم سأله عن ثالثة فأجابه فيهاء فقال له: أخطأت. فقال له سيبويه: هذا سوء أدب! قال: فأقبلت عليه فقلت: إن في هذا الرجل حدًا وعجلةً» ولكن ما تقول فيمن قال: هؤلاء أبون» ومررت بأبين» كيف تقول مثال ذلك من وأيت أو أويت. قال: فقدر فأخطأ. فقلت: أعدٍ النظر فيه. فقدر فأخطأء فقلت: أعد النظرء ثلاث مرات» يجيب ولا يصيب. قال: فلا كثر ذلك قال: لست أكلمكا أو يحضر صاحبك| حتى أناظره. قال: فحضر الكسائي» فأقبل على سيبويه فقال : تسألني أو أسألك؟ فقال : لاء بل سلني أنت. فأقبل عليه الكسائي فقال: ما تقول أو كيف تقول: قد كدت أظن أن العقرب آشد لسعةٌ من الزترر فإذا غو.هي؛ أو فإذا هو إياها؟ فقال سيبويه: فإذا هو هي. ولا يجوز النصب. فقال له الكسائى: لحنت». الزجاجى» مجالس العلماء» 9. ٠٠١ 5 الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف» ؟:‎ -١ .۸۸:١ ؟- ابن هشام» مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»‎ ./١1 :7 الأنباري» الإنصاف في مسائل الخلاف»‎ -۳ .۸۸:١ ابن هشام» مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»‎ - 4 ج إهداء من المركز فأنت ترى الاعتراف بالخلافة وتأكيد البيعة واردًا في بعض الأمثلة النحوية» كقوطم: أبو بكر الخليفة قد علمه الناس' کا ترى ذكرًا لبعض أعمال قام رجال السياسة بهاء كالخطابة؛ التي تردد ذكرها في أمثلتهم كثيرّاء فقالوا: أخطب ما يكون الأمير يومٌ الجمعة”": والأمير أخطب ما يكون قاتا" . ويصور سيبويه في الكتاب عملا آخر من أعمال السياسة التي يقوم الساسة بتنفيذهاء وهي تطبيق أحكام الشريعة وتنفيذهاء صوره في مثال من أمثلته المصنوعة فقال: "آتي الأمير لا يقطع اللص". وأيّدَ المبرد هذا العمل الإداري» فقال: "أعجبني دق الثوب القصارٌ» وأكل الخبرزيذ» ومعاقبة اللص الأ" . وفي الجانب الاقتصادي للدولة الإسلامية تظهر جوانب من هذه الحياة في أمثلة عدد من النحاة» أمثلة يصورون بها بعض الأعمال الاقتصادية التي قام الأمراء والخلفاء بهاء من تنظيم التعامل» وإيجاد العملات» جاء في الكتاب: "هذه مائة ضرب الأمير". وفي المقتضب: "هذا الدرهم ضرب الأمير"". وإذا كانت الحياة السياسية ظاهرة في أمثلة النحاة في مثل هذه الصورء فإن من النحاة من ضمن أمثلته مي ولا سياسية يوحي بها إلى من يقرؤها أو يسمعها بتلك الرسالة دعوةً إلى الاتباع والموافقة فيا أظهره من ميول. ويظهر هذا الأثر عند الرضي الاستراباذي في شر حه لكافية ابن الحاجبء فإنه ضمن ذلك الشرح عددًا من الرسائل السياسية في الأمثلة والشواهد الشعرية التي ساقها أو استشهد بهاء رسائل دعا فيها إلى العودة إلى ولاية آل البيت؛ لأنهم أحق بالولاية من غيرهم نصا ووصية» ومن تلك الأمثلة التي تضمت تلك الدعوات» قوله: "استخلف -١‏ أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم المرادي» توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك» تحق. عبدال رحمن علي سليمان( ط١‏ دار الفكر العربي/ بیروت»۲۰۰۸م) ۲: ۷۲۳. ۴ - سيبويه» الكتاب» .٤٠١ :١‏ وابن السراج» الأصول في النحو 7: .٠٠١‏ '- المبرد» المقتضب» ۳: .۲٠١۲‏ والعكبري» اللباب في علل البناء والإعراب» .٠٤١١:١‏ وابن هشام» مغني اللبيب» .14:١‏ والأشمونيء منهج السالك» :١‏ ۹ e) :۳ سیبویه» الكتاب»‎ - ٤ .٠١:١ المقتتضب»‎ .دريملا-٠٥‎ NYE سيبويه» الكتاب»‎ - ٦ ۷-الميرد» المقتضب» 1 ۲و٤ E‏ -555- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المرتضى المصطفى يي وقوله: "الحسين رضى الله عنه ثالث الاثنى عشر”"» فهذه EEE E‏ مستوعة SNE‏ لالم اليس روطان ريني دعوات سياسية» دعوات يثبت بها الحق لآل علي في الولابة بعد النب يله وتقدم في هذا الفصل أثر التشيع في هذه الأمثلة ويظهر فيها الآن الأثر السياسي. وفي باب الإضافة يظهر الأثر السياسى في الأمثلة النحوية» ففى مسألة إضافة الجمل إل اس ااا سق الفا ا هة و ا لحري ركان ساق ا لذلكء أمثلة ظهر أثر الحياة السياسية فيها جليّاء جاء في سر الصناعة: "والجمل بما يضاف إليها أسماء الزمان» نحو: أتيتك زمن الحجاح أميء وأوان الخليفةٌ عبد الملك"”". وقال الزخشري: "وتضاف أساء الزمان إلى الفعل... وتضاف إلى الجملة الابتدائية أيضاء كقولك: أتيتك زمن الحجاج أميرٌ وإذ الخليفة عبد الملك". فهذان المثالان النحويان لم يسلها من أثر الرافد السياسي» وكأن من مل بهذين المثالين من النحاة أشار إلى تجدد البيعة بالخلافة لعبد الملك بن مروان وجهود قائد جيشه وأميره على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي» إذ على يد هذين الأميرين عادت الخلافة إلى بني أمية مرة أخرى بعد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. إن هذه الشواهد والأمثلة التي قدمها النحاة أدلة أو إيضاحًا لقواعدهم النحوية» كانت وسيلة تعليمية مناسبة لشرح القاعدة النحوية» أحسن النحاة اختيارها - في غالب أمرهم - وأحسنوا توظيفها في بحوثهم» وقد وظف النحاة هذه الأمثلة كل ما اختزنته عقولهم من ثقافة فجاءت محملة بآثار تلك الثقافات» كما استعملها النحاة وسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية حين ضمنوها أصول عقائدهم ومذاهبهم. ول تخل تلك الأمثلة من الأثر السياسي بل ظهر في عدد منها مبيئًا بعض الأعمال الاس درت وا وا سياس فى خر كل هله لار تر إل ما يله الأمثلة النحوية من دلالات ضمنية تدل على خفايا من صاغها اعتقادًا وسياسة وفقهًا. -١‏ الاستراباذي» شرح الكافية» .١91١:١‏ ۲- الرضي الاستراباذي» شرح الكافية» ۳: ٠١۷‏ . “- ابن جنى» سر صناعة الإعراب» :١‏ 5 7. ٤‏ - الزخشري» المفصل في صنعة الإعراب» 15. ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الخاتمة الحمد لله أولاً وآخرّاء الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات» الحمد لله حمدًا يليق ما من به علي من إتمام هذا البحث وإكاله. له الفضل كله وله الحمد كله» وإليه يرجع الأمر كله. ارتكز اهتمام هذا البحث على تتبع أثر المحمول الثقافي عند النحاة في تنظيرهم لقضايا نحوهم ومسائله» فجاء البحث معتمدًا على منهج استقرائي عمدت فيه إلى تتبع أثر تلك الروافد على اختلافها وتنوعها في كتب النحاة» فظهرت آثار متعددة لروافد مختلفة» في جوانب مختلفة من جوانب هذا العلم. تمثل في حقيقتها ناذج من أثر تلك الروافد في التنظير النحوي. يمكن على ضوئها صياغة نتائج هذا البحثء فأقول: في ضوء تلك الناذج المتعددة لأثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي» وصل هذا البحث - بحمد الله - إلى نتائج منها: | لم يبتعد علماء أصول النحو فيا خلّفوه من تراث في هذا الفن عن ثقافتهم الفقهية الأصولية» بل كانت هذه الثقافة حاضرة بمخزونها المعرفي في هذا الفن النحوي حضورًا ظاهرًاء تمثل في أدلة الأحكام» وني سبيل استنباط قواعدها. لا - | هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا ظهر آثر المذهب الفقهي في عدد من قضايا أصول النحو» حين حاول النحاة توظيف أصول مذهبهم الفقهي وآراء أربابه في بعض مسائل أصول النحو. كان للثقافة الحديثية أثرها في بعض مسائل أصول النحو» خاصة ما يتصل بالسماع والرواية وطرقهاء إذ اعتمد بعض النحاة كثيرًا نما اعتمده علماء الحديث وأصوله في تنظيرهم لمسائل هذا الباب؛ فجاء حديثهم تكررًا لقول المحدثين. كان لاختلاف العلم أثر في اختلاف بعض الأحكام الأصولية بين النحو وأصول الفقه. كان للوعي العقدي أثره في مصطلحات النحاة» فعّدل بهم عن مصطلحات نحوية عامة إلى مصطلحات نحوية خاصة مشربة بأثر من ثقافة عقدية. لم يقف أثر الثقافة العقدية في المصطلحات النحوية عند العدول بالمصطلح النحوي فحسب» بل تجاوز ذلك إلى نقل مصطلحات عقدية إلى النحو. للثقافة الفقهية أثرها في المصطلحات النحوية» نقلآ» واعتمادًا بعد صبغ تلك المصطلحات بصبغة نحوية» واعتاد مفهومها. كان للثقافة الفقهية الأصولية أثرها في منهج التأليف النحويء إذ اعتمد النحاة كثيرًا من مناهج الفقهاء وعلماء الأصول في مناهج التأليف النحوي وساروا فيها على سبيلهم. اختلف أثر الروافد الثقافية في النحاة تبعًا لاختلاف المذهب العقدي والفقهي. كان للثقافة الموسوعية أثرها في القاعدة النحوية» أثر تمثل في أكثر من صورة» وظهرت ملامحه في عدد من القواعد النحوية. من آثار الروافد الثقافية في القاعدة النحوية» أثرها في بناء القاعدة النحوية» فقد اعتمد بعض النحاة في بنائهم لقواعدهم النحوية على روافد ثقافية ختلفة» عقدية» أو أصولية» أو حديثية» أو اجتاعية. ظهر أثر الروافد الثقافية في القاعدة النحوية في اعتماد عدد من النحاة على مخز ونهم الثقافي في تقرير بعض من القواعد النحوية» عامة كانت أو مذهبية» ولعل قاعدة: "الضرورات تبيح المحظورات" أكبردليل عل ذللكه: ~1 €A- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً | كان للروافد الثقافية أثرها في إيضاح القاعدة النحوية» أثر تمثل في حاو لات بعض النحاة تقريب بعض الأحكام النحوية إلى أذهان الطلاب ب| تسعفهم به ثقافتهم | كان للثقافة العقدية أثرها في توجيه الشواهد والأمثلة النحوية. كا كان ها أثرها الظاهر في بناء بعض الأمثلة النحوية. أو في اعتماد بعض الشواهد النحوية. | للثقافة الفقهية أثرها الظاهر في بناء بعض الأمثلة النحوية» كما كان ها حضورها الج في أمثلة عدد من الأبواب النحوية. | لم تخل أمثلة النحاة من أثر الحياة الاجتماعية أو السياسية» بل كان لهذين الرافدين أثرهما في بعض الأمثلة النحوية» بناءً وتوجيهًا. إن ما تقدم يمثل نموذجًا من نتائج هذا البحث» نتائج كلية تحمل في مضامينها عددًا من النتائج الجزئية» ثم إن هذه الدراسة ما كان هدفها الاستقصاء والإحاطة؛ بل كان هدفها إثبات أثر المخزون الثقافي الذي كان يمتاز به علماء النحو في تنظيرهم لقضايا علمهم» وقد ظهر لي با ورد فيه من نماذج ذلك الأثر. ختامًا: أسأل الله أن أكون وفقت فيط كتبته إلى الصواب» وأن أكون قد حققت فيه الغرض منه» وحصّلت المقصود» كما أسأله أن يغفر الخطا والزلل. آله وصحبه أجمعين. حت وغ لاع هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المراجع وَالمصَادر كتبه أبو أوس إبراهيم الشمسان جامعة الملك سعود أولاء الكتب | ابن أبي أصيبعة» أحمد بن القاسم [774ه]: عيون الأنباء في طبقات الأطباء» تحقيق: نزار رضاء دار مكتبة الحياة- بيروت. | الأردبيل» جمال الدين محمد بن عبدالغني الأردبيل741/1ه]: شرح الأنموذج في النحوء تحقيق: حسني عبدالجليل يوسف. مكتبة الآداب - القاهرة» ١٠199١م.‏ | الأزهري» أبو منصور محمد بن أحمد [٠اه]:‏ تهذيب اللغة» تحقيق: عبدالسلام هارون وآخرون. مكتبة الخانجي- القاهرة. الاستراباذي» رضي الدين محمد بن الحسن [/7/8ه]: شرح الرضي على الكافية: » تصحيح يوسف حسن عمره الطبعة الثانية» جامعة قاریونس» بنغازي» ١995‏ م. الأسعد» عبدالكريم محمد: - بين النحو والمنطق وعلوم الشريعة» دار العلوم - القاهرة» ۹۸۳٠١ه‏ اللأصول» حاشية: محمد , بخيت المطيعي» عالم الكتب- القاهرة» د.ت. بحت کے اک اك د هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الأشموني» أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى[479ه]: منهج السالك إلى ألفية ابن مالك غق هذا شميد السيد عمد عبد الميد» الذلكمة الأزهرية للتراث- القاهرة. الأصفهاني» أبو الحسن علي بن الحسين الباقولي[ 57 6ه]: شرح اللمع» تحقيق: إبراهيم بن محمد أبو عباة» الطبعة الأولى» جامعة الإمام محمد بن سعود- الرياض» م الأغقى؛ عون بن تاها ديوان الأعشى» غو قا عيد حسين: الطبعة الأولى» مؤسسة الرسالة - بيروت» 191/7 م. الأعلم الشنتمري» أبو الحجاج يوسف بن سليمان[541757ه]: المخترع في إذاعة سرائر النحوء » تحقيق: الدكتور حسن هنداويء الطبعة الأولى» كنوز أشبيليا- ال را۷ أمين» أحمد: ضحى الإسلام, الطبعة السابعة» مكتبة النهضة المصرية- القاهرة. الأنباري» أبو البركات عبدال رحمن بن حمد[۷۷٠ه]‏ أسرار العربية» تحقيق: محمد بجت البيطار» المجمع العلمي العربي- دمشق» د. ت. الإغراب في جدل الإعراب» تحقيق: سعيد الأفغاني» مطبعة الجامعة السورية- دمشق» /161ام. الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين» تحقيق: محمد حيي الدين عبدالحميد؛ المكتبة التجارية الكبرى- مصر» د.ت. لمع الأدلة في أصول النحوء تحقيق: سعيد الأفغاني» مطبعة الجامعة السورية - دمشق» ۷م نزهة الألباء في طبقات الأدباء» تحقيق الدكتور: إبراهيم السامرائي» الطبعة الثالثة» مكتبة المنار- الزرقای ١5٠065‏ - 1986م. الأتدلسى» أبو حیان محمذ بن يوسف[55 لاه]: ارتشاف الضرب من لسان ارب ن رجب عثان محمد ورمضان عبد التواب» الطبعة الأولى» مكتبة الخانجي- القاهرة» ۱۹۹۸ م. كك هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً البحر المحيط» تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود وآخرون. دار الكتب العلمية- بیروت» الطبعة الأولى» ۱٤۲۲‏ - ٠١٠۲م.‏ التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل» تحقيق: الدكتور حسن هنداوي» الطبعة الأولى» دار القلم- دمشق» ١518‏ -119/8م. البخاري» أبو عبدالله محمد بن إسم|اعيل [767ه] الجامع الصحيح» عناية: محمد زهير بن ناصر الناصرء الطبعة الأولى» دار طوق النجاة» 577١ه.‏ البغدادي» أبو بكر أحمد بن علي الخطيب [577ه]: الكفاية في علم الرواية» تحقيق: أبو عبدالله السورقي وإبراهيم حمدي المدني» المكتبة العلمية - المدينة المنورة. البكريى: أبنو عبيد عبدالله[95١٠١ه]:‏ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع» الطبعة الثالثة» عام الكتب- بيروت» 19/7م. البورنو» محمد صديقي بن أحمد بن محمد: الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية» الطبعة الرابعة» مؤسسة الرسالة» بيروت» 1١515‏ -1195م. أبو تاكي» سعود بن غازي: - خصائص التأليف النحوي في القرن الرابع المجري(ط ١ء‏ دار غريب/ القاهرة» ١٠٠٠۲م)‏ ابن التواتي» التواتي: القراءات القرآنية وآثارها في النحو العربي والفقه الإسلامي» دار الوعي- الجزائر» 8١١7م.‏ الجرجانى. عبدالقاهر [1١/51ه]:‏ أسرار البلاغة» » تحقيق: محمود شاكر» الطبعة الأولى» دار المدني - جدة» ۱۹۹۱٠م.‏ شرح الجمل في النحو» تحقيق: خليل عبد القادر عيسى» الطبعة العاشر» الدار العثانية- عمان» ١١١7م.‏ العوامل المائة» عني به: أنور بن أبي بكر الشيخي الداغستاني» الطبعة الأولى؛ دار المنهاج - بيروت» ۹٠٠۲م.‏ الجرجاني» الشريف أبو الحسن علي بن محمد [7١8ه]:‏ التعريفات» وضع حواشيه وفهارسه محمد باسل عيون السود دار الكتب العلمية - بيروت» الطبعة الثانية» 5 ١5457‏ - ۳٠٠۲م.‏ m= هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الجزولي» أبو موسى عيسى بن عبدالعزيز1 ٠٠۷‏ ه1]: المقدمة الجزولية في النحوء تحقيق: شعبان عبدالوهاب محمد الطبعة الأولى» مطبعة أم القرى - مكة المكرمة» ام الجمحيء محمد بن سلام1١771ه]:‏ طبقات فحول الشعراء» تحقيق: حمود محمد شاکر» دار المدني - جدة» د.ت. ابن جني» أبو الفتح عثمان ۳۹۲1ه]: الخصائص» تحقيق: محمد علي النجارء مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية- القاهرة» ۲٠٠٠‏ م. سر صناعة الإعراب» تحقيق: الدكتور حسن هنداوي» الطبعة الثانية» دار القلم- ومشق؛ "1557م اللمع في العربية» تحقيق: سميح أبو مغلي» دار مجدلاوي- عمان» ۱۹۸۸ م. الجوزي» جال الدين أبو الفرج عبدال رحمن بن علي [ /91 0ه ]: المنتظم في تاريخ الملوك والآمم» الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية» بيروت» -۱٤۱۲‏ ۱۹۹۲م. الجويني» إمام الحرمين عبد الملك [518ه]: البرهان في أصول الفقه» تحقيق: عبد العظيم الديب» الطبعة الأولى» دار الأنصار- القاهرة » /1991م. ابن الحاجب» أبو عمرو عثان[ ٠٤٦‏ ه]: أمالي ابن الحاجب» تحقيق: فخر صالح سليمان قدارة» دار اليل - بيروت. ابن حبان» محمد بن حبان بن أحجمد[: ه "ه]: صحيح ابن حبان» ترتيب: الأمير علاء الدين على بن بلبان الفارسی‌[۷۳۹]»ء تحقيق: شعيب الأرناؤوط» الطبعة الأولى» مؤسسة الرسالة- بيروت» /9/8١م.‏ الحديثي. خديجة: الشاهد وأصول النحو في كتاب سيبويه» جامعة الكويت- الكويت» 14ام. الحموزء عبدالفتاح: الكوفيونء الطبعة الآولى» دار عار - عمان» /491١م.‏ الحموي» ياقوت بن عبداللّه [ 77 ] معجم البلدان» الطبعة الثانية» دار صادر- . ۱۹۹١ بيروت‎ e هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ابن خلكان» أبو العباس أحمد بن محمد[١781ه]‏ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان» تحقيق: إحسان عباس» دار صادر- بيروت» ۹7۲ ام الدبوسي» عبيد الله بن عمر الحنفي[ ٤٠١‏ ه]: تقويم الآدلة في أصول الفقهء تحقيق: خليل محبي الدين الميس» الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية - بيروت» ۱م ابن الدهان» أبو محمد سعيد بن المبارك [5794ه]: الغرة في شرح اللمع ( من أول باب إن وأخواتها إلى آخر باب العطف). دراسة وتحقيق: فريد بن عبدالعزيز الزامل السليم» الطبعة الأولى» دار التدمرية- الرياض» ١١١7م.‏ الدوسري» مسلم محمد: الممتع في القواعد الفقهية» الطبعة الأولى» دار زدني- الرياض ٤۹4:‏ 1= ۷٣۴م‏ الذبياني» الشاخ بن ضرار[۲۲ها1: ديوان الشاخ بن ضرارء تحقيق: صلاح الدين الهادي» دار المعارف - القاهرة» ۸م ذو الرمة» غيلان بن عقبة[/11 ١‏ ه]: ديوان ذو الرمة» شرح أحمد بن حاتم الباهلي» تحقيق: عبدالقدوس أبو صالح» الطبعة الأولى» مؤسسة الإيمان- جدة» 9/5١م.‏ الرازي» فخر الدين محمد بن عمر 571 75ه]: المحصول في علم أصول الفقهء تحقيق: طه جابر فياض العلواني» الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية - بيروت» 4--1988م. الرماني» أبو الحسن علي بن عیسی[٤۳۸ه1]:‏ شرح كتاب سيبويه. تحقيق: محمد إبراهيم يوسف شيبة» إشارف: أحمد مكي الأنصاريء كلية اللغة العربي- جامعة آم القرى» ١515‏ . ( رسالة دكتوراه) معاني الحروف» تحقيق: عبدالفتاح إسماعيل شلبي» الطبعة الثانية» دار الشروق- جدة» ١111م.‏ الزبيدي» أبو بكر محمد بن الحسن[7/4ه]: طبقات النحويين واللغويين» تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم» الطبعة الثانية» دار المعارف- القاهرة» ٠۹۷۳‏ م. oe هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا الزجاجء أبو إسحاق إبراهيم بن السري1١١ه]:‏ معاني القرآن وإعرابه. تحقيق: عبدالجليل عبده شلبي» الطبعة الأولى» عام الكتب- بيروت» /198١م.‏ الزجاجيء أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق۳۳۷1ه]: الإيضاح في علل النحوء تحقيق: مازن المبارك» الطبعة الثالثة» دار النفائس - بيروت» ٠۱۹۷۹٩‏ م. مجالس العلماء» تحقيق: عبدالسلام هارون, الطبعة الثالثة» مكتبة الخانجي- القاهرة» ١444-١57١‏ اللامات» تحقيق: مازن المبارك» الطبعة الثانية» دار الفكر- دمشق» 9/86١م.‏ الزحيل» محمد مصطفى: القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب الأربعة» الطبعة الأول دار الفكرء دمشق» ١٤١١۷‏ م الزركشى» بدر الدين محمد بن عبدالله[5 9لاه]: البحر المحيط في أصول الفقهء الطبعة الأولى» دار الکتبي» 1495م. سلاسل الذهب في أصول الفقهء تحقيق: صفية أحمد خليفة» الطبعة الأولى» اهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة» 48١١7م.‏ المنثور في القواعد الفقهية» تحقيق: تيسير فائق أحمد حمود» الطبعة الأولى» وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت» 1987م. الزخشري» أبو القاسم محمود بن عمر[ت:57”8ه]: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل» تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود وعلى محمد معوض. الطبعة الآولى» مكتبة العبيكان- الرياض» ٠۹۹۸‏ م. اللفصل في علم العربية» بذيله. المفضل في شرح أبيات المفصلء الطبعة الثانية» دار الجيل - بيروت. زيدان» عبد الكريم: الوجيز في شرح القواعد الفقهية في الشريعة الإسلامية» الطبعة الأولى» مؤسسة الرسالة» بيروت» ۱٤۲۲‏ - ۲٠٠۲م‏ السبكي» قاضي القضاة عبدالوهاب بن علي[ ١لالاه]:‏ جمع الجوامع في أصول الفقه» تحقيق: عبد المنعم خليل إبراهيم» الطبعة الثانية» دار الكتب العلمية- بيروت» ۲۰۰۲ م. 8ت هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ابن السراجء أبو بكر محمد بن سهل [١٠۳ه]:‏ الأصول في النحو» تحقيق: الدكتور عبدالحسين الفتلي» الطبعة الثالثة» مؤسسة الرسالة- بيروت» ۱٤١۷‏ - 0 السرخسي» أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل [590ه]: أصول السرخسي» تحقيق: أبو الوفا الأفغاني» الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية - بيروت» ١5١5‏ = المبسوط» تصوير دار المعرفة- بيروت» د.ت. السهيلي» أبو القاسم عبدالرحمن بن عبدالله [١08ه]:‏ نتائج الفكرء تحقيق: عادل أحمد عبدالمو جود وعلي محمد معوض. دار الكتب العلمية/ بيروت» الطبعة الأولل» 1995م. أمالي السهيلي في النحو واللغة والحديث والفقه» تحقيق: محمد إبراهيم البناء مطبعة السعادة- القاهرة» 017٠١‏ ١ام.‏ السويح» محمد عاشور: القياس النحوي بين مدرستي البصرة الكوفة» الطبعة الأولى» الدار الجماهيرية- ليبياء 19/7 م. سيبويه» أبو بشر عجرو بن غثان [8١ه]:‏ كتاب سيبويه» تحقيق: عبدالسلام هارون» الطبعة الأولى» دار الجيل -بيروت. ابن السيد البطليوسى» عبد الله بن محمد [١۲٠ها1:‏ رسائل في اللغة» تحقيق: وليد محمد السراقبى» الطبعة الأولى» مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية - الرياضء /٠١٠5١7م.‏ السيوطي» جلال الدين عبدالرحمن بن أي بكر ١1‏ ١۹ه1:‏ الأشباه والنظائر» + تحقيق: عبدالعال سالم مكرم» الطبعة الأولى» مؤسسة الرسالة/ دمشق» ٠۱۹۸٩‏ م. الاقتراح في علم أصول النحوء قرأه وعلق عليه: الدكتور محمود سليمان ياقوت» دار المعرفة الجامعية - مصر» 5-١575‏ ١٠5م.‏ حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم» الطبعة الولى» دار إحياء التراث العربي» ١97/4‏ م. -/آ1م9”# - | هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا همع ال هوامع شرح جع الجوامع» تحقيق الدكتور: محمد سالم مكرم » الطبعة الأولى» دار البحوث العلمية» الكويت ۱۳۹۹ -1917/4م. ابن الشجريء هبة الله على بن محمد بن حمزة [۲٤٠ه1]:‏ أمالي ابن الشجري» تق غيرد عمد الاي ای الا رل میا لقان العا 1441م الشمسانء أبو أوس إبراهيم بن سليمان الشمسان: الجملة الشرطية عند النحاة العرب» الطبعة الأولى» مطابع الطيار- الریاض» ١9/١‏ م. الشوكاني» محمد بن علي 01٠05١١ه]:‏ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول» تحقيق: سامي بن العربي الأثريء الطبعة الأولى» دار الفضيلة - الرياض» ١٠٠5م.‏ الشلوبين» أبو علي عمر بن محمد[555ه]: شرح المقدمة الجزولية» تحقيق الذكتورة تركى بن سهو العتبى» الطبعة الثانية» مؤسسة الرسالة- بيروت» ل ٠ ٠‏ الشيرازي» أبو إسحاق إبراهيم بن علي[515ه]: التبصرة في أصول الفقه» » تحقيق: محمد حسن هيتوء الطبعة الأولى» دار الفكر - دمشق» 19/٠١‏ م. اللمع في أصول الفقه» تحقيق محبي الدين ديب مستو ويوسف علي بديوي » دار الكلم الطيب- دمشقء الطبعة الأولى» 515١-19948١م.‏ النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة من ول مسائل التطوع إلى نهاية مسائل الاعتكاف» تحقيق: إيوان بنت سعد الطويرقي» كلية الشريعة والفراساث الا ااا جام آم ار 2 2 6۳١/7‏ وسات ماج الصدرء السيد حسن: تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» دار الكتب العراقية - الكاظمية» 7965م. ابن الصلاح» أبو عمرو عثمان بن عبدال رحمن: مقدمة ابن الصلاح» تحقيق: عائشة عبدال رحمن.دار المعارف - القاهرة. الضبي» المفضل[/7١ه]:‏ المفضليات» تحقيق: أحمد شاكر وعبدالسلام هارون» الطبعة السادسة» دار المعارف - القاهرة. م5 - هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً أبو الطيب اللغوي» عبدالواحد بن على اللغوي الحلبى [١01ه]:‏ مراتب النحويين» » تحقيق: محمد أبو الفضل را مكتبة 17 مصر- القاهرة» Vo‏ 99م ابن عبدالبر» أبو عمر يوسف بن عبدالله [57 ٤‏ ه]: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» تحقيق: مصطفى العلوي ومحمد البكري» وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية» المغرب» ۸۷١١ه.‏ القاضي عبدالجبار» قاضي القضاة عبدالجبار بن أحمد[0١‏ 4ه]: شرح الأصول الخمسة» تعليق: أحمد بن الحسين بن أبي هاشم» تحقيق: عبدالكريم عثمان» الطبعة الثالثة» مكتبة وهبة - القاهرة» ١1995‏ م. عبدالدايم» محمد هاشم: ابن الحاجب في كتابه الأمالي النحوية آراوه في الآيات القرآنية والمفصل» إشراف: شوقى ضيف جامعة القاهرة - كلية الآداب» 4م رسالة دكتوراه ). ٠‏ عبدالغني» أحمد عبدالعظيم: المصطلح النحوي دراسة نقدية تحليلية» دار الثقافة للنشر والتوزيع- الفجالة» ۹۹۰٠م.‏ العبداللطيف» عبدال رحمن بن صالح: القواعد والضوابط الفقهية المتضمنة للتيسير» الطبعة الأولى عمادة البحث العلمي بال جامعة الإسلامية» المدينة النبوية اس" ْ عبد اللطيف» محمد حماسة: لغة الشعر دراسة في الضرورة الشعرية» الطبعة الأولى» القاهرة - دار الشروق» 191957١م.‏ العسقلاني» أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر[ 7 85/ه]: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة» مراقبة: محمد عبدالمعيد ضان» الطبعة الثانية» مجلس دائرة المعارف العثمانية- حيدر أبادء ۱۹۷۲ م. فيح الباري بشرح صحيح البخاري» تحقيق: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازء دارالمعرفة - بيروت» ۷۹١١ه.‏ - 5004 هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا لسان الميزان» تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة» الطبعة الأولى» مكتب المطبوعات الإإسلامى» ۲ ١م‏ العطية» أحمد مطر: - ابن السراج ومنهجه النحوي» الطبعة الأولى» الصحوة للنشر والتوزيع - القاهرة» 9 ١١7م.‏ ابن عقيل» عبدالله بن عقيل ال همداني[79/اه]: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك» تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد, المكتبة العصرية- بيروت» ١997‏ م. العكبري» أبو البقاء عبدالله بن الحسين ٠١١1‏ ه]: التبيين عن مذاهب النحويين البصريين والكوفيين» تحقيق: الدكتور عبدال رحمن بن سليان العثيمين» الطبعة الأولى» مكتبة العبيكان- الرياض» ١57١‏ - ١٠٠۲م.‏ مسائل خلافية في النحو» تحق. محمد خير الحلواني» الطبعة الأولى» دار الشرق اللباب في علل البناء والإإعراب» تحقيق: غازي مختار طليهات» الطبعة الأولى» دار الفكر- دمشق» -١5١15‏ 1946١م.‏ العواد. دخيل بن غنيم: الإجماع في النحو العربي دراسة أصولية نحوية» إشراف: علي أحمد طلب» كلية اللغة العربية» جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- الریاض» 65١5١ه.‏ ( ماجستير). الغزالي: أبو حامد محمد بن محمد[ 0 ٠‏ 65ه] المستصفى» تحقيق: محمد عبدالسلام عبدالشافي» الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية- بيروت» 1991 م. ابن فارسء أبو الحسين أحمد [١۳۹ه]:‏ الصاحبى» تحقيق: السيد أحمد صقرء مطبعة عيسى البابي الحلبي- القاهرة» د. ت. معجم مقاييس اللغة» تحقيق: عبدالسلام هارون» دار اليل - بيروت» 6ام. الفارسي» أبو علي الحسن بن أحمد[۳۷۷ه]: الإغفال وهو المسائل المصلحة من كتاب: معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج» تحقيق: عبدالله بن عمر بن الحاج إبراهيم» الطبعة الأوللى» مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة- دبي» 7١٠٠٠م.‏ جات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً المسائل المشكلة المعروفة بالبغداديات» تحقيق: صلاح الدين عبدالله السنكاوي» وزارة الأوقاف والشؤون الدينية- العراق» د.ت. المسائل الحلبيات» تحقيق: حسن هنداوي» الطبعة الولى» دار القلم- دمشق» /141ام. المسائل المنثورة» تحقيق: مصطفى الحدري» مجمع اللغة العربية- دمشق» ١9/5‏ م. الفراء» أبو زكريا يحيى بن زياد ٠1/1‏ 7ه]: معانى القرآن» تحقيق: محمد على النجار» الطبعة الثالثة» دار الكتب والوثائق القومية- القاهرة» 1١575‏ - ۲٠٠۲م.‏ الفيروزآبادي» مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب [117/ه]: البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة» الطبعة الأولى» دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع. ابن قدامة» عبدالله بن أحمد[١57ه]:‏ روضة الناظر وجنة المناظر» شرح. عبدالقادر بن أحمد الدمشقيءالطبعة الثانية» مكتبة المعارف- الرياض» ٠۹۸٤‏ م. القفطي» جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف[5575ه]: إنباه الرواة على أنباه النحاة» تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم» دار الفكر العربي- القاهرة» الطبعة الأولى» 1985م. ابن قميئة» عمرو: ديوان عمرو بن قميئة» تحقيق: حسن كامل الصيرفي» معهد المخطوطات العربية- القاهرة» ١9765‏ م. القوزي» عوض 5751 اه]: المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري» الطبعة الأولى» جامعة الملك سعود- الرياض» ١/19١م.‏ الكرّامى» سعيد بن سلي|ان[۸۸۲ه]: تنبيه الطلبة على معانى الألفية» تحقيق: خالد بن سعود بن فارس العصيمى» الطبعة الأولى» دار التدمرية- الرياض» ۸م الكفويء أبو البقاء أيوب بن موسى [45١٠١ه]:‏ الكليات» تحقيق عدنان درويش ومحمد المصريء الطبعة الثانية» مؤسسة الرسالة - بيروت» 19١5١-199/8م.‏ الكميت» الكميت بن زيد[5 17١ه]:‏ ديوان الكميت بن زيد الأسدي, جمع وشرح وتحقيق: الدكتور محمد نبيل طريفى» الطبعة الأولى» دار صادر- بيروت» ۲۰۰۰م -5511- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا اللبدي» محمد سمير نجيب: أثر القراءات القرآنية في النحو العربي» » دار الكتب الثقافية- الكويت. الطبعة الأولى» ۱۳۹۸ -1917/8م. ابن مالك» أبو عبدالله محمد بن مالك الطائي الجياني ٦۷۲1‏ ه]: شرح التسهيل» تحقيق: عبد عبد القادر خطا وطارق فت الست الطبعة الأول داز الكسن العلمية- بيروت» ٠١٠۲م.‏ ۰ شرح الكافية الشافية» تحقيق: أحمد بن يوسف القادري» الطبعة الثانية» دار صادر- بيروت» ١٠١5م.‏ المبارك» مازن: النحو العربي» الطبعة الأولى» دار الحضارة- بيروت. المردة أبو الان عمد بن يزيد [88اه]: اللمقتضي: عفن عمل عبد خالق عضيمة» عام الكتب- بيروت» ١4171‏ - ١1١5م.‏ محسبء محيى الدين: الثقافة المنطقية في الفكر النحوي» الطبعة الأولى» مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية - الرياض»۷٠٠۲م.‏ المحمود» عبدالرحمن بن صالح: موقف ابن تيمية من الأشاعرة» الطبعة الأولى» مكتبة الرشد- الرياض» ١5946‏ م. المرادي» الحسن بن قاسم[٩‏ :لاه]: الجنى الداني ف حروف المعاني» تحقيق: فخر الدين قباوه ومحمد نديم فاضلء الطبعة الأولى» دار الكتب العلمية - بيروت» ۲.-. تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقى» الطبعة الأولى» دار إحياء الكتب العربية- القاهرة» ۹ أبو المكارم» علي: أصول التفكير النحوي(الطبعة الأولى» دار غريب - القاهرة» ۷م الملخ» حسن خميس: نظرية التعليل في النحو العربي» الطبعة الأولى» دار الشروق- عمان»» 8 ۹م -15115- هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً ابن منظور» محمد بن مكرم[١‏ ١لاه]:‏ لسان العرب» تصحيح: أمين محمد عبدالوهاب وآخرون. دار إحياء التراث العربي- بيروت. الطبعة الثالثة. ابن زیدون» تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم, دار الفكر العربي» 955١م.‏ ابن نجيم» زين الدين ابن نجيم الحنفي[ ٠117ه]‏ البحر الرائق شرح كنز الدقائق» الطبعة الثانية» دار الكتاب الإسلامى- القاهرة» IS)‏ ابن النديم: الفهرستء تعليق: إبراهيم رمضان» الطبعة الثانية» دار المعرفة- بيروت:٠/17١51١‏ -/1991م. ابن هشام» أبو محمد عبدالله بن هشام الأنصاري 511/اه]: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك تحقيق: يوسف الشيخ محمد البقاعي» دار الفكر للطباعة والنشر. عتراض الشرط على الشرطء تحقيق: عبدالفتاح الحموزء الطبعة الأولى» دار عمار - عمان» 1م شرح شذور الذهب» تحقيق: محمد يي الدين عبدالحميد, المكتبة العصرية - شرح قطر الندى وبل الصدىء تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد المكتبة العصرية - بيروت» ١51١-١1941م.‏ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب» تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد» دار الهيثمي» نور الدين علي بن أبي بكر[8017]: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» تحقيق: حسام الدين القدسي» مكتبة القدسي - القاهرة» 4امم. ابن الوراق» محمد بن عبدالله: علل النحوء تحقيق: محمود جاسم محمد الدرويش» الطبعة الأولى» مكتبة الرشد- الرياض»ء ١1199‏ م. الياني» عبدالباقي بن عبدالمجيد[57 لاه]: إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين» » تحقيق: الدكتور عبدالمجيد دياب» مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية- الرياضء الطبعة الأولى» ١505‏ -1985م. ات Ce تک هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا 8 المحلات والدوريات: عمار» ربيح: ابن مضاء القرطبي ثورة في الفقه ثورة في النحوء مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتاعية/ بسكرة» العدد الخامس» 4 ٠‏ ١م‏ القوزي» عو ض[575١ه]:‏ الأصول بين الفقهاء والنحاة» مجلة الدارة» دارة املك عبدالعزيز/ الرياض.ء العدد الرابع» 50/8 ١ه.‏ ات هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بد شرها ورقياً أو تداولها تجارياً الفهارس لالَذِينَيَظنُونَ ام مُلاقُو ويم 4 مُصَدَّقُ نا مَعَهُمْ 4 e‏ 0 ام 0 د مدعت 1 00 عع ١‏ 1 2 ا 2 0 2 3 و V۳ اميل Ia YA هذه الطبعة إهداء من المركز ولا يسمح بنشرها ورقيا أو تداولها تجاريا لفَأَمًا الذي ين اسْوَدت و جوههم أَكْفَرْثُم ‏ بَعْدَ بعد إِيَانِكُمْ 4 النساء و #قَإن كَانَ لَهُ | E‏ ةر ٥ل‏ ل الله الول يهم قَولابَلِيعَا 4 لفَأَوْلَعِكَ عَسَى الله أن يَعْفُوَ ه4 ومن يُشَاققٍ الرسُولَ من بَعْدِ ما تله ادى وبع غير سيل الؤْمنينَ نوله ما تول وَنْضْلِهِ جَهَنَمَ وَسَاءتْ مَصِيرً 4 ال لاست سار المائدة لوَامْسَحُوابِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إل الْكَعْينِ» الأعراف 5 5 نی اظ تت .. ج ا ا .ألو ا #قَالَرَبٌ مَكَائَةُ و سرف تراز ل اس ل ريه 1 1۳ ۹۹ ١ E ١6ه‎ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بد شرها ورقياً أو تداولها تجارياً التوبة هود «إن كس ِا تَحبرُون» لاسأ الْمَْيَة اي كُنَافِهَاوَالَِْْ اي امتا يها إبراهيم حراط العزيز الحويد» الله النحل اتی الله ناعم مّنَ الْقَوَاعِدِ) ۷ - 15 A۸ ۳ A۲ ۲٦ V۲ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا الآية الإسراء «عَسَى ربكم أنيرْحَكنْ» الكهف صز به وَأسْوح » العنكبوت لق الله السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض بالق » الصافات ا ل لول سي E‏ خلقكم مّن تفس وَاحِدَةٍ ثم جَعَلَ مِنْهَا رَوْجَهَا4 6 2 اکن هر قات آثّاء اليل سَاجِدًا وَقَاقَ 4 -5518- ا ٤٤ ۲ 1۷ ey VV Vé ۱۸۱ 1A۲ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً الشورى جع کُم من أَنفْسِكُمْ أَزْوَاجا ومن النّعَام أَزْوَاجا يَذْرَؤْكُمْ فيه لَيْسَ كَوثْله نَيْءٌ وهو السَّمِيعٌ البصير) الزخرف «أليْسَ لي ملك يضر لِيَقْض عَلْنَارَبْكَ»4 الجائية واوا ما هِي إِلأحَيَاثنًا الذي تعُوتُ وَتَخيا 4 الطلاق المزمل ليضف أو انقص مِنْهُ تليلاً4 - 0 0١ VV ٤ الصفحة ۱۸۱ 1۹٤ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا SUSI البينة‎ . 8# 5986 5-0 ا 5 و‎ يكن الذِينَ كفروا مِنْ أهل الكتاب وا مشر كن»‎ الزلزلة‎ فمن يَحْمَل مِثْقَالَ در حبرا بره‎ وَمَن يَحْمَل مِثَْالَ در كرا بره 1 أمتي لا تجتمع على ضلالة" "الثلتٌ» والثلث كثير" " ذكاة الجنين ذكاة أمه" " الحديث "لا تجتمع أمتي على الضلالة " "يا رسول الله لا تطاول يصبك سهامهم" جو الات "إذا لم تصطبحواء ولم تغتبقواء ولم تحتفئوا بقلاً فشأنكم بها" 77 "إن الله وتر يحب الوتر» أما ترى السموات سبعًاء والأيام سبعّاء والطواف سبعًا" ۲۸ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً قافية الباء ١ ت‎ وًاخر الميسء أَصوَات الْمَرَارِيجٍ قافية الراء و عن كد اي قافية الميم ون رقي يا هند فَالحَرٌقٌ شام V1 - عمَيْرَةَ حائصًا الشاعر (ذوالرنة) (الشماخ) (الأعشى) (أبو ذؤيب) AY 155 A٤ 1 لا رات سَاتِيدَمًَا اسْتَعْرَت من الجلِكِ يا التي تَيّمتِ قبي َا الْغْلامَانٍ اللّذانِ قرا إن إِذَا ما حدث 0 8 ١ هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجاريا قافية الهاء لله در الوم مَنْ لَامَهَا قافية الياء دكوى مل ا على سك وَأَنْتِ بَخِيلة بالود عني قول يا اللهك يا الله ر رم ورو و EE‏ ل وَمَا عَلَيكِ أَنْ تقول كلا سَبَحْتِ أَوْ صَلْيتِ يالله مَا ازدد عَلَيْنَا شَيْحنا مُسَلَا VY — الشاعر (عمرو بن قمئة) مجهول مجهول مجهول مجهول AY té TE الرسائل الجامعية 0 أثر الروافد الثقافية في التنظير النحوي يعمل مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية على تعزيز خدماته في المجالات المتنوعة لخدمة اللغة العربية وعلومهاء إذ ينطلق من رؤية موحّدة في أعماله عامة - ومنها برنامج النشر - وذلك بأن يطلق برامجه ودراساته في المجالات التي تفتقر إلى جهود نوعية؛ أو التي تحتاج إلى تكثيف العمل فيها. ويجتهد المركز في انتقاء الكتب التي تصدر ضمن هذه السلسلة؛ بأن تكون مضيفة إلى حقلها المعرفيء ومفتاحا للمشروعات العلمية والعملية: ومحققة لتراكم معرب مثر. وإذ تشيد الأمانة العامة في المركز بجهد مؤلف الكتابء تأليفاً. وتصحيحاً لمسوداته. ومراجعةً للطباعة فإنها تدعو الباحثين كافة من أنحاء العالم إلى المساهمة في هذه السلسة؛ لتتكامل مع سلاسل المركز العلمية الأخرى. ويسعد المركز بالعمل مع المؤسسات والأفراد المختصين والمهتمين في خدمة لغتنا العربيةء وتكثيف الجهود والتكامل نحو تمكين لغتناء وتحقيق وجودها السامي في مجالات الحياة. هذه الطبعة إهداء من المركز ولايسمح بنشرها ورقياً أو تداولها تجارياً 0 مركز الملك عبدالته بن عبدالعزيز الدولي ¥ لخدمة اللغة العربية The Arabic Language ص.ب ۱۲٣۰۰‏ الرياض ١١5177”‏ هات ف: 1۸ ٩411۱۱۲0۸۷۲‏ °° - ۰۹47111۱۲0۸۱1۰۹۸ البريد الإليكتروني: nash !@kaica.01g.sa‏ 9 786039 09645